نافذة على التاريخ.. المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم.. رئيس القسم التعليمي: الفاترينات تروي قصة الحضارة
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل العالم اليوم باستقبال واحد من أكبر المشاريع الثقافية في التاريخ الحديث، حيث تم افتتاح عدد جديد من قاعات العرض في المتحف المصري الكبير، وذلك ضمن المرحلة التجريبية لتشغيل المتحف، ويقع المتحف المصري الكبير غرب القاهرة، على بعد كيلومتر فقط من أهرامات الجيزة، ويقام على مساحة 117 فداناً، ليكون أكبر متحف أثري في العالم مُخصصًا لحضارة واحدة، ويضم المتحف أكثر من 50,000 قطعة أثرية تعود للحضارة المصرية القديمة، منها حوالي 18,000 قطعة معروضة في صالات العرض، بينما تُحفظ البقية في مخازن المتحف.
يحتضن المتحف المصري الكبير المجموعة الكاملة و الخزائن الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي يتم عرضها في مكان واحد لأول مرة في التاريخ، تتضمن المجموعة أكثر من 5,500 قطعة أثرية، بعضها لم يعرض للجمهور من قبل، مما يجعل هذا المعرض من أكثر الأقسام جذبًا للزوار في المتحف.
تصميم معماري يجمع بين الماضي والحاضرالتصميم المعماري للمتحف يُعتبر من أبرز مميزاته، حيث يتخذ المبنى شكل مثلث مشطوف يتماشى مع محوري أهرامات الجيزة، في تجسيد لفلسفة تربط بين الحضارة القديمة والعصر الحديث، واجهة المتحف مصنوعة من الرخام المصري المستخرج من محاجر سيناء، وهي مزينة بأسماء ملوك مصر القديمة.
المسلة المعلقة وتمثال الملك رمسيس الثانيمن أبرز معالم المتحف، هي المسلة المعلقة للملك رمسيس الثاني، والتي تُعد الأولى من نوعها في العالم، وإلى جانبها، يُعرض التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني الذي يُعتبر أحد أعظم الفراعنة في التاريخ المصري، والذي حكم مصر خلال فترة المملكة الحديثة،
افتتاح ثلاث قاعات رئيسيةقالت الدكتورة إيناس كريم، رئيس القسم التعليمي بالمتحف المصري الكبير، إنه سيتم افتتاح ثلاث قاعات رئيسية تتناول ثلاث موضوعات رئيسية: المجتمع، الملكية، والمعتقدات، تمتد هذه المواضيع من عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الرومانية واليونانية، و تنقسم القاعات الرئيسية الثلاث إلى 12 قاعة صغيرة، مصطفة في أربعة صفوف أمام بعضها البعض، تتناول القاعات الثلاث الأولى عصور ما قبل التاريخ، والدولة القديمة، وعصر الانتقال الأول، بينما تركز القاعات الثلاث التالية على عصور الدولة الوسطى وعصر الانتقال الثاني.
وتتناول الثلاث قاعات الأخرى عصر الدولة الحديثة وعصر الانتقال الثالث، بينما تتناول القاعات الثلاث الأخيرة العصر المتأخر والعصر اليوناني والروماني.
موضوعات القاعات الصغيرةوأضافت في تصريح خاص لـ “ البوابة نيوز” أن القاعات الصغيرة تتناول مواضيع فرعية تدعم أفكار واجهات العرض (الفاترينات) الموجودة داخل تلك القاعات، فعلى سبيل المثال في القاعة الأولى التي تتناول "المجتمع" كموضوع رئيسي، توجد فاترينات تعرض الأفكار الفرعية الخاصة بالقاعة، حيث تشير إلى أن الحضارة المصرية بدأت منذ أكثر من 700,000 عام، فتعرض واجهات العرض الموجودة بالقاعة مراحل تطور المجتمع منذ بداية الحضارة، فتشمل كل فاترينة مراحل تطور الإنسان المصري والأدوات التي ساعدته في بناء الحضارة، بالتوافق مع التسلسل الزمني الموزع على القاعات، من الأدوات الزراعية، إلى أدوات الصيد والطهي، وصولاً إلى تطور الكتابة والمهن التي تميزت بها مصر.
و أشارت إلى أن هذا التطور شمل أيضاً المجال الفكري في جميع المجالات، بما في ذلك الدينية والثقافية، كما احتوت الفاترينات على تطور المظهر الخارجي للمصري القديم من ملابس وإكسسوارات وأدوات زينة، تشمل التطورات أيضًا أدوات الصيد والطهي والصناعة، وحتى استراتيجيات التجارة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تشغيل المتحف المرحلة التجريبية أهرامات الجيزة توت عنخ أمون المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
كأس الخليج نواة التطور والنجاح عبر التاريخ
عمرو عبيد (القاهرة)
«أكثر من مجرد بطولة كروية»، تلك حقيقة كأس الخليج العربي، التي انطلقت قبل ما يزيد على «نصف قرن»، ولم تقتصر أهمية وتأثير «خليجي» على التنافس بين الأشقاء في لعبة رياضية، هي الأكثر شعبية في العالم كله، بل كانت «النواة» التي تكوّنت حولها سلاسل من التطوير والتقدم والاستثمار، شملت فنيات كرة القدم ومؤسساتها ومنشآتها وإعلامها، مع مزيد من التعاون والتقارب والتكاتف بين الأخوة في «خليج واحد».
ومن استاد «مدينة عيسى»، الذي بات يُعرف الآن باسم ملعب مدينة خليفة الرياضية، انطلقت «خليجي» في نسختها الأولى عام 1970، في ملعب رملي قديم، وبافتتاح تقليدي بسيط، يتماشى مع ذلك العصر القديم وقتها، واليوم يظهر ذلك الملعب «التاريخي» في حُلة حديثة باهرة، بعدما تم تجديده في عام 2007، بتكلفة بلغت 24.4 مليون دولار آنذاك، وشملت عملية التطوير تحول أرضية الملعب إلى العشب الطبيعي، وبناء مدرجات جديدة وملاعب لرياضيات أخرى، وتوسعة المنشآت لبناء قاعات جديدة، وهو مثال لما وجهته «خليجي» من دعوة لانطلاق جميع دول الخليج نحو الاستثمار الرياضي، وإنشاء مُدن رياضية ضخمة، باتت «عالمية» الشهرة والسُمعة، واستضافت عشرات البطولات الكبرى.
في كل دولة خليجية، تظهر المدن الرياضية والملاعب الحديثة الرائعة، مثل مدينة زايد الرياضية، التي ظهرت للنور قبل 44 عاماً، في 1980، وشهدت مراحل متطورة عديدة، عبر سنوات طويلة، بين تجديدها عام 2009، ثم توسعتها في 2017، بتكلفة 550 مليون درهم، حتى صارت أحد أهم وأكبر المدن الرياضية في المنطقة العربية، وتملك سمعة عالمية رائعة، مكنتها من تنظيم كبرى البطولات الكروية، منها كأس آسيا، وكأس العالم للأندية وكأس العالم للشباب، وبالطبع «خليجي»، بجانب بطولات الألعاب الأخرى، لما تتمتع به من منشآت وملاعب متنوعة.
وعلى غرار التطور الهائل الذي شهدته المنشآت الرياضية الإماراتية، انطلقت كل دول الخليج في المسار نفسه، ولم يكن غريباً بعدها أن تستضيف الإمارات بطولات سباقات «الفورمولا-1» وكأس العالم للكرة الشاطئية، وبطولات التنس والجوجيتسو، وغيرها من البطولات العالمية، وكان تنظيم قطر في عام 2022، لأحد أفضل نُسخ كأس العالم لكرة القدم، باعتراف العالم، أحد الفعاليات الرياضية الكبرى، التي يدين فيها الخليج كله بالفضل إلى كأسه التاريخية التي انطلقت عام 1970، ودفعت الجميع نحو التطور المُستمر، وهو ما ينتظره الجميع في عام 2034، عندما تحتضن السعودية «المونديال».
«خليجي» كانت البذرة الناجحة، التي نمت وغذّت الكرة العربية، في الوقت الذي جذبت خلاله كل أخوة الخليج إلى التجمع والتعاون المستمر، ومن مشاركة 4 منتخبات في النسخة الأولى، عام 1970، زاد العدد في عام تلو الآخر، حتى اكتمل العقد بأكمله طوال العشرين عاماً السابقة، بمشاركة مستمرة من 8 منتخبات، منذ 2004 حتى الآن.
وشهدت البطولة عبر تاريخها الكثير من التغيرات الفنية، لمصلحة الكرة العربية، حيث ظل منتخبا الكويت والعراق محتكرين لكؤوس البطولة بين 1970 و1990، حتى نجح المنتخب القطري في كسر ذلك الاحتكار بعد فوزه بلقب 1992، تبعه شقيقه السعودي بالتتويج عام 1994، ثم ارتدى منتخب الإمارات ثوب «البطل الجديد» عام 2007، قبل أن يُتوّج شقيقه العُماني في «نسخة 2009»، وكان البحرين هو آخر «الأبطال الجدد»، الذي حصد لقبه الأول عام 2013.
وخلال تلك السنوات، أسهمت «خليجي» في تغيير خريطة المنافسة الكروية على الصعيد العربي، وفي النطاق الآسيوي، إذ إن المنتخبات التي كانت تخسر المباريات بنتائج كبيرة، تطورت وقفزت بخطوات واسعة حتى بلغت منصات التتويج لتعانق ميداليات الذهب في الكأس الخليجية، وامتد أثر ذلك على مستواها وقوتها في المنافسات القارية والعالمية، إذ بات منها أبطال للقارة الآسيوية، ونجح أغلبها في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ومن لم ينجح منهم في بلوغ «المونديال»، كان في «خليجي» أحد الأبطال.