إقتلاع مخالب طهران.. هل الحوثيون الهدف التالي لإسرائيل بعد حزب الله؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
رجّح خبراء أن تكون ميليشيا الحوثيين في اليمن الهدف التالي لإسرائيل بعد لبنان، مؤكدين أن تل أبيب ستتوسع إلى المناطق كلها التي توجد فيها أذرع إيران المسلحة، وهو مشروع مكتمل تسعى تل أبيب من خلاله إلى تقليم أظافر طهران.
وفي منتصف الشهر الماضي، وعلى وقع الضربات الموجهة من ميليشيا الحوثيين في اليمن باتجاه إسرائيل، خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتوعدهم بدفع "ثمن باهظ".
وفي الإطار ذاته، أكد الجيش الإسرائيلي في تصريح إذاعي بثته هيئة البث الرسمية، آواخر الشهر ذاته، على أن "وقت ميليشيا الحوثيين سيأتي، عقب الانتهاء من ميليشيا حزب الله، كون التركيز منصباً في الوقت الراهن على مواصلة الهجمات في لبنان".
*"الحوثي يجر المنطقة إلى صراع إقليمي"*
ويرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا، فياض النعمان، أن "المليشيات الحوثية المدعومة من إيران تجرّ اليمن إلى صراع إقليمي أقطابه الرئيسة إسرائيل وإيران".
وأضاف النعمان في تصريح نقله "إرم نيوز"، أن "التصعيد الحالي في المنطقة من قبل أدوات إيران ومن ضمنها ميليشيا الحوثي، ليس الهدف منه نصرة القضية الفلسطينية، كما يتم الترويج له في إعلام ما يسمى بمحور الممانعة، بل هو تصعيد عسكري وسياسي واقتصادي، لحماية النظام الإيراني من أي هجوم محتمل من قبل إسرائيل والقوى الداعمة لها وعلى رأسهم الولايات المتحدة".
وأوضح النعمان، أن "التصعيد الحاصل في المنطقة، الذي ابتدأ من غزة ثم لبنان، والذي قد يتوسع إلى كل المناطق التي توجد فيها أذرع إيران المسلحة، هو مشروع مكتمل تسعى إسرائيل إلى تقليم أظافر النظام الإيراني".
وبيّن النعمان أن "ما شهدناه من قصف إسرائيلي على موانئ الحديدة كان كردّة فعل للصلف الحوثي سواء في البحر الأحمر من استهداف خط الملاحة الدولية وقصف السفن، أو من خلال استخدام الأراضي اليمنية كمنصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية تجاه إسرائيل".
وذكر المسؤول الحكومي أن "الميليشيا الحوثية ستُقدّم اليمن أرضًا وإنسانًا ككبش فداء لمشروع النظام الإيراني، من خلال التصعيد المتزايد التي تشهده منطقتنا، وعليه فميليشيا الحوثي لا يهمها مصلحة اليمن، ولا الانعكاسات السلبية على حياة المواطن الاقتصادية والإنسانية والصحية".
وخلص النعمان، إلى أن "المشروع الجديد الذي تقوده إسرائيل، لن تنجو منه أي دولة توجد فيها أذرع إيران المسلحة، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا، وأن ما حصل في غزة أو يحصل اليوم في لبنان، سيتكرر في أكثر من دولة عربية".
*"الحوثي أوصل اليمن إلى وضع كارثي"*
وبدوره، قال رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات والإعلام عادل الأحمدي، إن "الحديث عن الانتهاء من لبنان وسوريا، أمر يستبق الأحداث، ويرتبط أصلاً بمسار الأحداث هناك".
واستدرك بأن "أولويات إسرائيل تكمن في البلدان العربية المحاذية لها، أي دول الطوق، وهي مسألة لا يمكن مقارنتها بمناطق أبعد نوعاً ما مثل اليمن".
وأوضح الأحمدي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "هناك اعتبارات تتعلق باختلاف الجغرافيا الداخلية بين اليمن ولبنان من جهة، واعتبارات الموقع الجغرافي الذي أشرت إليه من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن "الخسائر التي يتعرض لها حزب الله ومحور إيران ستُلقي بظلالها على ميليشيا الحوثيين كذراع في هذا المحور، لكن بنسبة مختلفة وبجوانب محددة".
واستدرك الأحمدي: "لا يعني بكل الأحوال أن ميليشيا الحوثيين لن تتلقى أي ضربة، بل ذلك يبدو في حكم المؤكد، مثلما رأينا في الحديدة".
