قامت المرأة العمانية في مواقع صنع القرار بدور أساسي في تعزيز الهوية الوطنية من خلال مساهماتها الفاعلة في مختلف المجالات الأكاديمية والإدارية، فهي تمثّل أنموذجًا للريادة، حيث تتولى مسؤوليات قيادية تسهم في تطوير بيئة العمل وتعزيز مكانتها على المستويين المحلي والدولي، وتمثّل المرأة العمانية القيادية اليوم مواقع مؤثرة في المجتمع وأنموذجًا يحتذى به، "عمان" التقت عددًا من القيادات اللاتي تحدثن عن دورهن الفاعل في تعزيز الهوية الوطنية، ودورهن في المحافظة على التراث العماني الأصيل في ظل تحديات العصر الحديث.

وقالت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي: المرأة كانت وما تزال محركًا رئيسًا في دفع عجلة التنمية، ويمكن أن نستشهد بجلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- قوله: الوطن لا يحلّق من دون المرأة، كما أكد على ذلك جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في خطاباته السامية على أن المرأة شريكة وتعمل مع الرجل في مختلف المجالات لخدمة الوطن والمجتمع، لذلك فإن من أهم أدوار المرأة القيادية في تعزيز الهوية الوطنية تكريس الجهود والعمل بتفانٍ وإخلاص لخدمة الوطن، كما يبرز ذلك من خلال الدور الأسري المهم الذي تؤديه في بيتها، والبناء على النسيج المجتمعي الذي تعد المرأة جزءًا لا يتجزأ منه، إلى جانب ترسيخها للقيم الثقافية والمجتمعية في البيئة من حولها سواء مهنيًا أو مجتمعيًا.

إن الدور الأساسي الذي تؤديه المرأة القيادية يتمثل في كونها قدوة في محيطها، وذلك يعني أن هنالك شريحة كبيرة من المجتمع تنظر إليها بعين التطلع والطموح، لذلك يمكن أن يكون ذلك داعيًا للمرأة القيادية إلى استشعار تلك المسؤولية والتحلي بالروح الوطنية والسمات النبيلة، إضافة إلى ذلك فإن وجود الأعداد المتزايدة من النساء العمانيات في مختلف مواقع المسؤولية في الدولة والمجتمع من شأنه أن يمهد الطريق للمزيد من النساء لتحمُّل مسؤوليات أكبر، لذلك فإن من الجدير بنا جميعًا التوجه بالتقدير والإشادة لكل النساء اللاتي مهّدن ويمهّدن الطريق لجيلنا الحالي وللأجيال القادمة لقيادة هذا الوطن نحو الرفعة والسمو.

صمام أمان المجتمعات

وتفيد الدكتورة انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بأن المرأة العمانية روح المجتمع وركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها ومحاورها المختلفة، ولقد ركزت النهضة المباركة على توفير حياة كريمة مستدامة، كما أولت "رؤية عمان ٢٠٤٠" أهمية كبرى بالمرأة والهوية الوطنية حيث هدفت إلى بناء مجتمع معتز بهويته ومواطنته وثقافته ويعمل على المحافظة على تراثه، كما اهتمت ببناء منظومة شراكة مجتمعية مؤسسية متكاملة تعزز الهوية والمواطنة والترابط والتكافل الاجتماعي، كما تم التركيز على بناء البيئة المحفزة وتهيئتها والتأكيد على تمكينها وبناء قدراتها لتمارس المرأة أدوارها في بناء الوطن وتنشئة أسرة تعتز بهويتها الوطنية.

مضيفة: لا شك أن للقيادات دورًا كبيرًا في تعزيز الهوية الوطنية خاصة المرأة لمحورية دورها كونها حاملة للغة والثقافة، وصمام أمان المجتمعات وهي من تغرس المبادئ وتعلم الناشئة حب الوطن والتفاني في خدمته.

