لجريدة عمان:
2025-01-16@18:52:18 GMT

المرأة بصفتها ساردة للقصص الشعبية والتاريخية

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

المرأة بصفتها ساردة للقصص الشعبية والتاريخية

كانت المرأة ولا تزال حارسة للتراث والثقافة، سواء من خلال تعليم أطفالها اللغة الأم أو من خلال الحفاظ على العادات والتقاليد داخل المنزل والمجتمع، وفي عالم متعدد الثقافات وقفت المرأة رابطًا بين الماضي والحاضر من خلال أدوارها المتعددة كأم ومعلمة، وأسهمت بذلك في نقل التراث الثقافي والتاريخ للأجيال الجديدة، وعند الحديث عن المرأة بصفتها كاتبة وساردة وحاملة للكثير من القصص الشعبية والتاريخية لترويها وتكتبها، بقيت الهوية الثقافية حيّة في أذهان الأطفال والشباب؛ فكتابة القصص ليست مجرد نقل للمعلومات، بل هي نقل للهوية بكامل تفاصيلها، والكاتبة وحدها هي التي تعرف كيف تفعل ذلك.

أكملت الكاتبة الدكتورة وفاء الشامسية الجزء الثاني من كتاب «شخصيات تاريخية» -الذي أعدته دائرة المواطنة- بعد أن أنهت الكاتبة أزهار أحمد الجزء الأول منه، في صفحات حكت عن النوخذة ماجد المشهور وثريا البوسعيدية، وقصص تناولت سيرة طبيب وحنان ومارد المصباح، والبيت الأثري، وعامر في مرباط.

وفي حوار مع الشامسية بمناسبة يوم المرأة العُمانية، سألناها عن كيفية تمكّن المرأة العُمانية من حراسة التراث الثقافي من خلال الكتابة، وعن التحديات التي تواجهها في كتابة التراث وحفظ الهوية الثقافية.

ما التحدي الأكبر الذي واجهك خلال البحث والكتابة عن هذه الشخصيات؟

دائمًا ما تكون الكتابة عن الشخصيات التاريخية، وعن التاريخ بشكل عام، عملًا شاقًا ومجهدًا؛ فالكاتب لا يكتفي بالبحث عن المعلومات الصحيحة والدقيقة، بل يولي عناية خاصة بالمعالجة الدرامية التي من خلالها يصنع الأحداث ليعيد إحياء ذلك التاريخ، ويستحضر الشخصية التاريخية في قالب أدبي مقبول، بعيدًا عن المبالغة أو التزييف.

وعندما يتعلق الأمر بتقديم القصة أو الشخصية التاريخية للطفل، يصبح الجهد مضاعفًا؛ إذ يتطلب إصدار العمل الأدبي عناية خاصة وقدرًا كبيرًا من التبسيط والتسهيل دون الإخلال بالمحتوى، مع مراعاة توافقه مع معطيات الطفل المخاطَب وقدراته، كما يجب أن تُقدّم المعلومات في قالب جميل وطريف بعيدًا عن المباشرة والأساليب التقليدية.

وإضافة إلى ما أشرتُ إليه، هناك صعوبة أخرى تمثلت في قلة المعلومات الواردة عن الشخصيات النسائية في التاريخ العُماني، إذ لا يمكننا تجاهل أن المرأة في التاريخ كان يُشار إليها باعتبارها ابنة أو زوجة أو أمًا لإحدى الشخصيات التاريخية العُمانية، وبالتالي لا نجد معلومات خاصة عنها، ويبقى ما يرد من قصص على لسان المؤرخين والمدونين لتلك الحقبة قليلًا جدًا، بالكاد يكفي للاشتغال عليه في كتابة قصة ذات عمق وبُعد تربوي ومعرفي يُشبع فضول الطفل القارئ.

