نحو تأسيس هيئة عامة لإدارة المهرجانات
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
حمود بن علي الطوقي
بعد النجاح الكبير الذي حققه مهرجان صلالة السياحي للموسم الحالي 2023 وقبله مهرجان الجبل الأخضر ومهرجان صحار، وتسابق بقية الولايات في تنظيم فعاليات ترفيهية، يجعلنا- ومن خلال هذا المنبر- أن نتوجه بمقترح تأسيس هيئة عامة لإدارة المهرجانات؛ بهدف رفد القطاع السياحي بصناعة المهرجانات الثقافية والترفيهية، لهذا أرى من الضروري توحيد الجهود، ولن يتأتى ذلك إلا بإنشاء هيئة مستقلة تكون معنية بتنظيم كل أنواع الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، والتي تندرج ضمن فكرة المهرجانات بحيث تنظم هذه الفعاليات على مدار العام ولا تقتصر على إقامة هذه الفعالية (المهرجانات) في مسقط وصلالة؛ بل يجب أن يكون لبقية المحافظات نصيب في تنظيم هذه الفعاليات الترفيهية، بحيث تكون الهيئة المقترحة هي الجهة المعنية المسؤولة عن تنظيم مهرجان سنوي واحد على الأقل، حسب رؤية كل محافظة.
صحيحٌ أن مهرجاني مسقط وصلالة قدما الكثير طوال العقود الثلاثة ونيف الماضية، لكن آن الأوان أن تُشارك بقية المحافظات في إقامة المهرجانات التي سيكون لها الأثر الكبير في التعريف بالمقومات الثقافية والسياحية لكل محافظة؛ بل لكل ولاية من ولايات هذه المحافظات، وحتى تحقق هذه المهرجانات النجاح المنشود يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا بأفكار وطاقات الشباب العماني الطموح الذي نجح في تقديم أفكار طموحة على مستوى مهرجاني مسقط وصلالة.
هنا أرى أننا ووفقًا لرؤية "عُمان 2040" نحتاج إلى رسم خارطة طريق جديدة لصناعة المهرجانات حتى نواكب الركب. وأجزم أن هذا المقترح بإنشاء هيئة وطنية لإدارة المهرجانات والتي أدعو إليها أراها فكرة صائبة، ونجاحها مقرون بأسلوب الإدارة ويجب أن تتولى كافة الأمور الإدارية واللوجيستية لتنظيم المهرجان من قبل الشباب العماني الطموح.
هذه الهيئة الجديدة ستتولى وضع برنامج سنوي بحيث تقام المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية في جميع المحافظات، وكون الهيئة المقترحة ستتولى تنظيم البرامج الترفيهية فلا بأس من أن تُدمج معها اللجنة العليا للاحتفالات، وتكون هيئة واحدة مستقلة معنية بإقامة هذه الفعاليات على مختلف المحافظات. هنا سندعم فكرة تنمية المحافظات، خاصة بعد التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بدعم كل محافظة بمبلغ 20 مليون ريال خلال الخطة الخمسية الحالية.
أعتقدُ أنَّ أبناء المحافظات قادرون على التميز في تنظيم مثل هذه المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، ولابُد في هذه المرحلة من الاعتماد على أفكارهم في التنظيم واختيار الفعاليات، وعلينا أن نثق في قدرات أبنائنا.
الهيئة الجديدة سوف تساهم في رفد ورفع معدلات السياحة في البلاد، وسوف توفر المئات من فرص العمل للباحثين عن العمل من أبناء المحافظات، وسوف يكون النجاح حليفًا لها إذا تم التخطيط السليم بطرح أفكار إبداعية تُناسب ذائقة الجمهور، خاصة بعد السماح لأكثر من 100 جنسية من الدخول في البلاد، والحصول على التأشيرة السياحية مباشرة من المطار.
تجربة تنظيم مهرجان مسقط تعد الأقدم في دول المنطقة، فقد انطلق عام 1988، وآن الأوان أن نواكب التطور وندخل في المنافسة؛ بل يُقدِّم نفسه كمهرجان عالمي في سوق المهرجانات الترفيهية، ولا بُد أن يدخل في حلبة المنافسة، وهذا لن يتحقق إلّا بوجود إدارة وإرادة صادقة بأفكار إبداعية نابعة من الطاقات الشبابية لأبناء الوطن.
أفكار مهرجان مسقط منذ أن أطلق عام 1988، وصلالة نفس الأفكار، لم تتغير، لهذا لا بُد من إنشاء هيئة جديدة توكل إليها إدارة المهرجانان في كل المحافطات؛ إذ لن نتقدم إذا كانت الأفكار التي تدير المهرجانات نفس الأفكار قبل 30 سنة.
