أكدت صانعات محتوى عمانيات على دورهن في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي والحفاظ على الهوية الوطنية والقيم المجتمعية عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة مفتوحة للتعبير عن الأفكار والآراء، مستخدمات مهاراتهن الابداعية في إيصال رسائل وطنية وتعزيز الهوية عبر مقاطع الفيديوهات والصور والتعبير الكتابي والصوتي ليمثلن صوتا جديدا وقدوة مؤثرة تعكس الهوية العمانية والتنوع الغني للمجتمع العماني وثقافته الحضارية للأجيال الجديدة ورفع الوعي بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والوطنية، والسعي إلى بناء مجتمع رقمي مثقف.

وحول دور المرأة العمانية في صناعة المحتوى الرقمي قالت جليلة بنت عبدالله المعمرية: للمرأة العُمانية دور كبير في صناعة المحتوى الرقمي والحفاظ على الهوية والقيم، فهي موجودة بحضور لافت في المنصات الرقمية بمختلف أنواعها؛ للتعبير عن أفكارها وآرائها وتقديم رؤيتها فيما يتعلق بالقضايا المجتمعية. والمحتوى الذي تُقدّمه المرأة العُمانية يُعزز مفاهيم التضامن المجتمعي والمحافظة على القيم الإيجابية خصوصًا مع الطفرة التقنية والتي أدّت -نوعًا ما- إلى خلق فجوة بين الأجيال. وعليه، يسهم المحتوى في التقريب وتبسيط المعلومات والأفكار للأجيال المختلفة، والذي يعكس الوعي العميق بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية وسط التغيّرات السريعة في العصر الرقمي، والسعي لبناء مجتمع رقمي مثقف وقادر على استغلال الفرص المتاحة بطريقة إيجابية.

وأكدت المعمرية أن للحضور النسائي أثرا إيجابيا خصوصا لتوثيقٍ أدق وأعمق فيما يتعلق بالمواضيع الثقافية النسائية على وجه التحديد؛ فهي تُسهِم بشكل كبير في توثيق وحفظ التراث العُماني عبر الإنترنت، مثل إحياء الحِرف التقليدية، والأزياء، ونقلها للأجيال القادمة، كما تضيف المرأة العُمانية -من خلال كتابة المحتوى الرقمي- في التسويق لعُمان ونشر صورة ذهنية إيجابية للعالم الخارجي.

محتوى توعوي

وعن مساهمة المرأة العمانية في تعزيز القيم والمبادئ عبر المحتوى الرقمي، أوضحت جليلة: أثبتت المرأة العُمانية نفسها كصوت مؤثّر في النقاشات الرقمية، حيث تقوم بدور كبير في التوعية الرقمية، من خلال تقديم محتوى تعليمي تثقيفي في مختلف التخصصات، والذي يسهم في تحسين المعرفة الرقمية للمجتمع. وتُعدّ هذه المبادرات أداة فعّالة لتعزيز الوعي المجتمعي والقدرة على مواكبة التغيرات العالمية مع الحفاظ على القيم الأصيلة، وهو ما أكّد عليه جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في خطاباته بمناسبات مختلفة، حول أهمية الحفاظ على الهوية والقيم العُمانية، وتربية النشء التربية الصحيحة، وعدم الانسياق خلف محتويات التواصل الاجتماعي الدخيلة.

كما تُشجّع المرأة العمانية على الأعمال الخيرية والمبادرات المجتمعية من خلال المحتوى الرقمي، كدعم المشاريع المحلية، وتنظيم حملات توعية، وتشجيع التطوع في الأنشطة المحلية، مما يعزز ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية في المجتمع.

⁠وذكرت المعمرية العوامل التي ساهمت في نجاح المرأة بالمشهد الرقمي، بقولها: مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إلى الإنترنت، وكثرة البرامج المهنية والتعليمية والتقنية، سهّل ذلك وجود المرأة العُمانية في المنصات ونجاحها في إيصال صوتها وتفاعلها مع الآخرين، ما أدّى كذلك إلى تزايد ريادة الأعمال الرقمية، كما أن الوعي بأهمية التسويق الشخصي من ناحية مهنية وتجارية في تزايد خصوصا للأعمال الحرة. وأعتقد كذلك أن وجود نماذج نسائية ذات محتوى هادف سهّل على بقية النساء الطريق أن يخضن التجربة ويقدمن محتوى يتناسب مع اهتماماتهن.

⁠وأوضحت عن الرسالة التي تطمح إلى تحقيقها: "كجليلة، فإني اعتَدتُ صِناعة المُحتوى ببساطة لأنني عندما أقرأُ معلومة، فتُعجبني! أُشارِكها عادةً للأصدقاء المُتابعين في المنصات المختلفة، وأُضيف عليها أفكاري وآرائي وشيئًا من تجاربي ومما اطّلعت عليه، وتتحوّل بذلك إلى محتوى كتابي وبصري. وأطمح دائمًا إلى أن أصنَعُ محتوى متجذّر من اهتماماتي دون المُبالغة أو الدخول في مجالات لا أفقه فيها شيئًا، وتتمثّل اهتماماتي في الهوية العُمانية، والثقافات والحضارات، والفن الإسلامي والعمارة، بالإضافة إلى الاتصال التسويقي وتفرّعاته. وأرى أنه مهما تشابَكت الأفكار فإنها تلتقي في النهاية وتصبّ في مسار واحد، لذا أسعى دائمًا لأن يكون لمحتواي هدف مرتبط بي ويمثل أفكاري دون تصنّع أو مثالية، وأحب دائمًا أن تكون للمتابعين إضافة في محتواي؛ نتشارك المعلومات والأفكار. ورسالتي ببساطة تتمثل في محاولة بناء جسر بين الأجيال، كما أحرص دائمًا على أن يكون محتواي مُبسّطًا مؤنسًا غير معقد ويصل لكل الفئات العُمرية، مع أهمية أن يكون بصريا، ويواكب الاتجاهات البصرية الحديثة للمنصات، وطبعًا بما لا يُخالف الهوية العُمانية الأصيلة التي نُحب".

تجارب تستحق التحفيز

أما أميرة الغافرية فعبّرت عن رأيها قائلة: ⁠للمرأة العمانية إسهامات واضحة وملموسة فيما يتعلق بصناعة المحتوى الرقمي بكافة أنواعه، تميزت وحصدت الجوائز في مختلف المحافل بفضل اجتهادها وسعيها لإضافة بصمة في المجال، كما أن الثراء الفكري والإرث والثقافة العمانية عوامل مكّنتها من صناعة محتوى فريد ومختلف، وقدرتها على الإشارة وتضمين ذلك في محتواها سواء بشكل مباشر أو ضمني ساهمت في الترويج لسلطنة عمان ودعم بعض الحملات والمبادرات والبرامج المحلية والخارجية، وكذلك تصدير الثقافة العمانية بكل ما تحمله من ثراء للخارج، كما مثّل المحتوى الذي قدمته منبرًا وصوتًا للشارع يُحاكي قضاياه وتحدياته، سُلط الضوء عليها عبر مواد مرئية ومسموعة ومكتوبة، ووصلت للجمهور للتوعية وللمسؤولين لاتخاذ ما يلزم.

وأضافت: المرأة العمانية أثبتت نجاحها في صناعة المحتوى الهادف فهناك تجارب واعدة وجديرة بالتشجيع وتستحق الدعم لتحفيز المزيد من صانعات المحتوى للانخراط في المجال والاستمرار فيه، ولدينا نماذج مُشرّفة في مجال صناعة المحتوى البصري، والمسموع، والمكتوب.

وتتطلّع الغافرية لأن يُسهم المحتوى الهادف في الإرث الثقافي لسلطنة عمان، وأن يترك أثرا نبيلا وتأثيرا لدى الجمهور والمهتمين، وأن يحظى صنّاع المحتوى بالاهتمام والتشجيع ويُقدم لهم الدعم اللازم لتصدير المحتوى الأصيل والرصين.

مصدر إلهام

من جانبها قالت شهد بنت منصور الصقرية: لطالما أدّت المرأة العمانية أدوارا شتّى في مختلف المجالات على مر الأوقات والآن تجد لها دورا حيويا في صناعة المحتوى الرقمي؛ فهي قادرة على المزج بين الحداثة والمحافظة على هويتها، حيث نعيش في زمن سريع التغير، ولكن المرأة العمانية تجد طرقًا مبتكرة لربط ماضيها بحاضرها.

وترى الصقرية أن المحتوى الرقمي يعد وسيلة فاعلة للتعبير عن القيم ومشاركة اليوميات التي قد تصل إلى شريحة واسعة من المجتمع داخل وخارج سلطنة عمان، كما أن المرأة العمانية تعكس هذه الروح "الشغوفة والمحافظة" في آن؛ فهي قادرة على إحداث تأثير واضح مع البقاء وفية لجذورها.

وأضافت الصقرية: "المرأة العمانية كانت دائما جزءا لا بديل عنه في المجتمع، سواء في الحياة الواقعية والآن بطبيعة الحال في الحياة الرقمية. من خلال المحتوى الذي أقدمه في مجالي، أحاول أن أُظهر اهتماماتي المتعددة "كعاملة حرّة، وأُم" وأن يعكس محتواي القيم التي نؤمن بها كأفراد ومجتمع عُماني. ولا شك أن أغلب النساء العمانيات اللاتي يستخدمن المنصات لدعم المبادرات المجتمعية وتعزيز القيم الأسرية، أرى أن هذا الدور أصبح أكثر قوة في العالم الرقمي، وأحب كوني مساهمة في توعية الناس بالوسائل المتاحة، ليس فقط بالمواضيع المهمة، بل أيضًا في كيفية العيش بتوازن بين ما يفرضه العالم اليوم وما تربّينا عليه".

وأوضحت شهد أن النجاح في العالم الرقمي يبدأ من الإيمان بالفكرة والعمل عليها والمرونة والقدرة على التعلم المستمر أيضًا من العوامل المهمة؛ فالمرأة العمانية تعرف كيف تتكيف مع التقنيات الحديثة وتستخدمها لإيصال رسائلها، كما أن الدعم المجتمعي والعائلي الذي نحصل عليه يعطينا الثقة للتقدم، هذا بالإضافة إلى الفرص المتاحة أمامنا في هذا العصر، سواء من ناحية الوصول إلى جمهور أوسع أو القدرة على إحداث تغيير حقيقي.

وذكرت: "أتمنى أن يكون المحتوى الذي أقدمه مصدر إلهام للنساء والشباب على حد سواء، حيث يمكنهم أن يروا من خلاله كيف يمكننا الحفاظ على هويتنا والانفتاح على العالم على حدٍ سواء -لا إفراط ولا تفريط- وأن أكون جزءا من حركة تسهم في تمكين المرأة العمانية وتعزيز الثقة بالنفس، سواء في المجال الرقمي أو في الحياة اليومية. هدفي هو أن أترك بصمة تركز على أهمية القيم العائلية، وفي الوقت نفسه، فتح الأبواب أمام الإبداع والابتكار".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صناعة المحتوى الرقمی الحفاظ على الهویة المرأة الع مانیة فی صناعة المحتوى المرأة العمانیة المحتوى الذی من خلال أن یکون دائم ا کما أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن: تدقيق محتوى منصات التواصل شرط للحصول على التأشيرة

2 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: أمر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سفارات الولايات المتحدة في أنحاء العالم، بالتدقيق في محتوى منصات التواصل الاجتماعي لبعض المتقدمين للحصول على تأشيرات لدخول البلاد، من الطلاب أو غيرهم.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن هذه الخطوة تهدف إلى “منع المشتبه في انتقادهم الولايات المتحدة أو إسرائيل من الدخول”.

وعرض روبيو هذه التعليمات في برقية مطولة، أرسلت إلى البعثات الدبلوماسية الأميركية في 25 اذار الماضي.

وجاءت الخطوة بعد أسابيع من توقيع الرئيس الأميركي دونالدترامب أوامر تنفيذية، لبدء حملة لترحيل الأجانب، بمن فيهم أولئك الذين قد تكون لديهم “مواقف عدائية” تجاه “المواطنين الأميركيين، أو الثقافة أو الحكومة أو المؤسسات أو المبادئ الأميركية”.

كما أصدر ترامب أمرا تنفيذيا لبدء حملة صارمة على ما سماه “معاداة السامية”، التي تشمل ترحيل الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات الجامعية ضد حرب إسرائيل على قطاع غزة.

ونصت توجيهات روبيو على أنه “بدءا من الآن، يجب على موظفي السفارات إحالة بعض المتقدمين للحصول على تأشيرات الطلاب وغيرهم إلى وحدة منع الاحتيال، لإجراء فحص إلزامي لمنصات التواصل الاجتماعي”، وفقا لما قاله مسؤولون أميركيون مطلعون على البرقية لـ”نيويورك تايمز”.

وتساعد وحدة منع الاحتيال في السفارات أو القنصليات الأميركية، في فحص المتقدمين للحصول على تأشيرات.
ووصفت البرقية المعايير العامة التي يجب على الدبلوماسيين استخدامها للحكم على رفض التأشيرة، واستشهدت بتصريحات أدلى بها روبيو في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” في 16 مارس، عندما قال: “لا نريد أشخاصا في بلدنا يرتكبون جرائم ويقوضون أمننا القومي أو السلامة العامة”.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي: “الأمر بهذه البساطة، خاصة الأشخاص الموجودين هنا كضيوف. هذا هو جوهر التأشيرة”.

وتحدد البرقية نوع المتقدمين الذين يجب التدقيق في منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وهم، وفقا للإدارة الأميركية، شخص يشتبه في وجود صلات أو تعاطف مع الإرهاب، كانت لديه تأشيرة دراسة أو تأشيرة تبادل بين 7 أكتوبر 2023 و31 أغسطس 2024، أو من انتهت تأشيرته منذ ذلك التاريخ.

وتشير التواريخ التي حددها روبيو إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لعمليات فحص منصات التواصل الاجتماعي، هو رفض طلبات الطلاب الذين أعربوا عن تعاطفهم مع الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية الدامية.

كما تنص البرقية أيضا على أنه “يمكن رفض منح التأشيرة للمتقدمين إذا أظهر سلوكهم أو أفعالهم موقفا عدائيا تجاه المواطنين الأميركيين أو الثقافة الأميركية، بما في ذلك الحكومة أو المؤسسات أو المبادئ التأسيسية”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عقار ومناوي مفروض يتحركوا من خانة قادة حركات الهامش لي رموز وطنية لكل السودان
  • OpenAI تواجه اتهامات خطيرة بسبب كتب O’Reilly المحمية بحقوق النشر
  • واشنطن: تدقيق محتوى منصات التواصل شرط للحصول على التأشيرة
  • للحد من الفساد في مؤسسات الدولة... التحوّل الرقمي هو الحل!
  • تنافس تيك توك.. «إنستجرام» تضيف ميزة جديدة للمستخدمين
  • بأمر الحكومة..عرض مسلسل “مراهق العائلة” في مدارس بريطانيا
  • بأمر الحكومة..عرض مسلسل "مراهق العائلة" في مدارس بريطانيا
  • المفتي قبلان: المطلوب وحدة وطنية وانتقام وطني من إسرائيل
  • مستشار المرشد الإيراني يعلق على محتوى رسالة ترامب
  • بالأهازيج والأغاني وطنية.. النافورة الراقصة تعايد زوار منتزه الملك عبدالله