نظمت جامعة قناة السويس، ندوة تثقيفية بعنوان “التوعية بالتغيرات البيئية والمناخية”، وذلك في إطار مبادرة “بداية” التي تهدف إلى نشر الوعي البيئي بين الطلاب والمجتمع

يأتي ذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، وإشراف عام الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة

وعُقدت بالتعاون بين جامعة قناة السويس وإدارة تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان بمديرية التربية والتعليم، كجزء من برنامج مبادرة “بداية” تحت شعار “مدرستنا أحلى بالقيم”، الذي يهدف إلى توعية الطلاب بحقوق الطفل والمرأة وذوي الهمم، من خلال ورش عمل تفاعلية ضمن مبادرة “بداية جديدة” لبناء الإنسان

وأكد  الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، أن تأثير التغيرات المناخية أصبح واقعا يعيشه العالم بأسره، خاصة في ما يتعلق بالتربة والمياه، وأن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضافر الجهود، مشيرا إلى أن البحث العلمي يلعب دورا محوريا في إيجاد حلول استباقية للتصدي لهذه التغيرات.

من جانبها، أوضحت الدكتورة دينا أبو المعاطي، أن اختيار موضوع التغيرات المناخية جاء ضمن سلسلة من الندوات التثقيفية التي تهدف إلى توعية الطلاب بكيفية مواجهة هذه التحديات البيئية، والحفاظ على البيئة من خلال مبادرات مثل “بداية"، مشيرًا إلى أهمية تعزيز وعي الأجيال الشابة بأهمية دورهم في حماية البيئة والمشاركة في جهود الحفاظ على مواردها.

جاء ذلك تحت إشراف الأستاذ الدكتور عادل السعدني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، والأستاذ الدكتور حسن نور وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

أدار الندوة الدكتور عمرو محمد نجيب ، مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية،  وقد تناولت الندوة موضوعات متعددة، من بينها التعريف بالبيئة وأنواعها، وأهم المقومات التي تسهم في تحقيق بيئة سليمة، مع التركيز على كيفية الحفاظ عليها من التلوث

وناقشت الندوة أهمية ترشيد استهلاك مصادر الطاقة مثل المياه والكهرباء والغاز الطبيعي، ودور الطاقة المتجددة في الحد من التلوث البيئي، مع تقديم أمثلة واقعية حول كيفية الحفاظ على البيئة.

الندوة التي أُقيمت في مدرسة مؤمن نعمان الابتدائية، حققت نجاحًا كبيرًا في جذب اهتمام الطلاب والمشاركين. وقد تم تنظيم الندوة بإشراف الأستاذة إيفون حبيب، مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة قناة السويس، بالتعاون مع شيماء نصر مدير ادارة تكافؤ الفرص وحقوق الانسان بمديرية التربية والتعليم؛ لتكون هذه الفعالية خطوة جديدة في إطار جهود الجامعة لتعزيز الوعي البيئي والتنمية المستدامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة قناة السويس ندوة التربية والتعليم التوعية التغييرات المناخية المدارس الاسماعيليه بوابة الوفد الإلكترونية جامعة قناة السویس

إقرأ أيضاً:

موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس

 

 

إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي

في لحظة تاريخية راقية جمعت بين عراقة الحضارة المصرية وسحر الدبلوماسية العُمانية، عبر السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- قناة السويس على متن يخته السلطاني "آل سعيد"، في مشهدٍ مهيب استقبله فيه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مُبارك.

لم يكن عبورًا مائيًا فحسب، بل عبورًا فنيًا وثقافيًا عابرًا للزمن، حين عزفت الفرقة الموسيقية السلطانية الخاصة معزوفة "موكب النصر" من أوبرا "عايدة"، في دلالة ذكية على ربط الحاضر بروعة الماضي، والاحتفال بمجدٍ بُعث من جديد.

في تلك الأمسية، لم تكن الأنغام التي انبعثت من سطح اليخت مجرد موسيقى كلاسيكية. كانت رسالة حضارية مشبعة برمزية الزمان والمكان، أراد من خلالها السلطان قابوس، الرجل الذي امتزجت في شخصيته الحكمة الشرقية والذوق الأوروبي الرفيع، أن يُحيي ذكرى لحظة خالدة من تاريخ مصر العظيم، حين افتُتحت قناة السويس في 17 نوفمبر 1869، في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان يتوق لتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا؛ بل الأجمل، حضارةً وفنًا.

