هيئة الكتاب تناقش «دور الفن في العبور إلى نصر أكتوبر»| صور
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة بعنوان «دور الفن في العبور إلى نصر أكتوبر»، بقاعة صلاح عبد الصبور، بكورنيش النيل، رملة بولاق، شارك فيها الدكتور هاني كمال، وأدارها الدكتور رضا عطية.
في البداية أشار عطية إلى أهمية دور الفن في معركة مصر في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن الفن والأدب لعبا دورًا مهمًا في التعاطي مع نكسة يونيو 1967 وامتصاص صدمة هذه النكبة، وإعادة لبناء الوعي القومي، واستعادة الروح الوطنية، وصولًا إلى العبور بانتصار أكتوبر المجيد.
وأضاف، أننا نجد أنه لم تمر أيام قلائل على نكسة يونيو حتى قدم لنا عبد الحليم حافظ من أشعار عبد الرحمن الأبنودي وتلحين بليغ حمدي أغنية النهار التي تعبر عن مرارة الإحساس بالهزيمة واستشراف النصر لأن بلدنا تحب موال النهار، كما نجد المسرحي السوري سعد الله ونوس يقدم بيانات لمسرح عربي جديد، وكذا مسرحيته الشهيرة «حفلة سمر من أجل 5 حزيران» التي قدم فيها ونوس المسرح البريختي الملحمي وأسلوب كسر الحاجز الرابع باشتباك الخشبة مع الجمهور في دعوة جديدة إلى الجمهور بعدم الاكتفاء بدور المتفرج وإنما المشاركة الإيجابية في صنع الحدث وتقرير مصير الجماعة.
واستشهد الدكتور رضا عطية بقصيدة الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي حول معركة شدوان كإحدى عيون الشعر العربي التي أبرزت بوعي فني بطولات المقاتل المصري الباسل في حرب الاستنزاف، وتجاوز الخطاب الشعري في هذه القصيدة مسألة العمل العسكري البطولي في معركة شدوان إلى تشريح الذات الجمعية استجلاء لأسباب الهزيمة في يونيو 67 وطرحا لما يمكن أن يكون سبيلًا لانتفاضة الأمة تحقيقا للنصر.
وطرح عطية بعض المحاور على الدكتور هاني كمال للنقاش مثل دور الفن في التعبير عن بطولات الشعب المصري والعسكرية المصرية في حرب الاستنزاف وصولًا إلى انتصار أكتوبر، كما دعا الفنان الدكتور هاني كمال إلى الحديث عن مشاركته في فيلم الطريق إلى إيلات، وطرح تساؤلًا عليه حول مدى كفاية ما قدم من أعمال فنية تاريخيًا لانتصارات مصر المجيدة في حروبها ضد العدو الصهيوني.
ومن جانبه قال الفنان الدكتور هاني كمال، إن الفن لعب دورًا كبيرًا في توثيق كل البطولات التي يجب أن تفتخر بها، وأن نسردها ونقصها لأبنائنا والأجيال القادمة التي تواجه حروبا شرسة من خلال التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأضاف، علينا مسئولية كبيرة نحو فتح آفاق للحوار مع أبنائنا ولا نتركهم فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي، فلم تعد الحرب التقليدية هي القائمة حاليًا، إنما الحرب الإلكترونية هي المنتشرة الآن.
وتابع، أن من ضمن خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها الدولة المصرية في انتصار أكتوبر المجيد، كان للفن دورًا كبيرًا فيها، فتم تغذية الشارع المصري بفكرة عدم الحرب، وفي السينما تم عمل مجموعة من الأعمال الفنية التي تشغل الشارع بعيد عن الحرب مثل فيلم خلي بالك من زوزو، ونجحت الدولة في استخدام السينما بتأدية دور أوهم العدو أن هذا البلد لا يفكر في الحرب.
وأوضح، أنه عقب نصر أكتوبر قامت السينما بتوثيق كافة البطولات التي خاضتها مصر منذ نكسة 1967 حتى انتصار أكتوبر العظيم 1973، تم إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام لتوثيق الانتصار، من بينهم فيلم الطريق إلى إيلات الذي تناول عملية عسكرية من الألف إلى الياء، وهذه العملية حدث قبل نصر أكتوبر، أي بعد النكسة بعامين وتم تنفيذ العملية في 7 أشهر، وهي كانت عبارة عن ثلاث عمليات وليست عملية واحدة، وهذه العمليات هي ما أعطت دافعا للانتصار في 1973، مؤكدًا أن العدو الصهيوني عكس ما تم الترويج له من خلال قنوات، وهو في الحقيقة «أجبن من الجبن نفسه».