وعن توقعاته لحجم الضربة، يقول الأحمدي: "لا يمكننا استباق الأحداث، ولكن المؤكد أن اليمنيين لن يكون بمقدورهم تحمل المزيد من الخسائر في المنشآت الخدمية والحيوية والاقتصادية بسبب ميلشيا الحوثيين ونيران الإسرائيليين".
ويرى الأحمدي، أن "المخرج المؤمّل لدى اليمنيين، هو أن تستعيد الحكومة الشرعية التي تمثل جميع اليمنيين، سيطرتها على أراضيها كافة وخدمة جميع مواطنيها، وهذا وحده ما سيقطع الطريق على أي اعتداءات".
وخلص الأحمدي، إلى أن "ميليشيا الحوثي أوصلت اليمن إلى وضع كارثي يفوق الوصف، ولن تكون بمنأى عن هذه الكارثة في نهاية المطاف، بل سترتد عليها، ما لم تحكم العقل، وهذا أمل بعيد".
*"احتمالية ضرب قيادات الحوثي ضئيلة"*
إلى ذلك، قلّل الصحفي، محمد الضبياني، من إمكانية حدوث ذلك، كون ميليشيا الحوثيين لا تزال تسير وفق المسار الموضوع لها، قائلًا: "ما تزال ميليشيا الحوثيين تحمل رخصة دولية لمزاولة مهنة الإرهاب والجريمة والقرصنة في اليمن، وما دامت ضرباتها لا تؤثر على إسرائيل، فإن احتمالية تلقيها ضربة مماثلة لما حدث في لبنان تبدو ضئيلة، كونها تحظى بدعم وإسناد دولي، وتمارس القرصنة وفق لعبة دولية لتعزيز الفوضى وتقويض الأمن والسلم الإقليميين، وفي الوقت الذي تخرج فيه الميليشيا عن السياق المرسوم له دوليًا والمخطط له إيرانيًّا فإنها ستتلقى ضربة مماثلة شبيهة لما حدث لميليشيا حزب الله".
ويرى الضبياني، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه: "لن يكون هناك اجتياح أو استهداف دقيق لقيادات ميليشيا الحوثيين ومقدراتها، بدليل أن هناك 700 غارة أمريكية بريطانية ضمت تحالف الازدهار ولم يُستَهدف حوثي واحد، وما تزال قيادات الميليشيا الحوثية تتحرك بكل سهولة ويسر".
لافتًا إلى أن "هذا الاطمئنان مصدره إشارات دولية واضحة بالضوء الأخضر، لاستمرار عملية التنكيل والتدمير لليمنيين، وتوسع الانتهاكات التي تطال كل فئات المجتمع، والتي كان آخرها الاختطافات الواسعة التي تعرض لها المحتفلون بثورة 26 سبتمبر/ أيلول، وقبلها الموظفون في المنظمات الأممية والدولية غير الحكومية".
وذكر الضبياني أن "قصف إسرائيل مركز في تدمير البنية التحتية لليمنيين ومقدراتهم السيادية، ولو كان لدى تل أبيب النية لاستهداف القيادات الحوثية لكانت أولى ضرباتها قد أصابت القيادات الحوثية".
وأضاف "لكن إسرائيل تدرك أن ادعاء ميليشيا الحوثيين بمناصرة غزة، ما هو إلا ورقة رابحة تتخذها الميليشيا لتوسيع قاعدتها الشعبية التي تتضاءل يومًا بعد آخر، وليس الهدف منه نصرة صادقة لغزة وما تتعرض له من عدوان إسرائيلي، لذا سيبقى الحوثيون في مأمن من استهداف إسرائيلي يتخطف قياداتهم، وستبقى ضربات ميليشيا الحوثيين الوهمية بلا أي أثر".
ولفت الضبياني، إلى أن "الميليشيا الحوثية تقود اليمن إلى مزيد من الخراب والفوضى والإرهاب والعبث، ولن ينجوا اليمنيون من هذه الكارثة إلا بتوحيد صفوفهم وتعزيز حضورهم السياسي والعسكري، والمضي نحو هدف التحرير واستعادة صنعاء، وإنقاذ 30 مليون يمني من شبح الضياع والفقر والمجاعة والمأساة".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
اليمن.. «الحوثي» يهجر أهالي 5 قرى في الحديدة
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلة 48 وفاة و8 آلاف إصابة بـ«الكوليرا» في تعز اليمنية اليمن.. الفيضانات تفاقم معاناة المدنيين وتضاعف الأزماتأفادت السلطة المحلية في مدينة الحديدة بأن جماعة «الحوثي» كثفت في الآونة الأخيرة من عمليات فرض الإخلاء التعسفي للقرى بغية حفر الأنفاق والخنادق، لا سيما في مديرية الدريهمي إلى الجنوب من المدينة الساحلية الواقعة في غرب اليمن.
