مؤتمر أكاديمية الشرطة يناقش الإبداع والابتكار في العمل الأمني
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
بدأت فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة بنزوى اليوم، والذي يناقش على مدى يومين موضوع "الإبداع والابتكار في مجال العمل الأمني" من خلال عشرين بحثًا متنوعًا.
رعى افتتاح فعاليات المؤتمر معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي الأمين العام لمجلس الوزراء، بحضور معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك.
وقال العقيد صالح بن سالم الخنجري مدير العلاقات والإعلام الأمني بشرطة عمان السلطانية: إن الدور العلمي لشرطة عمان السلطانية في المؤتمر الثاني يناقش مسارات الإبداع والابتكار في المجال الأمني، بعد أن جاء المؤتمر الأول مسلطًا الضوء على الإنجازات والطموحات بعد مسيرة خمسين عامًا وممهدًا لانطلاقة جادة نحو ترسيخ مفهوم البحث العلمي.
وأضاف: إن المؤتمر يأتي مؤتمر هذا العام سعيًا إلى بلورة نتائجه وتحويل معارفه الإبداعية إلى ابتكارات ذات قيمة حقيقية تعمل على تحسين جودة الخدمات وفاعلية الأداء فضلًا عن معالجة الاحتياجات.
وأكد العقيد مدير العلاقات والإعلام الأمني على الدعم والتمكين الذي عملت عليه القيادة العامة لشرطة عمان السلطانية في مجال البحث العلمي من خلال رسمها لمسارات البحث العلمي في شتى مجالات العمل الأمني موائمةً بذلك الرؤى والأهداف الوطنية ليكون واقعًا ملموسًا ومنهجًا مدروسًا وراسخًا في مختلف بيئات العمل الشرطي مما ينعكس على تحسين مؤشرات الابتكار ورقمنة الخدمات الشرطية وإتاحتها إلكترونيًا وتسهيل عمليات الحصول عليها دون الإخلال بالمنظومة الإجرائية فضلًا عن الحلول المبتكرة في معالجة القضايا والتعامل مع المستجدات؛ مختتمًا كلمته بالإشارة إلى العطاء الذي يدفع بمستهدفات الرؤية المستقبلية نحو تحقيق نتائج إيجابية قابلة للتنفيذ من خلال المؤتمر العلمي الثاني بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والمختصين والأكاديميين من داخل سلطنة عمان وخارجها لمناقشة واستعراض وتسليط الضوء على التقنيات الحديثة والتحديات المستجدة وإيجاد الحلول والمعالجات لدعم منظومة التطوير والتحديث في المجال الأمني.
منظومة متكاملة
من جانبه، قال العقيد الدكتور خليفة بن حامد الفرعي، قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ورئيس اللجنة الرئيسية للمؤتمر: إن انعقاد المؤتمر بشعار "الإبداع والابتكار في مجال العمل الأمني" يأتي ترجمة للاهتمام السامي الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، القائد الأعلى للبحث العلمي والابتكار، الذي يمثل أحد أولويات "رؤية عُمان 2040"، وبما يحقق أهداف أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، والتي حرصت على إنشاء منظومة متكاملة لدعم البحث العلمي من خلال تسخير الإمكانات، ووضع السياسات والإجراءات التنظيمية، وتوفير البيئة الملائمة والمحفزة على البحث والإبداع. ونتيجة لذلك، تواصلت الفعاليات العلمية في أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة منذ انعقاد المؤتمر العلمي الأول في عام 2022م.
وأشار إلى الإنجازات البحثية التي حققتها الأكاديمية، حيث حصلت على المركز الأول في جائزة الأمير نايف للبحوث الأمنية لعام 2023م، كما حصل عدد من منتسبي الأكاديمية على مراكز مشرفة في ذات المسابقة، وعلى سبيل متصل نظمت الأكاديمية مسابقة شرطة عمان السلطانية للبحوث الأمنية في دورتها الأولى، واستمر برنامج تمويل البحوث العلمية لمنتسبي الشرطة لرفد وتعزيز هذا الجانب، وتواصلت اللقاءات والورش التدريبية والعلمية في مجال البحث العلمي، سواء في مركز البحوث والدراسات أو كلية الشرطة أو المعاهد التدريبية بالأكاديمية.