وتطرق هاني كمال في حديثه إلى محاولات العدو الصهيوني في الوقت الحالي تدمير الشباب المصري والعربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وما يتم بثه من خلال برامج وفيديوهات تشغل الشباب، مناشدًا الأسر المصرية بمتابعة أبنائهم والاطلاع على ما يتصفحونه من خلال الهواتف المحمولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين انتصارات مصر إنتصار أكتوبر المجيد قاعة صلاح عبد الصبور عبد المعطي حجازي التواصل الاجتماعی الدکتور هانی کمال العدو الصهیونی دور الفن فی نصر أکتوبر من خلال
إقرأ أيضاً:
وقف الحرب في غزة: ترتيبات اليوم التالي
الحربُ المستعرة في الإقليم تتجه إلى تهدئة محسوبة، التهدئةُ حاجة ماسة للمتحاربين المتعبين والتوّاقين إلى استراحة، لكن لا سبيل إلى استراحة راسخة إلاّ بالتوافق على ترتيبات اليوم التالي لوقف الحرب، أيّ بتهدئتها وتسكينها لمدةٍ قد تطول أو تقصر. ترتيباتُ اليوم التالي لن تقتصر على الحرب في غزة ولبنان، بل تشمل ساحات الإقليم برمته من شواطئ البحر المتوسط جنوباً إلى شواطئ بحر قزوين شمالاً. ولا يبدو أنها تشمل «الميني حرب» التي توسعت وما زالت تتوسع في الضفة الغربية. هذه الترتيبات لا تقتصر على وقف ميداني لإطلاق النار، بل على استراحة مديدة للمتحاربين في دول الإقليم المتصارعين على الأرض والسلطة والمصالح والنفوذ. وقد تتضمن أيضاً إعادة ترسيمٍ لخرائط اتفاق سايكس – بيكو الذي يربو عمره على نحو مئة سنة.
ترتيباتٌ بهذا الاتساع والشمول تستوجب مايسترو مقتدراً وإدارة عليا، دونالد ترامب رشّح نفسه، على ما يبدو، لهذا المركز وهذه المهمة، وسينزل إلى الساحة في العشرين من يناير الجاري، يوم إمساكه رسمياً بمقاليد السلطة في بلاده. غير أن ترامب لن يكون وحده في ملعب الإقليم الكبير، سيكون في مواجهة ضارية مع لاعبين متشددين متمرسين وآخرين قدامى دهاة. اللاعبون المتشددون المتمرسون هم قادة قوى المقاومة في كلٍّ من فلسطين ولبنان والعراق واليمن. اللاعبون القدامى الدهاة هم الحكام في كلٍّ من تركيا وإيران والسعودية، إلى هؤلاء، ثمة لاعبون صهاينة محترفون يلعبون مع الرئيس الأمريكي في الحرب ضد قوى المقاومة في شتى ساحات الإقليم، ويلعبون معه وعليه في الساحة الأمريكية إذا اقتضت مصلحة «إسرائيل» ذلك.
هؤلاء اللاعبون جميعاً هم الذين وضعوا ويضعون ترتيبات استراحة المتحاربين التي أنجزت ووضعت موضع التنفيذ بين «إسرائيل» و»حماس» وحلفائها قبل ظهر يوم الأحد الماضي، على أن توضع موضع التنفيذ بين «إسرائيل» ولبنان في 27 يناير الجاري، إلا أن ترتيبات اليوم التالي لوقف الحرب وتسكينها، التي تنطوي على استراحة مديدة للمتحاربين، غالباً ما تكون عرضة للخرق والعودة إلى القتال.
بنيامين نتنياهو هو المرشح الدائم لخرق الاتفاقات والترتيبات، ويُرجح كثير من المراقبين أنه سينتهز أول فرصة وذريعة متاحتين كي يعود إلى حرب الإبادة في غزة وحرب التوسّع في لبنان، غير أن ترامب الطموح في رأسه مخطط لـِ»جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» قد يمنع نتنياهو من إفساد مخططه الإمبراطوري الذي ينطوي على أهداف استراتيجية أكثر إلحاحاً وأهمية في مناطق أخرى من العالم.
أيّاً ما يكن الأمر بين القطب الامريكي والتابع الإسرائيلي، فإن قادة قوى المقاومة الشعبية العربية محكوم عليهم بأن يستعدوا لأسوأ الاحتمالات الصهيونية، فماذا تراها تكون؟ يُستخلص من المواقف والتصريحات التي تزخر بها وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ثلاثة احتمالات أو مشروعات تعتمل في رؤوس الزعماء الصهاينة في الوقت الحاضر:
أولها، عدم السماح لحركة حماس وحلفائها بالعودة إلى السيطرة على قطاع غزة وتحويله مرةً اخرى إلى شوكة في خاصرة كيان الاحتلال. وعليه، يعمل نتنياهو وحلفاؤُه لتعزيز اتجاه بعض أركان إدارة ترامب الداعين إلى وضع قطاع غزة تحت وصاية دولية، سياسية وعسكرية، وابتداع منظومة محلّية مدنية فلسطينية لإدارة القطاع، ولاسيما مسألة توزيع المساعدات الإنسانية.