على مدار السنوات الماضية، كانت الحكومة تُخصص موازنة ضخمة لإقامة مهرجاني مسقط وصلالة، وأرى أنه في حالة إنشاء هيئة جديدة فإنها ستتولى إيجاد مصادر دخل لإقامة هذه الفعاليات، وتوكل المهام للشركات المتخصصة، على أن تتنافس في الفوز بالعطاء وتكون الحكومة شريكًا، وأن تُسند إدارة المهرجان لأفضل شركة تقدم تصورًا بصبغة عالمية لمختلف المناشط والفعاليات الترفيهية التي تتناسب مع توجهات المرحلة.
المهم أن يكون التسويق احترافيًا وقادرًا على جذب الزوار والجمهور، الأمر الذي يستدعي من كل محافظة أن تتهيأ للإعلان عن ما في جعبتها من أفكار تجعل من مهرجانها أكثر تميزًا عن البقية.
ويمكن لسلطنة عمان أن تكون أكثر تميزًا في تنظيم المهرجانات؛ نظرًا لتنوع التضاريس والموروث الحضاري والتاريخي، بحيث يقام مهرجان ترفيهي ثقافي ومهرجان تراثي ومهرجان للسينما وآخر للطبخ ومهرجانات الزراعة مثل مهرجان البسور ومهرجان العنب، ومهرجان لسباقات القوارب الشراعية وأخرى للخيول والإبل.
ولا ضرر أن نستفيد من تجارب الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي، كتجربة السعودية ودبي بدولة الإمارات، علمًا بأن عُمان كان لها السبق والريادة على مستوى دول المنطقة في إقامة المناشط الترفيهية، وعلينا أن ننطلق بقوة؛ لأن لدينا الكثير نقدمه للعالم بكل إبهار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ختام مهرجان القناطر الخيرية الأول بحضور نائب رئيس هيئة قصور الثقافة
اختُتمت اليوم الأربعاء، في قصر ثقافة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، فعاليات النسخة الأولى من مهرجان القناطر الخيرية للفنون والثقافة، الذي أقيم برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، وتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، واستمر على مدار سبعة أيام مليئة بالإبداع.
وأعرب الكاتب محمد عبد الحافظ، نائب رئيس الهيئة، خلال كلمته في الحفل الختامي، عن شكره وتقديره للدعم الكبير من وزير الثقافة ومحافظ القليوبية، مقدمًا درع الهيئة للمحافظ تكريمًا لجهوده في دعم المشروعات الثقافية بالمحافظة. وأشار عبد الحافظ إلى أن قصر ثقافة القناطر الخيرية سيشهد مستقبلًا العديد من الفعاليات الثقافية الكبرى التي تستهدف تنمية الوعي المجتمعي وتشجيع المواهب.
بدأت الأنشطة بورش فنون تشكيلية تضمنت رسم الكاريكاتور تدريب الفنانة شيرين شحات، وورش أعمال يدوية مثل صناعة مجسم "رجل الثلج" بتوجيه الأستاذتين أماني محفوظ وأماني جمعة، بالإضافة إلى ورشة أركت قدمها الفنان حامد شاكر، كما قدمت مكتبة الطفل محاضرة تثقيفية للأطفال حول مكانة الأم ودورها في المجتمع، قدمتها الأستاذة منار الإسلام رجب.
اختتم اليوم بأمسية فنية أحيتها فرقة شبرا الخيمة للموسيقى العربية، التي أبدعت في تقديم باقة من أجمل الأغاني الوطنية والتراثية، مثل "يا حلاوة الدنيا"، "عظيمة يا مصر"، و"يا حبيبتي يا مصر".
حضر الحفل الختامي الأستاذة لاميس الشرنوبي رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، ومحمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، ود.نهى نبيل مدير عام إقليم القاهرة، وياسر فريد مدير عام الثقافة بالقليوبية، الذين أثنوا على الجهود المبذولة لإنجاح المهرجان، مؤكدين على دوره في تعزيز الحركة الثقافية والفنية في المنطقة.
يعد مهرجان القناطر الخيرية الأول خطوة جديدة ومميزة لتعزيز الثقافة والفنون بالمحافظة، حيث يضع حجر الأساس لفعاليات مستقبلية تهدف إلى إشراك المجتمع المحلي في الأنشطة الثقافية والفنية، مما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية وإثراء الذائقة الفنية.
تم تنظيم المهرجان بالتعاون بين إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة القليوبية، برئاسة ياسر فريد، والإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الدكتور مسعود شومان، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى.