سندات مصر الدولارية في صعود| كيف أثرت زيارة ولي العهد السعودي على الأسواق؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
شهدت السندات طويلة الأجل لمصر زيادة كبيرة بعد تأكيد زيارة ولي العهد السعودي، حيث سجلت سندات 2059 مكاسب بلغت 1.73 سنت، مما رفع قيمتها إلى 77.80 سنتًا للدولار، هذه الزيادة تعكس تأثير الزيارة المرتقبة على ثقة المستثمرين.
سندات مصر الدولاريةمن جانبه، صرح الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، بدور المملكة العربية السعودية في دعم الاقتصاد المصري من خلال الزيارات الرسمية والتعاون الاقتصادي المستمر بين البلدين.
وأشار الشافعي، في حديثه لـ"صدى البلد"، إلى أن هذه الزيارات تُعد نافذة هامة نحو تعزيز الاستثمار والتكامل الاقتصادي، حيث توجه رسالة قوية للعالم الخارجي، مفادها أن المملكة العربية السعودية تقف كداعم أساسي في تعزيز الاقتصاد المصري.
وأضاف أن النتائج الملموسة لهذه العلاقات تظهر في توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية وتزايد الشراكات الاستثمارية، مما يؤدي إلى تدفق رؤوس أموال جديدة إلى السوق المصرية، وتسهم هذه الاستثمارات بدورها في إنعاش الاقتصاد المحلي، من خلال توفير العملات الأجنبية، مثل الدولار، وتعزيز النشاط الاقتصادي.
وأكد الشافعي أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الاقتصاد المصري يسير نحو التحسن، بفضل الدعم السعودي وزيادة الاستثمارات والشراكات التي تدخل السوق، مما ينعكس إيجابياً على الوضع المالي للبلاد.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولي العهد السعودي فور وصوله إلى مصر، في زيارة تعتبر مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لا سيما بعد أن كانت آخر زيارة له في عام 2022.
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أعلن الشهر الماضي أن السعودية تعتزم استثمار 5 مليارات دولار في مصر، وهو استثمار مستقل عن الودائع السابقة التي وضعتها المملكة في البنك المركزي المصري لدعم احتياطي النقد الأجنبي. منذ 10 سنوات، قامت السعودية بإيداع حوالي 10.3 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصري.
من بين الخطط الاستثمارية المحتملة للسعودية في مصر، تطوير مواقع سياحية على ساحل البحر الأحمر وجنوب شبه جزيرة سيناء، وهي مشروعات قد تسهم في تعزيز القطاع السياحي المصري.
من جانبها أعلنت وزارة المالية، عبر موقعها الإلكتروني، طرح سندات خزانة بقيمة إجمالية بلغت 17 مليار جنيه.
وأوضحت الوزارة، أن متوسط عائد سندات الخزانة "متغيرة العائد" أجل 5 سنوات بلغ 83ر34%، فيما بلغ أعلى عائد34.68%، وسجل أقل عائد34.7%، كما بلغ متوسط عائد سندات الخزانة أجل عامين 24.88%، وأعلى عائد24.95%، وسجل أقل عائد 24.8%.
وأضافت أن متوسط عائد سندات الخزانة أجل 3 سنوات بلغ 24.11%، وأعلى عائد 24.119%، وسجل أقل عائد 24%، مشيرة إلى أنها قد طرحت أمس سندات خزانة أجل عامين، 3 سنوات و"متغيرة العائد" أجل 5 سنوات، بقيم بلغت 5 و10 و2 مليار جنيه على التوالي.
ما هي السندات الدولارية؟هي أوراق مالية تقترض الحكومة مقابلها أموالا من السوق الدولية، وتكون مستحقة السداد بعد مدة زمنية معينة ونسبة الفائدة تحددها الجهة المصدرة للسندات، وتساعد في تحقيق التنوع مصادر التمويل وتمويل احتياجات الخزانة العامة للدولة.
وتزامناً مع زيارة ولي العهد، تمتلك المملكة العربية السعودية ودائع لدى البنك المركزي المصري بقيمة 10.3 مليار دولار، وتشمل هذه الودائع 5 مليارات دولار كودائع قصيرة الأجل تُجدد سنوياً، وودائع متوسطة الأجل بقيمة 5.3 مليار دولار تستحق في أكتوبر 2026.
في أغسطس الماضي، أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، خلال لقائه برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، عن نية المملكة تحويل ودائعها لدى البنك المركزي المصري إلى استثمارات مباشرة، هذا التحرك يعكس استراتيجية المملكة لتعزيز وجودها الاستثماري في مصر، وهو جزء من التعاون الاقتصادي المتنامي بين البلدين.
