“الايسيسكو” تدرج قلعة “دبا الحصن” وحصن “فيلي” ووادي “شيص” بقائمة التراث في العالم الإسلامي
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أعلنت هيئة الشارقة للآثار إدراج منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” مواقع “قلعة دبا الحصن”، “حصن فيلي”، و”وادي شيص” ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي في خطوة تعكس أهميتها في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية والإنسانية، ودورها في المحافظة على التاريخ والتراث للأجيال القادمة.
جاء هذا الاعلان من قبل لجنة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة الإيسيسكو والذي شمل تسجيل 91 موقعًا تاريخيًّا وعنصرًا ثقافيًّا على قوائم المنظمة ثلاثة منها في إمارة الشارقة .
كانت هيئة الشارقة للآثار وهيئة تنفيذ المبادرات “مُبادرة” قد رفعت ملفات متكاملة للترشيح إلى منظمة الإيسيسكو ضمن الاجتماع الثاني عشر للجنة التراث في العالم الإسلامي والذي تستضيفه مدينة شوشا في جمهورية أذربيجان بمناسبة الاحتفاء بها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، وتناولت هذه الملفات دراسات تناولت الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية والفنية لهذه المواقع إضافة إلى عناصرها المعمارية وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها.
وثمن سعادة عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ودعمه مسيرة الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري لإمارة الشارقة وبارك لسموه هذا الإنجاز الذي يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها الإمارة في هذا المجال.
وعبّر سعادته عن اعتزازه بإدراج المواقع التاريخية الأثرية على قائمة التراث في العالم الإسلامي لمنظمة الإيسيسكو موضحا أن هذا الإدراج هو ثمرة التعاون مع هيئة تنفيذ المبادرات” مبادرة” في مجال الحفاظ على التراث الثقافي المادي في إمارة الشارقة .
وأكد أن إدراج هذه المواقع يعكس تقديرًا دوليًا لقيمتها التاريخية والثقافية واعترافا بجهود الشارقة الحثيثة في حماية تراثها الثقافي الغني وقال إن المواقع ليست مجرد معالم تاريخية و أثرية، بل جزء من الهوية الثقافية لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتسهم في إثراء التراث الإنساني، تماشيًا مع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يولي أهمية قصوى للحفاظ على التراث الثقافي المادي وصونه من أجل الأجيال المقبلة .
وأشار إلى أن مواقع قلعة دبا الحصن، وحصن فيلي ووادي شيص ليست مجرد أماكن تاريخية، بل شواهد حية على تفاعل الحضارات التي ازدهرت في هذه المنطقة عبر العصور وتحمل في طياتها قصصاً عن تطور المجتمعات والتجارة والتقاليد التي شكلت هوية المنطقة.
وتُمثل قلعة دبا الحصن ومستوطنتها، شاهدين فريدين على التبادل الثقافي واستمرار الاستيطان البشري عبر خمسة قرون و هذا الموقع المميز بتصميمه المعماري الغني وقطع آثاره النادرة يسرد قصة تاريخية حافلة بالحركة والحياة فقد كان مأوى للسكان، ومركزًا للتجارة، وسوقًا محليًا مزدهرًا، و لعب الحصن دورًا محوريًا في تأمين طرق التجارة الرئيسية، وساهم في دعم الاقتصاد المحلي المعتمد على النشاط البحري حتى القرن التاسع عشر ويحوي مجموعة متنوعة من المدابس إلى جانب قطع أثرية من الصين والهند وأوروبا، ما يجسد دوره البارز مركزا للتجارة الدولية.
ويشهد تطور دبا الحصن الاقتصادي والثقافي على مكانتها المتميزة إقليمياً وعالمياً ، فمنذ القرن السادس عشر، أصبحت مركزًا حيويًا للتجارة البحرية، مستفيدة من إنتاج دبس التمر وتطور الزراعة، كما أن استمرار دبا الحصن محورا للتبادل التجاري والثقافي، بفضل موقعها الاستراتيجي، يجعلها رمزًا تاريخيًا هامًا يعبر عن غنى التراث الثقافي لإمارة الشارقة، ويعزز من مكانتها في المحافل العالمية.
و يتميز حصن فيلي بموقعه الاستراتيجي الفريد، الذي كان له دور محوري في نظام الحماية والأمن بالمنطقة، حيث تشتهر المناطق المحيطة به بوجود نظام الأفلاج، الذي يُعتبر من أقدم السمات الطبيعية في هذه المنطقة، ويعمل كالشريان الذي يُغذي الحياة في بيئة صحراوية قاسية، لذا تم إنشاء حصن فيلي التاريخي لمراقبة هذه الأفلاج ومزارع التمور، وحماية القوافل التي كانت تسلك الطريق من الذيد إلى العين وواحة بريمي، بالإضافة إلى سواحل عُمان.
وتقع فيلي أيضا على الطريق الذي يربط بين السواحل الغربية والشرقية لشبه الجزيرة العربية، ما زاد من أهميتها حامية لطرق جبال الحجر وتقديم الأمان للحجاج الذين اعتمدوا على هذه المسارات.
ويروي تراث فيلي قصصًا غنية تعكس دورها الأساسي في حماية المجتمع المحلي وتأمين طرق القوافل، ويُسلط الضوء على الأحداث البارزة التي شهدتها المنطقة في القرنين التاسع عشر والعشرين، ما يجعلها رمزًا للتاريخ الثقافي والحضاري الغني في المنطقة.
ويقع وادي شيص بالقرب من الساحل الشرقي لدولة الإمارات ، ويحتضن قرية شيص التي تبعد حوالي 17 كيلومترا عن مدينة خورفكان و95 كيلومترا عن مدينة الشارقة وتشتهربجمالها الطبيعي الذي يتمثل في جبالها الشاهقة ومزارعها التي ترويها أنظمة الري التقليدية المعروفة بالأفلاج، والتي تُعَدُّ شاهدًا على العبقرية البشرية في إدارة المياه منذ القدم.
وتتميز المنطقة بتواجد الطيور النادرة التي لاتزال تعيش في مزارعها وتولت العديد من الجمعيات البيئية رعايتها ودراستها بهدف المحافظة عليها.
وتضم المنطقة معالم بارزة مثل مسجد الاستقامة، المنازل القديمة، القلاع، والمزارع التي ترتبط بنظام الري القديم،وتمتاز شيص بتنوها البيئي والجغرافي الفريد الذي يجمع بين جبال الحجر والأفلاج التي أدت إلى تكوين غطاء نباتي غني وتعد موطنا ملائما للطيور النادرة والحيوانات.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التراث فی العالم الإسلامی التراث الثقافی دبا الحصن
إقرأ أيضاً:
مهرجان محبة قلم “٥” يستكمل فعالياته بالمركز الثقافي في أبو رمانة
دمشق-سانا
استكملت جمعية بيت الخط العربي والفنون فعاليات مهرجان محبة قلم بدورته الخامسة بعد عودة النشاطات الفنية بمعرض فني شبابي في فنون الخط العربي والزخرفة، وذلك بالمركز الثقافي في أبو رمانة وبالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق.
المعرض ضم ٧٠ عملاً خطياً وحروفياً وزخرفياً لـ ٤٣ طالباً وطالبةً من الشباب، بخطوطٍ تنوعت بين الرقعة والديواني والثلث وأنواع من الخطوط الكوفية، منفذة بتقنياتٍ تقليديةٍ ومعاصرة عكست مستوى طلاب الجمعية المشاركين، والمهارات التي اكتسبوها من أساتذتهم.
وعن المعرض قالت الفنانة التشكيلية والخطاطة ريم قبطان رئيسة مجلس إدارة الجمعية في تصريح لمراسل سانا: “عدنا لاستكمال فعاليات مهرجان محبة قلم، بعد عودة النشاط الفني بدمشق بالتزامن مع أفراح شعبنا بإسقاط النظام، وبهدف دعم وتشجيع طلابنا الشباب”، مبينةً أن الجمعية تعمل على نشر ثقافة فنون الخط العربي والزخرفة في المجتمع السوري على عدة مستوياتٍ عمرية من خلال دوراتها، وورشات العمل التي تقيمها بالتعاون مع أساتذة متميزين في الخط.
الخطاط أنور الحيالي الذي أشرف على عددٍ من الطلاب الشباب المشاركين أوضح أن المعرض يأتي ضمن جهود الجمعية والخطاطين المتعاونين معها، لدعم الموهوبين في فنون الخط العربي والزخرفة، وعرض نتاجهم الفني أمام الجمهور، ليتمكنوا من الانطلاق في طريق الإبداع في فنون الخط العربي.
بدوره الخطاط أدهم فادي الجعفري لفت إلى أن المعرض يلعب دوراً في رفع مستوى الطلاب المشاركين، وإكسابهم تجربةً مهمةً من خلال إطلاع الأساتذة والخطاطين والجمهور على أعمالهم، وتلقي الملاحظات عليها والاستماع إلى النقد البناء لهم، ليمتلكوا القدرة على التطور والتميز.
ونوه الخطاط أحمد كمال بأن إقبال الشباب على تعلم فنون الخط العربي كبير وواسع، مما يبعث على التفاؤل بمستقبل اللوحة الحروفية، التي بدأت تستعيد ألقها وتأخذ مكانها ضمن الحركة التشكيلية السورية، متمنياً أن تكون جمعية بيت الخط العربي والفنون نواةً لأكاديميةٍ متخصصةٍ بتعليم هذه الفنون التي تمثل هويتنا الثقافية والتراثية.
وشاركت الطالبة سناء نصرو في المعرض بلوحتين بخط الديواني الجلي، وأوضحت أن هذه هي المشاركة الثالثة لها ضمن مهرجان محبة قلم السنوي، والذي يقدم الدعم للطلاب الشباب بهدف إحياء تراثنا العريق.
وجاءت مشاركة الطالب المهندس فراس شرف بلوحتين، إحداهما بتقنية الحبر بخط الرقعة، كتب فيها “أنا الدمشقي”، والثانية كتب فيها الآية القرآنية الكريمة “ولسوف يعطيك ربك” بتقنية زخرفة القيشاني الدمشقي والخط بالريش والألوان الزيتية بخط الرقعة، معبراً عن سعادته بالمشاركة بالمعرض لما يحمله من فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين.
أما الطالبة بيان ناجي فقدمت لوحتين، إحداهما بخط الرقعة البسيط باللون الذهبي على خلفية باللون الأسود، وكتبت فيها القول المأثور “ليغلبن لطفه خوفي”، وجسدت في اللوحة الثانية الآية القرآنية الكريمة “فإني قريب” بالخط الكوفي الفاطمي وبدرجات اللون الأزرق مع زخرفة، مبينةً أنها اختارت هاتين الآيتين لما لهما من أثرٍ بالغٍ في نفس القارئ وإعطائه شعوراً بالطمأنينة.
الطالب أحمد كريم شارك بلوحةٍ واحدةٍ بحجمٍ كبيرٍ وبتقنية ألوان الأكرليك بالخط الديواني الجلي، وأوضح أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بمعرض فني ليشاهد الجمهور نتاجه، ما ترك في نفسه حافزاً على الاجتهاد والعمل بجد أكبر للوصول للتميز في فنون الخط العربي.