كان الخديوي إسماعيل قد دعا ملوك وأمراء أوروبا وغيرهم لحضور افتتاح القناة، ذلك الإنجاز الهندسي العظيم الذي ربط البحرين الأحمر والمتوسط، وأعاد تشكيل خريطة التجارة العالمية. وفي أوج الاحتفالات، أراد إسماعيل أن يقدم للعالم تحفة فنية تليق بمصر، فكلّف الموسيقار الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي بتأليف أوبرا خاصة تُعرض في دار الأوبرا الخديوية الجديدة بالقاهرة. وهكذا وُلدت أوبرا "عايدة".

ورغم نية الخديوي عرض "عايدة" في حفل افتتاح قناة السويس، حالت الحرب الفرنسية البروسية دون إيصال الأزياء والديكورات من باريس في الوقت المناسب. فتم تأجيل العرض، وبدلًا من "عايدة"، قُدمت أوبرا "ريغوليتّو" في افتتاح دار الأوبرا. أما "عايدة"، فقد رأت النور لاحقًا، في 24 ديسمبر 1871، بعرضٍ مهيب في القاهرة، لتصبح واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية في التاريخ.

الموسيقار جوزيبي فيردي (1813- 1901)، الذي يعد أحد أعمدة الفن الأوبرالي الإيطالي، صاغ موسيقى "عايدة" بحس درامي مرهف؛ حيث تداخلت المشاعر الوطنية بالحب، والفخر بالانتصار. وكانت معزوفة “موكب النصر” (Triumphal March)، التي عُزفت في ذلك العشاء السلطاني العُماني المصري، ذروةً موسيقيةً تعبّر عن النصر المصري في سياق القصة، لكنها أيضًا تعبير فني خالد عن المجد الحضاري والأهم، وإذا كانت هذه المعزوفة التاريخية صُمِّمَت بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، فهل سبق للتاريخ أن يسجل عزفها في القناة ذاتها من قبل؟

كلمات من المجد الأوبرالي:

في أجواء الموكب، تُنشد الجوقة:

المجد لمصر، ولإيزيس // التي تحمي هذه الأرض المقدسة

تتماهى هذه الكلمات مع روح اللحظة التي صنعها السلطان قابوس؛ فليس من قبيل المصادفة أن تُعزف هذه المقطوعة في قلب قناة السويس، ذات الشريان الذي مثّل لمصر وللعالم بوابةً إلى الحداثة والانفتاح منذ القرن التاسع عشر.

عُمان ومصر: لحنٌ من التقدير المتبادل

اختيار "عايدة" من قبل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- لم يكن مجرد ترفٍ موسيقي؛ بل كان فعلًا دبلوماسيًا ذا طابع ثقافي عميق، يعكس الفهم العميق للعلاقات بين الشعوب، واحترامًا صامتًا للذاكرة التاريخية المصرية؛ فالسلطان الراحل كان معروفًا بذائقته الرفيعة وعشقه للفنون الكلاسيكية، وقد جمع في هذه اللحظة بين فخامة التاريخ وسلاسة الدبلوماسية، في مشهد من أسمى صور القوة الناعمة.

لقد عبر يخت "آل سعيد" مياه القناة مزهوًا بمجد لا يُقاس بالأمتار أو البحار؛ بل بالمعاني. كانت معزوفة “موكب النصر” في تلك الليلة أكثر من موسيقى، كانت صدى لذاكرة مصر، وهديّة مُفعمة بالتقدير من سلطنة تعرف قيمة التاريخ وصوت الفن وتقديرًا مُشرِّفًا لمصر العراقة والتاريخ قاطرة الأمة التي يبقى فيها وبها أمل الأمة المُتجدد، كما أحيت الأمل دومًا في معترك التاريخ ومفاصله الوجودية للأمة مثالًا بعين جالوت وما قبلها وما بعدها، وإني على يقين أنَّ رايات النصر في مصر معكوفة إلى وقتها وإن نُشِرَت، سيدور التاريخ إلى مركزه، حينها ستفرح الأمة بنصر الله.. وعسى أن يكون قريبًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بيئتنا أمانة محاضرة توعوية ببدية
  • سفارة المملكة في فرنسا تنظم بالتعاون مع المنتدى الفرانكوفوني للأعمال ندوة عن رؤية المملكة 2030
  • سفارة المملكة في فرنسا تنظم ندوة عن رؤية المملكة 2030
  • “خارجية الحكومة الليبية” تنظم ندوة لتعزيز العلاقات الأخوية الليبية التونسية
  • 60 يوما بالمستشفى.. وفاة طالبة ألسن جامعة قناة السويس ضحية الحادث المروري
  • طلاب المحويت ينفذون أنشطة توعوية زراعية ومرورية لتعزيز الهوية والإدراك المجتمعي
  • أنشطة زراعية ومرورية توعوية لطلاب المراكز الصيفية في المحويت
  • ندوة حوارية موسعة حول الأدوار التشريعية لمجلس الشورى
  • هل صارت السويس من ممتلكات ترامب ؟
  • موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس