أعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية للدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لجهودها ومنجزاتها في مجال الرواية العربية، حيث احتلت رواياتها قائمة الأكثر مبيعاً في الوطن العربي.
ويترجم اختيار هيئة الشارقة للكتاب شخصية ثقافية لكل عام خلال المعرض، رؤية الهيئة حول تقديم النماذج الثقافية المبدعة للجمهور، وتكريم جهودها وإسهاماتها في إثراء المشهد الثقافي عربياً وعالمياً، حيث تحرص الهيئة في اختيار الشخصيات الثقافية على تغطية كافة مجالات الثقافة من رواية وشعر وفكر، ما يشكل مصدر إلهام ومعرفة للأجيال الشابة في مجال الثقافة، ويعزز الهوية الإبداعية لشعوب المنطقة.


وحول اختيار مستغانمي شخصية العام الثقافية، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: “إن اختيار شخصية ثقافية لمعرض الشارقة الدولي كل عام، يجسد حكمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تؤكد أن الإنسان هو الأساس في كل إنجاز وإبداع، وهو كذلك أيضاً في مجال المعرفة والثقافة والفكر، هذا المجال الذي شكل حاضنةً لوعي وتجارب الأمم ووجدانها، بفضل أشخاص أبدعوا في التعبير عن هذا الوجدان وترجمة التجارب عبر إنتاجات أدبية دخلت كل بيت ومكتبة”.
وأضاف العامري: “تشكل الروائية أحلام مستغانمي تجربة استثنائية في فضاء الرواية العربية، وصلت رواياتها إلى كل بيت وفرد في كل بلد عربي، ونجحت في استقطاب مختلف الاتجاهات الفكرية ومختلف الفئات العمرية، ومن النادر أن نجد هذا النطاق الواسع الذي تصل إليه رواية عربية واحدة. ومن خلال تسليط الضوء على تجربة مستغانمي والتجارب الاستثنائية الأخرى نحقق العديد من الأهداف، منها فتح آفاق جديدة للرواية والإنتاج الفكري العربي بشكل العام، وتعزيز علاقة المجتمعات برموزهم المبدعة، إلى جانب دعم قطاع النشر والارتقاء بجودة المحتوى”.
حضور واعٍ في خضم أحداث كبرى
وتعد أحلام مستغانمي، أحد أبرز رواد الأدب العربي المعاصر، وتميزت في رواياتها بالجمع بين العمق الاجتماعي والبعد القومي العربي، والنظرة الفلسفية للعلاقة بين المجتمع والمرأة من ناحية، والعلاقة بين الثقافة العربية المعاصرة والأحداث التاريخية العظمى التي أسست لها، مترجمةً بذلك تجربتها الشخصية وحضورها النقدي الواعي في خضم أحداث كبرى غيّرت ملامح الوطن العربي حتى اليوم. وقد وصفها الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة أنها شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي، ورفعت بنتاجها الأدب الجزائري إلى قامة تليق بتاريخ نضال الجزائر، وأعرب عن فخره بقلمها العربي والتزامها القومي افتخار الجزائريّين بعروبتهم.
وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الإبداع والعطاء، مذ كتابها الأول “على مرفأ الأيام” (1971)، إلى كتابها الأخير “أصبحت أنت”، منحت مستغانمي الجمهور العربي روائع فنية في قالب أدبي غير تقليدي، وذلك من خلال ثُلاثيّتها “ذاكرة الجسد” (1993) و”فوضى الحواس” (1997) و”عابر سرير” (2003). وفي عام 2009 أصدرت كتابيها “نسيان com” و” قلوبهم معنا وقنابلهم علينا” الذي يتناول الاجتياح الأمريكي للعراق، لتعود بعد 9 سنوات في العام 2012، في روايتها “الأسودُ يليقُ بكِ”، وشكلت ظاهرة أدبية من خلال أعمال لامست وجدان القارئ العربي الذي تبنى قلمها كصوت عربي حر.
وشهدت مسيرة أحلام مستغانمي محطات حافة بالجوائز والتكريم، من أبرزها جائزة نجيب محفوظ للرواية، وجائزة مهرجانات بيروت الدولية للإبداع، كما تم اختيارها من قبل مجلتي “أرابيان بيزنس” و”فوربس” ضمن أكثر النساء العربيات تأثيراً في مجالات الأدب والثقافة.
بالإضافة إلى ذلك، تولت مستغانمي منصب سفيرة اليونسكو لمدة 8 سنوات، وفازت بجائزة المرأة العربية الرائدة لعام 2015 في لندن برعاية عمدة لندن وجامعة ريجنتس. كما حصلت في عام 2009 على درع بيروت، ونالت جائزة BIAF بيروت العالمية عام 2014.
حصلت مستغانمي على الدكتوراه في علم الاجتماع من “جامعة السوربون” عام 1982، وانتقلت للعيش في لبنان بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث أصدرت رواية “ذاكرة الجسد” التي شكّلت زلزالاً أدبياً فاجأ الساحة الثقافية، والتي حصدت “جائزة نجيب محفوظ” لعام 1998، وحققت مبيعات تجاوزت 3 ملايين نسخة، وفقاً لمجلة “فوربس”، وتم اختيارها ضمن أهم 100 رواية عربية في القرن العشرين.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سلطان القاسمي يدشّن وقف “جيران النبي” لأيتام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي

 

دشّن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، مشروع وقف “جيران النبي” الذي أطلقته مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، ليكون انطلاقة لسلسلة من الأوقاف المخصصة لدعم الأيتام، وذلك في منطقة الجادة.
واستمع صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى شرحٍ مفصل عن المشروع وموقع المنشأة الوقفية، حيث تُعتبر أرض المشروع مكرمة مقدمة من سموه، بمساحة إجمالية 932 مترا مربعا، وستتم عليها إقامة مبنى متعدد الطوابق بمساحة بناء تبلغ 13.835 مترا مربعا، مكونا من 15 طابقاً تضم 75 شقة سكنية، وذلك لتلبية احتياجات المستفيدين من خلال عوائد الريع.
كما تعرّف سموه خلال العرض على بقية مشروعات المؤسسة الوقفية وطرق المساهمة في الأوقاف الخاصة بالمؤسسة.
وتفضل سموه بالضغط على الزر المخصص لإعلان انطلاق المشروع الذي يعتبر خطوة نوعية في مسيرة العمل الوقفي، حيث تُوجّه عوائده لدعم مبادرات إنسانية تُسهم في تلبية احتياجات الأيتام والارتقاء بجودة حياتهم، كما شاهد سموه والحضور مادةً مرئية حول المشروع وفوائده.
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته خلال الحفل، تدشين المشروع، معلناً سموه عن تكفّله بالوقف الأول للمشروع بتكلفة 40 مليون درهم ، داعياً الخيّرين وكل من رقّ قلبه على الأيتام للمساهمة في هذه المشاريع الوقفية والتي ستقام على مواقع إضافية سيمنحها سموه للمؤسسة، ومثنياً على جهود المسؤولين في مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي الذين تحملوا المسؤولية وعملوا عليها بإخلاص.
ووجّه صاحب السمو حاكم الشارقة، حديثه إلى منتسبي المؤسسة من الأيتام، داعياً إياهم للاهتمام بالتحصيل العلمي، حيث أن مسارات العِلم من المدارس والجامعات متوفرة ومفتوحة أمامهم، وبأن لا ينشغلوا بأيّ شيء يلهيهم عن العلم والمعرفة، متمنياً سموه لهم التوفيق والنجاح حتى التخرج من الجامعات حيث سيتم توفير الوظائف لهم. وقال سموه ” نحن معكم، وأمام الله توليّنا المسؤولية “.
وتناول سموه خلال حديثه أهمية مراكز الطفولة والشباب موجّهاً منتسبي المؤسسة إلى المشاركة فيها، لأن الأنشطة المتوفرة بها تعطي النموّ في الجسد، والتطوّر في الفكر والمعرفة، وتم إنشائها بالشارقة لدعم الأطفال والشباب وتطوير مستوياتهم وتشجيعهم على التفوّق.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة، حديثه بالدعوة إلى الاهتمام بالبيئة وزراعة الأشجار لفوائدها العظيمة على الحياة والكائنات الحيّة جميعها، في عمليات تنقية الهواء.
وقال سموه “هذه الشجرة مثل الأم التي تُرضع أبناءها، لذلك نقول: أعتنِ بالشجرة، ولا تَطأ عليها لأنك تطأ على الحياة. الشجرة هي التي تعطينا الحياة. نطلب من كل واحد منكم أن يزرع الشجر ويهتم به ويسقيه. كُن أنت صديق الشجرة “.
وصافح صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام اللقاء كافة الأبناء من المنتسبين لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، والذين من جانبهم قدموا أسمى آيات الشكر والتقدير إلى سموه على اهتمامه اللامحدود ورعايته الكريمة لهم، ملتقطاً سموه معهم الصور الجماعية والتذكارية.
وقالت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في كلمةٍ مسجلةٍ لها بهذه المناسبة، ” مواقف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كانت وما زالت تُلامس القلوب والعقول. لقاؤه اليوم مع أبنائه من مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي وكلماته المشجّعة والناصحة لهم ستبقى حافزاً لهم للاجتهاد وطلب العلم، والسعيّ ليكونوا هم التغيير الذي يحقق لمجتمعاتهم الاستقرار والأمان والرقي. صافح سموه الأبناء واحداً واحدا، وسأل عن أحوالهم، وحدّثهم حديث الأب المحب. نظراتهم له حملت أحلاماً وآمالا، وعبّرت عن الاطمئنان لوجودهم في بيئةٍ حاضنة، ووجود أبٍ محب وأسرةٍ داعمة “.
وأضافت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، ” تجتهد مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي منذ تأسيسها في تمكين المنتسبين وتحقيق الاستقلالية وبناء الثقة بنفوسهم وتسعى لضمان مستقبلٍ مستدام.
وكان مشروع وقف “جيران النبي” بدايةً دشّنها صاحب السمو حاكم الشارقة، ودعا بأن: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وأن يكون للسابقين نصيبٌ في الأجر للمساهمة في هذا المشروع الوقفي، ليكون له ولمن أُوقِفَ له صدقةٌ جارية ونهر من الأجر لا ينضب”.
وتم اختيار اسم “جيران النبي” للمشروع الوقفي لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، نسبةً إلى الحديث الشريف الذي يحمل وعدًا نبويًا عن الرسول ﷺ عندما قال: (كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ، وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى). وهذا يشير إلى أهمية كفالة اليتيم، حيث إن القائم بكفالته وتحقيق احتياجاته وصون كرامته يتقرب إلى منزلة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الجنة.
وستوفّر المؤسسة ميزة الحصول على الصك الوقفي المعتمد لكل فرد يسهم في مشروع “جيران النبي” المقبل، حيث خُصِّصَت باقات متعددة وأشكال دعم متنوعة ومرنة تقدم فائدة مماثلة بطرق مختلفة، وفقاً للاختيارات المتاحة التي تأخذ بعين الاعتبار اختلاف الظروف والفئات.
حضر التدشين إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة: الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ومنى بن هده السويدي مدير عام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، وعدد من المسؤولين.وام


مقالات مشابهة

  • مصر والإمارات تواصلان تعزيز الروابط الثقافية في مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • “وزارة الشؤون الإسلامية” تُشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29
  • سجال ودي مع نقاد رواية “إعدام جوزيف” (1-4)
  • “ثقافي أم القيوين” يطلق برنامج “صندوق المعرفة” لتعزيز القراءة والهوية الثقافية
  • البنك الدولي: تسارع طفيف في نمو الدول العربية في 2025
  • “هيئة الأدب” تدشن جناح مدينة الرياض ضيف الشرف بمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025
  • “هيئة الأدب” تدشن جناح مدينة الرياض ضيف الشرف بمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب
  • سلطان القاسمي يدشّن وقف “جيران النبي” لأيتام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي
  • “البرلمان العربي” يثمن جهود الحكومة الليبية وصندوق التنمية في تنفيذ مشاريع إعمار شاملة
  • إطلاق فعالية وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط