حكاية ذاكرة عربية والقرآن الكريم سر الثقافة العربية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
في إطار سلسلة من الجلسات الحوارية التي ينظمها المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وضمن فعاليات ملتقى الشارقة الثقافي (يا زمان الوصل) في الفترة من 15 -20 من أكتوبر الجاري، جاءت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان “الامتداد الحضاري بين المشرق والمغرب”.. حكاية ذاكرة عربية.. وذلك بعد حفل الافتتاح أمس الأول بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بحضور عدد كبير من المسؤولات في القطاعات المختلفة في الدولة وسيدات المجتمع.
شارك في النقاش كل من الدكتور سيف البدواوي، مستشار أول في “اس ام دي” الشارقة، والدكتورة نورة الكربي رئيس قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي بمكتب نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة.
التواصل الحضاري والإنساني
في بداية حديثه وبعد تناوله نبذة تاريخية عن القواسم في المنطقة ، ومحطات التواصل الحضاري والإنساني ، أكد الدكتور سيف بن عبود البدواوي على أهمية تسليط الضوء على اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بالتاريخ عامة، ويولي سموه اهتماما خاصا بتاريخ الأندلس حيث اتخذ أسلوب الثقافة والدبلوماسية الناعمة في ذلك، وقال: “هذا من شدة حب سموه للفردوس المفقود الأندلس”.
كما استعرض الدكتور البدواوي الوثائق البرتغالية في الشارقة، وقال: استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة الحصول على الوثائق البرتغالية عن الخليج العربي عن طريق مكتبة في بريطانيا حيث مول نقل الوثائق إلى بريطانيا بشرط الحصول على نسخة منها، وتوجد هذه الوثائق في الدارة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية الحديثة.
مفتاح غرناطة
كما أن لدى الشارقة مفتاح غرناطة، ومفتاح قصر الحمراء، تم تسليمه إلى صاحب السمو اعترافاً بدوره في المحافظة على أجزاء كثيرة من الآثار.
وتطرق البدواوي أيضا إلى مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة والمغزى لكل كتاب من هذه الإصدارات (كتاب القضية، محاكم التفتيش، الحقد الدفين، مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي، رحلة بالغة الأهمية دوارثي بارباروزا..وغيرها..).
كما أثنى على جهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كنموذج وقدوة للتواصل الحضاري والإنساني مستعرضا لبعض انجازات سموه في هذا الشأن مثلاً (إنشاء مجمع الثغرة الثقافي وهو يطل على آخر جبل وقف عليه حاكم غرناطة آخر الثغور التي صمدت، عمل سموه على إحياء التراث الأندلسي من خلال كتابات واصدارات ومؤلفات كتبها، زيارات سموه المتكررة لأسبانيا والبرتغال يضيف بعدا حضارياً، البحث واستقطاب الوثائق الخاصة بمحاكم التفتيش.. وغيرها الكثير).
واختتم الدكتور سيف البدواوي مشاركته ببعض الأبيات من قصيدة الشاعر لسان الدين الخطيب يقول:
جادك الغيث إذا الغيث همى
يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما
في الكرى أو خلسة المختلس.
الحوار الثقافي
وبدورها الدكتورة نورة ناصر الكربي استهلت باستعراض تجربتها والمشاهد التي تختزن ذاكرتها في علاقتها بالأندلس كونها درست في أسبانيا وذكرت مسيرة الإبتعاث لدراسة الدكتوراه في جامعة غرناطة..
وتناولت الكربي الأبعاد المعرفية للتواصل و الامتداد الحضاري بين المشرق والمغرب ، ودور العرب المحوري في تكريسها ونسج الحضارة الإنسانية في المنطقة من ناحية ( التبادل الثقافي – العلوم والفلسفة – اللغة والأدب – الدين والفكر – الفنون والعمارة – التراث الشعبي – التأثيرات السياسية والاقتصادية..) وفي قراءتها لدور الإمارات عامة والشارقة على وجه الخصوص في امتداد الحضارة بشكل أكثر قوة قالت: يمكننا أن نساهم بذلك من خلال تعزيز التعليم والبحث العلمي، ودعم الفنون والثقافة، وتنظيم الفعاليات التي تجمع بين الثقافات المختلفة والتعاون بين المؤسسات التعليمية والبحثية يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات فعالة تعزز من الحوار الثقافي وتبادل المعرفة.
وأوضحت هذا الدور من خلال بعض المؤسسات في دولة الإمارات وماتقوم بها من جهود لتحقيق الأهداف المرجوة.
مركز ثقافي عالمي
تعتبر الشارقة مركزا ثقافيا متنوعا حيث تحتضن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، مما يعزز من حضورها على الساحة الدولية.
الاستثمار في الثقافة
دعم الفنون والأدب والعلوم من خلال “مؤسسة الشارقة للفنون” “ومهرجان الشارقة للكتاب” مما يسهم في إحياء الثقافة العربية وتعزيز الحوار مع الثقافات الأخرى.
البحث الأكاديمي
الجامعات في الشارقة، مثل الجامعة القاسمية، تلعب دوراً رئيسياً في البحث الأكاديمي والتبادل الثقافي، مما يعزز من دورها كمركز أكاديمي في المنطقة.
التسامح والتعايش
الإمارات بشكل عام تبرز قيم التسامح والتعايش، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به في تعزيز الحوار الحضاري بين المشرق والمغرب.
ندوة حوارية
كما تم مساءً تنظيم الجلسة الثانية، وكانت ندوة حوارية بعنوان “القرآن الكريم سر الثقافة العربية والإسلامية”، حيث أقيمت فـي مجلس الحيرة الأدبي بـمشاركة الدكتور امحمد صافي مستغانـمي الأمين العام لـمجمع اللغة العربية، والدكتور عبدالله الحوسني الأمين العام لـمجمع القرآن الكريم بالشارقة، وأدار الجلسة الإعلامي الدكتور عبدالسلام الحمادي، إضافة إلـى حضور وتفاعل عدد من الـمهتمين بالـمجال الأدبي والثقافـي.
تضمن برنامج ملـتـقى الشارقة الثقافي مجالس حوارية تهدف إلى مناقشة الـمواضيع ذات العلاقة بـميدان الـثـقـافة والـفكر والجانب الإجـتماعي مستمدة من شعار الـملتقى يازمان الوصل من خـلال استضافـة الـمُفكرين وذوي الاختصاصات الـمختلفة.
لغة الفصاحة
من جانبه أكد الدكتور مستغانـمي في مستهل حديثه على لغة الفصاحة والإفصاح والبيان والتبيين فهي الـمعجزة العربية البيانية الخالدة، وماحملته ألفاظ الآيات القرآنية من رقي باللغة والمضضمون وبـما يفوق قدرات البشر، مستشهداً بنموذج قرآنـي ظهر جلياً في عدة مشاهد متكررة منها كلمة “الـمطر” وما حملته من مرادفات سبع هي الودق والغيث والطل والصيب وغيرها، مبيناً أهمية التدبر للمعاني واعتبار السورة ذات شخصية تُـميزها عن غيرها.
كما تحدث عن مشروع التفسير اللغوي باعتباره مشروع جديد ينطلق من إمارة الشارقة ،ويقوم عليه أربعين عالـماً ويعتبر التفسير بهذا الشكل قيمة مضافة حيث لـم يسبق إليه أحد من قبل سواء من الـمفسرين الأوائل أو المعاصرين الـمعتبرين.
وأضاف الدكتور محمد قائلاً:”بأن حفظ الشعر العربي وسيلة في تعزيز الطفل نحو إتقان اللغة العربية، وهي وسيلة يسيرة أنجبت عدداً من الشخصيات الفذَّة في عالـمنا العربي المعاصر”.
تعزيز الثقافة
وفي ذات الجانب أفاد الدكتور الحوسني عن الأثر الكبير للقرآن الكريم على اللغة العربية مستشهداً بوجود اللغة الفينيقية والآشورية ولغات مصر القديـمة واللاتينية في بداية عصر الرسالة، ومع تلك الحقبة التاريخية وليومنا هذا فإنه لاتوجد مقارنة تذكر بين قوة وبيان اللغة العربية مع غيرها فهي تعد اللغة الأولى لارتباطها الوثيق بكتاب الله.
