تقرير للخارجية الأمريكية يظهر دعم الإمارات لقوات الدعم السريع وشراء الجيش السوداني مسيرات من إيران
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
مرصد النزاع في السودان، رصد 32 رحلة جوية ما بين يونيو 2023 إلى مايو 2024، وتوصلت “بقين تام” إلى أنها كانت تنقل الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع..
التغيير: وكالات
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته كاثرين هورلد وحافظ هارون، قالا فيه إنه رغم النفي والإنكار، إلا أن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية تلقت الدعم من الخارج.
وقالت الصحيفة إن الحرب الأهلية المدمرة في السودان تتغذى جزئيا من الدعم الخارجي الذي يتلقاه طرفا الصراع من الإمارات وإيران، وفقا لتقييمات سرية وتقرير مولته وزارة الخارجية الأمريكية، والأدلة التي جُمعت من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في السودان.
وسمح المسؤولون العسكريون السودانيون في مدينة أم درمان، لمراسلي صحيفة “واشنطن بوست” بالإطلاع على مسيّرة قالوا إنهم استولوا عليها قبل فترة من قوات لدعم السريع، إلى جانب الذخيرة المحملة بالمسيرة. وقدم المسؤولون صورا للصناديق التي استولوا عليها، بما في ذلك صندوق يحمل علامة تشير إلى أن الذخائر تم تصنيعها في صربيا وأرسلت إلى القيادة اللوجيستية المشتركة في القوات المسلحة الإماراتية.
الحرب الأهلية المدمرة في السودان تتغذى جزئيا من الدعم الخارجي الذي يتلقاه طرفا الصراع من الإمارات وإيران
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الدليل يتطابق مع النتائج التي توصل إليها “مرصد النزاع في السودان” وهي مجموعة ممولة من وزارة الخارجية الأمريكية، ترصد الرحلات الجوية الإماراتية. وقد أشركت المجموعة “واشنطن بوست” في التقييم بشكل حصري، قبل نشره يوم الثلاثاء.
ورصدت المجموعة 32 رحلة جوية ما بين يونيو 2023 إلى مايو 2024، وتوصلت “بقين تام” إلى أنها كانت تنقل الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع. وأنكرت “الدعم السريع” تلقيها الدعم العسكري من الإمارات، ورفض دبلوماسيون إماراتيون هذه الادعاءات بشدة، عندما أثارها مسؤولو الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لصحيفة “واشنطن بوست” إن “الإمارات لا تقدم أي دعم أو إمدادات لقوات الدعم السريع أو أي أطراف متحاربة أخرى”.
وأضافت الصحيفة أن الجيش السوداني، يستخدم منذ العام الماضي، مسيّرات مسلحة حصل عليها من الخارج، خاصة تلك التي توفرها إيران سرا، حسب مرصد النزاع السوداني. وقد رصدت المجموعة سبع رحلات جوية بين إيران والسودان في الفترة من ديسمبر حتى يوليو.
وقال التقرير إن أربعاً من الرحلات الجوية كانت عسكرية على ما يبدو، ذلك أنها عادت إلى منطقة انتظار تابعة للقوات الجوية الإيرانية في مطار طهران.
وقال التقرير إن الطائرات الثلاث الآخرى أوقفت جهاز التعقب عندما هبطت في إيران، حيث يثير هذا السلوك المشبوه شكوكا بأنها كانت محملة شحنات عسكرية.
وفي الوقت الذي أكد فيه المسؤولون السودانيون في تصريحاتهم العلنية عدم حصولهم على أسلحة من إيران، إلا أن مسؤولين أمنيين سودانيين أكدوا حصولهم عليها، فيما امتنع المسؤولون الإيرانيون عن التعليق.
