لجريدة عمان:
2024-12-27@03:17:58 GMT

من عاصمة للفنون.. إلى حفل موسيقي في كوكب صفر

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

يا سامعين الصوت ردوا عليّا..

حد شاف لي مخلوق يسأل عليّا

أسمر وكله حلا.. يخطر ومشيه دلا.. يا سامعين الصوت.

أظن أن الكثير من الناس لم يسمعوا بالفنانة العدنية فتحية الصغيرة صاحبة هذه الأغنية الجميلة التي اجتاحت المسامع في اليمن على الأقل في الثمانينات من القرن العشرين.. هناك الكثير من الأسماء المهمة في الموسيقى التي اختفت عندهم وعندنا، والأسباب كثيرة ومختلفة متنوعة.

ولكن حتى الآن الاحتراف المهني الموسيقي «ما يأكّل عيش» في بلادنا وبعض بلدان الجزيرة العربية. والفنان معرّض لكل التقلبات والظروف، وقد عايشت بنفسي في مطلع هذا القرن المرحلة العصيبة التي مر بها سفير الأغنية العمانية الفنان المغفور له سالم بن علي سعيد. فلا يمكن في الوقت الحاضر الاعتماد على هذه المهنة اعتمادا كاملا لتوفير سبل العيش دون مساعدة وظيفة أخرى تدر دخلا ثابتا لصاحبها، ولعل الأمر كذلك ينطبق على الفنون الأخرى. إن الحاجة الاجتماعية والثقافية للموسيقى والموسيقيين مؤشر اقتصادي من المهم التخطيط لتفعيله وإدراجه في المنظومة الاقتصادية والموازنات العامة ليس من باب «الترفيه» المصطلح الشائع هذه الفترة بل من باب الصناعة والقوة الناعمة، ونحن المشتغلين في هذا المجال نواجه بسبب هذا القصور تحديات كثيرة لإبقاء نشاطنا مستمرا مع تقديرنا العالي للجميع.

وتوظيف اقتصاد الموسيقى في المنظمة الاقتصادية العامة يخدم بشكل مباشر قطاعا واسعا من المجتمع، بل وكل المجتمع، ولعل جعل المدن العمانية عواصم للفنون سيعطي زخما قويا للفنون عامة بأنواعها ومختلف توجهاتها الثقافية، فهذا الأمر لا يقتصر على الموسيقى فحسب بل وكذلك الفنون التشكيلية والمسرح والسينما والنحت وجميع أنواع الممارسات الفنية التي تجعل من مدننا الجميلة أجمل. كم عدد تلك الفوائد التي ستُجنى من مدن الجمال هذه؟ ستأتي الوفود من كل مكان إلى زيارتها، وستندهش من روائع الفن فيها، التي ستكون أروع وأسمى بزينة وأخلاق العُمانيين النبيلة والكريمة.. هنا جمال وخلق.

وكما أن معايير الجمال لها علاقة مباشرة بالأشكال والمظاهر المادية والصوتية، فإنها كذلك لها علاقة بالفكر والأفكار التي قد تأتي في مقطوعة موسيقية كما هو الحال في القصيدة، واللوحة التشكيلية، والمنحوتة والتصميم المعماري وغير ذلك من الأعمال الفنية والأدبية، فهذه هي قوة الجمال والفنون. أليس جميلا مثلا كتابة نص شعري عُماني رائع على مجسم صخري منحوت من فنان مبدع يزدان به مكان ما في المدينة؟

وقد تبهر مدن الفنون ليس فقط البشر وتستقطب أعدادا كثيرة منهم بل وربما كذلك زوارا من نوع مختلف من خارج كوكبنا لمشاهدة أفعالنا وبناء علاقات فنية مع الفنانين والسكان. وقد تخيل الباحث أوليفر ساكس في كتابه «نزعة إلى الموسيقى» حضور فضائيين حفلا موسيقيا، ولكن ليس بسبب جمال مدينة بل فضول منهم لمشاهدة هذه الخصوصية البشرية العجيبة، الأمر الذي دفعهم «للنزول إلى سطح الأرض لحضور حفلة موسيقية فيستمعون بتهذيب، وفي النهاية يهنئون المؤلف الموسيقي على إبداعه بينما لا يزالون يجدون الأمر بأكمله غير مفهوم، فهم كنوع من الأنواع يفتقرون إلى الموسيقى».

