الأمن القومي وسيادة البيانات وتهديد الاختراقات السيبرانية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
لن تتنازل أي حكومة عن السيطرة على البيانات الحساسة في أنظمتها الصحية أو الأمنية أو العسكرية إلى كيانات أجنبية، وخاصة عندما تتمتع هذه الكيانات بسمعة سيئة في التجسس السيبراني أو ترتبط بدول لها تاريخ في تقويض السيادة الوطنية ومحاولات الاختراق التاريخية مثل كيان الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، مع اعتمادنا بشكل متزايد على الأنظمة الرقمية، أصبحت مخاطر القيام بذلك واضحة بشكل متزايد.
إن الأمن السيبراني اليوم أمر بالغ الأهمية مثل حماية الحدود الجغرافية لأي بلد، وأي خرق لهذا المجال قد يكون مدمرا مثل الأعمال العسكرية. السجلات الصحية والاتصالات الحكومية ومعلومات الأمن ليست مجرد بيانات، إنها شريان الحياة للدول الحديثة. إن السماح للشركات الأجنبية، وخاصة تلك التي لها سمعة مشكوك فيها أو روابط مع دول معادية، بالوصول إلى مثل هذه المعلومات هو دعوة للخطر إلى قلب الأمن القومي.
أثار النائب الأردني عبد الرؤوف الربيحات مؤخرا مخاوف تضرب في صميم هذه القضية، إن انتقاده لعقد الأردن مع شركة "بريسايت" لتنفيذ مشروع التحول الرقمي لوزارة الصحة يعكس مخاوف متزايدة من تعرض السيادة الوطنية للخطر تحت ستار التحديث. لقد أثارت شركة "بريسايت"، وهي مشروع مشترك بين شركة إماراتية وأخرى تابعة لصناعة الدفاع الإسرائيلية، غضبا بين الأردنيين الذين ينظرون (وهم محقون في ذلك) إلى أي تورط مع كيانات مرتبطة بإسرائيل على أنه تهديد لأمن بلادهم. إن الآثار المترتبة على منح مثل هذه الشركة حق الوصول إلى البيانات الصحية الحساسة عميقة، حيث يمكن استخدام هذه المعلومات، بمجرد وصولها إلى أيد أجنبية، بطرق تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من النطاق المقصود لتحسين خدمات الرعاية الصحية.
مخاطر التدخل السيبراني الأجنبي تتجاوز مجرد المراقبة، فهناك قلق حقيقي من إمكانية التلاعب بالبيانات أو إساءة استخدامها أو تسليحها. في عالم اليوم، حيث المعلومات هي القوة، فإن السيطرة على البيانات الشخصية والحكومية يمكن أن تكون لها عواقب بعيدة المدى
إن مخاوف الربيحات ليست مجرد افتراضات، فقد أظهر التاريخ أن عمليات الاستخبارات الإسرائيلية استهدفت في كثير من الأحيان الدول المجاورة، مستغلة نقاط الضعف لتقويض سيادتها. إن تحذير النائب من مخاطر تسليم بيانات صحية حساسة لشركة مرتبطة بأنظمة الدفاع الإسرائيلية ينبع من عدم الثقة الطويل الأمد في طموحات إسرائيل الإقليمية. إن ما نحتاجه هو أن ننظر إلى الوراء إلى العملية الاستخباراتية الإسرائيلية التي أدت إلى التفجير الدرامي لأجهزة الاتصالات في لبنان، والذي أدى إلى زعزعة استقرار البلاد وتقويض أمنها الوطني بشكل خطير. إن السماح لشركة ذات مثل هذه الانتماءات بالتعامل مع بيانات الصحة الأردنية ليست مجرد قضية فنية، بل هي مسألة تتعلق بالأمن الوطني.
إن مخاطر التدخل السيبراني الأجنبي تتجاوز مجرد المراقبة، فهناك قلق حقيقي من إمكانية التلاعب بالبيانات أو إساءة استخدامها أو تسليحها. في عالم اليوم، حيث المعلومات هي القوة، فإن السيطرة على البيانات الشخصية والحكومية يمكن أن تكون لها عواقب بعيدة المدى. لقد أدى سجل الإمارات في التجسس السيبراني إلى تغذية المزيد من الشكوك حول طبيعة تعاونها مع الشركات الإسرائيلية، وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، ظهرت تقارير توضح كيف انخرطت السلطات الإماراتية في عمليات تجسس واسعة النطاق على مسؤولين في كل من الدول الأوروبية والعربية. توضح هذه الإجراءات المخاطر الحقيقية والحالية التي تشكلها الكيانات السيبرانية الأجنبية التي تحصل على إمكانية الوصول إلى البنى التحتية الوطنية الحيوية.