وقد تم الكشف في الماضي عن دعم الإمارات وإيران للطرفين المتحاربين في السودان، بما في ذلك تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” كشفت فيه عن الدعم الإماراتي للدعم السريع من مطار عسكري في الجارة تشاد. لكن لم يتم الكشف عن بعض التفاصيل التي تتعلق بوتيرة وأنماط وشكل الرحلات الجوية من الإمارات وإيران إلى السودان.
دولة فاشلةونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي للسودان توم بيريليو قوله: “أن تكون لديك دولة غارقة ليس في العنف وعدم الاستقرار فقط، بل والتحول بشكل محتمل لدولة فاشلة، هو أمر يزيد من ظهور مخاطر ضخمة على الاستقرار الإقليمي”، مضيفا أن “كل دولة بالمنطقة ستخسر أكثر من خلال السماح بانهيار البلد أكثر من محاولة تحقيق مكاسب ضيقة”. وتعتبر دارفور منطقة يحظر تصدير السلاح إليها بموجب قرار من الأمم المتحدة، ولكن ليس السودان كله.
ونظرا لموقع السودان الإستراتيجي، فقد تابعت الإمارات وإيران والسعودية وتركيا وروسيا التطورات عن كثب، خاصة أن نسبة 12% من الشحن العالمي تمر من مياهه في البحر الأحمر. ونقلت الصحيفة عن ألكسندر روندوس، أحد كبار المستشارين في مركز أفريقيا بالمعهد الأمريكي للسلام: “لقد أصبح القرن الأفريقي ساحة للمصالح المتنافسة من الخليج، والتي تمول وتسلح الوكلاء المحليين” و”من يسيطر على السودان، يسيطر على البحر الأحمر”.
ويقول الدبلوماسيون والمحللون إن اهتمام الإمارات بالسودان نابع من الخوف على ممرات الملاحة في البحر الأحمر المهمة للتجارة على الموانئ الإماراتية، ومن عودة الإسلاميين الذين انتعشوا أثناء حكم عمر البشير. ولدى أبو ظبي اهتمام كبير بتجارة الذهب السوداني وقطاع الزراعة، ولها علاقات قوية مع قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وتعتبر الإمارات حليفا عسكريا ودبلوماسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وفي الشهر الماضي، اعتبر الرئيس جو بايدن، أن الإمارات “حليف دفاعي رئيسي”، لكنه لم يذكر دعمها للمقاتلين في السودان. ووصف دبلوماسيان غربيان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، النفي الإماراتي لتسليح قوات الدعم السريع بأنه “سخيف” و”هزلي”. فمن خلال تتبع الرحلات الجوية الإماراتية، وجد مرصد النزاع في السودان أن الطائرات هبطت بشكل منتظم في مطار أم جرس بشمال شرق تشاد، بالقرب من حدودها الطويلة التي يسهل اختراقها مع السودان. ويقول الإماراتيون إن قاعدة أم جرس هي مستشفى ميداني يستقبل الجرحى من المدنيين، على الرغم من أنها تبعد عدة ساعات بالسيارة عن مخيمات اللاجئين السودانيين.
وذكر تقرير المجموعة، أن بعض الطائرات ارتبطت بعمليات تهريب الأسلحة. وقال جاستن لينتش، المستشار مع المرصد أنه “لا يوجد أي تفسير معقول لهذا العمليات الجوية إلا تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة” و”لا أحد ينخدع بهذا”.
وحمّل قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان في مقابلة كلا من تشاد والإمارات مسؤولية استمرار الصراع. وقال: “نريد إنهاء هذه الحرب، لكننا بحاجة إلى أن تتوقف الإمارات عن دعم قوات الدعم السريع”.
وقال المسؤولون السودانيون إن المسيّرة التي كشفوا عنها لصحافيي “واشنطن بوست” تم الاستيلاء عليها في معركة للسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في أم درمان واستمرت مدة شهر، وكانت مزدوة بوحدة التحكم والقنابل الصغيرة. وعلق خبراء عسكريون أن المسيرات هي عبارة عن تجميع للقطع المتاحة في السوق.
