تُعد المرأة الرياضية العُمانية جزءًا أساسيًا في تعزيز الهُوية الوطنية، حيث تؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ عليها وتعزيزها من خلال مشاركتها الفعّالة وإنجازاتها الملهمة، وتمثل المرأة الرياضية ثقافة المرأة العُمانية في الأحداث الرياضية، وتعكس القيم والتقاليد، وتُعزز الفخر الوطني، كما تُسهم الرياضيات في رفع الوعي حول القضايا الاجتماعية والوطنية، مما يشجع المجتمع على التفاعل الإيجابي مع الرياضة، وتمثل الرياضيات الناجحات نماذج مُلهمة للفتيات والشباب لممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة الوطنية والمسابقات الجماعية، التي تُعزز الروابط الاجتماعيـــــــــــة والوطنيـــــــــــــــــة، وتُسهم في التنمية عبر تحقيق الإنجازات الرياضية في المحافل الدولية.

وفي هذا الجانب، قالت هبة الناعبية، عضوة مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة السلة: نسعى خلال الفترة الانتخابية الحالية في الاتحاد للمحافظة على مكتسبات المرحلة السابقة، والبناء عليها بما يخدم طموحات محبي وممارسي رياضة كرة السلة وتطلعاتهم من أفراد وأندية ومؤسسات، ومن أهم الأهداف للمرحلة 2024-2028م، استحداث دوريات للناشئات، وتشكيل منتخبات في المراحل السنية للفتيات، والمشاركة في الاستحقاقات الخليجية والآسيوية، ووضع برامج تدريبية مكثّفة لضمان الخروج بالنتائج المرجوة من المشاركات الخارجية، كما أن وجود المرأة الرياضية العمانية في المحافل الدولية يعكس القيم الثقافية والالتزام بالتقاليد الثقافية التي تتميز بها سلطنة عُمان، وتنقل الصورة الحقيقية لمساهمة المرأة في تطوير الرياضة العمانية.

وتابعت الناعبية: بلا شك أن وجود المرأة في المناصب القيادية الرياضية يسهم في زيادة التنوّع واتخاذ القرارات المتوازنة، ويدعم المساواة بين الجنسين ويلبّي احتياجات جميع شرائح المجتمع، وأن أغلب النماذج القيادية النسائية الرياضية البارزة في الميدان الرياضي في الوقت الراهن تعد من النماذج التي يحتذى بها، وتشكّل قدوة ملهمة للأجيال القادمة من خلال تجاربهن الرياضية الناجحة سواء كلاعبات أو مدربات أو إداريات أو مسؤولات في المجال الرياضي، وسِيَرهن الحافلة بالعطاء تشجّع الفتيات العمانيات وتجعلهن واثقات بأنفسهن ومستعدات للمشاركة في الرياضات المختلفة، كما أن وجود المرأة في المناصب القيادية الرياضية يدعم التوجهات الوطنية في «رؤية عُمان 2040» لتمكين المرأة في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي؛ لتحد بذلك الصورة النمطية التي تربط الرياضة بالرجال فقط.

وأضافت: وجود المرأة العمانية في المناصب الرياضية، وخاصة خلال 4 سنوات الماضية أسهم في وضع إستراتيجيات لتطوير الرياضة النسائية وتقديم الدعم اللازم لزيادة المشاركة النسائية في الرياضة، ونشر الوعي بأهمية الرياضة ودورها في الصحة البدنية والنفسية للمرأة، كما شاركت المرأة الرياضية في رفع الوعي حول القضايا الاجتماعية والوطنية وتركت أثرًا إيجابيًا في المجتمع من خلال تفاعلها مع هذه القضايا، كما أوجدت المرأة فرصًا أكبر للمشاركة في الأحداث الرياضية والتنافس قاريًا ودوليًا، وشاركت المرأة الرياضية في دفع عجلة التنمية الوطنية من خلال الإنجازات التي حققتها في مختلف الرياضات، وعلى مستوى كرة السلة حقق المنتخب الوطني للفتيات لكرة السلة المركز الثالث في بطولة الشيخة فاطمة للأندية الخليجية بأبوظبي، التي أقيمت في أغسطس الماضي، وحقق المركز الثاني في بطولة (دي سي أي الدولية)، التي أقيمت بقطر في مايو الماضي، وحقق المركز الثالث في بطولة الخليج للناشئات، التي أقيمت في مسقط في مارس الماضي، ولا تزال المرأة الرياضية تواجه العديد من التحديات، ولعل أبرزها الموارد المالية المحدودة والمخصصة لتطوير الرياضة النسائية، التي تؤثر بشكل مباشر على تدريب المنتخبات الوطنية، وشحّ المرافق التدريبية، وبالرغم من وجود بعض المبادرات، إلا أن هناك حاجة لزيادة عدد البطولات والفعاليات الرياضية التي تستهدف النساء؛ لتعزيز المهارات وتطوير الأداء، كما أن وجود المرأة في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية واجهه بعض التحديات، وأوجد الحل للبعض الآخر، وبالتالي هذا يؤكد على أن المرأة تؤدّي دورًا فعّالًا في تنمية الرياضة النسائية.