وأكد العقيد قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة على حرص شرطة عُمان السلطانية لمواكبة التوجهات الحكومية ومساهمتها في تحقيق "رؤية عُمان 2040"، إذ يأتي انعقاد المؤتمر الثاني ليتناول موضوعًا حيويًا يتمحور حول "الإبداع والابتكار في مجال العمل الأمني" يتم من خلاله مناقشة التطورات المتسارعة والتغيرات المتلاحقة الاقتصادية منها أو الاجتماعية أو التقنية وآثارها بهدف بلورة رؤى استراتيجية تسهم في الارتقاء بالأداء الشرطي، وتعزز الجهود المبذولة في هذا الجانب، كما يُتوقع أن يخرج هذا المؤتمر بعدد من التوصيات القيمة التي من شأنها تطوير آليات العمل الأمني وترتقي بمستوى الإبداع والابتكار الشرطي.
كما ألقى الأستاذ الدكتور جاسم محمد الشيخ جابر الملجاوي خبير ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي -القائم بأعمال عميد كلية الشرطة- رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر كلمة اللجنة العلمية أوضح فيها جهود اللجنة العلمية منذ تشكيلها للإعداد والتحضير للمؤتمر العلمي الثاني للأكاديمية بما يحقق رؤيتها الأكاديمية ورسالتها في تعزيز الجانب الريادي للنشاط البحثي وتجويد مخرجاته، حيث شرعت في صياغة بيان المؤتمر وتحديد محاوره وفقًا للإطار الذي حددته اللجنة التحضيرية؛ وأشار إلى حرص اللجنة العلمية التي ضمت عددًا من الخبرات والتخصصات العلمية والأكاديمية من منتسبي أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ومختلف تشكيلات شرطة عمان السلطانية بالإضافة إلى جامعة السلطان قابوس، على وضع قواعد ومعايير دقيقة وإطار زمني لاستقبال وتقييم الأبحاث العلمية بالصورة التي تلبي متطلبات البحث العلمي وتحقيق أهداف المؤتمر؛ حيث أن اللجنة العلمية استلمت (101) مشروع بحثي في مختلف مجالات المؤتمر، واعتمدت منها (21) بحثًا بعد المراجعة والتقييم سيتم عرضها في المؤتمر من خلال ست جلسات علمية على مدى يومين.
الجلسات العلمية
عقب ذلك بدأت أعمال الجلسات العلمية بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين في ستة محاور أساسية في المجالات الأمنية والقانونية والإعلامية والإدارية والتقنية والاجتماعية بهدف تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار في العمل الأمني، وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة المتغيرات والتحديات الأمنية الراهنة والمستقبلية، وتقديم رؤى وأساليب جديدة لاستثمار تكنولوجيا الثورة الصناعية الخامسة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الشرطي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب التي تتضمن مبادرات وحلول مبتكرة في مواجهة الجريمة والوقاية منها، والبحث في الجوانب التشريعية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالإبداع والابتكار وعلاقتهما بالأمن، والتشجيع على ابتكار أساليب جديدة في مجال الإدارة الشرطية والتنمية البشرية والتدريب الأمني.