ومن بين الشركات التي تشكل محور جهاز المراقبة السيبرانية في الإمارات العربية المتحدة شركة "Beam Trail". وتتمثل المهمة الأساسية للشركة في تعزيز قدرة الدولة على التجسس على مواطنيها وأولئك الذين يعيشون داخل حدودها، باستخدام تقنيات سيبرانية متقدمة لمراقبة الاتصالات وحتى الأجهزة الذكية في منازل الناس. وحقيقة أن هذه الشركة التي تعمل تحت رعاية جهاز الأمن في أبو ظبي تؤكد على الاتجاه المتزايد لاستخدام المراقبة السيبرانية ليس فقط لأغراض دفاعية، بل وأيضا للسيطرة السياسية والقمع.
هذه ليست حالة معزولة، ففي السنوات الأخيرة، شاركت الإمارات في العديد من العمليات السيبرانية البارزة التي استهدفت شخصيات سياسية، سواء في الداخل أو الخارج. واستخدمت شركة "Dark Matter"، وهي شركة أخرى مقرها الإمارات، برنامج التجسس "Pegasus" الذي طورته إسرائيل لاختراق هواتف المسؤولين الأوروبيين والعرب، بما في ذلك السياسيون القطريون، في محاولة لجمع المعلومات الاستخباراتية التي ساهمت في نهاية المطاف في الأزمة الدبلوماسية بين قطر والإمارات.
وقد أظهرت هذه العمليات الإمكانات التي تتمتع بها الأدوات الإلكترونية لتأجيج الأزمات السياسية، وزعزعة استقرار الحكومات، بل وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية. ومع دخول شركات مثل بريسايت إلى الصورة، هناك مخاوف مشروعة من أن الأردن قد يجد نفسه متورطا في مخططات مماثلة، حيث تُستخدم البيانات الحساسة ليس لصالح مواطنيه، بل كوسيلة ضغط في الألعاب السياسية الإقليمية.
إن معارضة الربيحات الصريحة للعقد مع شركة بريسايت تنبع من قلق إقليمي أوسع نطاقا بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ففي الأردن، كما هو الحال في العديد من البلدان العربية الأخرى، لا يُنظر إلى إسرائيل باعتبارها جهة محايدة في المنطقة، بل باعتبارها قوة احتلال لها تاريخ طويل من العمليات الاستخباراتية التي تهدف إلى إضعاف جيرانها. وتُعَد فكرة سيطرة شركة مرتبطة بإسرائيل على البيانات الصحية الأردنية بمثابة خطر غير مقبول، وهو ما يهدد النسيج ذاته لسيادة الأمة. ولا يتعلق الأمر بخصوصية البيانات فحسب؛ بل يتعلق أيضا بالمبدأ الأساسي للسيطرة الوطنية على القطاعات الحيوية.
أدخل العصر الرقمي نقاط ضعف جديدة يمكن استغلالها من قبل أولئك الذين لديهم الوسائل والدافع للقيام بذلك. إن السماح للشركات الأجنبية، وخاصة تلك المرتبطة بالدول المعادية، بالوصول إلى القطاعات الوطنية الحيوية، يخاطر بالبلدان بالتضحية بسيادتها في مقابل مكاسب قصيرة الأجل
إن نطاق مشروع التحول الرقمي في قطاع الصحة في الأردن يجعله حساسا بشكل خاص. تُعَد البيانات الصحية من بين أكثر المعلومات الشخصية والخاصة التي تحتفظ بها الحكومة، وأي خرق لهذه البيانات قد يخلف عواقب وخيمة، سواء على المواطنين الأفراد أو على الأمة ككل. إن إمكانية استغلال هذه المعلومات، سواء للتجسس أو التلاعب السياسي أو حتى المكاسب الاقتصادية، تؤكد على أهمية ضمان بقاء هذه البيانات تحت السيطرة الوطنية. إن دعوة الربيحات للحكومة لتوضيح شروط العقد والانسحاب منه ليست مجرد بيان سياسي؛ بل إنها خطوة ضرورية لحماية أمن وسيادة الأردن.
