دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتميز شوارع الدار البيضاء في المغرب برقيٍ فريد يتجلّى سواءً كنت في ساحلها المنعش المطل على المحيط الأطلسي، أو بين أزقتها الضيقة والقديمة.

وشبّه المصور المغربي، كريم أشلحي، المدينة براقصة باليه، وقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "تُجسِّد المدينة جوهر راقصة الباليه، فهي تبدو سلسة ولكنها مفعمة بالتحديات والجمال".

وأراد أشلحي إظهار ذلك من خلال سلسلة فوتوغرافية تُدعى "Casarina" تربط بين عالم الباليه والطبيعة الحضرية للدار البيضاء للاحتفال بالجمال الكامن فيهما.

في سلسلة من الصور المبهرة، قام المصور المغربي، كريم أشلحي، بالتعاون مع الراقصة المحترفة، آية سندبي، بالربط بين عالم الباليه والطبيعة الحضرية لمدينة الدار البيضاء في المغرب. Credit: Photographer: Karim Achalhi/Dancer: Aya Sendby

وبهدف تحويل هذا المشروع إلى حقيقة، تعاون أشلحي مع راقصة الباليه المغربية، آية سندبي، والتي أثْرَت المشروع بحركاتها الرشيقة التي صقلتها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها تقريبًا.

الباليه يتفاعل مع البيئة هذه الصور المبهرة تمزج بين أناقة فن الباليه والمعالم الحضرية للدار البيضاء بالمغرب.Credit: Photographer: Karim Achalhi/Dancer: Aya Sendby

وفي الصور التي وثقها أشلحي، يمكن رؤية سندبي، وهي معلمة رقص أيضًا، خلال تموضعها أمام مختلف معالم المدينة، من الساحات التي تقطنها أسراب الحمام الزاجل، ومبنى "مسرح المغرب"، إلى درجٍ ملتوٍ يطل على أفق المدينة.

وعند حديثها عن المشروع، قالت سندبي التي ترعرت في الدار البيضاء خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "لقد كان هدفي إبراز جمال المواقع من خلال اختيار أوضاع الباليه التي تستعرض سحرها الفريد حقًا. وصُممت كل حركة لتتناسب تمامًا مع محيطها، سواءً كانت عبارة عن زخارف عربية سلسة محاطة بهندسة معمارية مذهلة، أو قفزة ديناميكية أمام منظر خلاب".

تواصل المصور مع راقصة الباليه لاقتراح هذا المشروع لها في عام 2020.Credit: Photographer: Karim Achalhi/Dancer: Aya Sendby

وأوضحت سندبي "أردت أن يتفاعل الباليه مع البيئة، ما يبتكر محادثة جميلة بين الراقصة والخلفية".

وما جعل الأمر أقرب إلى القلب بالنسبة لها يتمثل بأن كل موقع تم التصوير فيه يتمتع بأهمية للراقصة المحترفة، حيث يعكس فصولاً مختلفة من حياتها.

وأشار المصور المغربي إلى أنّ المشروع لا يعرض التنوع المعماري للمدينة فحسب، بل يعكس أيضًا طابعها الديناميكي، وتاريخها الغني. 

تحديات مشهد الرقص في المغرب  يتفاعل الباليه مع البيئة في هذه الصور، على حدّ تعبير الراقصة.Credit: Photographer: Karim Achalhi/Dancer: Aya Sendby

واعتبرت سندبي أن الباليه لطالما تمتع بجاذبية خاصة في المغرب، لافتة إلى أن هناك زيادة بالاهتمام تجاهه مؤخرًا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الدار البيضاء الدار البیضاء فی المغرب

إقرأ أيضاً:

لِمَ يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض.. وما علاقة كوكا كولا بذلك؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— بدلة مخملية حمراء اللون بحواف مزينة بالفرو الأبيض، وحذاء أسود طويل، وقبعة مزينة بكرة صوفية.. قد يتباين زي بابا نويل من منطقة لأخرى، لكنّ إطلالته الأيقونية ما برحت متأصّلة في الثقافة الشعبية والخيال الشعبي.

إلا أنّ شخصية بابا نويل الخيالية لم ترتدِ دومًا اللون الأحمر، في الواقع، استغرق التوصّل إلى شكل ملابسه، ومظهره، وحتى طوله حوالي قرن من الزمن إلى أن تشكّلت الشخصية الأيقونية التي نعرفها اليوم. 

وبين أسلافه الأسقف المسيحي القديس نيكولاس، ونظيره الهولندي سينتر كلاس (Sinterklaas)، وغيرهما.

لكن بابا نويل الأمريكي بدأ في التبلور لأول مرة في عشرينيات القرن التاسع عشر، واستمر بالتطور من خلال الشِّعر، والرسوم التوضيحية، والإعلانات.

القديس نيكولاس وهو يرتدي اللون الأصفر في نسخة مرسومة من قصيدة مور.Credit: L. Prang & Co.

وأصبحت السمات الرئيسية لبابا نويل هي: رجلٍ ملتحٍ يرتدي الفراء، يجره الرنة بمزلجة. وبات ذلك بمثابة قاعدة عامة بفضل قصيدة كليمنت كلارك مور بعنوان "زيارة من القديس نيكولاس" في عام 1823، بالإضافة إلى قصيدة مجهولة المصدر أقل شهرة سبقتها في عام 1821 كانت قد أطلقت على الشخصية اسم "سانتيكلوس" (Santeclaus). 

