كنيسة الميراني ودورها في حملات التنصير
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
قريبا عزيزي القارئ سيتاح لك الدخول إلى القلعة البرتغالية، قلعة الميراني وكنيستها، التي كانوا يطلقون عليها «قلعة مسقط» من كانت لملوك البرتغال والإسبان على السواء أهم القلاع في تاريخهم الاستعماري بالمنطقة، وتم بناؤها في القرن 16م، وباهتمام كبير المستوى من الملوك المذكورين أعلاه، حيث كانوا يحرصون على متابعة تحصيناتها ومعرفة آخر التطورات فيها، ولا يستطيع أي برتغالي أن يحكم القلعة، إلا بمرسوم ملكي يصدر من لشبونة أو مدريد لاعتلاء هذا المنصب، كما كانوا يسمحون بتوريث مسؤولية القلعة لبنات القادة عقب وفاتهم في بعض الأحيان، وقد وجدت في وثائقهم ما يشير إلى ذلك بل أن مسقط حكمتها أكثر من امرأة برتغالية كان الملك يقول في أسباب التعيين أنه كمهر يساعدهن على اختيار الزوج المناسب ليتولى فيما بعد مسؤولية القلعة.
ونلاحظ أنه منذ عام 1507م، كانت وثائقهم تشير إلى جرائمهم الاستعمارية والتفاخر بها، ولكن بعد عام 1624م وجدت هناك تحولا جذريا للبرتغاليين وملكهم الإسباني فقد قلّلوا من ذكر جرائمهم في المناطق التي استعمروها لا سيما ونحن نتحدث عن الساحل العماني ومركزها الأساسي مسقط، وصحار، وكان الصراع وقتها على أشده بينهم وبين الفرس والإنجليز و(الهولنديين)، في الوقت الذي اتفق فيه أهل عمان وتحديدا علماء الحل والعقد أن ينصبوا الشاب ناصر بن مرشد اليعربي قائدا على العمانيين كافة عام 1624م، ولكنه واجه مشاكل عديدة وصعبة للغاية في توحيد الداخل العماني تحت سلطته ليستمر 10 سنوات تقريبا حتى نجح بتوحيد البلاد والقضاء على المتعاونين مع البرتغاليين في مدن الساحل العماني ما عدا مسقط نتيجة وفاته.
كان النهج الذي يسير عليه المستعمر وقتها وهو يترنح من الضربات أن يثبت أقدامه في مسقط بعدما فقدوا هرمز بيد الفرس وتعرضوا للكثير من الهجمات من أعدائهم الإنجليز و(الهولنديين) وكذلك العمانيين من الداخل.
فكان الإغراء الديني لتنصير الأهالي هو الهدف الأسمى لكسب التعاطف والشرعية، لذا أصبح للرهبان دور كبير في محاولة إبراز مزايا الدين المسيحي للجميع، فكانت الفكرة لبقائهم أطول هو كسب مزيد من الاتباع من خلال أبرز الرهبان القادمين من لشبونة والذين كانوا في مسقط يتخذون من كنيسة قلعة الميراني المركز الرئيسي من أجل حملات التنصير بالمنطقة.
فكانوا يكتبون لملوكهم بتلك الوثائق التي يبعثونها إلى لشبونة ومدريد بأنهم يحاولون إنقاذ الأهالي من المسلمين ومن ديانتهم التي بدأت تنتشر مثلا في إفريقيا وبالأخص موزمبيق وممباسا.
ولقد فشل هذا الاستعمار طوال أكثر من 140 سنة من أن يقنع العمانيين الذين وقعوا تحت قبضته من الدخول للمسيحية، وذلك نتيجة جرائمهم التي مارسوها بحق الأبرياء، ولك عزيز القارئ أن تعلم بأنهم وحينما يريدون تعزيز مواردهم يترصدون لسفن التجار المسلمين وكذلك قوافل الحجاج عند البحر الأحمر ليسرقوها ويأسروا من فيها أو يقتلوه بالإضافة إلى نهبهم للقرى والأهالي الضعفاء الذين يقعون في دائرة حكمهم، وهذا ديدنهم منذ بدايات بلائهم في المنطقة بقيادة فاسكو دي جاما والبوكيرك فيما بعد وغيرهم الكثيرين طوال فترة استعمارهم، وإنه لمن العجب أن نرى في بعض المناهج الدراسية لدينا تشير إلى أن فاسكو دي جاما كان مستكشفا جغرافيا!
