كيف يتغلب الأسرى الفلسطينيون على التعذيب والتجويع منذ عام؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
رام الله- بالتزامن بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عام، تشير إفادات أسرى من الضفة مفرج عنهم، وتقارير مؤسسات حقوقية، إلى أوضاع هي الأسوأ على الإطلاق، غلب عليها التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.
ووفق أسير أفرج عنه منذ أيام فإن حدة التعذيب لأسرى الضفة تراجعت قليلا الشهور الأخيرة، مقارنة مع ما كان عليه الوضع الشهور الأولى للحرب، لكنها تجددت منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في الذكرى السنوية لبدء الحرب، وبشكل لا يقل قساوة عن بداياتها، مع استمرار التجويع والإهمال الطبي.
ورغم قلة الحيلة فإن الأسرى لم يعدموا الوسيلة لمواجهة تلك الظروف ومحاولة التغلب عليها وحتى التعايش معها، وفق ما أوضحه اثنان منهم أفرج عنهما مؤخرا وتحدثا للجزيرة نت.
الأسير عمر النطاح، وهو من بلدة إذنا غربي الخليل، أفرج عنه هذا الأسبوع بعد قضائه عاما كاملا في الاعتقال، أمضى غالبيتها في سجن النقب الصحراوي جنوبي إسرائيل.
يقول المواطن إن الضرب والتعذيب بدأ الساعة الأولى للاعتقال واستمر حتى الإفراج عنه مع تفاوت في طبيعته ومدته، واصفا ظروف السنة الأخيرة بأنها الأسوأ من بين 11 سنة أمضاها متفرقة في السجون.
ووفق آخر "جولات التعذيب" يصفها النطاح بأنها كانت يومي 1 و7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري حيث انهالت وحدات القمع بالضرب الشديد على الأسرى في غرفهم "لدرجة إطلاق الرصاص المطاطي على أسرى مقيدين وإصابتهم".
أما عن أبرز أشكال التعذيب التي تعرض لها في مراكز التوقيف أيام الاعتقال الأولى، فيذكر "تعصيب العينين مع تقييد الأيدي إلى الخلف وتقييد القدمين، ثم ربط قيود اليدين والقدمين معا وإلقاء المعتقلين أرضا بحيث تكون بطونهم ووجوههم باتجاه الأرض، وإحاطتهم بالجنود ثم البدء بالضرب ركلا وبالهراوات واللكمات على الوجه وكل أنحاء الجسد بلا استثناء، على وقع ألفاظ نابية وماسة بالكرامة تتكرر في كل جولات التعذيب".
وعند الانتقال إلى سجن النقب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يذكر المواطن الفلسطيني المفرج عنه أن ضابطا -يعرفه باعتقالات سابقة- استقبله بإزالة عصبة العينين، وطلب منه أن يقرأ لافتة مثبتة على الحائط كتب عليها: أهلا وسهلا بكم في جهنم.
وكانت بداية جهنم -وفق النطاح- إجبار الأسرى واحدا تلوى الآخر على المشي إلى الوراء وهم مقيدون ومعصوبو الأعين باتجاه درج، ويتم إلقاؤهم إلى أسفله "ثم سلمونا لوحدة الكيتر القمعية وأدخلونا زنزانة وهناك بدأت رحلة تعذيبنا وكنا 53 أسيرا".
"كنا بين 5 و6 أسرى ملتحين، نتفوا لحلانا كاملة وهم يقولون: حماس داعش، مع ضرب على الوجه حتى أغمي عليّ، ولما استيقظت وجدت نفسي عريانا بالكامل، وأجبروني على الخضوع للتفتيش مع التصوير والضرب".
وتابع الأسير المحرر أن "كافة الأسرى أصيبوا بإصابات بالغة وبعضهم أغمي عليه عدة أسابيع وفقد الذاكرة، وآخرون تغيرت معالم وجوههم، دون أن يقدم لهم أي علاج، وأحدهم تعرض لضربة قوية على الأنف واستمروا في تعذيبه رغم النزيف".
ويقول النطاح إن الضرب مورس عدة مرات يوميا، مع استهداف واضح للركب والرأس والقفص الصدري والمناطق الحساسة، مستدركا أن العلاج الوحيد الذي كان يقدم لمن يتجرأ ويطلبه هو نصف حبة مسكن الأكامول لكافة الأمراض والأوجاع وتعطى مع وجبة من الضرب.
وكشف محدثنا عن إصابة نحو 80% من الأسرى بمرض "سكابيوس" الجلدي لانعدام المياه ومواد التنظيف، مشيرا إلى أن المياه -ولعدة شهور- كانت تتوفر ساعة واحدة في اليوم والليلة، وأن على الأسرى أن يتدبروا احتياجاتهم من شرب ووضوء واغتسال وقضاء الحاجة وغيرها.
وأما الطعام، فقال إن الأسرى "لم يشبعوا قط طوال العام الماضي، وما يحصل عليه 11 أسيرا طوال اليوم لا يشبع طفلا".
كيف يواجه الأسرى كل ما سبق؟
للتغلب على نقص الماء -يقول الأسير النطاح- كان يسمح لنا بحفظها في 3 قارورات سعة كل منها لتر ونصف اللتر لاستخدامها في الـ23 ساعة التي تنقطع فيها المياه، وفي حال أصبحت أربعا يعاقب الأسرى بالضرب والتعذيب.
أما للتغلب على الجوع، فيقول إن الصيام كان خيار غالبية الأسرى حيث يجمعون الوجبات الثلاث في وجبة واحدة تسد بعض جوعهم، موضحا أنه مع تحسين الطعام مؤخرا فإنه ما زال قليلا "وأغلبه 50 غراما من اللبنة، ملعقة مربى، 200 غرام من الخبز، كأس من الأرز غير الناضج يوميا".
وتحدث عن نقص في الأوزان لا تقل عن النصف لأغلب الأسرى، مشيرا إلى أن وزنه تراجع من 100 إلى 60 كيلوغراما.
من جهته، تحدث (هـ د) الذي أفرج عنه قبل أسابيع عن كيفية مواجهة الأسرى لظروف السجن، موضحا أنه رغم الضرب وصراخ الأسرى خلال التعذيب، كانت معنوياتهم عالية.
وأضاف "لا يمكن اتقاء الضرب، فمثلا عند اقتحام الغرف تنتظر كل غرفة دورها بفزع، حيث يجبر كل أسير على وضع يديه فوق رأسه ووجهه باتجاه الحائط، فلا يعرف من أين سيأتيه الضرب، وبعد انتهاء الضرب ومغادرة السجانين يجد الأسرى أنفسهم يضحكون ويرفهون عن أنفسهم بالأناشيد".
ولعل أهم سلاح لمواجهة ظروف الاعتقال -حسب الأسير المحرر- هو المعنويات العالية "فالأسرى يؤمنون بعدالة قضيتهم وأنهم أسرى حرية، فضلا عن وجود أمل بعقد صفقة تقود للإفراج عنهم جميعا" مؤكدا "كنا نحافظ على قراءة القرآن الكريم مما نحفظه، وأذكار الصباح والمساء، كنا نشعر بمعية الله كل لحظة".
أما عن مواجهة الإهمال الطبي وانتشار مرض الجدري، وكان محدثنا أحدهم، فقال إن الأسرى حاولوا اتخاذ إجراءات وقائية منها تجنب ملامسة المصاب قدر الإمكان، وتقسيم وقت استخدام صنابير المياه والمراحيض بين الأسرى المصابين وغير المصابين، استعمال ما يتوفر من محارم كعوازل عند استخدام أدوات مشتركة، وأن يتولى الأسرى المصابون توزيع الطعام على بعضهم البعض.
وأشار إلى أن المرض الجلدي وانتشار الدمامل بلغ منه حدا لم يتمكن معه من القدرة على الحركة، لدرجة أن أحد رفاقه كان يساعده في الحركة ويناوله الطعام.
أما عن مواجهة الجوع، فيقول إنه وكثيرين كانوا يصومون أغلب الأيام، ويجمعون الوجبات الثلاث في وجبة واحدة غير مشبعة هي ذاتها الإفطار والسحور.
ويضيف أنه -أحيانا- كان يجمع طعام 5 أيام لكي يحصل على وجبة واحدة مشبعة، فكان يخلط كل أصناف الطعام معا بالخبز المتوفر ويضيف لها الماء ثم يتناول عصارتها، ويعيد الكرة أكثر من مرة، وهكذا تكون المعدة امتلأت ماء ثم يتناول ما تبقى من طعام، لكنه صدم ذات مرة بفساد الطعام.
أما عن تقدير الأسرى للوقت وخاصة أوقات الأذان، فقال إنه كان وفق الاجتهاد الذي كان يخطئ في أغلب الأحيان.
وبقي أن نشير إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت من الضفة الغربية -بما فيها القدس- نحو 11 ألفا و300 فلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطينيين، في وقت لا تتوفر فيه معطيات عن أسرى غزة والمقدر بالآلاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول أفرج عنه أما عن إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحار يتغلب على السيب بثلاثية في دوري عمانتل
أوقف صحار زحف السيب نحو حصد لقب الدوري بالفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في اللقاء الذي جمعهما على أرضية ملعب المجمع الرياضي بصحار ضمن الجولة الـ١٩ من دوري عمانتل. بهذا الفوز رفع صحار رصيده إلى ٢١ نقطة في حين السيب جمدت الخسارة رصيده عند ٤٧ نقطة.
وكان صحار قد أنهى الشوط الأول لصالحه بهدفين مقابل هدف، حيث أحرز هدف السبق لصحار اللاعب سعود المقبالي في الدقيقة ١٨ بتسديدة رائعة عانقت الشباك، وحمل الهدف الثاني إمضاء اللاعب محسن جوهر الذي استغل خطأ فادحا لحارس السيب بعد خروجه من مرماه لإبعاد الكرة واصطدمت بمحسن وأودعها في الشباك بعد مضي ٣٧ دقيقة لعب، أما هدف السيب فجاء عبر زاهر الأغبري في الدقيقة ٤٤ الذي استغل كرة سددها المحترف أبوكامارا وارتدت من العارضة وتابعها في مرمى حارس صحار فايز الرشيدي.
وقد غلب على أداء الفريقين في الشوط الأول نوع من التحفظ وكانت العشر دقائق الأولى الأفضلية فيها للسيب وكانت هناك محاولة لعمر المالكي ذهبت إلى خارج الملعب في الدقيقة ١٠ وبدأ الضغط يظهر على مرمى السيب بعد الدقيقة ١١ بعد تسديدة صاروخية العمق للاعب محسن جوهر تحولت لضربة ركنية حيث كانت هذه الفرصة نقطة تحول في أداء صحار، وسدد سالم الرئيسي للسيب في الدقيقة ١٧ وضاعت فرصة أخرى عبر أرشد العلوي في الدقيقة ٢٠ تحولت إلى ضربة ركنية، ليتمكن بعدها صحار في فرض أسلوب لعبه على منافسه ونجح في الوصول للشباك مرتين، مقابل قدرة السيب على هز الشباك مرة واحدة، لينتهي الشوط الأول بتفوق صحار ٢ / ١.
ومع بداية شوط المباراة الثاني وتحديدا في الدقيقة ٤٧ كان لاعب صحار عبدالله البلوشي في الموعد حيث زف بشرى الهدف الثالث لصحار من تسديدة رائعة سكنت شباك حارس مرمى السيب مما عقد من وضع السيب في العودة بالنتيجة، وأشرك مدرب الفريق نيكولا داروفيك اللاعب عبدالله الفارسي مكان سالم الرئيسي في أول تغيير للفريق، لينجح بعد ذلك زاهر الأغبري في إضافة الهدف الثاني للسيب في الدقيقة ٥٥ من تسديدة جميلة سكنت الشباك وقلصت الفارق إلى هدف وحيد.
وتمكن فايز الرشيدي حارس مرمى صحار من إبعاد تسديدة جميلة عبر جميل اليحمدي في الدقيقة ٦٤، وظهر محسن جوهر عبر ضربة ركنية في الدقيقة ٦٨ كانت خطرة على مرمى السيب، ومن ثم تصدى حارس السيب لتسديدة محسن جوهر في الدقيقة ٧٥ ، وضاع الهدف الرابع لصحار، وضاعت على ابو كامارا فرصة تحقيق التعادل للسيب في الدقيقة ٧٩، ليستمر ضغط السيب بحثا عن تعديل النتيجة بلا جدوى، لينتهي اللقاء بفوز صحار على السيب ٣ / ٢، ليتلقى بذلك السيب خسارته الثانية في منافسات الدوري هذا الموسم.
أدار اللقاء الحكم قاسم الحاتمي وعاونه حمد الغافري وناصر أمبوسعيدي، وياسر المجرفي حكما رابعا ونادر النعيمي مراقبا للمباراة وحمد المياحي مقيما للحكام وعبدالله المقبالي منسقا عاما وقاسم العجمي منسقاً إعلاميا ومحمد العجمي منسقا أمنياً.