مشيرة إلى دور المؤسسات في دعم المرأة العمانية وتمكينها سواء كانت مؤسسات حكومية أو تعليمية أو اجتماعية، ومن خلال تجربتي الشخصية أؤمن بأن المدارس والجامعات تقوم بالدور الحيوي والأبرز في هذا الجانب لعدة أسباب منها طول فترة الدراسة والتعلم من الأقران والمناهج الدراسية الهادفة لغرس الهوية الوطنية وبناء الفرد الصالح بشكل عام، وقد كان لجامعة السلطان قابوس الأثر الأكبر في مسيرتي الأكاديمية حيث أثرت بشكل كبير في منهجي وأسلوب حياتي أكثر من أي مكان آخر، فلقد تعلمت منها الدروس واكتسبت منها المهارات والمعارف التي ساهمت بدورها في صقل قدراتي المعرفية والقيادية، كما أن مناهج الجامعة وبيئتها التعليمية المكملة هي خير مكان لغرس مفاهيم الوطنية الصادقة وبناء الشخصية العمانية ذات الانتماء الوطني.

تطوير المجتمع

وحول دور المرأة القيادية في تمثيل الهوية الوطنية، قالت الدكتورة سهام بنت سالم السنانية، الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبية الجامعية: كانت المرأة العُمانية ولا زالت أنموذجًا مشرفًا في بناء القيم الوطنية وتعزيز الهوية وغرسها في الأجيال المتعاقبة، بدءًا من الأدوار التربوية في الأسرة وصولًا إلى مواقع صنع القرار، استطاعت المرأة العُمانية القيادية أن تحتفظ بقدرتها على التوفيق بين الحفاظ على الهوية الوطنية والانخراط في التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده سلطنة عمان؛ فالمرأة العُمانية القيادية لها دور بارز في تعزيز الهوية الوطنية، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها الفاعل في حماية القيم والمبادئ التي تشكل أسس المجتمع العُماني، فهي لم تكتف فقط بالحفاظ على التراث، بل أسهمت بفعالية في تطوير المجتمع عبر توجيه الطاقات الشابة نحو الإنتاجية، والمشاركة المجتمعية، والمسؤولية الوطنية.

وأفادت الدكتورة سهام بأن المرأة العُمانية القيادية تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الهوية الوطنية من خلال العديد من المجالات والأنشطة التي تساهم في نقل القيم والتقاليد للأجيال القادمة، حيث تتجلى أدوار العمانيات القياديات في مختلف المجالات، فهن رائدات في التعليم، والصحة، والأعمال الاجتماعية، إلى جانب مشاركتهن في قطاعات ريادية أخرى مثل السياسة والاقتصاد، ففي مجال التربية والتعليم شغلن أدوارًا ومناصب قيادية تم من خلال جهودها تطوير المناهج الدراسية لتشمل تعليمًا يربط بين التطور العلمي والحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية في نفوس الأجيال، كما قادت المرأة العمانية مشروعات عديدة لدعم الأجيال القادمة في مجال ريادة الأعمال والابتكار، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، ودور المرأة القيادية واضح في مجلس الدولة، واللاتي عملن على تعزيز القوانين والسياسات التي تدعم حماية التراث الوطني والثقافي وتطبيقها بطرق تلهم الأجيال القادمة وتحفزها على الحفاظ على الهوية الوطنية مع مواجهة تحديات العصر.

مضيفة أن المرأة العمانية القيادية حرصت على ترسيخ الهوية الوطنية في قطاع حيوي مثل قطاع الصحة من خلال تقديم خدمات صحية شاملة وتطوير إستراتيجيات صحية مختلفة عصرية تسهم في رعاية المجتمع العُماني مع الحفاظ على القيم الثقافية والتقاليد العُمانية والجوانب الاجتماعية والثقافية التي تحترم هوية المجتمع العُماني والأخذ في الاعتبار العادات والتقاليد العمانية الأصيلة تعزيزًا للهوية الوطنية وترسيخًا للقيم العُمانية من خلال دورها القيادي في قطاع الصحة، ومن خلال الأدوار القيادية في مختلف القطاعات، تواصل المرأة العُمانية غرس روح الانتماء وحب الوطن في نفوس الأجيال، وتوجيههم للحفاظ على الإرث الثقافي والتقاليد الوطنية، وتضمن استمرارية ارتباطهم بقيمهم وثقافتهم، مع تحفيزهم للمساهمة الفعالة في بناء مستقبل عُماني مشرق، وفي الوقت ذاته دعم الابتكار والمشاركة في النهوض بالاقتصاد الوطني، ومن خلال أدوارها القيادية، تصبح المرأة العمانية رمزًا للهوية الوطنية والتغيير الإيجابي.

برامج خدمة المجتمع

أما الدكتورة منى بنت أحمد السعدون، أستاذة بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس توضح أن المواطنة والهوية الوطنية تعد من أولويات "رؤية عمان 2040”، ويتناغم ذلك مع المجتمع العُماني المعتز بثقافته وهويته الوطنية، حيث تم ترسيخ هذا المبدأ من خلال اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يدعو دائمًا للاعتزاز والتمسك بالهوية العمانية والتراث الأصيل، مؤكدة بأن هذا الاهتمام تجسد في "رؤية عمان 2040" التي جعلت المواطنة والهوية الوطنية من ركائزها وأولوياتها، باعتبارها مكامن القوة في بناء النهضة العمانية المتجددة.

وقالت د.منى: "تلعب المؤسسات التعليمية دورًا كبيرًا في تعزيز الانتماء للوطن، ويعد دور الجامعات في هذا المجال جوهريًا، بناءً عليه عملت الكلية إلى إتاحة فرص متعددة لربط الكلية والطلبة بالمجتمع العماني من خلال برامج خدمة المجتمع وتقديم فعاليات تلبي احتياجات فئات المجتمع في بعض المجالات الصحية، من هذه الجهود ربط الطلبة بمؤسسات المجتمع المدني وتقديم مبادرات متعددة بالتعاون معها، وتوجيه البحوث العلمية الطلابية نحو المشاكل التي يعاني منها المجتمع العماني، كما أن هناك مقررات دراسية تطرحها الجامعة لتعريف الطلبة بإرث وتاريخ وحضارة عمان العريقة، تسهم هذه المبادرات في تعزيز انتماء الطلبة والمنتسبين للكلية، وترسيخ القيم والأفكار والتقاليد الاجتماعية والثقافية العمانية، كما تغرس العمل التطوعي والسلوكيات الداعمة للمجتمع من خلال العطاء والاحترام والصبر والتعاون والتسامح، وهي أخلاقيات تتقاطع مع القيم العمانية الأصيلة والنبيلة.

موضحة بأن المرأة تتفرد بدور إضافي في هذا السياق، حيث إن تعزيز الهوية الوطنية وبناء المواطنة المسؤولة يستوجب أن تقوم الأسرة بدور أساسي في تنشئة جيل قادر على تجاوز التحديات، تبرز المرأة العمانية وخاصة الأم، في هذا الدور من خلال توجيه ودعم ومتابعة الأبناء والشباب، هذا الدور يتطلب أن نكون قدوة للأجيال القادمة، سواء في أماكن العمل أو في منازلنا، معززين بروح المواطنة ومحافظين على القيم والمبادئ العمانية الأصيلة.

قدوة للطلبة

وأفادت الدكتورة مسعدة بنت أحمد الجهورية، أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس، نائب مدير مكتب ضمان الجودة لجودة البرامج الأكاديمية وخدمة المجتمع: تلعب المرأة العمانية دورًا رئيسيًا في تشكيل هوية الأجيال القادمة في المؤسسات التعليمية وفي المجتمع عامةً، ونحن بصفتنا نعلّم في الجامعة يبدأ تأثيرنا في الصفوف الدراسية، من خلال أسلوب لبسنا، وقيمنا، وسلوكنا في التعامل مع الطلبة، وكيفية حل مشكلاتهم، نحن قدوة للطلبة، ونقدم لهم صورًا ناجحة لمن تمسك بهويته وتطور فكريا وساهم في بناء الوطن، حيث إن غرس مفهوم الهوية الوطنية في نفوس الشباب يتطلب منا التوجيه والقيادة بحكمة، وإظهار الفخر بقيمنا وتراثنا بشكل عملي يومي، وفي أدوارنا القيادية في الجامعة، نحرص على أن نكون صورة مشرفة للمحافظة على القيم والتقاليد العمانية، وفي جامعة السلطان قابوس نرى الهوية العمانية بارزة في كل مكان، في تفاصيل التصميم المعماري الذي يعكس جمال تراثنا، وفي الصفوف الدراسية، والصور المعلقة على الجدران، والالتزام بشروط الزي الرسمي الذي يُعبّر عن هويتنا الثقافية، وتظهر هذه الهوية الوطنية أيضًا في قاعات الاجتماعات، والممرات، والفعاليات المختلفة التي تحتضن القيم العمانية الأصيلة.

مؤكدة أنه إن كان القائد والمعلم مقتنعين وفخورين بهويتهم الوطنية، ويتلقون الدعم من المؤسسة لتعزيز هذه القيم، فإنه يصبح من السهل توجيه الآخرين نحو تقدير هذه الهوية والاعتزاز بها، وإن بناء الهوية الوطنية لا يتوقف عند الجوانب الشكلية فقط، بل يمتد إلى التفاعل اليومي، وإلى كيفية معالجة التحديات بحكمة مستمدة من قيمنا وتقاليدنا، هذا الترابط بين القيم الوطنية والتفوق الأكاديمي يعزز شعور الانتماء والاعتزاز لدى الطلبة، ويجعلهم سفراء حقيقيين لهويتهم في أي مكان يكونون فيه، نحن نؤمن بأن تمسكنا بهويتنا وثقافتنا العمانية هو الأساس الذي يقوم عليه النجاح الفردي والمؤسسي، ويمكننا تعزيز روح الانتماء والوحدة الوطنية، وتمكين الأجيال القادمة من المضي قدمًا بثقة وثبات نحو مستقبل مشرق ومستدام، مستلهمين من تاريخنا العريق ورؤيتنا المشتركة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی تعزیز الهویة الوطنیة الحفاظ على الهویة المرأة الع مانیة المجتمع الع مانی المرأة القیادیة المرأة العمانیة الأجیال القادمة السلطان قابوس القیادیة فی العمانیة ا أن المرأة فی مختلف من خلال فی بناء فی هذا

إقرأ أيضاً:

جامعة الإمارات تنظّم حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي

 