بل كان مجرم حرب مارس القتل والشناعة اتجاه القرى المسلمة وسفن الحجاج، بل كان من ضمن السفّاحين الذين اقتحموا واحتلوا صحار وفق ما تشير له وثائقهم التي اطلعت عليها.
ورغم كل ذلك لا أنكر حقيقة أن البعض منا وقتها قد تأثروا بهم وفق الظروف والمصالح التي أجبرتهم على ذلك، فمنهم من خان والتحق بخدمتهم، ومنهم من أجبره الخوف وتنصر وفق سجلاتهم بأمر راهب كنيسة الميراني التي أبقاها الإمام سلطان بن سيف اليعربي بعد تحرير مسقط عام 1650م.
وقد وجدت وثيقة برتغالية وردت بموسوعة الوثائق البرتغالية في بحر عمان تشير إلى بعض من تنصروا وغيروا أسماءهم بيد الراهب فرنسيشكو المسؤول عن دير نوسا سنيور ادا جارسيا والمقيم في قلعة مسقط في الأعوام 1624-1625-1626م ونلاحظ أنهم كانوا يشيرون للعمانيين بكلمة العرب أو المسلمين كعادة كل وثائقهم، كما نلاحظ أن أغلب الأسماء الواردة هنا من الإناث وأعتقد شخصيا أن السبب في ذلك علاقة الزواج التي تمت بينهن وبين البرتغاليين أو نتيجة استعباد أهاليهن لفترات طويلة، وهنا نبذة عن الأسماء القليلة الواردة بالوثيقة:- في 11 فبراير1624م عمدت إيناش العربية - وفي 9 أبريل 1625م عمد فرناندو العربي - وفي 2 مايو 1625م عمد جونصالو العربي - وفي 5 أغسطس 1625م عمدت باولا العربية - وفي 27 أغسطس 1625 عمدت مونيكا المسلمة، وفي نفس اليوم عمدت مريا العربية - وفي 11 ديسمبر عمدت مريا العربية وعمرها 25 سنة وهي من مسقط، وآنا العربية كذلك عمرها 22سنة - وفي 9 مارس 1626 عمد فرنسيشكو ولويزا العربية - وفي 2 أبريل 1626عمد العربي نكلاو.
هذه نبذة عن الشخصيات التي كانت في الوثيقة الأصلية برفقة مجموعة كبيرة من أهل فارس الذين تنصروا في مسقط.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
جنود إسرائيليون يقتحمون كنيسة في جنوب لبنان
أقدم جنود إسرائيليون على اقتحام كنيسة في جنوب لبنان، على وقع رقصات ساخرة تستهزئ بمراسم الزواج المتبعة عند المسيحيين في لبنان.
وانتشرت فيديوهات اليوم الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من جنود لواء غولاني الإسرائيلي وهم يقتحمون كنيسة دير ميماس الأرثوذكسية في جنوب لبنان، واحداً تلو الآخر، بينما يتراقصون ويغنون، ثم أقاموا مشاهد تمثيلية تسخر من طقوس زواج المسيحيين.
الجنود الاسرائليون يدنسون كنيسة دير ميماس في الجنوب ويسخرون من مراسم الزواج الكنسي.
بس هيدي رح تقطع. بيعتبروها الشباب تصرفات فردية وبكرا حدا بقلي "اعتذروا يا برو" pic.twitter.com/D9VkhhapFJ
وظهر في الفيديو، جندياً وهو يسأل آخراً بسخرية عن اسم العروس واسم العريس، ومدة العلاقة بين الاثنين قبل الزواج، قبل أن يقفز جندي ثان ويعلن حبه للعروس، وسط حالة من الضحك والهرج والمرج.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي اقتحم بلدة دير ميماس في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف في محاولة لحصار مدينة الخيام التي تجري فيها حتى الآن اشتباكات ضاربة مع حزب الله.
وأثار الفيديو الاستفزازي سخط اللبنانيين، ودفع بعضهم إلى الرد عليه بانتقادات حادة، وتحذيرات من التهاون مع هذه الاعتداءات التي تمس بكرامة كل المسيحيين في العالم.
هؤلاء المجرمين القتلة داخل كنيسة #دير_ميماس يسخرون من الرباط المقدس أمام المذبح.
ويسخرون من الطهر مريم العذراء.
لحد هلق لا بيان لا استنكار من أحد.#لبنان #جنوب_لبنان pic.twitter.com/Qclsomgj7v
وقالت مصادر لبنانية، إن الجيش الإسرائيلي انسحب من شمال وشرق وجنوب البلدة بعد اقتحام استمر 4 أيام، في حين بقي جزء من القوات في غربها الذي يشهد اشتباكات مسلحة.