****************************************************************************************************************

كيف يمكن أن تسهم هذه الشخصيات في ترسيخ الهوية العُمانية وأن تكون هذه القصص أداة قوية لنقل القيم والتقاليد اليوم؟

إن تعريف الطفل بتاريخه جزء من تأصيل هويته العُمانية، وحمايته من أية أفكار هدّامة أو هشّة مستقبلًا، وتقدم الشخصيات التاريخية نماذج يُحتذى بها، كونها تعكس الكثير من القيم التي قامت عليها الحضارة العُمانية، مثل الشجاعة، والعدالة، والتضحية، والفكر السليم، والحكمة، وهذه القيم تساعد الطفل القارئ على فهم ما يعنيه أن يكون جزءًا من هذا المجتمع، كما أن تعريف الطفل بالشخصيات التاريخية العُمانية يساعده على معرفة الأحداث المهمة، وبالتالي يُطوّر لديه مفهوم البطولة، متجاوزًا بذلك ما يراه أو يشاهده من بطولات مزيفة تُقدم له عبر شاشات التلفاز أو اليوتيوب أو غيرها من برامج الأطفال.

والكاتب حينما يقدم الشخصية، فإنه يقدمها في قالب قصصي يقوم على الأحداث التي تشوبها الصراعات، وتستند إلى الأفكار والمشاعر، وبالتالي تظهر في سلوكيات الشخصيات الواردة في القصص، ومعالجة هذه الأحداث تتطلب إظهار ما تفكر فيه الشخصية، وما تشعر به، وبالتالي بيان ردّة الفعل مع إظهار المبررات والأسباب وربطها بالنتائج، وهذه العملية برمتها تضع الطفل القارئ أمام نماذج قيمية تسهم في تعزيز منظومته الأخلاقية والفكرية والمعرفية.

****************************************************************************************************************

كيف يمكن للمرأة العُمانية أن تكون حارسة للتراث الثقافي من خلال الكتابة؟

جميل هذا المصطلح، «حارسة للتراث الثقافي»، وهذا يجعلني أستحضر ما قام به الكتّاب والأدباء والفنانون على مرّ التاريخ، فلولاهم لضاعت حكايات وقصص وتاريخ ممتد في القدم، ومن وجهة نظري الشخصية، أعتقد أن المرأة عندما تمارس الكتابة، فهي تؤدي طقسًا من التفرّد الذي يستكتب روحها الحاضرة في تلك اللحظة، ملتقطة بذلك مشهدًا مليئًا بالحركة والمشاعر والأفكار، لتجعله شاهدًا في زمن قادمٍ على أنها كانت هناك.

هذا الدور الذي نمارسه بحُبٍّ ما هو إلا تدوينٌ لحاضرٍ سيكون ملكًا للأجيال القادمة، وكما يُشار دائمًا بأن الكلمة إذا خرجت من الكاتب للجمهور أصبحت ملكهم، فإنّ الكاتبة العُمانية تعي جيدًا هذا الأمر، لذلك أصبحت لا تكتب لمجرد ترف الكتابة، وإنما تكتب لترصد هذا التراث المادي بكل تداعياته الاجتماعية والنفسية والأدبية، إنها قلم قوي حاضر بكل تجلياته في مختلف الميادين، وقد تجاوزت دائرة الذاتية لتؤكد تعاطيها العميق مع جميع القضايا والأفكار من حولها.

****************************************************************************************************************

برأيك، ما التحديات التي تواجه المرأة العُمانية في كتابة التراث وحفظ الهوية الثقافية؟

لم تعد هناك تحديات حقيقية تواجه المرأة بعدما كفلت لها سلطنة عُمان حقوقًا لا حصر لها، وجعلتها النهضة الحديثة جنبًا إلى جنب مع شقيقها الرجل، كما أن تخصيص الـ17 من أكتوبر هو شاهد على تميزها وتفوقها واستحقاقها للتكريم.