أبوظبي – الوطن:
نظّمت جامعة الإمارات العربية المتحدة، الاثنين الماضي، حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
تعود أهمية الكتاب إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” يضع قضية الهوية الوطنية في سلم أولوياته، ويعتبرها الضمانة الأهم للحفاظ على تاريخ الدولة وتراثها، وذلك لدورها المحوري في استيعاب تطورات العصر والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات العالمية، وترسيخ الثوابت الوطنية، وبناء القدرات التنافسية للدولة والمجتمع، بالإضافة إلى تعزيز التماسك المجتمعي.
حضر الحفل نخبة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعة يتقدمهم معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وأثنى الجميع على الكتاب، مشيدين بفكرته ومضمونه، ووصفوه بأنه أحد أهم الكتب في الأدبيات السياسية والاجتماعية، كما حرص الحضور على اقتناء نسخ من الكتاب بتوقيع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي.
وقبل بداية حفل التوقيع والقراءة، قام السويدي، بافتتاح ركن خاص يضم جميع مؤلفاته داخل جامعة الإمارات، وذلك لإتاحتها للجمهور وطلاب الجامعة كمراجع تناقش أهم القضايا، التي تهم الشأن المحلي والدولي وشؤون المنطقة وأمن العالم.
وقدّم الدكتور جمال السويدي الشكر إلى جميع الحضور ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، على حُسّن التنظيم وحفاوة الاستقبال، قائلاً، إن كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”يوضح مدى ارتباط الهوية الوطنية بمسارات التطورات التنموية للدول، ويحاول إعادة بناء مفهوم الهوية الوطنية الإماراتية، من خلال استيعاب التطورات العالمية والتكنولوجية والاجتماعية بشكل متزامن ومتوازن، دون الإخلال بالثوابت والخصوصية.
وأضاف السويدي، أن فكرة المواطَنة عميقة وراسخة لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة، واصفاً الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها نموذج يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، والمواطَنة الراسخة، مؤكداً أن الكتاب يبرز دور القيادة الرشيدة في تعزيز قيمة الهوية الوطنية وترسيخ مرتكزاتها في وجدان أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقدمت الحفل الدكتورة فاطمة البريكي، الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمارات، وأشادت بالكتاب وأثنت كثيراً على الجهد البحثي المبذول فيه، ووصفته بأنه كتاب سياسي وتربوي مهم لأنه يحث على الاهتمام بمرتكزات الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كاللغة العربية والدين الإسلامي والتراث الإماراتي والعادات الأصيلة والقيم النبيلة، التي تربى عليها الإماراتيون، لاسيما التسامح والتعايش السلمي والتواصل الحضاري.
وأشادت البريكي بالمسيرة البحثية والعلمية لمعالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، قائلةً، إن السويدي مفكر موسوعي وخبير استراتيجي وصاحب مسيرة بحثية وفكرية وعملية مليئة بالإنجازات، حيث ألّف حتى الآن ما يقرب من 40 كتاباً في مجالات متنوعة كالأمن والتنمية والتعليم والمرأة، أسهمت في تطوير دولة الإمارات العربية المتحدة، وأثرت كثيراً في المنطقة والعالم، مشيرةً إلى أن السويدي شغل العديد من المناصب الرفيعة وحققت مؤلفاته العديد من الجوائز القيّمة، أبرزها جائزة الشيخ زايد للكتاب.
وأضافت، أن السويدي خاض أكبر معركة فكرية ناجحة مع قوى الظلام، ومازال يواصل معركته معهم دون كللٍ أو ملل، وبرزذلك من خلال أفكاره التي خطها في كتابيه “السراب” و “جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الحسابات الخاطئة”.
من جهته، قدم سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن هويدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعيةبجامعة الإمارات قراءة في كتاب “الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، مشيداً بالمؤلف والكتاب الذي اعتبره ركيزة أساسية تؤرخ لنظريات الهوية الوطنية، وتستعرض مفاهيمها، وتبرز أهمية تطور مساراتها التنموية للدول حول العالم.
وقال بن هويدن، إن المؤلف بذل مجهوداً كبيراً في هذا الكتاب الذي تم إعداده برؤية جيدة من حيث الفكرة والمضمون والرسالة والهدف، مرجعاً أهمية الكتاب إلى أن الهوية الوطنية، تُعد إحدى أهم القضايا، التي لها دور كبير في ترسيخ الثوابت الوطنية، وتعزيز التماسك المجتمعي، وتدعيم القدرة على التفاعل الإيجابي مع المتغيرات العالمية.
ولفت بن هويدن إلى أن قضية الهوية الوطنية تعد إحدى القضايا التي يوليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اهتماماً كبيراً، ما جعل المواطَنة في الدولة نموذجاً يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، والمواطَنة الراسخة.
وأشار إلى أن الكتاب يستشرف مستقبل الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة في ظل التحديات الجديدة مستفيداً من الخبرات والمقومات، التي تمتاز بها التجربة الإماراتية في تعزيز الثقافة المشتركة والتلاحم الاجتماعي في المجتمعات الإماراتية والخليجية بشكل عام، واصفاً الكتاب بأنه مرجع توثيقي يبرز أهمية الهوية الوطنية للمجتمعات العربية.


مقالات مشابهة

  • د. حسن البراري يكتب .. الهوية الوطنية الأردنية مقابل التهجير … هل فهمتم الآن؟!!!!!
  • خبراء ومسؤولون يناقشون تعزيز الهوية الوطنية خلال ملتقى «مفكرو الإمارات»
  • ندوة بمعرض الكتاب حول دور المتاحف المتخصصة في تعزيز الهوية
  • «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية
  • الهاشمي: نواصل مبادرات تعزيز التماسك الاجتماعي لتحقيق «رؤية القيادة»
  • اللبنانية الأولى: للمرأة اللبنانية دور أساسي في المجتمع
  • ضاحي خلفان: تعزيز الهوية ركيزة تماسك المجتمع
  • جامعة الإمارات تنظّم حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي
  • “الهيئة الوطنية”: تعزيز حقوق الإنسان “أولوية”
  • وزير الإنتاج الحربي يلتقي رئيس الوطنية للصحافة ويؤكد على دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي