نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا عن الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن نطاق الدمار في إيران؛ حيث حصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضمانات شفهية من "إسرائيل" بعدم استهداف البنية التحتية النووية والصناعية لإيران خلال أي عملية انتقامية.

ونقلت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤولين قولهم إن تحركات "إسرائيل" أثرت بالفعل على السياسة الإقليمية لواشنطن.

وأشار مكتب نتنياهو في 15 تشرين الأول/ أكتوبر إلى أن المفاوضات بين "إسرائيل" والولايات المتحدة حول الهجوم على إيران تأخذ في الاعتبار موقف الإدارة الأمريكية، لكن القرارات النهائية ستُتخذ بما يخدم مصالح "إسرائيل".

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن نتنياهو اتفق مع الوزراء الرئيسيين على خيار الهجوم على إيران، وذلك بعد تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أوضح أن نتنياهو وعد الرئيس الأمريكي بضرب البنية التحتية العسكرية فقط في إيران، رغم الشائعات التي تفيد بأن الدولة العبرية كانت تخطط لاستهداف المنشآت الصناعية أو النووية. ووفقًا للصحيفة، يعني ذلك أن حكومة نتنياهو مستعدة لتوجيه "ضربة انتقامية أكثر محدودية" بهدف تجنب حرب شاملة، وهو ما استقبلته واشنطن بارتياح.


وبحسب الصحيفة؛ فقد ذكرت وسائل إعلام إيرانية مثل "أمواج ميديا"، المقربة من النخبة الاقتصادية الإيرانية، أن "إسرائيل" وافقت على تخفيف موقفها بعد أن وعدتها الولايات المتحدة بإرسال منظومة الدفاع الصاروخي "ثاد".

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن أولى الأجزاء المكونة لمنظومة "ثاد" مع فريق من مشغلي القوات المسلحة الأمريكية وصلت إلى "إسرائيل" في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، بهدف حماية البلاد والأمريكيين الموجودين هناك "من أي هجوم بصواريخ باليستية من إيران". وأضافت الوزارة أنه من المتوقع وصول مكونات إضافية وخبراء عسكريين إلى الشرق الأوسط في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن البطارية "ستكون جاهزة للاستخدام في المستقبل القريب، ولكن لأسباب أمنية" لم يتم الكشف عن الجدول الزمني المحدد.

وذكرت الصحيفة أن عددًا من التقارير أكدت أن هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة منظومة "ثاد" في الشرق الأوسط، حيث يتم ذلك بشكل منتظم. على سبيل المثال، أمر البيت الأبيض بنشر البطارية في المنطقة بعد الهجوم البري الذي شنته حركة حماس على "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصادرها أن "إسرائيل" تواجه حاليًا نقصًا في الصواريخ الاعتراضية لمنظومتها الدفاعية. ويشير قادة القطاع وخبراء إلى أن الدولة العبرية تواجه هذه المشكلة "في ظل الحاجة إلى تعزيز الدفاع الجوي لحماية البلاد من هجمات إيران وحلفائها الإقليميين". وأكدت دانا سترول، النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، أن "المشكلة بالنسبة لإسرائيل خطيرة، وإذا ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي وانضمت إلى ذلك منظمة حزب الله، فإن الدفاع الجوي الإسرائيلي سيكون في وضع حرج". وأضافت أنه في ظل هذه الظروف، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على الحفاظ على إمداداتها لكل من أوكرانيا و"إسرائيل" "بنفس الوتيرة"، مؤكدة: "نحن نقترب من نقطة تحول".

وأفاد موقع "أمواج ميديا" بأن ظهور بطارية "ثاد" في "إسرائيل" أثار ردود فعل حساسة من المسؤولين الإيرانيين. وعلى هذا الأساس، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تجميد المحادثات غير المباشرة مع إدارة بايدن، التي كانت تجري في سلطنة عمان. وصرح الوزير خلال زيارته إلى مسقط: "عملية مسقط متوقفة حاليًا بسبب الوضع الخاص في المنطقة. لا نرى الآن أساسًا لإجراء المحادثات. بمجرد أن نتجاوز الأزمة الحالية، سنقرر ما إذا كنا سنعود إلى هذه المفاوضات أم لا".

ووفق الصحيفة؛ يرى بعض المحللين أن الجمهورية الإسلامية تراهن على استئناف عملية التفاوض في حال تولت كامالا هاريس منصب رئيس الولايات المتحدة. أما في حال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة، فإن المسؤولين الإيرانيين يعتبرون ذلك السيناريو سلبيًا، حيث إن ترامب، الجمهوري، معروف بدعمه لسياسة "الضغط الأقصى" على طهران.

وأكدت إدارة بايدن أنها حذرت طهران عبر قنوات دبلوماسية من أنها ستعتبر أي محاولة لاغتيال ترامب عملاً حربياً، وفقًا لمصادر وكالة "رويترز". وقد اتهمت وكالات الاستخبارات الأمريكية الجمهورية الإسلامية مرارًا في الفترة الأخيرة بالتحضير لمثل هذا السيناريو. وزادت المخاوف بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال ترامب في تموز/ يوليو من هذا العام في ولاية بنسلفانيا. ووفقًا لمصادر "رويترز"، يتلقى الرئيس بايدن تقارير ميدانية دورية عن هذه التهديدات. وتفيد التقارير بأن رئيس البيت الأبيض كلف فريقه بالفعل بمواجهة المخططات الإيرانية المحتملة داخل الولايات المتحدة.

