تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني، أن العدوان الإسرائيلي على مدينة النبطية يشجع الاحتلال على التمادي في جرائمه بحق المدنيين، وذلك في تصريحات نقلتها فضائية القاهرة الإخبارية، اليوم الأربعاء.

وأضاف نجيب ميقاتي، أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عدوانا موصوفا على الشعب اللبناني وجرائمه وصلت إلى حد استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ميقاتي الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل الاحتلال العدوان الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

غزة.. نزيف مستمر تحت وطأة العدوان الإسرائيلي

غزة- مراسل «عُمان» - بهاء طباسي:

شهد قطاع غزة خلال عام 2024 سلسلة من الأحداث الجسيمة التي تركت بصماتها العميقة على المستويات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، والعسكرية، مما جعل العام 2024 أحد أكثر الأعوام قسوة على سكان القطاع. تفاقمت الأوضاع الإنسانية نتيجة للحصار المستمر الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي، والذي زاد من صعوبة الحياة اليومية للسكان، بما في ذلك نقص المواد الأساسية مثل الغذاء، الدواء، والمستلزمات الطبية. كما أدت العمليات العسكرية المكثفة إلى زيادة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للقطاع، مما أثقل كاهل السكان وأدى إلى معاناة شديدة على مختلف الأصعدة.

تسبب التصعيد العسكري في تدمير العديد من المنشآت الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والمصانع، مما أجبر آلاف العائلات على النزوح من منازلها، بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا. ومع تزايد الأعداد النازحة، تفاقمت معاناتهم مع حلول فصل الشتاء، مما أدى إلى وفاة بعض الحالات بسبب الظروف القاسية.

من ناحية أخرى، استمر الحصار الإسرائيلي واستهداف المؤسسات الاقتصادية في التأثير على الاقتصاد الفلسطيني بشكل مباشر، حيث تسبب في تدمير المصانع والمنشآت التجارية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر.

على الصعيد السياسي، شهد عام 2024 فشل العديد من جولات المفاوضات التي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب وإيجاد حل دائم للأزمة الفلسطينية. وقد ساهمت التباينات السياسية بين الأطراف المعنية وتدخلات بعض القوى الإقليمية والدولية في تعقيد الموقف، مما أدى إلى استمرار الصراع دون آفاق واضحة للحل. هذا الفشل السياسي ساهم في زيادة حالة الإحباط بين السكان، الذين باتوا يشعرون أن الحلول السياسية قد تأخرت كثيرًا في ظل استمرار معاناتهم اليومية.

الحصار على المستشفيات وتداعياته الإنسانية

في شمال قطاع غزة، تعرضت المستشفيات لحصار خانق، مما أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل. في ديسمبر 2024، قامت القوات الإسرائيلية باقتحام مستشفى كمال عدوان في منطقة بيت لاهيا، حيث تم إخلاء 350 شخصًا، بينهم 75 مريضًا، واعتقال مدير المستشفى. أدى ذلك إلى انقطاع الخدمات الصحية في المنطقة الشمالية، مما أجبر المرضى على الانتقال إلى المستشفيات في المناطق الجنوبية، التي تعاني بدورها من نقص حاد في الموارد الطبية.

النزوح الداخلي ومعاناة النازحين في ظل قسوة الشتاء

أجبرت العمليات العسكرية المكثفة السكان في قطاع غزة على النزوح إلى مناطق زعم الاحتلال أنها أكثر أمانًا. لكن مع حلول فصل الشتاء، تفاقمت معاناة هؤلاء النازحين بسبب افتقارهم إلى المأوى المناسب وظروف العيش القاسية التي يعانون منها.

وفي تصريح لـ«عُمان»، قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في غزة: «إن الخيام التي تؤوي النازحين، وعددها يتجاوز 3,000 خيمة، أصبحت مهترئة وغير قادرة على توفير الحماية اللازمة من البرد القارس والأمطار الغزيرة».

وأضاف الثوابتة: «سجلنا وفاة خمسة أشخاص حتى الآن، بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة لموجات البرد القاسية وانعدام كفاءة الخيام». موضحًا أن هذه الأوضاع تهدد حياة آلاف النازحين، خاصة الأطفال وكبار السن، في ظل استمرار انعدام الحلول الإنسانية الجذرية لهذه الأزمة.

النازحون أنفسهم عبروا عن معاناتهم بمرارة؛ في شهادة ميدانية أدلى بها أحدهم، قال محمد خلف، وهو أب لخمسة أطفال: «الخيمة التي نعيش فيها ممزقة من جميع الجوانب، والبرد يدخل إلينا ليلًا وكأنه طعنات سكاكين».

وتابع لـ«عُمان»: «أطفالي يبكون طوال الليل، وليس لدينا ما يكفي من أغطية لتدفئتهم. لقد فقدت أحد أبنائي الأسبوع الماضي بسبب البرد الشديد».

كما أضافت أم خليل، وهي أم لأربعة أطفال تعيش في أحد مخيمات مدينة خان يونس: «حتى الأغطية التي نحصل عليها أصبحت مبللة بسبب الأمطار، والمياه تدخل إلى الخيمة، مما يجعل الأرض موحلة طوال الوقت».

وأضاف لـ«عُمان»: «نحاول التدفئة عبر إشعال الحطب، لكننا نخشى من اندلاع حريق بسبب الوضع السيئ للخيمة».

ورغم النداءات المستمرة، لم تشهد المخيمات أي تحسن يُذكر في أوضاعها. وقال أحد العاملين في الإغاثة الدولية لـ«عُمان»: «نعمل على توفير مساعدات عاجلة مثل الأغطية ومواد التدفئة، لكنها لا تكفي لكل هذا العدد الهائل من النازحين. الوضع يزداد سوءًا مع كل يوم يمر».

التدهور الاقتصادي وتدمير البنية التحتية

عانى الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة من تدهور حاد نتيجة للحرب والحصار المستمر. أفاد البنك الدولي بأن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لفلسطين انخفض بنسبة 26% خلال عام 2024، مع تأثر جميع القطاعات بشكل كبير، خاصة البناء، التصنيع، الخدمات، والتجارة. هذا الانخفاض تجاوز تأثير الأزمات الاقتصادية السابقة، مما يعكس حجم الكارثة الاقتصادية التي يواجهها القطاع.

كما تعرض القطاع لموجة تدمير غير مسبوقة للبنية التحتية بفعل العمليات العسكرية المستمرة. استُهدفت الطرق الرئيسية والفرعية، مما أدى إلى تعطيل حركة النقل داخل القطاع بشكل شبه كامل، خاصة في المناطق الشمالية. كما أصيبت شبكات الكهرباء بأضرار جسيمة، مع تدمير محطات توليد الكهرباء وخطوط التوزيع. هذه الأضرار أدت إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، حيث يعتمد السكان الآن على مولدات بدائية أو ساعات قليلة من التيار الكهربائي يوميًا، مما أثر بشكل مباشر على الحياة اليومية والنشاط الاقتصادي.

شبكات المياه والصرف الصحي لم تكن بمنأى عن هذه الهجمات، إذ تشير تقارير صادرة عن شركة بلديات قطاع غزة إلى أن أكثر من 70% من شبكة المياه تضررت بشكل كبير، مما أدى إلى نقص حاد في المياه النظيفة.

وقال المهندس محمد الكحلوت، مدير الشركة: «تدمير شبكات المياه والصرف الصحي يهدد بحدوث كارثة بيئية وصحية، خاصة في ظل تكدس النازحين في مخيمات تفتقر إلى الخدمات الأساسية».

وأضاف لـ«عُمان»: «إعادة بناء هذه الشبكات ستتطلب سنوات طويلة إذا استمر الوضع الراهن».

على الجانب الاقتصادي، تسبب استهداف المصانع والمنشآت التجارية في شلل القطاع الإنتاجي. وفقًا لتقرير صادر عن الغرفة التجارية في غزة، تعرضت أكثر من 250 منشأة صناعية وتجارية للقصف المباشر، مما أدى إلى توقفها عن العمل وفقدان نحو 15,000 عامل لوظائفهم.

وقال المهندس أسامة النجار، صاحب مصنع للأغذية دُمر بالكامل: «خسرت كل ما بنيته على مدار 20 عامًا في لحظة واحدة. إعادة بناء المصنع تحتاج إلى استثمارات ضخمة ليست في متناول اليد حاليًا، خاصة في ظل استمرار الحصار وعدم وجود أي تعويضات».

معدلات البطالة في القطاع، التي كانت مرتفعة بالفعل قبل الحرب، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال عام 2024، حيث تشير تقديرات مركز الإحصاء الفلسطيني إلى أن البطالة تجاوزت 70%. هذا الواقع أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 75%، مما دفع الآلاف من الأسر إلى الاعتماد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية التي لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.

أحد سكان القطاع، المواطن أبو إياد، وهو أب لسبعة أطفال، قال لـ«عُمان»: «قبل الحرب كنت أعمل في مصنع للأثاث وأستطيع بالكاد إعالة أسرتي. الآن، بعد أن دُمّر المصنع، لا أجد أي مصدر دخل، وأعتمد على تسول المساعدات وطبائخ التكيات الخيرية. الحياة أصبحت كابوسًا، ولا أرى أي أمل في المستقبل».

بدوره، قال الخبير الاقتصادي الفلسطيني، ناصر عبد الهادي: «إعادة بناء البنية التحتية في غزة تحتاج إلى استثمارات ضخمة تُقدّر بمليارات الدولارات».

وأردف لـ«عُمان»: «لكن المشكلة الكبرى تكمن في غياب أي أفق سياسي يضمن الاستقرار ويفتح المجال أمام تدفق الدعم الدولي. الوضع الحالي يُحكم على سكان غزة بدوامة الفقر والبطالة لعقود قادمة».

رغم هذه التحديات، تعمل السلطات المحلية بجهود محدودة على إعادة تأهيل ما يمكن إصلاحه من البنية التحتية باستخدام الموارد المتاحة.

المهندس رائد سالم، من طواقم البلدية في غزة، أشار لـ«عُمان» إلى أن «فرقنا الميدانية تعمل على مدار الساعة لإصلاح الطرق وتوفير المياه والكهرباء، لكن حجم الدمار يفوق قدراتنا بكثير. نحتاج إلى تدخل دولي عاجل لتجنب انهيار كامل للحياة في غزة».

تدمير المؤسسات التعليمية وتأثيره على المستقبل

لم تسلم المؤسسات التعليمية في قطاع غزة من القصف والتدمير خلال عام 2024، حيث تعرضت عشرات المدارس والجامعات لقصف مباشر، مما أدى إلى تدمير بعضها بالكامل وإلحاق أضرار جسيمة بالبعض الآخر. أرقام رسمية صادرة عن وزارة التربية والتعليم في غزة تشير إلى تدمير 47 مدرسة بشكل كامل، فيما تعرضت 93 مدرسة أخرى لأضرار متوسطة إلى كبيرة، إضافة إلى تدمير 4 مبانٍ جامعية رئيسية، بما فيها مكتبات ومختبرات علمية كانت تعدّ من أهم موارد التعليم العالي في القطاع.

هذا الوضع حرم أكثر من 600,000 طالب وطالبة من إمكانية العودة إلى فصولهم الدراسية، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل شبه كامل في العديد من المناطق. الأطفال، الذين يمثلون نصف سكان غزة، وجدوا أنفسهم بلا مدارس، بينما اضطر بعضهم إلى الدراسة في خيام مؤقتة أقيمت في مخيمات النزوح، حيث تنعدم أدنى مقومات التعليم.

في شهادة مؤثرة، قالت الطالبة روان الكتري، البالغة من العمر 14 عامًا: «كنت أحلم أن أصبح طبيبة في المستقبل».

واستطردت لـ«عُمان»: «لكن مدرستي دُمّرت بالكامل، والآن أدرس في خيمة لا تحمينا من البرد ولا المطر. لا أعرف كيف سأحقق حلمي في هذه الظروف».

أولياء الأمور عبروا عن قلقهم البالغ إزاء مستقبل أبنائهم. أبو أحمد، أحد أولياء الأمور من مدينة جباليا، شمال قطاع غزة قال: «أطفالي كانوا من المتفوقين في المدرسة، لكن بعد تدمير مدرستهم وتوقف التعليم، أصبحت أخشى أن يفقدوا الأمل في المستقبل».

وأكد لـ«عُمان»: «التعليم هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن ينقذهم من هذا الواقع القاسي».