كما أشاد بجهود مؤسسات إمارة الشارقة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في تعزيز الثقافة ومكانة اللغة العربية على الصعيد المحلي والعربي والعالـمي من خلال إنشاء المراكز المتخصصة خارج الدولة كمركز الدراسات العربية في جامعة اكسترا، ومجمعا القرآن الكريم واللغة العربية بالشارقة وغيرها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: اللغة العربیة صاحب السمو من خلال
إقرأ أيضاً:
جامعة زايد تطلق منصة "زاي" لتطوير تعليم اللغة العربية
أعلنت جامعة زايد، اليوم الأربعاء، إطلاق منصة "زاي"، وهي منصة رقمية جديدة تهدف إلى تطوير تعليم اللغة العربية على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال توفير أدوات وموارد مبتكرة لدعم المعلمين والطلبة والباحثين.
حضر إطلاق المنصة عائشة ميران، المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، والدكتور مايكل ألين، مدير الجامعة بالإنابة، وناديا بهويان، نائب مدير الجامعة ورئيسة الشؤون الأكاديمية فيها، وعدد من أعضاء مجلس أمناء جامعة زايد.
وتعزز المنصة قدرة المعلمين على تحسين النتائج التعليمية عبر أدوات تشخيصية ذكية ومحتوى تدريبي للمعلّمين ومعلومات بحثية للمهتمين بالبحوث العلمية المنشورة والمتعلّقة بتعليم اللغة العربية، ما يدعم التزامها بتحسين مستوى الإلمام باللغة العربية وأساليب تدريسها.
وتتيح المنصة أدوات تعليمية ذكية مثل "سرد" لتشخيص مستوى القراءة باللغة العربية التي تساعد المعلمين في تقييم القراءة المبكّرة لدى الطلبة وتخطيط التدخلات اللازمة، وتتضمن معلومات عن مشروع "بارِق"وهو مشروع يموله مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، حيث يعمل على تصنيف مقروئية النصوص العربية من خلال قاعدة بيانات تشمل 10 ملايين كلمة من الأجناس الأدبية والعلمية المختلفة.
وقالت شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورئيسة مجلس أمناء جامعة زايد، إن منصة "زاي"، تعكس التزام الجامعة بالارتقاء بالتعليم وتعزيز اللغة العربية، وتمكين المعلمين وإعداد أجيال متجذرة في هويتها العربية، ليتولوا من بعدها مسؤولية بناء مستقبل يليق بطموح دولة الإمارات.
وتم تطوير المنصة من خلال تعاون مشترك مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين من أنحاء الدولة والعالم، وذلك بهدف تعزيز قدراتها وتوسيع نطاق تأثيرها.
من جانبها، قالت الدكتورة هنادا طه ثومور، أستاذة كرسي اللغة العربية في جامعة زايد ومديرة مركز "زاي" لتعليم اللغة العربية، إن جوهر كل تجربة تعليمية ناجحة يعتمد بشكل كبير على المعلمين المتميزين الذين يسهمون في بناء أجيال قادرة على التفكير والإبداع، وإن المنصة تشكل أداة أساسية لكل معلم يسعى لتعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة، وتنمية قدراتهم اللغوية، وإلهامهم لاستكشاف غنى وعمق اللغة العربية، مضيفة: "نحن جميعا نتحمل مسؤولية جماعية في نقل لغتنا وثقافتنا للأجيال القادمة، لضمان استمرار تأثيرها في عالم يشهد تغيرات سريعة".
وتتماشى جهود المنصة مع المبادرات الوطنية، بما في ذلك تركيز الدولة على تعزيز المهارات اللغوية العربية منذ سن مبكرة، وتسهم في تطوير أدوات وإطارات عمل تتجاوب مع احتياجات المعلمين والمتعلمين المتزايدة، ما يسهم في تحسين تعليم اللغة العربية على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتمثل هذه المنصة خطوة جديدة نحو تغيير كيفية تدريس وتعلم اللغة العربية، حيث تمكن المعلمين والطلبة من الوصول إلى أدوات تعزز مهاراتهم وترسخ ارتباطهم الدائم باللغة العربية.