إسرائيل بين مطرقة القيود الأميركية وسندان نقص الذخائر
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
ذكر تقرير لصحيفة معاريف أن إسرائيل تواجه تحديات معقدة تتداخل بين الساحة العسكرية والدبلوماسية في ظل تصاعد التوترات على جبهات غزة ولبنان، فضلا عن الترقب بشأن ضربة على إيران، مما يضع الجيش الإسرائيلي أمام معضلة حقيقية.
ويصف المراسل العسكري آفي أشكنازي في تقريره لمعاريف الوضع الراهن بأنه يشبه "لعبة الشطرنج الاستراتيجية" التي تتطلب تحركات دقيقة وسط قيود داخلية تتعلق بنقص الذخائر والشروط التي وضعتها الولايات المتحدة الأميركية.
يبدأ أشكنازي بتحليل الجبهة اللبنانية، حيث ستدخل إسرائيل أسبوعها الرابع من الهجوم على حزب الله خلال أيام، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة.
ويرى المراسل العسكري أن السبب في ذلك يعود إلى القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على الهجوم الإسرائيلي، والتي تمنع إسرائيل من استهداف البنية التحتية الحيوية للبنان، ويضيف "الجيش الإسرائيلي ممنوع من مهاجمة بيروت أو استهداف المنشآت الحيوية مثل الطرق والمطارات والموانئ، ويعكس ذلك عدم القدرة على ممارسة الضغوط اللازمة لتحقيق الأهداف العسكرية، خاصة في ظل تزايد نفوذ حزب الله شمالا".
وقال إن "القيود الأميركية تجبر الجيش على التحرك بحذر وبتكتيكات محسوبة، مما يعيق الوصول إلى الأهداف التي وضعتها القيادة العسكرية".
وبالانتقال إلى غزة، وصف أشكنازي الوضع هناك على أنه تحد لا يقل تعقيدا، وأكد أن الإدارة الأميركية منعت تنفيذ خطة الجنرال غيورا آيلاند (المتعلقة بتجويع سكان شمال القطاع وإجبارهم على الهجرة لإرغام المقاتلين على الاستسلام). وقال "لم تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتقليص المساعدات الإنسانية، كما أن شحنات الغذاء والماء والوقود إلى شمال غزة يجب أن تستمر، مما يضعف قدرة الجيش على ممارسة ضغوط مؤثرة على حماس".
أهداف مؤجلةينتقل أشكنازي إلى الملف الإيراني، حيث يشير إلى أن إسرائيل كانت تخطط لعملية عسكرية واسعة النطاق ضد المنشآت الإيرانية، إلا أن التحركات السياسية غير المحسوبة أدت إلى تعطيل تلك الخطط. وقال "إسرائيل تلعب طاولة الزهر بينما يلعب العالم الشطرنج"، في إشارة إلى عدم كفاءة التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية على الساحة الدولية.
ويضيف أن الولايات المتحدة وضعت قائمة بالأهداف التي يجب على إسرائيل تجنبها، والتي تشمل البرنامج النووي الإيراني ومواقع الطاقة والمنشآت النفطية. ويعتبر أشكنازي هذا القرار بمثابة "بطاقة صفراء"، حيث يجد الجيش الإسرائيلي نفسه مضطرًا للعمل ضمن حدود صارمة تمنع استهداف هذه المواقع الحيوية، مما يعطل الخطط الواسعة التي كانت تسعى إليها إسرائيل.
أزمة في الأفقولكن أشكنازي لفت الأنظار إلى أزمة كبيرة تواجهها إسرائيل، وتتعلق بنقص الموارد الدفاعية، بما في ذلك الذخائر والصواريخ الاعتراضية. وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يراقب مخزون الصواريخ الاعتراضية كل ساعة"، محذرا من احتمال نقصها في حال استمرار العمليات العسكرية لفترة طويلة. وأوضح أن نسبة نجاح نظام القبة الحديدية تصل إلى 90%، إلا أن استمرار القتال قد يضعف قدرات النظام، خاصة في ظل الضغوط المستمرة على جنود الاحتياط.
وأشار إلى أن "العبء الذي يفرضه القتال على الجنود يجعل القيادة العسكرية تعيد النظر في خططها وإمكانياتها". وأوضح أن الغالبية العظمى من محققي الاستخبارات هم من جنود الاحتياط، مما يزيد من حجم العبء، حيث أشار إلى وجود "إرهاق واضح بين الأفراد، مما يضطر الجيش إلى العمل بفعالية في تحديد الأولويات وفقا لأهميتها".
يختتم أشكنازي تقريره بالقول إن إسرائيل تواجه مفترق طرق صعبا، فإما أن تستمر في القتال على الجبهات المختلفة مع تحمل ضغوط دولية وداخلية متزايدة، أو أن تجد طريقا نحو حل دبلوماسي. ويختم "الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، إذ سيتحدد خلالها ما إذا كانت إسرائيل ستتمكن من تحقيق توازن بين التحركات العسكرية والدبلوماسية، أو أنها ستغرق في صراع طويل الأمد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.