تعزيز الروابط الاجتماعية

من جانبها، قالت نورة البلوشية، عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لألعاب القوى: لعبت ألعاب القوى دورا أساسيا على مدار العقود الماضية من الزمن على تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية من خلال تجميع عدد كبير من الرياضيين والرياضيات في بطولات ألعاب القوى، التي تضم مسابقات المضمار والميدان، وتشارك في هذه البطولات رياضيات من مختلف محافظات سلطنة عُمان من أجل تحقيق هدف رياضي واحد مشترك، وعززت البطولات الرياضية المحلية الوحدة الوطنية مما يسهم في تعزيز روح المنافسة والروح الرياضية، كما شجعت على المساواة، ودعم فكرة المساواة بين الجنسين في مجالات الرياضة، مما يساعد على تحقيق تكافؤ الفرص، وتطوير المهارات، وتوفير الفرص للنساء لتطوير مهاراتهن الرياضية والإدارية، مما يعزز من قدراتهن في هذا المجال، ونشر الوعي حول أهمية الرياضة للنساء وفوائدها الصحية والنفسية، وتشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة من خلال تقديم نماذج ملهمة في مختلف المجالات الرياضية، وإبراز صورة المرأة في المجتمع من خلال الإنجازات الرياضية والمشاركة الفعّالة، وكل هذه الأهداف تسهم في بناء مجتمع رياضي متوازن وشامل.

وتابعت البلوشية: لعبت المرأة الرياضيّة العمانية دورًا محوريًا في الحفاظ على الهُوية الوطنية من خلال مشاركتها الفعّالة في البرامج الرياضية المحلية والخارجية، والإنجازات التي حققتها على مستوى ألعاب القوى، حيث شاركت المرأة في عدة بطولات دولية، بما في ذلك بطولات آسيوية وبطولات أخرى دولية، مما أسهم في رفع مستوى المنافسة، وحققت بعض اللاعبات العمانيات ميداليات في بطولات إقليمية، مثل دورة الألعاب الخليجية، مما يعكس تقدمهن في ألعاب القوى، كما تم تدشين برامج تدريبية خاصة بالنساء، مما ساعد في تحسين مهاراتهن الفنية والإدارية، ومثّلت المرأة سلطنة عُمان في المحافل الأولمبية آخرها كانت في أولمبياد باريس 2024 عبر اللاعبة مزون العلوية، ويعد هذا التمثيل إنجازًا مهمًا في مسيرتها الرياضية، كما أن للمرأة العمانية دورًا واضحًا في التحفيز المجتمعي للاهتمام بالرياضة النسائية بما يتناسب مع عادات المجتمع العماني وتقاليده، وهذه الإنجازات تعكس التطور المستمر للمرأة العمانية في عالم الرياضة، وتفتح آفاقًا جديدة لمزيد من النجاحات في المستقبل القريب.

تطور دور المرأة

وأكدت عائشة الجابرية، عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني للكرة الطائرة، أن رؤية الاتحاد وأهدافه للفترة 2024 - 2028 تمثّل امتدادًا واستكمالًا لما تم تحقيقه خلال الفترة الانتخابية السابقة، وأوضحت أن هذه المرحلة ستشهد تعزيزًا لدور المرأة العمانية في التحكيم والتدريب في رياضة الكرة الطائرة، مع التركيز على تأهيل أكبر عدد من الحكمات في مختلف محافظات سلطنة عُمان، هذا التأهيل سيُمكّن المرأة العمانية من إدارة بطولات ومسابقات على نطاق واسع، سواء في المدارس أو الأندية الرياضية أو حتى الجامعات والكليات، مما يعزز دور المرأة باعتبارها عنصرا فاعلا في نشر الرياضة وإدارتها محليًا وإقليميًا.

