أصوات الناخبين العرب بأميركا مشتتة ومخاوف من تبدد أهميتها
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
واشنطن- يشهد الناخبون الأميركيون من أصول عربية وإسلامية حالة من التشتت والانقسام بشأن المرشح الذي سيدعمونه في السباق إلى البيت الأبيض، وجاء قرار اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي "آباك" (AAPAC) بولاية ميشيغان، بعدم الاختيار بين المرشحين الرئيسيين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، ليكرس الانقسام.
وذكرت اللجنة في بيان اطلعت عليه الجزيرة نت أنها "غير مستعدة للاختيار بين أهون الشرين" اللذين "أيدا الإبادة الجماعية في غزة والحرب في لبنان". وتعد تلك المرة الأولى التي تمتنع فيها اللجنة عن دعم مرشح منذ تأسيسها قبل أكثر من 20 عاما، إذ سبق أن أيدت جو بايدن عام 2020 وهيلاري كلينتون في 2016 ضد ترامب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تنجح "حيل" ماسك التسويقية في فوز ترامب؟list 2 of 2انطلاقة متعثرة لمنصة ترامب للعملات المشفّرةend of listوقالت "آباك" في بيانها "من خلال عدم التصويت لأي من كمالا هاريس أو دونالد ترامب، فإننا لا نبقى صامتين. على العكس من ذلك، نحن ندلي ببيان قوي ونبعث رسالة واضحة: نحن نرفض تأييد المرشحين الذين لا يهتمون بنا أو بمخاوفنا، ويستمرون في تقسيم أميركا، ويتواطؤون في إبادة جماعية مستمرة".
وتعد اللجنة أحدث مجموعة عربية أميركية في ولاية ميشيغان لا تؤيد مرشحا رئاسيا، مما يضغط على هاريس للخروج على سياسة الرئيس بايدن بشأن إسرائيل إذا رغبت في جذب أصوات هذه الأقلية المهمة في أحد أهم الولايات المتأرجحة.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة (@aljazeera)
من جهتها أعلنت حركة "غير الملتزمين" عدم التصويت لهاريس، وتركت أعضاءها أحرارا في طريقة تصويتهم، رغم حثها على عدم دعم ترامب.
وقبل أسبوعين، قررت "إمغيج باك" (Emgage PAC)، وهي إحدى أكبر لجان العمل السياسي الإسلامية الأميركية، دعم هاريس في السباق الرئاسي.
جدير بالذكر أن ولاية ميشيغان تضم أكبر تجمع للأميركيين العرب، فهناك أكثر من 310 آلاف شخص من أصول عربية وفقا لتعداد 2020، وأدلى أكثر من 100 ألف ناخب ديمقراطي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية في فبراير/شباط الماضي بخيار "غير ملتزمين" بدلا من التصويت لصالح بايدن.
انقلاب انتخابيقلب العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وامتداده للبنان خلال الأسابيع الأخيرة، مع دعم كامل من إدارة بايدن وهاريس، دعم العرب الأميركيين التاريخي للمرشحين الديمقراطيين رأسا على عقب. وكشف استطلاع رأي حديث أجراه المعهد العربي الأميركي أن 46% من الناخبين العرب سيدعمون الرئيس السابق ترامب، بينما قال 42% فقط إنهم سيدعمون هاريس.
في حين قال 12% ممن شملهم الاستطلاع إنهم سيصوتون لحزب ثالث، وهو ما يتناقض مع استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في سبتمبر/أيلول الماضي، وأظهر أن 29.1% سيصوتون لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
وكانت حملتا ترامب وبايدن قد ضاعفتا من جهودهما لكسب هؤلاء الناخبين العرب، وعُينت هاريس مديرة للتواصل مع الأميركيين العرب، في حين قاد جهود ترامب "مسعد بولس"، والد زوج ستيفاني ابنة ترامب، الجهود الجمهورية.
خيار ثالثويفكر بعض النشطاء الأميركيين العرب والمسلمين في دعم جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر، لهزيمة هاريس في الانتخابات، حتى لو كان ترامب سيستفيد بشكل غير مباشر من انشقاقهم عن الديمقراطيين. جدير بالذكر أن أكثر من 65% من العرب والمسلمين صوتوا لصالح الحزب الديمقراطي في انتخابات 2020.
ومن جهتها كثفت حملة ستاين جهودها خاصة في ولاية ميشيغان، وقامت بزيارة رابعة قبل أيام لمدينة ديربورن، المركز الأكبر لعرب الولاية، وكررت مقولة "أنا المرشح ضد الإبادة الجماعية".
ومن جانبه أعلن أمير غالب، عمدة مدينة هامترامك بميشيغان، وهو أميركي من أصول يمنية، تأييده لترامب.
وفي حديث للجزيرة نت، قال جيريمي ماير، البروفيسور بكلية السياسة والحكومة في جامعة جورج ميسون بولاية فرجينيا، إن "دعم إدارة بايدن وهاريس القوي لإسرائيل يضر بها مع التقدميين، وخاصة الشباب منهم، والأميركيين العرب والمسلمين خصوصا".
