تشرق المرأة كل يوم، وتنثر خيوط جمالها بيننا.. تنفث من روحها فتحيا أرواحنا جميعا، إنها ركن مكين من أركان هذه الحياة التي لا تستقيم دونها.

لم تكن المرأة يوما كيانا ماديا، أو أداة.. إنها دائما أكبر من ذلك وأسمى، إنها الجانب الروحي في كل تفاصيل هذه الحياة، الجانب الذي يرسم العمق، والقيمة المبدأ.

وكان الاحتفاء بالمرأة دائما احتفاء بالجوهر، جوهر الحياة وأسها، وفي الحقيقة احتفاء بسرها المكين الذي يصنع تجليه قيمة الحياة الحقيقة.

وفي يوم المرأة العمانية الذي نحتفي به اليوم، نحتفي بتلك الروح السامية التي تساهم في بناء نسيج أخلاقي وقيمي متين، يشكل هويتنا الوطنية. لم تكن المرأة العمانية مجرد شريك في الحياة، بل كانت على الدوام جوهرها وركيزة تنضج عليها وحولها القيم والمبادئ التي ترسخها في نفوس الأجيال الصاعدة عبر البناء الأسري والمجتمعي ونثر بذور الاحترام والتعاون والتسامح، مع النفس ومع الآخر.

تتجلى قوة المرأة العمانية في قدرتها على التوازن بين الحداثة والتقاليد، بين الطموح والالتزام، ما يعزز الهوية الوطنية ويدعم مسيرة التقدم والازدهار. إنها تسهم بفاعلية في ميادين التعليم والصحة والاقتصاد، مجسدة نموذجاً يحتذى به في القيادة والحكمة والصبر. من خلال إبداعها وإصرارها، تساهم في صياغة مستقبل عماني مزدهر، يرتكز على أسس راسخة خاصة ما يتعلق منها ببناء القيم وترسيخ الهوية الوطنية في لحظة عالمية خطرة جدا تستهدف فيها الأخلاق والقيم وخاصة قيم المجتمعات الإسلامية.

تقف المرأة، وخاصة المرأة العمانية، حارسا أمينا على بوابة الأخلاق والقيم، كما تقوم بدور مهم في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري، من خلال نقل الحكايات والتقاليد والفنون إلى الأجيال الجديدة، ما يعزز الانتماء والولاء للوطن. إنها تحمل لواء الهوية العمانية بكل فخر واعتزاز، متسلحة بقيمها ومبادئها التي تشكل نبراساً يهتدي به الجميع في مسيرة البناء والتطوير.

في هذا اليوم الذي تحتفي به عُمان قيادة وشعبا، نعبّر عن امتناننا وتقديرنا لكل امرأة عمانية، لما تقدمه من عطاء وتفانٍ في سبيل بناء مجتمع متماسك ومتقدم. فبفضل جهودهن ومساهماتهن، تظل عُمان في مسارها الصحيح نحو مستقبل مشرق يسوده السلام والازدهار والكرامة الإنسانية.

فشكرا للمرأة التي تبقى تشرق في أرواحنا كل يوم، والتي تحلق بنا في سماوات الجمال والرفعة وتتجلى أمامنا جوهرا وقيمة أخلاقية لا نستطيع الخلاص منها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة العمانیة

إقرأ أيضاً:

برنامج الامتياز التجاري يبحث تطوير الشركات العمانية وتمكين أصحاب الأعمال

أطلقت غرفة تجارة وصناعة عُمان النسخة الثالثة من برنامج الامتياز التجاري، برعاية صاحب السمو السيد الدكتور كامل بن فهد آل سعيد، الأمين العام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وبحضور سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة الغرفة، وعدد من المكرمين وأصحاب السعادة وأعضاء مجلس إدارة الغرفة، بالإضافة إلى أصحاب وصاحبات الأعمال.

يهدف البرنامج إلى تأهيل وتطوير الشركات العمانية وتمكين أصحاب وصاحبات الأعمال من الاستفادة من مزايا وفرص الامتياز التجاري، مما يعزز دور القطاع الخاص في قيادة اقتصاد تنافسي مرتبط بالاقتصاد العالمي، وفقًا لأهداف "رؤية عُمان 2040".

كما يسعى البرنامج إلى تحفيز الابتكار وريادة الأعمال عبر تقديم حلقات عمل تدريبية متقدمة حول كيفية تبني ثقافة الابتكار لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإدارة مشاريع الامتياز.

ويهدف أيضا إلى تمكين هذه المشاريع من التوسع في أسواق جديدة باستخدام نماذج تجارية جاهزة للنجاح، بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل مستدامة، حيث يعمل البرنامج على دعم التوظيف من خلال تمكين المشاريع الامتيازية الناجحة من توفير فرص عمل للمواطنين العمانيين، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الاقتصادي وتوسيع قاعدة التنوع الاقتصادي، وبالتالي تعزيز الناتج الإجمالي لسلطنة عمان.

وبين سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة الغرفة، دور مبادرة الامتياز التجاري في دعم القطاع الخاص قائلا: "يعد برنامج الامتياز التجاري أحد المبادرات التي أطلقتها الغرفة لخدمة القطاع الخاص عبر تأهيل أصحاب وصاحبات الأعمال وتطوير الشركات العمانية للاستفادة من مزايا الامتياز التجاري، بما يسهم في تعزيز تنافسية القطاع الخاص على المستويين المحلي والعالمي، تماشيا مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040".