في السياق نفسه، قال مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في فلسطين، محمد زقوت: «الأطفال في غزة لا يواجهون فقط الحرمان من التعليم، بل أيضاً من الحق في الأمل بمستقبل أفضل. يجب على المجتمع الدولي التحرك فورًا لتوفير بيئة تعليمية آمنة لهؤلاء الأطفال».

على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الجهات المحلية لتعويض الفاقد التعليمي، مثل تقديم دروس عبر الإنترنت أو عبر الإذاعات المحلية، فإن هذه الحلول واجهت تحديات كبيرة بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر وضعف البنية التحتية التقنية.

الدكتور سعيد الحاج، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، أشار لـ«عُمان» إلى أن: «محاولات تعويض التعليم عن بعد في غزة تصطدم بواقع مأساوي، حيث تفتقر العديد من الأسر لأجهزة الكمبيوتر أو الإنترنت. التعليم في غزة يحتاج إلى دعم دولي حقيقي لإعادة بنائه من الصفر».

من جهتها، أكدت وزارة التربية والتعليم العالم الفلسطينية أن حماية المؤسسات التعليمية يجب أن تكون أولوية في أي مفاوضات لإنهاء الصراع.

في هذا الصدد، قال وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، أمجد برهم لـ«عُمان»: «نحن نواجه كارثة تعليمية حقيقية، ولا يمكن لأي مجتمع أن يتعافى إذا فقد أطفاله حقهم في التعليم. يجب أن تكون المدارس والجامعات مناطق آمنة بعيدة عن دائرة الاستهداف».

جولات المفاوضات الفاشلة واستمرار الصراع

شهد عام 2024 انعقاد عدة جولات من المفاوضات بين الأطراف المعنية بالصراع في قطاع غزة، بهدف إنهاء الحرب ورفع الحصار عن القطاع. ومع ذلك، لم تسفر هذه الجهود عن أي نتائج ملموسة، حيث ظلت الخلافات الجوهرية بين الأطراف المتفاوضة عقبة أمام أي تقدم.

المحللون السياسيون أشاروا أيضًا إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى جميع الأطراف لإنهاء الصراع. في تصريح للدكتور أحمد الدويك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أوضح لـ«عُمان»: «ما نشهده في غزة ليس مجرد خلاف محلي، بل هو صراع على النفوذ الإقليمي والدولي. غياب الإرادة الحقيقية للسلام هو السبب الأساسي وراء فشل المفاوضات».

على المستوى الشعبي، تزايد الإحباط واليأس بين سكان غزة مع كل جولة مفاوضات فاشلة. المواطن يوسف أبو حماد، أحد سكان مدينة خان يونس، عبّر عن مشاعره قائلاً لـ«عُمان»: «كل مرة يقولون لنا إن هناك مفاوضات، لكننا نعرف أنها لن تأتي بشيء. نحن نعيش تحت الحصار والقصف، والمجتمع الدولي فقط يتحدث ولا يفعل شيئًا».

ورغم هذه الانتكاسات، استمرت بعض المحاولات الدولية لتحريك الملف. في ديسمبر، عُقد اجتماع مغلق في نيويورك بين ممثلي الأمم المتحدة وبعض الدول الأوروبية، لكن هذه الجهود لم تثمر عن أي اختراق يُذكر.

مقالات مشابهة

  • غزة.. نزيف مستمر تحت وطأة العدوان الإسرائيلي
  • 45805 حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر 2023
  • إكرام بدر الدين: الصمت الدولي ساعد الاحتلال على مواصلة جرائمه الوحشية بغزة
  • العدوان الإسرائيلي يعتقل مواطنين شرق الخليل
  • العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان ودور المقاومة في مواجهة التحديات (قراءة تحليلية)
  • حزب الله: العدوان الإسرائيلي على لبنان انتهى بالفشل الذريع
  • حصيلة 456 يوماً من العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة (إنفوجرافيك)
  • لبنان: تحليق مكثف للطيران المسير الإسرائيلي في أجواء عدة بلدات في النبطية جنوبي البلاد
  • الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45717 شهيدًا
  • العدوان الإسرائيلي على سوريا.. غارات متواصلة بوتيرة متقطعة وتوغلات في الجنوب