وكانت المسيرات محملة بذخيرة من عيار 120 ميلميترا. وقال المسؤولون إنهم استولوا على 30 صندوقا سمحوا لصحافيي “واشنطن بوست” بالاطلاع عليها وفحصها. ورغم عدم وجود علامات عن مكان التصنيع للذخيرة، إلا أن المعلومات عنها تتطابق مع الصور لصندوق تم الاستيلاء عليه ويحمل علامة تصنيع من الشركة المملوكة للدولة في صربيا واسمها “جوكيومبورت- أس دي بي أر جي بي” والتي صدرت إلى القيادة اللوجيستية المشتركة في القوات المسلحة الإماراتية.
وقام جونا ليف، المدير التنفيذي لمنظمة أبحاث تسليح النزاع ومقره لندن، بمراجعة الصور للصندوق، وقال إنها تتطابق مع العلامات التي تستخدمها شركات التصنيع الصربية. ولكن الشركة الصربية لم ترد على طلب للتعليق.
وقال جيرمي بيني، المختص في شؤون الدفاع المتعلقة بالشرق الأوسط بشركة جينز، إن صور ما يطلق عليها المسيرات الانتحارية بدون طيار المستخدمة في السودان، تبدو متطابقة مع صورة مسيرة عرضتها الإمارات في أبو ظبي.
وأضاف أن هناك نوعا آخر من المسيرات المستخدمة في السودان، وهي طائرات متعددة المروحيات التي تسقط قنابل صغيرة، حيث استخدمت في صراعات أخرى شاركت فيها الإمارات، بما فيها اليمن وإثيوبيا. في المقابل، فقد تلقت القوات المسلحة السودانية دعما خارجيا أقل من الذي حصلت عليه قوات الدعم السريع. وقال مسؤولون سودانيون إن الدعم المقدم من مصر، حليفة الجيش منذ فترة طويلة، تراجع بعد أن وعدت الإمارات باستثمار 35 مليار دولار في مصر، لذلك اتصل الجيش السوداني بإيران وروسيا.
كما قرر العسكر في السودان استئناف العلاقات مع طهران في أكتوبر، بعد ثماني سنوات من القطيعة. وقال المرصد إن رحلات جوية سرية من إيران إلى السودان بدأت تصل في ديسمبر، باستخدام طائرة سبق أن حددتها الحكومة الأمريكية على أنها تنقل أسلحة إلى مقاتلين سوريين مرتبطين بإيران. وكانت آخر رحلة إيرانية للسودان في يوليو.
وذكر التقرير أن الرحلات التي تديرها شركة “فارس إير قشم” الإيرانية بدأت من مطار مهرباد الإيراني إلى بندر عباس في جنوب إيران قبل أن تتوجه إلى بورتسودان. وتعتبر مهرآباد وبندر عباس قاعدتين مهمتين لقوات الحرس الثوري الإيراني.
وذكر التقرير أن مهرآباد تستضيف القاعدة الجوية التكتيكية الأولى، موطن صناعات الطائرات الإيرانية، كما أن بندر عباس هي قاعدة لأسطول المسيرات الإيرانية. وجاء في التقرير: “منذ بداية الرحلات الحوية في كانون الأول/ ديسمبر 2023، زادت الأسلحة الإيرانية التي عثر عليها ساحات المعارك”، مثل مسيرة مهاجر6 التي أسقطت في الخرطوم.
ونفى الجنرال ياسر العطا، مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، أن يكون الجيش قد تلقى في الآونة الأخيرة مسيرات إيرانية. إلا أن مسؤولا أمنيا آخر أكد استلام مسيرات، مضيفا أن إيران رغبت ببناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر مقابل المسيرات وغيرها من المساعدات العسكرية، لكن الجيش السوداني دفع المال مباشرة مقابل المسيرات.
نقلا عن القدس العربي
الوسومإيران الإمارات العربية المتحدة حرب الجيش و الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إيران الإمارات العربية المتحدة حرب الجيش و الدعم السريع قوات الدعم السریع الإمارات وإیران الرحلات الجویة الجیش السودانی البحر الأحمر من الإمارات واشنطن بوست فی السودان إلى أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن السيطرة الكاملة على الخرطوم
الخرطوم - أعلن الجيش السوداني الجمعة 28مارس2025، أنّه سيطر بالكامل على الخرطوم، بعد حوالى عامين على خسارته العاصمة أمام قوات الدعم السريع، وفي أعقاب عملية واسعة شهدت استرجاع الجيش للقصر الرئاسي والمطار ومنشآت حيوية أخرى في الخرطوم.
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبدالله في بيان صدر مساء الخميس "تمكنت قواتنا اليوم ... من تطهير آخر جيوب لشراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو التي تخوض حربا مع القوات السودانية منذ نيسان/أبريل 2023.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن الأربعاء أنّ "الخرطوم حرة وانتهى الأمر" متحدثا من القصر الرئاسي حيث وصل لأول مرة منذ عامين.
وبعد عام ونصف عام من الهزائم، بدأ الجيش السوداني عملية عسكرية من وسط السودان نحو الخرطوم حقّق فيها تقدّما كبيرا على الأرض.
وعزا محللون نكسات قوات الدعم السريع إلى اخطاء استراتيجية وانقسامات داخلية وتضاؤل الإمدادات.
ونزح من العاصمة خلال الحرب أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سوداني، لجأ عدد كبير منهم الى بورتسودان التي أصبحت كذلك مقرا موقتا للحكومة.
ومنذ أن سيطرت قواته على القصر الرئاسي الأسبوع الماضي، أفاد شهود وناشطون عن تراجع قوات الدعم السريع عبر الخرطوم.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن "بقايا ميليشيا الدعم السريع تفرّ الآن عبر جسر جبل أولياء"، طريقها الوحيد للانسحاب من منطقة الخرطوم.
غير أن قوات الدعم السريع تعهدت بعد ذلك بأن "لا تراجع ولا استسلام" مؤكدة أنها ستعمل "على حسم المعركة لمصلحة شعبنا وسوف نجرع العدو الهزائم".
- معركة النيل الأزرق -
والأربعاء، بعد ساعات من وصول البرهان إلى القصر الرئاسي لأول مرة منذ عامين، أعلنت قوات الدعم السريع عن "تحالف عسكري" مع جماعة متمردة أخرى تسيطر على جزء كبير من ولاية جنوب كردفان وأجزاء من ولاية النيل الأزرق المتاخمة لإثيوبيا.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، بزعامة عبد العزيز الحلو قد اشتبكت مع الطرفين المتحاربين، قبل أن توقع اتفاقا سياسيا مع قوات الدعم السريع الشهر الماضي لإنشاء حكومة موازية.
وانبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد التي أطلقها عمر البشير قبل أكثر من عقدين في دارفور.
ومساء الخميس، أفاد شهود عيان في مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، عن تعرض مطار المدينة وسد الروصيرص القريب منها لهجوم بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع وحلفاؤها للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
والجمعة، أعلنت فرقة المشاة الرابعة التابعة للجيش في الدمازين في بيان، أنّ دفاعاتها الجوية اعترضت طائرات بدون طيار.
وأدت الحرب المستعرة منذ عامين إلى مقتل عشرات الآلاف من السودانيين وتشريد أكثر من 12 مليونا والتسبب بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم، وفق الأمم المتحدة.
كما أدت إلى تقسيم ثالث أكبر دولة في إفريقيا، حيث يسيطر الجيش على المناطق الشمالية والشرقية بينما تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب وكامل إقليم دارفور الشاسع المتاخم لتشاد غربا.
Your browser does not support the video tag.