لكن كان كل عنصر آخر يرتديه قابلاً للتفسير.

وقال المؤرخ جيري بولر، ومؤلف "سانتا كلوز: سيرة ذاتية" (Santa Claus: A Biography)، في مقابلة هاتفية: "كان القرن التاسع عشر فترة كانت فيها النقاشات حول شكل بابا نويل وما يرتديه بارزة للغاية".

رسمة تُظهِر "سانتيكلاوس" مرتديًا اللون الأخضر في قصيدة مرسومة مجهولة المصدر تعود للعام 1821.Credit: Yale University Library

 وشرح بولر: "استغرق الأمر حوالي 80 عامًا حتى استقر الفنانون الأمريكيون على (شكل) ملابس سانتا".

إطلالات بابا نويل المتنوعة تُظهر هذه الرسمة الملوَّنة التي ابتكرها توماس ناست في عام 1881 بابا نويل كما نعرفه اليوم.Credit: North Wind Picture Archives/Alamy Stock Photo

وتُظهِر بعض التفسيرات المبكرة لرؤية مور بابا نويل كبائع سلع متجول مخادع صغير يمكنه الدخول في مدخنة أقرب إلى الواقع.

هذه اللوحة الزيتية لروبرت والتر وير تعود إلى العام 1837، وتُظهر بابا نويل كبائعٍ متجوّل بلا لحية ويرتدي عباءة.Credit: Smithsonian American Art Museum

وتُظهِر نسخة مرسومة من القصيدة تعود للعام 1864، القديس نيكولاس الذي يرتدي ملابس الأسقف عادةً، ببدلة صفراء وقبعة من الفرو.

ولعب رسام الكاريكاتير في مجلة "هاربر ويكلي"، توماس ناست، الذي ابتكر رمز الحمار للديمقراطيين والفيل للجمهوريين، دورًا مهمًا في تصور بابا نويل.

ورسمه ناست لأول مرة في عام 1863، أثناء الحرب الأهلية، مزينًا بالنجوم والأشرطة أثناء توزيعه الهدايا على جنود جيش الاتحاد. 

لكن تُظهر الرسمة الأكثر شهرة للفنان التي تعود للعام 1881، بابا نويل مرتديًا بدلة حمراء.

أصبحت إعلانات شركة "كوكا كولا" خلال فترة العطل مرادفة لصورة بابا نويل المعاصرة.Credit: SJAdvertArchive / Alamy Stock Ph/https://www.alamy.com/Alamy Stock Photo

وغالبًا ما تطغى حملات العطلات الطويلة لشركة "كوكا كولا"، التي رسمها هادون سوندبلوم، على الرسومات التكوينية للفنانين السابقين. 

وانطلقت الحملات في عام 1931 وأصبحت مرادفة لإطلالة بابا نويل. 

وأصبحت نسخة سوندبلوم لبابا نويل ذو الخدود الحمراء شائعة للغاية.

وقال بولر: "أعتقد أن معظم الناس (يعتقدون) أن لكوكا كولا علاقة بتأسيس زي بابا نويل الأحمر والأبيض.. لكن هذا ليس صحيحًا، فتم (تحديد) زي بابا نويل الشهير قبل عقود من الزمان".

استحضار الحنين إلى الماضي

ربما لم يختر من تخيلوا بابا نويل بداية بدلته الحمراء، لكنهم أرادوا أن تبعث الشخصية شعورًا بالحنين إلى الماضي، وفقًا للمؤرخ والمؤلف ستيفن نيسينباوم. 

وفي كتابه الرائد عام 1988 "معركة عيد الميلاد" (The Battle for Christmas)، رَسَم نيسينباوم تاريخ شخصيته وتحدى أصولها المزعومة المتكررة كثيرًا التي تعتبرها مستوحاة من القديس نيكولاس الهولندي، سينتركلاس (Sinterklaas).

لكن نيسنباوم أشار  إلى مجموعة من "رجال نيويورك ذوي العقلية العتيقة"، وينتمي إليهم مور، الذين أعادوا صياغة شخصية الهولندي عمدًا في عشرينيات القرن التاسع عشر باعتبارها رمزًا لعطلة أكثر ملاءمة للأسرة وسط ارتفاع معدلات الفقر والجريمة.

وفي الواقع الأمر، بحسب نيسنباوم، كانت الاحتفالات التقليدية التي سبقت عيد الميلاد في نيو إنغلاند عبارة عن احتفالات استمرت شهرًا كاملاً غمرتها حالات السَّكَر والفوضى خلال القرنين السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر.

وكانت الاحتفالات عبارة عن "صمام أمان" للفقراء "لتنفيس الغضب" عوض ظهور الاضطرابات الاجتماعية. 

مقالات مشابهة

  • بركة: أغلب مدن المملكة ستستفيد من المونديال... والطريق السيار القاري الرباط-البيضاء سيفتتح في 2029
  • الدار البيضاء..توقيف شخص خطير متورط في الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية
  • أمن الدار البيضاء يدخل على خط فيديو يظهر فيه شخص فوق سيارة أمنية
  • لِمَ يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض.. وما علاقة كوكا كولا بذلك؟
  • قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • هند سداسي تطلق جديدها الفني monotone والفيديو كليب يكتسح الترند وشوارع الدار البيضاء
  • توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة في الدار البيضاء
  • الدار البيضاء..توقيف شخص متورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة
  • رصد أزيد من 270 مليون درهم لتأهيل وإغلاق مطارح النفايات العشوائية بجهة البيضاء