الألغام.. عائق كبير أمام الهجوم الأوكراني المضاد
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تعد الألغام أبرز العوائق والتحديات الخطيرة التي تواجه الجيش الأوكراني الطامح لاستعادة أراضيه من القوات الروسية منذ أشهر، بحسب صحيفة الغارديان.
ونقلت الصحيفة، عن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، قوله إن بلاده الأكثر تلوثاً بالألغام على وجه الأرض ويعاني جيشها من نقص حاد في خبراء الألغام المؤهلين، والمعدات القادرة على تطهير الخطوط الأمامية، بينما تحدث الجنود عن خسائر فادحة في ألوية الهندسة.
وقال ريزنيكوف في نداء عاجل للحلفاء، إن جنوده كانوا يستخرجون 5 ألغام في كل متر مربع، وضعتها القوات الروسية في محاولة لإحباط هجوم أوكرانيا المضاد.
وقال إن حقول الألغام الشاسعة يمكن اجتيازها، لكن من المهم للغاية أن "يوسع الحلفاء ويسرعون" التدريب.
ولم يكن عدد خبراء الألغام في القوات المسلحة الأوكرانية كافياً لاجتياز الدفاعات الروسية المعقدة على الجبهة الشاسعة التي يبلغ طولها نحو ألف كيلومتر، إضافة لاستهدافهم بنيران كثيفة، بحسب الوزير.
وعبرت وزارة الدفاع عن أملها في أن تقدم دول كاليابان معدات وتدريب لإزالة الألغام.
كان الرئيس فولوديمير زيلينسكي، اشتكى سابقاً أن تأخر الهجوم المضاد بسبب انتظار الأسلحة من الغرب، سمح لروسيا بزرع ملايين الألغام أمام خطوطها.
وتمتلك أوكرانيا 5 كتائب من قوات الهندسة، مقسمة إلى 200 لواء، إلا أن عددهم انخفض بشكل كبير الآن بسبب تعرضهم لهجمات روسية.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في قرية صغيرة تم تحريرها في دونيتسك، أن فريق الألغام في المنطقة كان من 30 فرداً على الورق، بينما في الواقع كان يضم 13 رجلاً 8 منهم أصيبوا أثناء عملهم.
وتعد الألغام ثاني أكبر سبب بعد المدفعية لإصابة الجنود، بحسب مستشفى ميتشنيكوف في دنيبرو، الذي يستقبل يومياً من 50 - 100 مصاب.
#روسيا تكبّد #أوكرانيا خسائر فادحة.. و #زيلينسكي يشكر ألمانيا https://t.co/wF93nobRVh
— 24.ae (@20fourMedia) August 13, 2023
في اجتماع عقد في تموز (يوليو) في رامشتاين بألمانيا، وافق تحالف من 54 دولة على تدريب وتجهيز وحدات إزالة الألغام الأوكرانية، غير أن ذلك لم يكف، وفق مسؤولين.
وقال بيت سميث، مدير برنامج أوكرانيا في منظمة هالو غير الحكومية لإزالة الألغام، إن مستوى التلوث بالألغام "لا يمكن التعرف عليه في التاريخ الحديث".
وأضاف: "ما نشهده هو أثقل نوع من أنواع الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة الذي شوهد بالتأكيد في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ويرى سميث أنه حتى مع وجود 10 آلاف عامل في إزالة الألغام، فإن الأمر سيستغرق عقدًا من الزمن لتطهير البلاد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا
إقرأ أيضاً:
من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟
بعد أسابيع من تعثر الهجوم البري الروسي في أوكرانيا، عادت موسكو لتكثيف قصفها الجوي والصاروخي، مستهدفة البنية التحتية والمدن الأوكرانية. هذا التحول يثير تساؤلات حول ما إذا كان تصعيداً تكتيكياً لتعويض الجمود العسكري، أم مؤشراً على تغيير في الاستراتيجية الروسية باتجاه حرب استنزاف طويلة الأمد.
وقال ستافروس أتلاماز أوغلو، الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إنه خلال الأسبوع الماضي، شن الجيش الروسي أكبر هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أوكرانيا في عام 2025. حيث أطلقت القوات الروسية وابلاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الانتحارية، مستهدفة مواقع في أوكرانيا.
