د. محمد عبدالمالك يشيد بمؤتمر كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أكد الدكتور محمد عبدالمالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، على أن الشريعة الإسلامية وآيات القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان تدعو إلى التنمية والحث عليها جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بمحافظة الدقهلية، والذي يقام برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان: «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي».
ورحب نائب رئيس الجامعة بالحضور جميعًا مقدمًا التهنئة بانعقاد هذا المؤتمر المعاصر، الذي يناقش موضوع مهمًّا ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم.
التنمية المستدامةوأوضح أن مصطلح التنمية المستدامة يشمل جميع أوجه التنمية «الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية» وغير ذلك من مصطلحات التنمية الأخرى، لافتًا إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منذ 14 قرنًا حثت على إعمار الارض والسعي فيها والاستفادة من ثرواتها الطبيعية دونما إفراط أو تفريط.
وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي إلى أنه كانت هناك مسائل خلافية في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- تعددت فيها الآراء، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسم الخلاف بقوله: «أنتم أعلم بأمور دنياكم» لافتًا إلى أن هذه التعليمات النبوية تعكس وسطية وسماحة الشريعة الإسلامية في تناولها بعض الأمور؛ مرعاة لفقه الواقع وفقه الزمان والمكان.
وفي ختام كلمته دعا بالتوفيق والنجاح للمؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بمحافظة الدقهلية، وأن يخرج بتوصيات علمية مفيدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور محمد عبد المالك كلية الشريعة والقانون آيات القرآن الكريم أحمد الطيب شيخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح فضيلته أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.
وأشار فضيلته إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن فضيلته أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن فضيلته أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب فضيلته مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم فضيلته حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.