وصرح فلاديمير فرولوف، الخبير في العلاقات الدولية والدبلوماسي السابق في السفارة الروسية بالولايات المتحدة، لصحيفة "نيزافيسيمايا"، قائلًا إن الجانب الأمريكي في حالة من الرعب بسبب عدم وجود إستراتيجية واضحة لدى نتنياهو للخروج من الأوضاع في غزة ولبنان، وأن واشنطن تشعر بالقلق من احتمال تورط "إسرائيل" في لبنان كما حدث في حرب 2006، وهي الحرب اللبنانية الثانية.

واختتمت الصحيفة التقرير بتأكيد فرولوف على أن "صعود شعبية نتنياهو في الوقت الحالي لا يمنح الولايات المتحدة أي تفاؤل"، وأن الإستراتيجية السياسية للرئيس بايدن، التي كانت تستهدف إنشاء تحالف إستراتيجي مع السعودية وتطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل، إلى جانب إطلاق نظام حكم ذاتي جديد في قطاع غزة تحت إشراف فتح ومصر ودول الخليج، والعمل نحو حل الدولتين، قد فشلت، ولهذا يشعر البيت الأبيض ووزارة الخارجية بخيبة أمل كبيرة إزاء ذلك؛ حيث  يبدو نتنياهو غير مبالٍ بما يفكر فيه الحليف الرئيسي بهذا الشأن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران إيران امريكا الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

نتيناهو يطمئن بايدن بشأن الضربة المرتقبة على إيران

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن إسرائيل ستضرب منشآت عسكرية وليست نفطية أو نووية في إيران، وذلك رداً على إطلاق طهران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل.

وذكر مسؤول أميركي للصحيفة أن نتنياهو كان "أكثر اعتدالا" خلال حديثه مع بايدن الأسبوع الماضي، في أول اتصال بينهما منذ أكثر من سبعة أسابيع.

وأضاف أن تخفيف موقف نتنياهو ساهم في قرار بايدن إرسال نظام دفاع صاروخي لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله إن الرد الإسرائيلي سيكون محسوبا لتجنب فكرة "التدخل السياسي في الانتخابات الأميركية"، مشيرًا إلى فهم نتنياهو بأن نطاق الضربة الإسرائيلية "لديه القدرة على إعادة تشكيل السباق الرئاسي".

كما نقلت واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن بخصوص الرد على طهران.

وقال مكتب نتنياهو في بيان مرفق بمقال الصحيفة اليوم الثلاثاء إن إسرائيل "ستنصت إلى الولايات المتحدة لكنها ستتخذ قراراتها بناء على مصلحتها الوطنية".

إسرائيل تحضر لهجوم على إيران ردا على القصف الصاروخي الذي تعرضت له قبل أسبوعين (الأناضول)

ويأتي ذلك وسط توقعات بأن إسرائيل ستنفذ قريبا ضربة للرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران عليها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأطلقت إيران خلال الهجوم، حوالي 200 صاروخ باليستي على إسرائيل وذلك انتقاما لاغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، واغتيال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله مع جنرال في الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وإثر هذا القصف الصاروخي الإيراني، الثاني من نوعه في أقلّ من ستة أشهر على إسرائيل، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشنّ هجوم "فتّاك ودقيق ومفاجئ" ضدّ إيران.

وقال بايدن إنه لن يدعم شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية، كما ساد التوتر أسواق النفط بسبب احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لحقول النفط الإيرانية.

ويرى محللون، أن الضربة الإسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، في حين أن الهجوم على برنامج الأبحاث النووية في البلاد قد يمحو أي خطوط حمراء متبقية تحكم صراع إسرائيل مع طهران، مما يؤدي إلى مزيد من التصعيد والمخاطرة بدور عسكري أميركي أكثر مباشرة.

مقالات مشابهة

  • بايدن: ملتزمون بأمن إسرائيل وحمايتها من تهديدات إيران
  • عاجل.. إيران توجه الإنذار الأخير إلى إسرائيل: أي مغامرة من تل أبيب سيكون ردنا حاسما
  • حدث ليلا.. إطلاق 50 صاروخا على إسرائيل وتحذير من واشنطن لتل أبيب وترامب يفاجئ الجميع
  • بعد تقارير اعتدال موقف نتنياهو بمكالمته مع بايدن.. إسرائيل عن ردها المحتمل على إيران: قرارنا مبني على مصالحنا
  • تل أبيب تكشف لواشنطن قائمة أهدافها النارية في إيران
  • اول رد من نتنياهو على تقرير صحيفة "واشنطن بوست"
  • واشنطن بوست: نتنياهو يبلغ إدارة بايدن بالأهداف التي يعتزم ضربها في إيران
  • نتيناهو يطمئن بايدن بشأن الضربة المرتقبة على إيران
  • واشنطن بوست: نتنياهو أبلغ بايدن أن الضربة لن تشمل منشآت نووية إيرانية