وتسعى الغرفة إلى دعم مؤسسات القطاع الخاص وتمكينها من دخول أسواق جديدة باستخدام نماذج تجارية جاهزة للنجاح".

من جانبه قال المهندس حمود بن سالم السعدي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة الغرفة، رئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة جنوب الباطنة، ورئيس مبادرة برنامج الامتياز التجاري: "سعداء بتدشين النسخة الثالثة من برنامج الامتياز التجاري العماني، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الامتياز التجاري في سلطنة عمان، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات المجانية والتدريب لأصحاب العلامات التجارية العمانية، كما يتضمن البرنامج تسويق العلامات التجارية داخليا وخارجيا".

تعزيز التوسع الاقتصادي

وأكد السعدي أن النسخة الثالثة من البرنامج قد شهدت تأهيل 23 مشروعا عمانيا تم اختيارهم وفقا لآليات ومعايير محددة، وأضاف: نحتفل اليوم بتوقيع 16 اتفاقية منح لحقوق الامتياز التجاري، من بينها 4 اتفاقيات بيع حقوق امتياز تجاري لعلامات تجارية خارجية.

كما أكد أن الهدف الرئيس من هذا البرنامج هو تعزيز التوسع الاقتصادي داخليا وخارجيا، وذلك من خلال تمكين أصحاب العلامات التجارية العمانية من التوسع في السوق المحلي والدولي، حيث يسعى البرنامج إلى زيادة الانتشار المحلي من خلال بيع حقوق الامتياز في مختلف المحافظات والولايات خارج محافظة مسقط.

وأضاف السعدي إن المؤشرات الأولية تشير إلى تسجيل أكثر من 450 شركة للحصول على الاستشارات والتدريب.

وقد بدأ البرنامج بالفعل ويتضمن زيارات ستشمل 11 محافظة على مستوى سلطنة عمان، بدءًا من محافظة مسقط، حيث ستتواصل هذه الزيارات على مدار الأشهر القادمة، مع توقع الانتهاء من جميع الحلقات التدريبية وبدء عمليات التأهيل في نهاية شهر أبريل.

وأوضح السعدي أن عملية تأهيل الشركات قُسّمت إلى عدة مراحل، حيث تم البدء بتأهيل ست شركات اليوم، وستستمر عملية التأهيل حتى نهاية أبريل لاختيار الشركات المؤهلة للحصول على دليل الامتياز التجاري،

حيث إن هذا الدليل يتضمن أدلة تشغيلية، وقانونية، ومالية وتسويقية لضمان نجاح هذه الشركات في التوسع والنمو، حيث إنه من المرجو أن يسهم هذا البرنامج في تعزيز الاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة لأصحاب المشاريع العمانية.

التوجهات الاستراتيجية لخدمة القطاع الخاص

كما قال زكريا بن عبدالله السعدي، الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عُمان: "الغرفة تفخر بالإنجازات المتحققة في برنامج الامتياز التجاري في النسختين الأولى والثانية، ويعد برنامج الامتياز التجاري أحد أبرز المبادرات التي أطلقتها الغرفة في إطار توجهاتها الإستراتيجية لخدمة القطاع الخاص، وتعمل الغرفة خلال النسخة الثالثة على تعزيز المكاسب المتحققة في مجالات تحسين بيئة الأعمال، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، وتنمية اقتصاد المحافظات، وهو ما ينسجم مع أهداف "رؤية عُمان 2040" الرامية إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة".

وأوضحت المهندسة أمية بنت خميس الريامية، مديرة دائرة رواد الأعمال ومركز الامتياز التجاري بالغرفة أن الغرفة استعانت بشركات متخصصة لتأهيل الشركات العمانية المشاركة عبر تقديم حلقات تدريبية للتعريف بالبرنامج كالعلاقة بين مانح العلامة التجارية وصاحب الامتياز".

مشيرة إلى أهمية أن تكون العلامة التجارية مملوكة لمانح الامتياز ويتم تسجيلها مع مراعاة الملكية الفكرية حتى يتمكن المشارك من الاستفادة من برنامج الامتياز التجاري.

مقالات مشابهة

  • من سوريا الأسد إلى سوريا الحرة.. نحو استعادة الهوية الوطنية
  • برنامج الامتياز التجاري يبحث تطوير الشركات العمانية وتمكين أصحاب الأعمال
  • في هذا الموعد.. تامر عاشور يحيي أحدث حفلاته الغنائية في البحرين
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • 440 شابًا ينطلقون برحلات الأقصر وأسوان لتعزيز الهوية الوطنية
  • جلسة حوارية تستعرض التجربة العمانية - الإماراتية في تمكين المرأة
  • العمل تُصدر قرارين لتنظيم حماية الأجور وانتقال القوى العاملة غير العمانية
  • لتعزيز الهوية الوطنية.."شتاء صندوق الوطن" ينطلق غداً بمشاركة المدارس
  • افتتاحية "Kraven the Hunter" تنطلق بقوة.. و"Gladiator 2" يواصل حصد الملايين
  • سوريا.. الرهان على الهوية الوطنية للخروج من الأزمة