لكن يمكنني القول إن المرأة قد تفرض على نفسها قيودًا اجتماعية أو فكرية تمنعها من إبداء رأيها، خصوصًا مع محدودية الموارد والدعم المؤسسي، بالإضافة إلى القيود التي تُفرض على توجهات النشر، كما أن التغيرات الثقافية السريعة في المجتمع تؤدي بدورها إلى فقدان بعض جوانب الهوية الثقافية نتيجة هذا التسارع والتواتر الذي نحاول أن نلحق بركابه.

****************************************************************************************************************

هل تؤمنين بوجود فجوة بين الجيل الجديد والقديم فيما يتعلق بالتراث والتاريخ؟ وكيف نجعل الكتابة سدًا للفجوة؟

الفجوات موجودة حتى بين أبناء الجيل الواحد، فنحن نتعامل مع بشر، ولكل إنسان خصائصه وطبائعه التي قد تتفق أو تختلف مع الآخر، وبما أن النفس البشرية لا يمكن تأطيرها بإطار معين أو تسييرها وفق منهج علمي مقنن؛ فإن الاختلافات تحدث، والفجوات تتسرّب بين الأجيال.

نحن نقف ناظرين إلى الماضي، بينما يقف الجيل الحالي متطلعًا إلى المستقبل، وما بين الماضي والمستقبل هناك حاضر لا بد أن نصنعه معًا، وهذا الأمر يحتّم علينا استنزاف كل ما لدينا من طاقات، ومن بينها طاقة الكتابة، كي يتحقق التمازج وتتقارب وجهات النظر، والإنسان بطبعه يميل إلى الحجة والبرهان والدليل، وكذلك يميل إلى القصص والحكايات المليئة بالمشاعر والأحاسيس، لذلك أصبحت الكتابة جسرًا يستلُّ من الماضي ليؤثر في الحاضر، ويسمح باتخاذ قرارات تسهم في بناء المستقبل. وفي ظل التسارع التكنولوجي الذي نعيشه، أصبح لزامًا على الكتّاب شحذ أقلامهم لإعادة كتابة التاريخ بطريقة تسهل على الأجيال فهمه، والإعادة هنا لا تعني التزوير بطبيعة الحال، بل التفسير والتحليل والمعالجة باللغة التي تضمن سدّ الفجوات الناتجة عن عدم الفهم أو القدرة على التخيل واستيعاب الدروس والعبر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشخصیات التاریخیة الهویة الثقافیة الع مانیة من خلال

إقرأ أيضاً:

بغداد اليوم تعلن نتائج الاستفتاء السنوي لاختيار أفضل الشخصيات لعام 2024

بغداد اليوم -  بغداد

تعلن وكالة "بغداد اليوم" الإخبارية، اليوم الثلاثاء (14 كانون الثاني 2025)، نتائج اكبر استفتاء سنوي لاختيار افضل الشخصيات لعام 2024، في المجالات المختلفة (سياسية واقتصادية وأمنية وإعلامية وحكومية) وحسب تصويت الجمهور.

وفيما يلي قائمة بأسماء الشخصيات والمؤسسات الفائزة بالاستفتاء:


وزير النقل رزاق محيبس السعداوي أفضل وزير في الحكومة الحالية خلال 2024 


رئيس جهاز الأمن الوطني أبو علي البصري أفضل قائد عسكري وأمني لعام 2024


اللواء قوات خاصة يحيى رسول أفضل متحدث رسمي خلال 2024 في العراق


قائد شرطة بغداد الكرخ اللواء عدنان حسن أفضل قائد شرطة على مستوى العراق في العام 2024