وجاء في بيان للسلطة المحلية بالحديدة أن «الحوثيين» أجبروا 350 أسرة من سكان 5 قرى في مديرية الجراحي على إخلاء منازلها، وذلك تحت تهديد السلاح، لإفساح المجال أمام أعمال حفر الأنفاق وبناء التحصينات التي بدأت الجماعة القيام بها خلال الأيام الأخيرة.
ووفقاً للبيان فإن سكان تلك القرى أصبحوا يعيشون في العراء بعد أن هُجّروا بالقوة من منازلهم، كما مُنعوا من الوصول إلى مزارعهم التي تمثل مصدر الدخل الرئيس بالنسبة لهم.
وأدانت السلطة المحلية عمليات التهجير القسري التي تمارسها جماعة الحوثي منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي، وذلك «ضمن مسلسل انتهاكاتها اليومية الجسيمة لحقوق الإنسان».
وكانت مصادر محلية في منطقة المنظر الساحلية بمديرية الحوك قد تحدثت قبل بضعة أيام من الآن عن إنذارات إخلاء وجهتها جماعة «الحوثي» لسكان المنطقة تأمرهم فيها بإخلاء مساكنهم خلال 5 أيام فقط.
كما أفاد مكتب حقوق الإنسان في محافظة الحديدة بأن الجماعة عمدت إلى تهجير سكان قرى في مديرية باجل، وحولت ميناء «الخوبة السمكي» بمديرية اللُحية إلى منطقة عسكرية مغلقة ومنعت الصيادين من ممارسة نشاطهم المعتاد في الميناء ومحيطه.
وفي الأثناء شدد محللون سياسيون يمنيون على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بفاعلية أكثر لدعم الحكومة الشرعية في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة لردع جماعة «الحوثي» ووقف استهدافها الملاحةَ الدولية وتهديدها أمنَ واستقرار المنطقة والعالم.
وتتضمن الاستراتيجية الجديدة رفعَ مستوى التنسيق مع التحالف الدولي لحماية الملاحة، وحشد الدعم للتضييق على «الحوثي» عسكرياً واقتصادياً، وتحرير محافظة الحديدة، واستعادة السواحل اليمنية على البحر الأحمر.
وشدد المحلل السياسي اليمني، عادل الأحمدي، على ضرورة العمل المستمر وحشد الطاقات وإطلاق الاستراتيجيات لاستعادة اليمن من «الحوثيين» ومواجهة انقلابهم على الشرعية.
وأشار الأحمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن هذه الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية محورية في ظل الظروف والمعطيات المحلية والإقليمية، لكنها تظل بحاجة إلى دعم دولي وإقليمي بغية استعادة الدولة وإنهاء تعسف الجماعة التي تمارس شتى صنوف التجويع والإذلال والحرب ضد الشعب اليمني في مناطق سيطرتها، وصولاً إلى إكمال مهمتها متمثلةً في إقلاق الإقليم والعالَم.
واعتبر الأحمدي أن الاستراتيجية اليمنية الجديدة، التي أعلنت الحكومة اليمنية عن وضعها لردع «الحوثي» وتحقيق السلام الإقليمي، خطوة مهمة تعطي بصيص أمل لليمنيين، مشيراً إلى أن مفتاح الحلول للأزمات التي يعيشها اليمن هو استكمال تحرير البلاد بكل الوسائل من جماعة «الحوثي»، ومطالباً بضرورة تحرك دولي فاعل، وباتخاذ خطوات تُصحح الأخطاء الإستراتيجية التي وقع فيها المجتمع الدولي سابقاً.
ومن جهته، شدد المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، على وجوب طرد «الحوثي» من السواحل اليمنية وخاصة من محافظة وميناء الحديدة، وذلك بمساعدة قوات دولية وبالتعاون مع الحكومة الشرعية.
وقال الطاهر لـ«الاتحاد» إن المخاطر التي تتسبب فيها جماعة «الحوثي» جرّاء استهدافها للملاحة الدولية، تهدد بشل قطاع الصيد وحرمان أكثر من 300 ألف صياد يمني من أرزاقهم، فضلاً عن تهديد السفن العابرة، وما يترتب على ذلك من ارتفاع في أسعار الشحن عالمياً.
وشدد الطاهر على ضرورة قيام تعاون دولي لمواجهة هذه الجماعة، ولمساعدة الحكومة اليمنية في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة.
وطالب الطاهر المجتمعَ الدولي باتخاذ مواقف حازمة لردع «الحوثي»، ومساعدة الحكومة الشرعية في استعادة الدولة وبسط نفوذها على سائر أرجاء اليمن.