المرأة العمانية ركيزة التغيير وقوة بناء المجتمع
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أدّت المرأة دورًا جوهريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة، وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التأثير الإيجابي في تلك المجتمعات؛ فحضورها المميز في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيا فاعلًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.
إن التغيير الإيجابي الذي تسعى له المجتمعات يتوقف بشكل كبير على واقع المرأة ومدى تمكُّنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دورًا أساسيًا في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها بصفتها أم مسؤولة عن تربية الأجيال، وما تتحمله بصفتها زوجة تدير شؤون الأسرة، ومع تقدُّم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء بل أصبح لها دور اجتماعي كبير في شتى المجالات، وبناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية تنوعت أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة، إن المرأة نصف المجتمع من حيث التكوين، وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين، فهي الأم والأخت والزوجة والجدة والمعلمة والمربية والعاملة و.
للأم الدور الأساسي في نقل ثقافة المجتمع إلى أطفالها وتربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة والقيم السليمة، وبما أن المرأة جزء من هذا الوطن، فعليها أن تعمل جاهدة على تثقيف أبنائها على الولاء والانتماء الوطني لبناء الهوية الوطنية الواحدة والجامعة لكافة مكونات المجتمع من أجل وطن متلاحم مزدهر وآمن ومستقر.
إن المرأة العمانية كانت وما زالت على رأس أولويات الرؤية الطموحة 2040 التي أكدت أهمية تمكين المرأة، بل إنها أقرَّت بأنّ المرأة هي أحد عناصر القوة وهي شريكة فاعلة للرجل في كل الميادين لدفع عجلة التنمية، واستطاعت المرأة بفضل الله ثم بتوجيهات القيادة الحكيمة أن تسجل نجاحات متتابعة على كل المستويات، وأن تقدم نموذجًا مميزًا على كافة الأصعدة، وهو ما نراه اليوم من اعتلائها للمناصب القيادية، مما أسهم في دعم حركة النهضة الشاملة التي تعيشها سلطنة عمان في مختلف المجالات، وهو دليل على أنّ التغيير لم يعد شعارًا، بل أصبح منهجًا وطنيًا للأخذ بيد المرأة لتنتقل في مجتمعها من الدور القديم المحدود إلى التمكين اللامحدود، وتحقيق الفاعلية في أي دور تؤديه.
وهنا نؤكد على أنه من أولويات المرأة في الوقت الحالي هو القيام بكل ما من شأنه ترسيخ قيم ومبادئ الولاء والانتماء الوطني عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية ومن خلال السلوكيات اليومية لكل أم في تربية أبنائها وبناتها على قيم الخير والفضائل والمودة والإخاء والتعاون، ونبذ كل دعوات العنف والتطرف والغلو. إن المرأة في كل المراحل والمنعطفات التاريخية كانت وما زالت وستظل العطاء الدائم المتدفق في ترسيخ الهوية الوطنية والدفع بمسيرة التنمية، في ظل وجود وطن آمن ومستقر ينعم بالأمن والاستقرار.
وأخيرًا نشدد على دور المرأة في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الأسرة بوصفها اللبنة الأولى في غرس منظومة القيم الإنسانية المتعارف عليها عالميًا بالحرية والتسامح والإخاء الإنساني والعدل والمساواة والتراحم والتي تعزز احترام وحماية حقوق الإنسان والتعايش السلمي بما يضمن الأمن والاستقرار المجتمعي. وبيدها المحافظة على مستقبل المنظومة القيمية، خصوصا التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية، ونؤكد أن الأم هي الركيزة الأساسية في تربية الأجيال وتقويم سلوكيات الأبناء على الالتزام بمبادئ وأهداف الدين الإسلامي الحنيف وقيمه وحب الخير للجميع، وأن يكون الولاء لله أولًا ثم للوطن والحفاظ على وحدته.
د. وفاء بنت سعيد المعمرية / رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرأة فی
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: المرأة المصرية رمز للعطاء والتضحية على مستوى الأسرة والمجتمع
أشاد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بجهود المرأة المصرية، وبالسُنَّة المصرية السنوية التي تخصص يومًا للتفكر والتدبر في تاريخ عظيمات مصر على اختلاف الحضارات والأجيال والعصور والمجالات والإنجازات، موكدًا أن أحد المقاييس الأسمى والأجدى لتقدم الأمم هو ما توليه من اهتمام للمرأة في كل مراحل العمر وفي كل التخصصات، وأن جهود المرأة المصرية وعطاءها جدير بالتقدير والثناء في كل يوم، فعطاؤهن يتجدد مع طلوع كل شمس، ولا يغرب مع غروبها.
وفي معرض تعليقه على الاحتفال بـ يوم المرأة المصرية، أشار وزير الأوقاف، إلى أن الأمة المصرية جعلت لعظيماتها يومًا لهنّ يوافق السادس عشر من شهر مارس من كل عام، لتقف فيه الأمة المصرية موقف إكبار واعتزاز بكل امرأةٍ مصريَّة قصّ علينا التاريخ قصصها أو حجبها عنا؛ فلطالما كانت المرأة المصرية رمزًا للعطاء والفداء والتضحية والتميز على مستوى الأسرة والمجتمع – محليًا ودوليًا – لا تبغي جزاءً ولا شكورا.
القومي للمرأة يهنئ سيدات وفتيات مصر بمناسبة يوم المرأة المصرية
الإفتاء: ترك المرأة الصلاة والصوم برمضان لهذا السبب لا ينقص من أجرها شيئا
وشدد وزير الأوقاف على أن مصر لها خصوصيتها في تكريم المرأة وإعلاء شأنها وقدرها حتى من قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام توجها بتاج من الوقار والحكمة، وأقر لها من الحقوق ما لم تسبق إليه حضارة، فاجتمع بذلك للمرأة المصرية من الشرف والتاريخ والعطاء ما لم تعرفه امرأة في أي مكان أو زمان.
وتابع وزير الأوقاف، "تخصيص هذا اليوم بالسادس عشر من مارس له رمزية تاريخية منذ عام ١٩١٩، فقد شهد ذلك اليوم ارتقاء شهيدة في مواجهة المحتل حينها هي السيدة الشهيدة "حميدة خليل"، فهي "حميدة" الفعل، "خليلة" المآل. وما زالت حفيدات تلك العظيمة يتألقن في شتى مجالات العطاء: فتجدها راضية معطاءة مكافحة مناضلة في محيط الأسرة والحقل والمصنع والمشفى والجامعة والسلك الدبلوماسي والعمل الوزاري والصرح القضائي، وفي مجالات الاقتصاد والفن والتعليم والشرطة والجيش، فهن حفيدات الملكات والمناضلات، يبنين مجد وطنهن بعزم يليق بهن، وبإرث ثقافي قويم يعلمن حقّ العلم أنهن مؤتمنات عليه؛ وهنّ أهل للأمانة".
واختتم بيانه بتقديم أسمى معاني التحية والإكبار والإعزاز لكل امرأة مصرية على كل شبر من أرض الوطن الغالي، راجيًا لهن دوام التوفيق والعطاء، واستمرار قدرتهن على إلهام المجتمع، ومواصلة مسيرة الإنجازات الجديرة بهن وببلدهن الطيب.