وفي حين تتحرك دول مثل الأردن في المشهد المعقد للتحديث الرقمي، يتعين عليها أن تفعل ذلك بأعين مفتوحة. إن الوعد بالتقدم التكنولوجي لا يمكن إنكاره، ولكن لا ينبغي أن يأتي على حساب الأمن الوطني. وفي عالم حيث أصبحت التهديدات السيبرانية أكثر تعقيدا، لا تستطيع الحكومات أن تتحمل الرضا عن من يتحكم في بياناتها. وتعمل قضية بريسايت كتذكير صارخ بأن القرارات المتخذة اليوم بشأن البنية التحتية الرقمية ستشكل أمن الدول في المستقبل.
وتعكس تحذيرات الربيحات فهما أعمق لهذه المخاطر، ففي منطقة حيث تتغير التحالفات والعداوات السياسية باستمرار، أصبح التحكم في المعلومات بنفس أهمية التحكم في الأراضي. لقد أدخل العصر الرقمي نقاط ضعف جديدة يمكن استغلالها من قبل أولئك الذين لديهم الوسائل والدافع للقيام بذلك. إن السماح للشركات الأجنبية، وخاصة تلك المرتبطة بالدول المعادية، بالوصول إلى القطاعات الوطنية الحيوية، يخاطر بالبلدان بالتضحية بسيادتها في مقابل مكاسب قصيرة الأجل. قد يبدو مشروع التحول الرقمي في قطاع الصحة في الأردن وكأنه مسعى فني بحت، لكنه في الواقع مسألة تتعلق بالأمن الوطني.
الأردن، مثل العديد من الدول الأخرى، عند مفترق طرق في رحلته نحو التحديث الرقمي. والاختيارات التي يتخذها الآن سيكون لها عواقب دائمة، ليس فقط على مواطنيه ولكن على مكانته في النظام الإقليمي والعالمي. يجب مراجعة العقد مع بريسايت مع وضع هذه المخاطر في الاعتبار. يجب أن يكون الأمن الوطني والسيادة وحماية بيانات المواطنين هي الأولويات النهائية. وكما أشار الربيحات بحق، لا يمكن للأردن أن يتحمل التنازل عن هذه المبادئ، بغض النظر عن مدى جاذبية وعد التقدم الرقمي.
x.com/fatimaaljubour
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه البيانات الإسرائيلي الأمن القومي الإمارات الاردن إسرائيل الأمن القومي الإمارات بيانات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على البیانات الأمن الوطنی لیست مجرد إن السماح
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن الاجتماعى تشهد فعاليات ورشة عمل التطوير المؤسسى الرقمي بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
شهدت الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي، افتتاح فعاليات ورشة عمل التطوير المؤسسي الرقمي والتي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بحضور المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من القيادات والعاملين بوزارة التضامن الاجتماعي، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي على الخطوات التي اتخذتها الوزارة لتعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لتحسين الخدمات المقدمة وبما يضمن كفاءة الأداء، مشددة على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة متضمنة استخدامات الذكاء الاصطناعي والرقمنة ورفع الوعى الرقمي للعاملين بالوزارة من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات وآليات التمكين التكنولوجي، حيث يعد التحول الرقمي بالوزارة ركيزة مهمة لتحسين فعالية الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الشفافية والمساءلة.
وأشادت وزيرة التضامن الاجتماعي بالتعاون المثمر مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدة أهمية توحيد الجهود والتكامل بين مؤسسات الدولة لتنفيذ المستهدفات الرقمية والتنموية بشكل شامل ومتكامل يضمن تحقيق التأثير المستهدف للتدخلات الحكومية، ومشيرة إلى أن التعاون بين الوزارتين يتم على العديد من المستويات وأنه جارى استكمال التعاون في ملف تنمية وبناء القدرات الرقمية للرائدات الاجتماعيات.
ومن جانبها استعرضت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي استراتيجية الدولة للتطوير المؤسسي الرقمي والتحول الرقمي للوصول إلى حكومة رقمية متصلة تشاركية ومستدامة محورها حياة المواطن وزيادة القدرات التنافسية للدولة؛ لتمكين الحكومة والمواطن والصناعة من التعامل الرقمي بشكل فعال آمن ومنتج ومستدام.
وقدمت لبيب عرضًا تقديميًا حول الرؤية الاستراتيجية والمحاور الرئيسية للتطوير المؤسسي والتحول الرقمي للحكومة المصرية، مع رصد أبرز جهود الدولة في هذا الإطار، ومركز مصر فى المؤشرات الرقمية الإقليمية والدولية.
وعرضت خطة التطوير المؤسسي الرقمي لتنمية وبناء القدرات الرقمية للقيادات والعاملين بوزارة التضامن الاجتماعي ومديرياتها التابعة والرائدات المجتمعيات والمواطنين من ذوي الإعاقة.
وأكدت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي أن الوزارة تستهدف خلق نموذج عمل داخل المؤسسات الحكومية فى الوزارات والمحافظات والهيئات العامة باستخدام التحول الرقمي، يدعم قدرتها على التكيف مع متطلبات المواطن وتحقيق رضائه، من خلال إعداد جيل مؤهل رقميًا من الكوادر الحكومية القادرة على قيادة التغيير؛ بما يساهم فى زيادة كفاءة وفاعلية المؤسسات الحكومية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن، وتعزيز المشاركة الرقمية للعاملين والمواطنين.
وأوضحت أن الدولة المصرية منذ تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أصبح لديها رؤية استراتيجية وإرادة حقيقية وتعاون وتناغم بين مؤسساتها المختلفة لبناء مصر الرقمية والوصول إلى حكومة رقمية متصلة تشاركية مستدامة، والوصول إلى مجتمع مصرى يتعامل رقميًا فى كافة مناحى الحياة؛ لتحقيق المستهدفات التنموية والرقمية تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة العالمية الـ 17، وتنفيذًا لمستهدفات رؤية مصر 2030 واستراتيجية مصر الرقمية؛ لتحسين جودة حياة المواطن وزيادة القدرات التنافسية للدولة المصرية.
وكشفت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي أن الوزارة تتبنى منهجية رقمية تركز على المواطن كمحور اهتمامها Citizen Centric باعتباره الهدف والمستفيد، وبالتالى أساس نجاح أية منظومة رقمية والضامن لاستدامتها؛ ولذا تهدف جهود الوزارة إلى تهيئة المجتمع (مؤسسات، عاملين، مواطنين) لاستيعاب مشروعات التحول الرقمى واستدامتها، وذلك من خلال نشر الثقافة الرقمية وتأهيل كافة عناصر هذه المنظومة رقميًا للتأقلم مع معطيات ومفاهيم أدوات تكنولوجيا المعلومات تنفيذًا للالتزام الوارد فى المادة 25 من الدستور المصرى.
وأوضحت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي أن الوزارة تنفذ خطة متكاملة للتثقيف الرقمي وبناء القدرات الرقمية للقيادات والعاملين بالجهاز الإدارى للدولة من المتخصصين وغير المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتنميتها لتعزيز قدراتهم على مواكبة التطورات التكنولوجية، وانتهت الوزارة من تدريب غالبية العاملين والقيادات بالجهاز الإدارة للدولة بإجمالي (146695) شهادة تدريبية.
كما تنفذ الوزارة العديد من المُبادرات لمحو الأمية الرقمية ونشر الثقافة الرقمية وتعزيز الشمول الرقمى والمالى للمواطنين من مختلف الفئات المجتمعية على مستوى الجمهورية وهو ما ساهم في رفع الوعى الرقمى وتعزيز المهارات الرقمية لعدد (1122837) مواطنًا، كما انتهت الوزارة من محو الأمية الرقمية وبناء القدرات للمواطنين لنحو (93494) مواطنًا فى قرى المرحلة الأولى من "حياة كريمة" فى 20 محافظة؛ وذلك لسد الفجوة الرقمية بين الريف والحضر.
هذا واستهدفت ورشة العمل رفع الوعي وتنمية القدرات الرقمية للعاملين بوزارة التضامن الاجتماعى، وتعزيز دور الرقمنة في إدارة الأعمال الحكومية بكفاءة وفعالية، وتحقيق المستهدفات الرقمية والتنموية للوصول إلى مجتمع رقمى تفاعلى آمن ومنتج ومستدام.
1000222476 1000222462 1000222469 1000222459 1000222465