الإعلامي حسن البياتي أفضل مذيع اخبار في العراق خلال العام 2024 


الشاعر إيهاب المالكي أفضل شاعر في العراق خلال العام 2024


الإعلامية منى سامي أفضل مقدم برامج سياسية في العراق خلال العام 2024


المحلل عماد المسافر أفضل محلل سياسي في العراق لعام 2024 


إذاعة جمهورية العراق أفضل إذاعة في العراق لعام 2024


فاطمة قيدار أفضل الشخصية الأكثر تأثيراً في السوشيل ميديا لعام 2024 


الإعلامي حيدر زكي أفضل مقدم برنامج رياضي لعام 2024 


قناة العراقية أفضل قناة فضائية لعام 2024


جامعة بغداد أفضل جامعة حكومية في العراق خلال العام 2024 


جامعة الفراهيدي أفضل جامعة أهلية في العراق خلال العام 2024 


وزارة الداخلية أفضل موقع حكومي في العراق خلال 2024


مصرف الرافدين أفضل مصرف في العراق لعام 2024 


شبكة الكرة العراقية أفضل موقع رياضي لعام 2024


حسين الخزعلي أفضل مراسل اخبار في العراق لعام 2024


محمد العزاوي أفضل علاقات عامة في وسائل الإعلام خلال العام 2024


النائبة عالية نصيف أفضل نائب في البرلمان عن محافظة بغداد في العام 2024 


النائب سالم العيساوي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة الانبار في العام 2024


النائب زهرة البجاري أفضل نائب في البرلمان عن محافظة البصرة في العام 2024 


النائب مثنى السامرائي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة صلاح الدين في العام 2024 


النائب علاء الناشي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة ذي قار في العام 2024


النائب أمير المعموري أفضل نائب في البرلمان عن محافظة بابل في العام 2024


النائب عدنان الزرفي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة النجف في العام 2024 


النائبة منال الموسوي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة كربلاء في العام 2024


النائب رعد الدهلكي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة ديالى في العام 2024 


النائب وصفي العاصي أفضل نائب في البرلمان عن محافظة كركوك في العام 2024 


فوز النائب باسم خشان أفضل نائب في البرلمان عن محافظة المثنى في العام 2024 


النائب بهاء النوري أفضل نائب في البرلمان عن محافظة ميسان في العام 2024 


النائبة نور نافع أفضل نائب في البرلمان عن محافظة الديوانية في العام 2024 


النائب علي غركان أفضل نائب في البرلمان عن محافظة واسط في العام 2024 


 محافظ بغداد عبد المطلب العلوي أفضل محافظ لعام 2024 


رئيس هيئة الإعلام والاتصالات علي المؤيد أفضل رئيس هيئة لعام 2024


واطلقت "بغداد اليوم" في 26 من كانون الأول لعام 2024 اكبر استفتاء سنوي انطلاقا من مبدأ ترك حق الخيار لابناء الشعب العراقي في من يراه مناسباً كافضل شخصية في مجال عمله.

ويعد هذا الاستفتاء من اكبر الاستفتاءات، حيث سيقام حفلاً مركزياً يكرم الفائزين بجوائز قيمة وكبيرة تثميناً لجهود اعمالهم المتميزة والتي تركت اثراً ايجابياً في نفوس العراقيين.

مقالات مشابهة

  • تعليم قنا تعلن نتيجة الكتابة العلمية لطلاب ستيم
  • تعليم قنا تعلن نتيجة مسابقة الكتابة العلمية لطلاب مدارس المتفوقين
  • اعلان نتيجة الكتابة العلمية لطلاب مدرسة المتفوقين (STEM) بقنا
  • إطلاق جائزة المقال الصحفي لدعم النشاط الإبداعي في الكتابة
  • برشلونة يعلن رسمياً بيع مقاعد كبار الشخصيات في ملعب «كامب نو»
  • بيان من الخارجية العُمانية بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • 3 مسلسلات تدعم المرأة والتحديات التي تواجهها في حياتها خلال دراما رمضان
  • تعرف على مكان المغطس ومكانته الدينية والتاريخية
  • وزراء ومسؤولون: الشراكة مع نيوزيلندا وماليزيا ترسّخ مكانة الإمارات محوراً عالمياً للتجارة
  • بغداد اليوم تعلن نتائج الاستفتاء السنوي لاختيار أفضل الشخصيات لعام 2024