في إطار سلسلة من الجلسات الحوارية التي ينظمها المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وضمن فعاليات ملتقى الشارقة الثقافي (يا زمان الوصل) في الفترة من 15 -20 من أكتوبر الجاري، جاءت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان “الامتداد الحضاري بين المشرق والمغرب”.. حكاية ذاكرة عربية.. وذلك بعد حفل الافتتاح أمس الأول بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بحضور عدد كبير من المسؤولات في القطاعات المختلفة في الدولة وسيدات المجتمع.

.
شارك في النقاش كل من الدكتور سيف البدواوي، مستشار أول في “اس ام دي” الشارقة، والدكتورة نورة الكربي رئيس قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي بمكتب نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة.
التواصل الحضاري والإنساني
في بداية حديثه وبعد تناوله نبذة تاريخية عن القواسم في المنطقة ، ومحطات التواصل الحضاري والإنساني ، أكد الدكتور سيف بن عبود البدواوي على أهمية تسليط الضوء على اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بالتاريخ عامة، ويولي سموه اهتماما خاصا بتاريخ الأندلس حيث اتخذ أسلوب الثقافة والدبلوماسية الناعمة في ذلك، وقال: “هذا من شدة حب سموه للفردوس المفقود الأندلس”.
كما استعرض الدكتور البدواوي الوثائق البرتغالية في الشارقة، وقال: استطاع صاحب السمو حاكم الشارقة الحصول على الوثائق البرتغالية عن الخليج العربي عن طريق مكتبة في بريطانيا حيث مول نقل الوثائق إلى بريطانيا بشرط الحصول على نسخة منها، وتوجد هذه الوثائق في الدارة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية الحديثة.

مفتاح غرناطة
كما أن لدى الشارقة مفتاح غرناطة، ومفتاح قصر الحمراء، تم تسليمه إلى صاحب السمو اعترافاً بدوره في المحافظة على أجزاء كثيرة من الآثار.
وتطرق البدواوي أيضا إلى مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة والمغزى لكل كتاب من هذه الإصدارات (كتاب القضية، محاكم التفتيش، الحقد الدفين، مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي، رحلة بالغة الأهمية دوارثي بارباروزا..وغيرها..).
كما أثنى على جهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كنموذج وقدوة للتواصل الحضاري والإنساني مستعرضا لبعض انجازات سموه في هذا الشأن مثلاً (إنشاء مجمع الثغرة الثقافي وهو يطل على آخر جبل وقف عليه حاكم غرناطة آخر الثغور التي صمدت، عمل سموه على إحياء التراث الأندلسي من خلال كتابات واصدارات ومؤلفات كتبها، زيارات سموه المتكررة لأسبانيا والبرتغال يضيف بعدا حضارياً، البحث واستقطاب الوثائق الخاصة بمحاكم التفتيش.. وغيرها الكثير).
واختتم الدكتور سيف البدواوي مشاركته ببعض الأبيات من قصيدة الشاعر لسان الدين الخطيب يقول:
جادك الغيث إذا الغيث همى
يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما
في الكرى أو خلسة المختلس.

الحوار الثقافي
وبدورها الدكتورة نورة ناصر الكربي استهلت باستعراض تجربتها والمشاهد التي تختزن ذاكرتها في علاقتها بالأندلس كونها درست في أسبانيا وذكرت مسيرة الإبتعاث لدراسة الدكتوراه في جامعة غرناطة..
وتناولت الكربي الأبعاد المعرفية للتواصل و الامتداد الحضاري بين المشرق والمغرب ، ودور العرب المحوري في تكريسها ونسج الحضارة الإنسانية في المنطقة من ناحية ( التبادل الثقافي – العلوم والفلسفة – اللغة والأدب – الدين والفكر – الفنون والعمارة – التراث الشعبي – التأثيرات السياسية والاقتصادية..) وفي قراءتها لدور الإمارات عامة والشارقة على وجه الخصوص في امتداد الحضارة بشكل أكثر قوة قالت: يمكننا أن نساهم بذلك من خلال تعزيز التعليم والبحث العلمي، ودعم الفنون والثقافة، وتنظيم الفعاليات التي تجمع بين الثقافات المختلفة والتعاون بين المؤسسات التعليمية والبحثية يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات فعالة تعزز من الحوار الثقافي وتبادل المعرفة.
وأوضحت هذا الدور من خلال بعض المؤسسات في دولة الإمارات وماتقوم بها من جهود لتحقيق الأهداف المرجوة.

مركز ثقافي عالمي
تعتبر الشارقة مركزا ثقافيا متنوعا حيث تحتضن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، مما يعزز من حضورها على الساحة الدولية.
الاستثمار في الثقافة
دعم الفنون والأدب والعلوم من خلال “مؤسسة الشارقة للفنون” “ومهرجان الشارقة للكتاب” مما يسهم في إحياء الثقافة العربية وتعزيز الحوار مع الثقافات الأخرى.
البحث الأكاديمي
الجامعات في الشارقة، مثل الجامعة القاسمية، تلعب دوراً رئيسياً في البحث الأكاديمي والتبادل الثقافي، مما يعزز من دورها كمركز أكاديمي في المنطقة.
التسامح والتعايش
الإمارات بشكل عام تبرز قيم التسامح والتعايش، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به في تعزيز الحوار الحضاري بين المشرق والمغرب.

ندوة حوارية
كما تم مساءً تنظيم الجلسة الثانية، وكانت ندوة حوارية بعنوان “القرآن الكريم سر الثقافة العربية والإسلامية”، حيث أقيمت فـي مجلس الحيرة الأدبي بـمشاركة الدكتور امحمد صافي مستغانـمي الأمين العام لـمجمع اللغة العربية، والدكتور عبدالله الحوسني الأمين العام لـمجمع القرآن الكريم بالشارقة، وأدار الجلسة الإعلامي الدكتور عبدالسلام الحمادي، إضافة إلـى حضور وتفاعل عدد من الـمهتمين بالـمجال الأدبي والثقافـي.

تضمن برنامج ملـتـقى الشارقة الثقافي مجالس حوارية تهدف إلى مناقشة الـمواضيع ذات العلاقة بـميدان الـثـقـافة والـفكر والجانب الإجـتماعي مستمدة من شعار الـملتقى يازمان الوصل من خـلال استضافـة الـمُفكرين وذوي الاختصاصات الـمختلفة.
لغة الفصاحة
من جانبه أكد الدكتور مستغانـمي في مستهل حديثه على لغة الفصاحة والإفصاح والبيان والتبيين فهي الـمعجزة العربية البيانية الخالدة، وماحملته ألفاظ الآيات القرآنية من رقي باللغة والمضضمون وبـما يفوق قدرات البشر، مستشهداً بنموذج قرآنـي ظهر جلياً في عدة مشاهد متكررة منها كلمة “الـمطر” وما حملته من مرادفات سبع هي الودق والغيث والطل والصيب وغيرها، مبيناً أهمية التدبر للمعاني واعتبار السورة ذات شخصية تُـميزها عن غيرها.
كما تحدث عن مشروع التفسير اللغوي باعتباره مشروع جديد ينطلق من إمارة الشارقة ،ويقوم عليه أربعين عالـماً ويعتبر التفسير بهذا الشكل قيمة مضافة حيث لـم يسبق إليه أحد من قبل سواء من الـمفسرين الأوائل أو المعاصرين الـمعتبرين.
وأضاف الدكتور محمد قائلاً:”بأن حفظ الشعر العربي وسيلة في تعزيز الطفل نحو إتقان اللغة العربية، وهي وسيلة يسيرة أنجبت عدداً من الشخصيات الفذَّة في عالـمنا العربي المعاصر”.
تعزيز الثقافة
وفي ذات الجانب أفاد الدكتور الحوسني عن الأثر الكبير للقرآن الكريم على اللغة العربية مستشهداً بوجود اللغة الفينيقية والآشورية ولغات مصر القديـمة واللاتينية في بداية عصر الرسالة، ومع تلك الحقبة التاريخية وليومنا هذا فإنه لاتوجد مقارنة تذكر بين قوة وبيان اللغة العربية مع غيرها فهي تعد اللغة الأولى لارتباطها الوثيق بكتاب الله.
كما أشاد بجهود مؤسسات إمارة الشارقة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في تعزيز الثقافة ومكانة اللغة العربية على الصعيد المحلي والعربي والعالـمي من خلال إنشاء المراكز المتخصصة خارج الدولة كمركز الدراسات العربية في جامعة اكسترا، ومجمعا القرآن الكريم واللغة العربية بالشارقة وغيرها.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: اللغة العربیة صاحب السمو من خلال

إقرأ أيضاً:

جامعة الثقافة السنية بالهند تستضيف مؤتمر القران الكريم بحضور مفتي الهند

عقد مؤتمر القرآن الكريم في جامعة مركز الثقافة السنية تحت قيادة الشيخ أحمد المسليار مفتي الديار الهندية مؤتمرا  عالميا ودينيًا كبيرا حول القرآن الكريم، حضره عدد كبير من العلماء والمفكرين،والطلاب من مختلف ولايات الهندية. تمحور المؤتمر حول عدة محاور هامة تتعلق بالقرآن الكريم، بدءًا من تحفيظه إلى الإعجاز العلمي والبياني فيه، وأثره العميق في تشكيل هوية الأمة الإسلامية وتعزيز مكانتها في العالم المعاصر.

 افتتح المؤتمر بكلمة الشيخ أحمد المسليار  مفتي الديار الهندية الذي أكد فيها على أهمية تحفيظ القرآن الكريم في حياة المسلمين، معتبرًا أن هذا الواجب هو أساس حفظ الهوية الإسلامية وتعميق الارتباط بالنصوص المقدسة. كما تطرق إلى دور الحفاظ في الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أنهم يعدون صمام الأمان للقرآن الكريم، ويحملون رسالة عظيمة في الحفاظ على النص القرآني وتدريسه للأجيال القادمة.

دور مركز الدراسات القرآنية

 أكد المشاركون في المؤتمر على الدور البارز الذي يلعبه مركز الدراسات القرآنية في تأهيل وتخريج الآلاف من الحفاظ منذ تأسيسه.

و يساهم المركز بشكل كبير في تعليم القرآن الكريم وتعزيز فهمه، حيث تخرج من المركز مئات من الحفاظ الذين يعملون في المساجد الإماراتية وغيرها من المساجد في دول العالم الإسلامي. كما تم التطرق إلى الإنجازات التي حققها المركز في هذا المجال، سواء على مستوى تخريج الحفاظ أو تنظيم الدورات القرآنية التي تساهم في تنمية قدرة الطلاب على حفظ وفهم القرآن الكريم بطرق علمية وعصرية.

الإعجاز القرآني

 عُرض في المؤتمر العديد من الأبحاث والدراسات التي تناولت الإعجاز العلمي والبياني للقرآن الكريم. وتم التأكيد على أن القرآن الكريم ليس فقط كتاب هداية دينية، بل هو أيضًا كتاب علمي يحتوي على معجزات لا حصر لها في مختلف مجالات الحياة. عرض العلماء المختصون كيف أن القرآن سبق العلوم الحديثة في العديد من الحقائق العلمية، الأمر الذي يعزز إيمان المسلمين ويدعو غيرهم من الباحثين إلى العودة إلى القرآن لفهم أعمق للعالم من حولنا.

المشاركة والتفاعل

 شهد المؤتمر تفاعلاً ملحوظًا من الحضور من مختلف الفئات، بدءًا من العلماء والمشايخ، وصولًا إلى الطلبة والباحثين. تضمن المؤتمر العديد من الجلسات العلمية والندوات التي تم فيها تبادل الخبرات والتجارب بين العلماء من مختلف المدارس الفكرية الإسلامية، مما أتاح فرصة غنية لفتح نقاشات عميقة حول كيفية تعزيز دور القرآن الكريم في المجتمع المعاصر.

التوصيات:

 في ختام المؤتمر، تم إصدار عدة توصيات تهدف إلى تعزيز دور القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي، ومن أبرز هذه التوصيات:

ضرورة توسيع دائرة تحفيظ القرآن الكريم في كافة المساجد والمراكز الدينية حول العالم.

تشجيع البحث العلمي حول الإعجاز القرآني في كافة المجالات العلمية والطبيعية.

تطوير المناهج التعليمية لتشمل المزيد من المقررات التي تعزز فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه.

تعزيز دور الحفاظ في المجتمع المسلم من خلال إنشاء مشاريع تعليمية جديدة تهدف إلى تكوين جيل جديد من حفاظ القرآن الكريم.

تنظيم المزيد من المؤتمرات والندوات التي تتناول دور القرآن الكريم في حياة المسلم المعاصر، وكيفية استفادة الأجيال القادمة من تعاليمه في مواجهة التحديات الحديثة.

وشكل  المؤتمر علامة فارقة في الجهود الرامية إلى نشر علوم القرآن الكريم وتعليمه، ويعكس التفاني والحرص الكبيرين في الحفاظ على هذا الكتاب السماوي العظيم. إن الجامعة ومركز الثقافة السنية يواصلان التزامهما الراسخ في نشر رسالة القرآن الكريم وتعليمها للأجيال القادمة، ويسعيان إلى زيادة الوعي القرآني بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
 

مقالات مشابهة

  • سكرتير البابا ورئيس المركز الثقافي الأرثوذكسي يقدمان العزاء في الدكتور محمد المحرصاوي.. فيديو وصور
  • في سلسلة «ذاكرة الكتابة».. قصور الثقافة تصدر كتابا بعنوان «الانعزاليون في مصر» للناقد رجاء النقاش
  • النادي الثقافي العربي يتوج الفائزين بمسابقة القرآن
  • موعد صلاة الجنازة ومكان دفن الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر السابق
  • البحوث الإسلامية ينعى الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر السابق
  • جامعة الأزهر تنعى الدكتور محمد المحرصاوي وتعلن موعد تشييع الجنازة
  • شاب من بوروندي يعتكف في المسجد الحرام بعد تعلمه العربية.. فيديو
  • مصر تشارك في اجتماعات مجموعة العمل الثقافي لدول البريكس
  • قضايا الدولة تطعن على حكم إلغاء قرار وزير التعليم بإضافة اللغة العربية والتاريخ لمجموع المدارس الدولية
  • جامعة الثقافة السنية بالهند تستضيف مؤتمر القران الكريم بحضور مفتي الهند