وأضاف أن "هناك الكثير ممن لا يستطيعون ببساطة التصويت لصالح إدارة يرون أنها تتسامح مع الكثير من القتل غير المبرر للأطفال وغيرهم من الأبرياء. سيبقى الكثيرون في منازلهم وسيصوت البعض لصالح ترامب".
ورغم أن "التصويت لصالح ترامب -لأنك غاضب من دعم إسرائيل- يشبه إطلاق النار على رأسك لأنك تعاني من صداع، لكن البعض سيفعل ذلك" كما يقول ماير.
انقسام متوقعوفي الوقت الذي يتقاسم فيه المرشحان، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، التقدم في استطلاعات الرأي بنسب تقترب من 48% لكل منهما، فإن ذلك يجعل من سباق 2024 أكثر سخونة مع احتمال انتصار أحدهما بفارق ضئيل للغاية.
وهنا تبرز أهمية كل صوت، وخاصة الكتل الانتخابية الصغيرة، ومن بينها الكتلة العربية التي يمكن لها أن تلعب دورا حاسما في ولاية أو أكثر من الولايات المتأرجحة.
وتحدثت الجزيرة نت إلى عدد من الناخبين العرب والمسلمين لاستطلاع آرائهم مع اقترب موعد التصويت في الخامس من الشهر المقبل.
وقال ناخب أميركي من أصول مصرية للجزيرة نت معقبا على قرار اللجنة العربية الأميركية بعدم دعم أي من المرشحين بالقول إنه "قرار جيد وخيار آمن في ظل الإمكانيات المتاحة". مشيرا إلى أن التبرع السياسي من العرب والمسلمين في أميركا ليس بالضخامة التي يمكن أن تحدث فارقا، أو ترجح كفة طرف على طرف آخر.
وأشار الناخب، الذي تحفظ على ذكر اسمه، "أعتقد أن الامتناع سيصب في صالح ترامب لأننا لو نحينا السياسة الخارجية تماما فسياسات ترامب الداخلية (خارج ملف الهجرة) أقرب لتصورات المسلمين والعرب سواء ما يتعلق باستفادتهم من قراراته الضريبية أو مواقفه من الإجهاض والمثليين والعابرين جنسيا".
في حين رأت أسماء سلامة، وهي ناخبة من أصول فلسطينية بولاية نيوجيرسي، أن "انقسام الصوت العربي شيء متوقع، الأهم هو زيادة نسبة المشاركة والتصويت للمرشحين المعارضين لدعم العدوان الإسرائيلي، وأن يدفعوا بجيرانهم ومعارفهم للتصويت ضد مناصري إسرائيل".
بدوره قال صلاح دياب، وهو ناخب من أصول مصرية، إن انقسام التصويت طبيعي لأن الخيارات -برأيه- كلها سيئة أو شديدة السوء، وهذا يرجع إلى طبيعة النظام السياسي الأميركي المحدود بفكرة الحزبين، مؤكدا أن التصويت لمرشح ثالث هو "تصويت غير مباشر لترامب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العرب والمسلمین الناخبین العرب ولایة میشیغان من أصول أکثر من
إقرأ أيضاً:
القادة العرب يستعدون لطرح اقتراح حول غزة بمقابل خطة الريفييرا لترامب
(CNN)-- يجتمع القادة العرب في المملكة العربية السعودية، الجمعة، كما هو مقرر وذلك للمرة الأولى لصياغة رد على خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للولايات المتحدة للاستيلاء على غزة وطرد سكانها الفلسطينيين وتحويلها إلى "ريفييرا" في الشرق الأوسط.
وقالت المملكة العربية السعودية إن الاجتماع – الذي يضم مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج العربية الأخرى – سيعقد قبل قمة عربية أكبر في 4 مارس، ومن المتوقع أن يعقب ذلك اجتماع للدول الإسلامية، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
وأعلنت مصر في الأصل عن القمة في أوائل فبراير باعتبارها "قمة طارئة"، ومن المقرر أن يتم عقد الاجتماع بعد خمسة أسابيع من طرح ترامب خطته لأول مرة، مما يظهر خلافا بين الدول العربية لصياغة موقف موحد.
وظهرت تفاصيل متضاربة حول الخطة العربية.
وذكر تقرير نشرته صحيفة الأهرام ويكلي المصرية التي تديرها الدولة أن القاهرة تقترح خطة مدتها 10 إلى 20 عاما لإعادة بناء غزة بتمويل خليجي عربي، مع استبعاد حماس من حكم القطاع والسماح لسكانه الفلسطينيين البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة بالبقاء.
وقالت صحيفة الأهرام نقلا عن مصادر مصرية إن الخطة لم تحصل بعد على الدعم الكامل من الدول العربية التي تختلف حول كيفية حكم غزة. وطلبت CNN من الحكومة المصرية التعليق.
وأعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، أن بلاده قادرة على إعادة بناء غزة بالكامل خلال ثلاث سنوات لتصبح دولة “أفضل مما كانت عليه من قبل”، دون أن يوضح كيف يعتزم تحقيق ذلك. وإذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة في الأشهر المقبلة، فإن ذلك يعني أن الرؤية يمكن أن تكتمل قبل نهاية ولاية ترامب الرئاسية.
وتشير معظم التقييمات إلى أن إعادة الإعمار الكاملة للقطاع ستستغرق وقتًا أطول بكثير.
وقال البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بيان مشترك، الثلاثاء، إنه بحسب تقديراتهم، فإن عودة الخدمات الأساسية وحدها، بما في ذلك الصحة والتعليم، فضلاً عن إزالة الأنقاض، ستستغرق ثلاث سنوات. وستستغرق عملية إعادة البناء الكاملة للجيب المدمر 10 سنوات وتكلف أكثر من 50 مليار دولار، حيث تقدر تكلفة الإسكان وحده بـ 15 مليار دولار. وقال رئيس الوزراء المصري إن خطة بلاده تأخذ تلك التقييمات في الاعتبار.
وفي الوقت نفسه، تتطلع الحكومة المصرية والمطورون العقاريون في البلاد إلى القيام بدور في عملية إعادة البناء، والتي يمكن أن تأتي بعقود تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
وقال مدبولي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر: “لدينا خبرة، وطبقناها (من قبل) في مصر.. إن القدرة على إعادة بناء قطاع (غزة) وتنفيذه بطريقة تجعله أفضل مما كان عليه قبل التدمير.. حقًا ثلاث سنوات هي جدول زمني مقبول للقيام بذلك".
وقال ترامب، الأربعاء، إنه لم يطلع بعد على الخطة المصرية.
"رحلة طويلة ومعقدة"
قال البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إنه ورغم إلحاح الدول العربية لتقديم اقتراح مضاد مقنع لترامب، إلا أن إعادة بناء غزة هي رحلة "طويلة ومعقدة".
ومن المرجح أن تحتاج إلى معالجة مسائل الحكم والتمويل بدعم دولي، وهي قضايا مثيرة للجدل قد يكون من الصعب حلها.
إن أي جهود لإعادة الإعمار ستكون عقيمة إذا فشل وقف إطلاق النار الهش في غزة، الأمر الذي سيدفع القطاع إلى الحرب من جديد.
وقال مصدر مطلع على خطط إعادة الإعمار إن التمويل قد يشمل تبرعات عامة وخاصة، من المحتمل أن تكون من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربية، مضيفًا أنه قد يكون هناك مؤتمر دولي للمانحين لغزة في أبريل.
ويمكن أن تنهار الخطة أيضًا إذا رفضت إسرائيل، التي كانت تسيطر على حدود غزة قبل وقت طويل من هجوم حماس في أكتوبر 2023، التعاون. وحتى الآن، دعمت خطة ترامب لإخلاء غزة من السكان، وأعلنت وزارة دفاعها هذا الأسبوع عن خطط لإطلاق "مديرية المغادرة الطوعية لسكان غزة" لتسهيل، كما تقول، سكان غزة الذين يرغبون في الهجرة.
وتوصلت حماس وإسرائيل إلى اتفاق الشهر الماضي بشأن المرحلة الأولى من الهدنة التي يمكن أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار. قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، إن المحادثات ستبدأ بشأن مرحلة ثانية محتملة من الهدنة – بعد أسبوعين من الموعد المقرر لبدئها.
وقالت السلطة الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية، الخميس، إنها مستعدة لحكم غزة بعد الحرب، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا، ومن غير المتوقع أن تشارك السلطة الفلسطينية في الاجتماع السعودي، الجمعة.
وقد أرسلت حماس رسائل متضاربة حول الدور الذي تراه لنفسها في غزة بعد الحرب. خلال عطلة نهاية الأسبوع، أرسل مسؤول كبير في حماس، أسامة حمدان، رسالة تحدي، قائلاً خلال مقابلة في قطر إن الحركة ستقرر بنفسها من سيحكم غزة. لكن حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، قال هذا الأسبوع إن الحركة "لا تتشبث بالسلطة".
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المدعومة من الدولة المصرية، السبت، أن مصر تعمل على تشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على إعادة إعمار غزة.
في غضون ذلك، قالت قطر إن الفلسطينيين يجب أن يقرروا من سيحكمهم في المستقبل.
الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من الدول العربية القليلة التي أعربت عن استعدادها للنظر في دور في غزة ما بعد الحرب بناء على دعوة من السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها ومع التزام من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقبلية، ورفضت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين.
لكن حماس حذرت من أنها ستعامل أي شخص يأخذ مكان إسرائيل في غزة كما تعامل إسرائيل، داعية دول المنطقة إلى عدم التحول إلى "عملاء" لإسرائيل.