Even though the Russian forces lack the necessary sophistication to be considered a true near-peer adversary for the U.S. military and NATO, their “antiquated” attritional strategy gets the work done. https://t.co/EnWk05bl7W
— National Interest (@TheNatlInterest) March 14, 2025وجاء هذا الهجوم غير المبرر في وقت تمتلك فيه روسيا اليد العليا في الحرب، سواء عسكرياً أو دبلوماسياً.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، استعادة السيطرة على سودجا، أكبر مدينة في مقاطعة كورسك التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته عبر الحدود في أغسطس (آب) 2024.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تقترب فيه القوات الروسية، من طرد القوات الأوكرانية من آخر معاقلها في منطقة كورسك.
وزار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقر القيادة العسكرية في المنطقة، أول أمس الأربعاء، حيث تحدث إلى القادة العسكريين. ووفقا لتقييم استخباراتي حديث لوزارة الدفاع البريطانية، فقد "أطلقت روسيا ما يصل إلى 35 صاروخ كروز جوي من طراز (إيه إس - 23 إيه كودياك)، بالإضافة إلى صواريخ كروز تطلق من سفن أسطول البحر الأسود، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وأكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية انتحارية، مما يزيد من تعقيد جهود الدفاع الجوي الأوكراني ويعمل على إنهاكه".
ويستخدم الجيش الروسي مجموعة متنوعة من المنصات لدعم عمليات القصف بعيد المدى ضد أوكرانيا، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والمقاتلات والغواصات.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية: "تواصل روسيا استهداف مجموعة من المواقع، بما في ذلك قطاع الطاقة الأوكراني، وخصوصاً البنية التحتية للغاز، في محاولة لاستغلال فصل الشتاء لإحباط معنويات السكان المدنيين وإضعاف الاقتصاد الأوكراني".
ويقول أتلاماز إنه "على مدار أكثر من 3 سنوات من القتال، جعلت روسيا من الضربات بعيدة المدى سلاحاً رئيسياً في حربها، حيث أطلقت آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على المدن الأوكرانية والمرافق الحيوية وقطاع الطاقة".
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "صاروخ كودياك لا يزال العنصر الأساسي في الهجمات الروسية واسعة النطاق، حيث سمحت سلسلة من الضربات الأقل كثافة هذا العام لروسيا، بأن تقوم ببطء بإعادة ملء مخزونها من الأسلحة الدقيقة المتطورة".
ومنذ فترة، كانت موسكو تحتفظ بالضربات بعيدة المدى ضد جارتها كإجراء انتقامي من نجاحات أوكرانيا، مثل إغراق السفن الحربية الروسية، وتدمير أهداف عسكرية مهمة، وتنفيذ عمليات تخريبية. ومع ذلك، قد يكون شن أكبر هجوم صاروخي ومسير منذ فترة طويلة في هذا التوقيت له تأثير عكسي بالنسبة لروسيا.
فالطرفان كانا قد التقيا مؤخراً في السعودية، لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع، ويبدو أن هذا الهجوم الأخير، الذي جاء دون أي استفزاز من أوكرانيا، قد يكلف موسكو أي مكاسب دبلوماسية حققتها مؤخراً، خاصة مع إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
ويرى أتلاماز أن هذا لا يعني أن كييف عاجزة عن التصدي للهجمات الروسية الأخيرة. فقد استلم سلاح الجو الأوكراني مؤخراً الدفعة الأولى من مقاتلات "داسو ميراج" الفرنسية، والتي أثبتت فعاليتها بالفعل في ساحة المعركة.
وخلال الهجوم الروسي الأخير بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، تمكنت مقاتلات "داسو ميراج 2000 - 5 إف" الأوكرانية من إسقاط عدة صواريخ كروز روسية من طراز "كي إتش - 101".
واللافت أيضاً هو سرعة تنفيذ عملية النقل. فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن تزويد أوكرانيا بعدة مقاتلات "داسو ميراج 2000" قبل نحو عام فقط. وخلال أقل من عام، خضع الطيارون والفنيون الأوكرانيون لتدريب على نوع جديد تماماً من الطائرات، وتسلموا المقاتلات، وبدأوا فوراً في إسقاط الأنظمة المعادية.
ويختم أتلاماز تقريره بالقول إنه "عادة ما تستغرق هذه العملية سنوات، لكن متطلبات الحرب واسعة النطاق، أظهرت أنه يمكن تحقيق الكفاءة عندما تكون هناك حاجة ماسة لذلك".