وأشارت الجابرية إلى أن المرأة العمانية من خلال هذه الأدوار لا تسهم فحسب في تطوير الرياضة، ولكن أيضًا في تعزيز الهُوية الوطنية والثقافة العمانية، فهي لا تمثّل نفسها فقط على المستوى الرياضي، بل تحمل معها تاريخًا وتراثًا عريقًا يعكس تطور دور المرأة في المجتمع العماني، وأكّدت أن هذه الجهود تسهم في تمكين الرياضة النسائية في سلطنة عُمان وخارجها من خلال فتح المجال للمشاركات الخارجية وتوفير الفرص للمرأة العمانية لإظهار قدراتها على المستوى الدولي، مما يسهم بشكل كبير في نشر الثقافة العمانية وتعزيز الهوية الوطنية، ونسعى لتوقيع شراكات مع القطاعات المختلفة في سلطنة عُمان مثل اتحاد الرياضة المدرسية، لإقامة الدوريات وملتقيات كرة الطائرة، بالإضافة إلى لجنة الرياضة الجامعية، حيث من المهم أن يكون هناك تمثيل قوي للطالبات الجامعيات؛ لأنهن يمثلن مستقبل الرياضة النسائية في سلطنة عُمان، كما نسعى لتوسيع الشراكات مع جمعيات المرأة العمانية في مختلف المحافظات، مما يعزز من حضور المرأة في المجال الرياضي ويعزز تفاعلها مع المجتمع المحلي.

وأضافت الجابرية: وجود المرأة العمانية في المناصب القيادية هو أمر جوهري، سواء كانت تلك المناصب في الاتحادات المحلية أو الخارجية مثل الاتحادات الآسيوية، مؤكّدة أن هذه المناصب تتيح للمرأة فرصة المشاركة في وضع السياسات الرياضية وتطوير إستراتيجيات تعزز من مشاركة المرأة في الرياضة، ووجود المرأة في هذه المناصب لا يعزز فقط من تمثيلها في صنع القرار، بل يسهم في نشر هويتها وثقافتها الوطنية من خلال الرياضة، وفيما يتعلق بالإنجازات التي تم تحقيقها خلال الفترة السابقة، نفخر بتأهيل جيل متميز من الحكمات العمانيات اللاتي أصبحن قادرات على إدارة مختلف البطولات والفعاليات داخل مسقط، وأن الطموح لا يتوقف هنا، بل نسعى إلى توسيع نطاق وجود الحكمات ليشمل جميع محافظات سلطنة عُمان، مما يعكس اهتمامًا واسعًا بتعزيز دور المرأة في مجالات متعددة ذات الصلة بالرياضة.

دعم التقدم الرياضي والوطني

وقالت سميرة الشكيلية، عضوة مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة الطاولة: نهدف إلى أن تكون المرأة العمانية جزءًا أساسيًا في القطاع الرياضي، لتسهم بفعالية في وضع الخطط وتنفيذ البرامج التي تدعم الرياضة النسائية، وأن تعزيز حضور المرأة العمانية في الرياضة يعكس اهتمام سلطنة عُمان لجعلها في المكانة التي تستحقها، ويدعم دورها الفعّال في تحقيق التقدم الرياضي والوطني من خلال المشاركة في العديد من الفعاليات والبرامج، وعلى مستوى لعبة كرة الطاولة حققت المرأة العمانية العديد من الإنجازات التي أسهمت من خلالها في التنمية الوطنية، وتمثيل هوية المرأة العمانية في المحافل الخارجية، ومنهن الحكمة الدولية عائشة السعيدية حاملة الشارة الزرقاء، وحققت لاعبتنا تاليا الرواحية إنجازات كبيرة على المستوى الدولي، حيث حازت على المركز الأول في بطولة قطر الدولية، والمركز الثالث في بطولة السليمانية الدولية، والمركز الثالث في أولمبياد شباب الإمارات، وهذه الإنجازات تعكس الجهود المبذولة لدعم اللاعبات العمانيات وتمكينهن للتميز على الساحة الدولية.

وأضافت الشكيلية: سنحرص على نشر الوعي المجتمعي بدور المرأة في تعزيز الهُوية والثقافة الوطنية من خلال القطاع الرياضي، حيث لا تزال بعض الفئات المجتمعية تفتقر إلى الوعي بأهمية مشاركة المرأة في الأنشطة التنموية ومنها الرياضية، مما يؤثر على الدعم المعنوي والاجتماعي لها، وأن توعية المجتمع بدور المرأة كرياضية وإسهامها الفعّال في هذا المجال سيدعمها بشكل أكبر ويعزز تقبلها. وتواجه المرأة الرياضية أحيانًا تحديات مرتبطة بالعادات والتقاليد التي قد تقيّد حركتها ومشاركتها في بعض الأنشطة الرياضية، مما يتطلب توازنًا بين ممارسة الرياضة واحترام القيم المجتمعية، ويواجه القطاع الرياضي النسائي نقصًا في المدربات والمستشارات الرياضيات المؤهلات، ولدينا حاجة للاستثمار في تدريب وتطوير الكوادر الفنية النسائية ليتمكنّ من تقديم دعم فني قوي للرياضيات، مما سيعود بالفائدة على مستوى التدريب والأداء، ويعاني المجال الرياضي النسائي من محدودية عدد البطولات والمنافسات المحلية التي تتيح للمرأة فرصة تطوير مهاراتها والمنافسة بشكل منتظم، حيث إن تنظيم المزيد من البطولات المحلية للمرأة يساعد في تعزيز مهارات اللاعبات وإعدادهن للمشاركة في المسابقات الدولية، وهناك حاجة لزيادة البحوث والدراسات التي تتناول الرياضة النسائية في سلطنة عُمان بشكل خاص، بحيث تُسهم هذه الدراسات في فهم التحديات وتقديم حلول مستندة إلى بيانات وأبحاث موثوقة، مما يساعد في تطوير الخطط الإستراتيجية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة العمانیة فی الریاضة النسائیة المرکز الثالث فی المرأة الریاضیة الوطنیة من خلال المرأة الریاضی المجال الریاضی الإنجازات التی وجود المرأة فی تطویر الریاضة ألعاب القوى النسائیة فی ویة الوطنیة فی المحافل دور المرأة فی المناصب الریاضیة ا کرة السلة على مستوى فی مختلف فی بطولة فی تعزیز اله ویة تعزیز ا کما أن التی ت

إقرأ أيضاً:

حلقة بإبراء تناقش حقوق المرأة في التشريعات العمانية

نظّمت المديرية العامة للتنمية الاجتماعية، ممثلة بدائرة التنمية الأسرية بمحافظة شمال الشرقية، وبالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بإبراء، حلقة نقاشية حول حقوق المرأة في التشريعات العمانية.

أقيمت الفعالية برعاية سعادة الدكتور يحيى بن ناصر بن منصور الخصيبي، وكيل وزارة العدل والشؤون القانونية، بحضور مجموعة من الخبراء والأكاديميين في مجالي القانون والاجتماع.

وأشار فهد بن يوسف الأغبري، محاضر القانون بجامعة الشرقية، في كلمته الافتتاحية إلى أهمية تعزيز الوعي القانوني حول حقوق المرأة العمانية.

تضمنت الحلقة عدة أوراق عمل، حيث قدم الدكتور جمعة بن مسلم العزيزي - أستاذ القانون الجنائي المساعد بكلية الحقوق في جامعة السلطان قابوس- ورقة تناولت المساواة بين الجنسين في القانون العماني، موضحًا النصوص القانونية التي تدعم حقوق المرأة وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات.

كما قدمت شذى بنت عبد المجيد الزدجالية، مديرة المنظمات والعلاقات الدولية باللجنة العمانية لحقوق الإنسان، ورقة عمل استعرضت التحديات التي تواجه حقوق المرأة في عمان، مشددة على ضرورة ملاءمة القوانين الوطنية مع الالتزامات الدولية.

وفي الختام، قدمت فتحية بنت محمد بن سالم الحجرية، تنفيذي خدمة المراجعين بصندوق الحماية الاجتماعية، ورقة عمل تناولت دور المرأة في منظومة الحماية الاجتماعية، مستعرضة القوانين التي تدعم النساء في هذا الإطار.

تخلل الحلقة النقاشية عدد من المداخلات والأسئلة التي ساهمت في إثراء النقاش، وإبراز أهمية تعزيز دور المرأة في المجتمع العماني من خلال التشريعات والقوانين المتبعة.

مقالات مشابهة

  • افتتاحية: المرأة العمانية.. الجوهر الذي لا خلاص لنا منه
  • المرأة القيادية شريك فعّال في صون الهوية الوطنية والازدهار
  • المرأة العُمانية قوة مؤثرة ونموذج للتسامح في المجتمعات
  • مساهمة المرأة في حماية الهوية العمانية ونقلها للأجيال
  • المرأة العمانية ركيزة التغيير وقوة بناء المجتمع
  • "الوطنية للتمويل" تسلط الضوء على إنجازات رائِدات الأعمال احتفاء بـ"يوم المرأة العمانية"
  • التوعية بـ"سرطان الثدي" ضمن احتفالات شمال الشرقية بـ"يوم المرأة العمانية"
  • حلقة بإبراء تناقش حقوق المرأة في التشريعات العمانية
  • محافظ القليوبية يضع حجر الأساس لعدد من المشروعات التنموية بنادى العبور الرياضي