ثانيها، إقناع ترامب بدعم عملية توسيع استيطان الضفة الغربية، وصولاً إلى ضمّها بأكملها إلى «إسرائيل»، أو «التكرم» بالموافقة على تخصيص جزء يسير منها لدويلةٍ فلسطينية منزوعة السلاح، تكون ملجأ اخيراً للفلسطينيين المهجّرين من سائر أنحاء فلسطين الجاري استيطانها وضمهّا إلى كيان الاحتلال.
ثالثها، حثّ ترامب على تسريع تنفيذ ما يُسمى «مشروع الشرق الأوسط الجديد»، بتقسيم سوريا إلى كيانات قائمة على أسس مذهبية أو إثنية أو قَبَلية، واشتراط أن يكون ذلك بديلاً وحيداً من مهاجمة إيران بمساعدة أمريكا لتدمير منشآت برنامجها النووي.
إن سعي «إسرائيل» لتسويق وتنفيذ هذه المشروعات ليس امراً سهلاً البتّة، خصوصاً إذا ما جرت مواجهتها بمقاومةٍ شعبية سياسية واقتصادية وعسكرية واسعة على مستوى عالم العرب برمته.
إلى ذلك، يقتضي أن تكون قوى المقاومة الشعبية العربية الناشطة في كلٍّ من فلسطين ولبنان والعراق واليمن مستعدة للردّ بلا إبطاء، وفق ما وعدت به جماهيرها، في حال امتنع العدو الصهيوني عن الانسحاب من كل المواقع اللبنانية، التي تسلّل إليها، أو حاول إقامة تحصينات له فيها، وهو أمر مخالف لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تتولى الولايات المتحدة حاليّاً الإشراف على تنفيذ بنوده، أو حاول العدو إقامة مناطق عازلة في قطاع غزة، أو منع مئات آلاف الأهالي المهجّرين إلى جنوب القطاع من العودة إلى منازلهم في غزة وسائر البلدات في محيطها.
جب ألاّ يغيب عن أذهان قادة المقاومة أن «إسرائيل» تضررت كثيراً نتيجةَ الحرب
لقد اتضح أن قوى المقاومة الميدانية في فلسطين ولبنان ليست ضعيفة ولا مهزومة. صحيح أنها تضررت جرّاء حرب الإبادة الطويلة التي شنّتها «إسرائيل» على قطاع غزة من جهة، وقطع طريق توريد السلاح إلى حزب الله عبر الحدود مع سوريا بعد انهيار نظام الأسد من جهة أخرى، إلاّ أن ما لديها من أسلحة مخزّنة وأخرى جرى ويجري تصنيعها في الداخل، يكفي على ما يبدو للقيام بما يتوجب عليها القيام به لصدّ العدو ومنعه من التدمير والتوسّع.
فوق ذلك، يجب ألاّ يغيب عن أذهان قادة المقاومة أن «إسرائيل» تضررت كثيراً نتيجةَ الحرب التي شنّتها على جبهات غزة والضفة الغربية ولبنان لمدة 15 شهراً وأدت إلى نزوح نحو 90 ألف مستوطن من مستعمراتهم في شمال فلسطين المحتلة، ومثلهم من إيلات ومحيطها في الجنوب، وإلى تدمير أو إغلاق مئات المصانع والشركات، وتضرّر سائر مرافق الاقتصاد، ونزوح أكثر من نصف مليون إسرائيلي إلى خارج الكيان، وتدمير الكثير من أسلحة ومعدات وعتاد الجيش الإسرائيلي ما يؤدي ذلك كله إلى الحدّ من قدرة «إسرائيل» على الاستمرار في الحرب مدةً أطول.
يتضح من مجمل ما تقدّم بيانه أن قوى المقاومة الشعبية العربية نجحت، بحرب الاستنزاف التي ردّت بها على عدوان «إسرائيل» المتواصل والمدعوم من الولايات المتحدة مالياً وعسكرياً، في الصمود مدةً قياسية ضد العدو. أكثر من ذلك، عزّز صمود المقاومة الشعبية العربية في كل ساحاتها، مفهوماً جديداً للانتصار قوامه إحباط مخططات العدو ومنعه من تحقيق أهدافه، وإعادة النازحين اضطراراً إلى ديارهم ومنازلهم وأملاكهم.
الخلاصة، إذا كان من شأن استراحة المتحاربين أن تؤدي في المدى القصير إلى انسحاب العدو الصهيوني من كامل قطاع غزة، ومن كل المواقع التي احتلها في القرى الحدودية في جنوب لبنان، فإن من شأنها في المدى الطويل أن تعزّز قدرات قوى المقاومة على الصمود، وإحباط أهداف العدو ومخططاته، ومراكمة الخبرات، وتعبئة الطاقات على طريق التحرير والنصر المتكامل.
القدس العربي