مدن الجمال والفنون ستسعد سكانها في المقام الأول كما ستسعد زوارها حتى لو كانوا فضائيين فهم حتى وإن كانوا حسب الاقتباس أعلاه واجهوا صعوبة في فهم هذا السلوك البشري المتفرد، ولكن يجوز لنا أيضا أن نوسع خيالنا إلى حد التطلع إلى أن نشارك مع فضائيين حفلا موسيقيا جميلا وفي مدينة جميلة، وأتطلع أن أكون أول المشاركين مع هؤلاء الفضائيين والاستماع إلى موسيقاهم، فربما تتوطد علاقاتنا كفنانين أرضيين وفضائيين ونسافر عبر واحدة من محطات السفر الفضائية العمانية، ونقدم حفلا بهيجا في بلادهم التي لا شك أنها بعيدة جدا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اللجنة الإشرافية لبرنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة تناقش المبادرات والتطورات المستقبلية

"عُمان": عقدت اللجنة الإشرافية لبرنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة اجتماعها الرابع لعام 2024 برئاسة صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، الرئيس الفخري للبرنامج، وبحضور أعضاء اللجنة.

واستعرضت اللجنة الموقف التنفيذي للقرارات المعتمدة في الاجتماع الثالث لعام 2024، وناقشت العديد من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال. كما اطلع سموّه على التقدم المحرز في مبادرات البرنامج، والتي تهدف إلى تحفيز وتطوير قطاع الشركات الناشئة في سلطنة عمان.

مبادرات البرنامج

تناولت اللجنة المبادرات الرئيسة في محور بناء القدرات، ومن أبرزها إنشاء وتفعيل صندوق رأس المال الجريء تحت مظلة صندوق عُمان المستقبل. كما تم تنفيذ مسرعة الشركات الناشئة العمانية الواعدة بالتعاون مع أكاديمية الابتكار الصناعي ومدائن، حيث تحتضن هذه المسرعة 40 شركة ناشئة. بالإضافة إلى إنشاء مسرعات تخصصية مع المجموعات القابضة التابعة لجهاز الاستثمار العماني. كما تم تقديم منح مالية استفادت منها 75 شركة ناشئة و33 شركة طلابية، بمبلغ إجمالي بلغ 600 ألف ريال عماني. وفيما يتعلق بالمستثمرين الملائكيين، نفذت الهيئة برنامجًا بالتعاون مع "استدامة" لدعم نمو الشركات الناشئة وتوسيع ثقافة التمويل المبتكر.

كما ناقشت اللجنة محور البيئة التشريعية الداعمة، حيث تم إصدار 116 بطاقة للشركات الناشئة، وتوفير 12 حافزًا للمستفيدين من هذه البطاقة. كما تم أيضًا صياغة وإصدار قانون الشركات الناشئة، وتقديم دراسة تحليلية حول منظمة الشركات الناشئة في سلطنة عمان.

كما ركزت اللجنة على تعزيز ثقافة ريادة الأعمال من خلال عدة مبادرات تعليمية، بما في ذلك إعداد مواد تعليمية للطبة في المدارس والجامعات، وتنفيذ معسكرات "أفكار المشاريع الناشئة" التي استهدفت أكثر من 1500 طالب وطالبة في مختلف المحافظات. كما تم إطلاق لعبة تعليمية عن الشركات الناشئة، وإصدار 10 قصص للأطفال حول ريادة الأعمال.

كما ناقشت اللجنة مشروع قانون الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية، والذي يهدف إلى تعزيز الابتكار، وتحفيز الاستثمار، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الرقمي في سلطنة عمان. كما تم استعراض الحوافز والتسهيلات المقدمة لهذه الشركات وسبل تعزيزها لتحقيق أهداف البرنامج.

مقالات مشابهة

  • رحيل دولسي.. خسارة أحد أقوى الأصوات في الموسيقى المكسيكية
  • اللجنة الإشرافية لبرنامج الشركات الناشئة العمانية الواعدة تناقش المبادرات والتطورات المستقبلية
  • الشبراوية طعم تاني.. عاصمة الوحدة الوطنية تحتفل بالعام الجديد
  • وصل لاستطالته العظمى.. كوكب عطارد يُزين سماء اليوم
  • سكة البوش.. جسر بري لاستقبال القوافل التجارية القادمة إلى صور قديماً
  • “فلكية جدة” ترصد كوكب عطارد يُزين سماء اليوم
  • بدء تصوير المسرحية العمانية "أبوحاير حاير"
  • الليلة.. حفلة موسيقية على مسرح معهد الموسيقى العربية
  • أغرب من الخيال.. بلاد ما بين النهرين مزار لرسل من كوكب “نيبيرو”!
  • جوقة جامعة الروح القدس تحيي حفلة الميلاد بمزيج موسيقي مميّز