وقد تضمنت جلسات اليوم الأول استعراض 11 ورقة ناقشت موضوعات متنوعة منها التطبيقات الجنائية لقاعدة بيانات البصمات الحيوية بين التحديات الحالية والآفاق المستقبلية، ومستوى الوعي الأمني لدى طلبة مؤسسات التعليم العالي، إضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودوره في التحليل الجنائي ومكافحة الجريمة، ودور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز منظومة العمل الجمركي بسلطنة عمان، وحماية الملكية الفكرية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والإطار التشريعي للإبداع والابتكار في العمل الشرطي بسلطنة عمان، والأساليب البديلة لاسترداد الأموال المتحصلة عن جرائم الفساد في التشريع العماني، والطبيعة القانونية للوكيل الذكي بالذكاء الاصطناعي، ودور الإعلام الأمني الرقمي في التوعية بالأزمات المحلية في عصر الذكاء الاصطناعي، وتوظيف الإعلام الأمني لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في غرس الهوية والمواطنة لدى المجتمع العماني، وواقع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني؛ كما اشتمل المؤتمر على معرض للبحوث العلمية، إضافة إلى إقامة ورش تدريبية لمنتسبي شرطة عمان السلطانية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شرطة عمان السلطانية، والأساليب المستخدمة في التصدي لجرائم المخدرات والمؤثرات العقلية، وإعداد خطط ومبادرات الابتكار الرقمي، إلى جانب معرض البحوث العلمية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أکادیمیة السلطان قابوس لعلوم الشرطة تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی الإبداع والابتکار فی شرطة عمان السلطانیة اللجنة العلمیة العمل الأمنی البحث العلمی فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
بغداد تحتضن أولى دورات مؤتمر الاتحاد الخليجي للإعلام
بغداد
انطلقت في العاصمة العراقية بغداد فعاليات المؤتمر العام الأول للاتحاد الخليجي للإعلام، وذلك تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والذي أناب عنه وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، بحضور صحافيين وإعلاميين عراقيين وخليجيين من مختلف الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أهمية الإعلام في نقل الصورة الحقيقية عن الأحداث والقضايا المختلفة، لافتا إلى أن للإعلام دورا مهما في بناء المجتمعات الحديثة وتعزيز مستقبلها والمساهمة في النهضة التنموية.
وقال رئيس الوزراء العراقي في كلمة له خلال استقباله وفد الاتحاد الخليجي للإعلام، بحضور عدد من الصحفيين والفنانين من دول الخليج، على هامش انعقاد أولى دورات المؤتمر العام للاتحاد الخليجي للإعلام في بغداد تحت رعايته إن دور الإعلام والفن والرياضة في تعزيز الروابط والأواصر بين الشعوب كبير ومهم، لما له من أثر مهم في التواصل.
وأشار إلى “ما تحقق في خليجي 25 الذي نظم في البصرة، وما عكسه من وحدة وتآخ وتفاعل بين شعوب المنتخبات المشاركة”.
وشدد على أن “أهمية الإعلام في نقل الصورة الحقيقية عن الأحداث والقضايا المختلفة، لاسيما التي تهم الرأي العام العربي وضرورة تحليه بالمسؤولية والموضوعية، بعيدا عن التزييف الذي يخدم أجندات ومصالح ضيقة”، موضحا، أن “للإعلام دورا مهما في بناء المجتمعات الحديثة وتعزيز مستقبلها والمساهمة في النهضة التنموية”.
وثمن أعضاء الاتحاد الخليجي للإعلام اهتمام الحكومة ورعايتها للحركة الإعلامية والثقافية في العراق، وعبروا، عن “شكرهم وتقديرهم لاستقبالهم وما وجدوه من ترحاب في العراق”.
من جانبه، أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني، على دور الإعلام وقوته المؤثرة في توجيه الراي العام، وتعزيز القيم الوطنية والمجتمعية.
وأضاف البدراني خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العام للاتحاد الخليجي للإعلام بدورته الأولى والتي عُقدت في فندق الرشيد بالعاصمة بغداد نيابة عن رئيس الوزراء العراقي أن “الإعلام ليس مجرد ناقل للحدث أو وسيط للمعلومة؛ بل هو مسؤولية وطنية وقوة مؤثرة في توجيه الرأي العام، وتعزيز القيم الوطنية والمجتمعية.
وقال إنه “لا يمكن لأية دولة أن تحقق نهضتها دون هوية إعلامية واضحة ومؤثرة؛ لكي توضح تاريخ الشعوب وثقافتها وتحدد صورة الدولة أمام الداخل والخارج”.