العلاقات السعودية المصرية تُعتبر من أقوى العلاقات في العالم العربي، إذ تمتد لعقود من التعاون الوثيق في مختلف المجالات، حيث يلعب التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة دوراً محورياً في هذه العلاقات، حيث بلغت الاستثمارات السعودية في مصر نحو 26 مليار دولار عبر أكثر من 8 آلاف شركة، فيما وصلت الاستثمارات المصرية في السعودية إلى 4 مليارات دولار من خلال أكثر من 3 آلاف شركة.
أما التبادل التجاري بين البلدين، فقد شهد ارتفاعاً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث بلغت قيمته في النصف الأول من 2024 نحو 8 مليارات دولار، بزيادة 41% عن الفترة ذاتها من 2023، وتشمل أبرز الصادرات السعودية إلى مصر المعادن واللدائن، بينما تُعد المعادن والنحاس من أهم الواردات المصرية من السعودية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السندات ولي العهد السعودي سندات مصر الدولارية المستثمرين المملكة العربية السعودية السعودية الاقتصاد المصری ملیارات دولار سندات الخزانة بین البلدین ملیار دولار ولی العهد فی مصر
إقرأ أيضاً:
زيارات أوكرانية وروسية وأمريكية مرتقبة.. السعودية تحتضن حراكاً دبلوماسياً عالمياً لترسيخ السلام
البلاد – جدة
تستعد السعودية لرعاية حراك دبلوماسي واسع ومتعدد الأطراف، تستقبل خلاله الرئيس الأوكراني، ووفوداً أوكرانية وأمريكية، فيما يزورها الرئيس ترامب خلال 6 أسابيع، باعتبارها المكان المناسب لمباحثات روسية – أمريكية، وربما روسية – أوكرانية أو ثلاثية بحضور الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الزخم الدبلوماسي التفاوضي للسعودية في إطار دورها في إنهاء النزاعات وتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وهو دور يتسق مع قيم وتاريخ البلاد، وتعاظم خلال السنوات الماضية مع مصداقية ونشاط وجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتأثيره الكبير في تشكيل السياسات الإقليمية والدولية، فضلًا عن علاقات سموه المتوازنة مع الأطراف العالمية؛ مما يجعل المملكة مكانًا مناسبًا للباحثين عن السلام.
وأعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا الذي سيعقد في جدة الأسبوع المقبل. وأكدت الوزارة استمرار السعودية في بذل جهودها لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية، حيث واصلت المملكة خلال الثلاث سنوات الماضية هذه الجهود من خلال استضافتها للعديد من الاجتماعات بهذا الخصوص.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (السبت)، إن أوكرانيا ملتزمة بالحوار البناء مع الوفد الأمريكي في الرياض، مبينًا في وقت سابق، أنه سيتوجه إلى السعودية، الاثنين، للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل محادثات في وقت لاحق من الأسبوع مع مسؤولين أمريكيين. وأضاف زيلينسكي في منشور على “تيليجرام”: “الأسبوع المقبل، يوم الاثنين، من المقرر أن أزور السعودية للقاء ولي العهد. بعد ذلك، سيبقى فريقي في المملكة للعمل مع شركائنا الأمريكيين، فأوكرانيا مهتمة أكثر بالسلام”.
بدوره، حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موعد زيارته الخارجية الأولى، إذ قال: “سأزور السعودية خلال شهر ونصف من الآن”، وتعد زيارة ترامب إلى الرياض ضمن أولى زياراته الخارجية منذ تولى رئاسة الولايات المتحدة. وأول اتصال هاتفي أجراه ترامب بقائد أجنبي، كان مع سمو ولي العهد، وهو الأمر الذي وصفته أوساط أمريكية بأنها “رسالة قوية لشريك وصديق أساسي منذ 80 عامًا”.
وكان المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، قال الخميس الماضي إنه سيجري مناقشات مع وفد أوكراني بشأن إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب (في أوكرانيا)، مضيفًا أنه من المزمع عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع الأوكرانيين في السعودية.
واحتضنت السعودية مؤخرًا لقاءًا بين وفدين أمريكي – روسي رفيعي المستوى، في سياق مباحثات لتطبيع العلاقات والتحضير لقمة بين الرئيسين ترامب – بوتين، بعد توافقهما على السعودية لاحتضان القمة المرتقبة.
وكان الرئيس ترامب قال “سنلتقي على الأرجح في السعودية لأول مرة”، مرشحا، المملكة لتكون مكانا للقاءٍ مرتقب مع نظيره الروسي بوتين، لمناقشة سبل التسوية السياسية بين روسيا وأوكرانيا. وداومت المملكة على الحياد طوال الحرب الروسية الأوكرانية، حيث امتنعت بوضوح عن الانضمام إلى الغرب في انتقاد روسيا ومعاقبتها، كما حافظت على اتصالات منتظمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بدوره أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2023 أنه يقدم الامتنان إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمساعدته في تنظيم أكبر عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.