وأضاف، “نحن الآن في في عصر التكنولوجيا والتواصل الرقمي، ولذا لم يعد الإعلام مقتصراً على الصحف والقنوات والإذاعات التقليدية؛ ولكن أصبح لكل فرد منصته الإعلامية وهذا ما جعلنا نعيد التفكير في دور الإعلاميين، وأهمية استثمار الإعلام الرقمي لتعزيز القيم الوطنية، ونشر الوعي الحقيقي في المجتمع”.
وأشار إلى أن “العراق اليوم يمثل أيقونة التعايش السلمي في العمل السياسي على الرغم من تعدد القيادات والأحزاب والفاعلين في المشهد العراقي، وهو نموذج يقل نظيره في العالم مقارنة بالسوابق التاريخية والبيئة المركبة التي تحيط بالعراق وشعبه”.
من جانبه أكد رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام منصور المطيري أن العراق، هذا البلد العريق، ليس مجرد مكان جغرافي، بل هو جزء أصيل من الجسد العربي، وقلب نابض بالقوة والتاريخ والحضارة، إنه يمثل إحدى دول القوة في المنطقة، التي تسهم في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا، ونحن اليوم، على هذه الأرض الطيبة، نجدد العهد مع رسالة الإعلام الهادف، الذي يعكس قيمنا ويحافظ على هويتنا، ويسهم في بناء مستقبل مشرق لأمتنا.
وأضاف أننا في هذا المؤتمر العام الأول للاتحاد الخليجي للإعلام، نلتقي لنناقش محاور هامة نطمح إلى تحقيقها من خلال هذا المؤتمر، ومن أبرز هذه المحاور دور الإعلام في تعزيز الوحدة الخليجية والعربية، فالإعلام ليس مجرد أداة نقل أخبار وأحداث، بل هو جسر للتواصل بين الشعوب، ووسيلة لتعزيز التلاحم والوحدة.
وأوضح أنه في ظل التحديات التي تواجهها أمتنا، يقع على عاتقنا كإعلاميين مسؤولية كبيرة في تعزيز القيم المشتركة، وبناء جسور التفاهم بين دول الخليج والوطن العربي والأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن المحور الثاني هو الإعلام الرقمي وتحديات العصر، ففي عصر التكنولوجيا المتسارع، أصبح الإعلام الرقمي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، نحن بحاجة إلى مواكبة هذه التطورات وتعزيز قدرات الإعلاميين في هذا السياق، وضمان أن نبقى في الصدارة إذا ما نظرنا إلى ما وصلت إليه دول الغرب، مع الحفاظ على مصداقيتنا وقيمنا.
وأوضح رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام أن هذا المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والرؤى حول كيفية توظيف التقنية الحديثة لخدمة رسالتنا الإعلامية.
وأشار إلى أن المحور الثالث هو الإعلام والتنمية المستدامة، فلا يمكن أن نفصل الإعلام عن قضايا التنمية، فنحن شركاء في بناء المجتمعات، وعلينا أن نسلط الضوء على القضايا التي تهم الشعوب الخليجية والعربية، للسمو بها والنهوض بمؤسساتها، مثل التعليم، والصحة، والاقتصاد، والبيئة، ومواكبة التحديات والتهديدات التي تريد النيل من أمتنا.
وشدد منصور المطيري على أن الإعلام الهادف هو الذي يسهم في رفع مستوى الوعي، ويدفع عجلة التقدم في مجتمعاتنا. وقال إن المحور الرابع الذي نطمح إلى تحقيقه من خلال هذا المؤتمر هو حماية الهوية الثقافية في عصر العولمة، فلا يخفى عليكم أنه في ظل العولمة الثقافية، أصبحت الهوية العربية والإسلامية تواجه تحديات كبيرة، ونحن كإعلاميين مطالبون بالدفاع عن هذه الهوية، وتعزيزها من خلال محتوى إعلامي يعكس قيمنا السامية وتاريخنا العريق، ويحافظ على تراثنا الأصيل.
وأكد أن المؤتمر ليس مجرد لقاء عابر، بل هو خطوة جديدة في مسيرة الاتحاد الخليجي للإعلام، الذي نطمح من خلاله إلى أن نكون صوتاً موحداً، يعكس تطلعات شعوبنا، ويسهم في بناء مستقبل أفضل.