تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أوصى صندوق النقد الدولي بأن تقوم كازاخستان بمجموعة من الاجراءات الاصلاحية ومن بينها إنشاء مجلس مالي مستقل الى جانب إصدار توجيهات أكثر صرامة للسياسات المالية للحد من الانفاق التقديرى، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على صندوقها السيادى لمواجهة العجز فى الميزانية، مما يزيد من تعرض البلاد لمخاطر قد تتسبب فى صدمة إقتصادية.


جاءت هذه التوصيات ضمن بيان صندوق النقد الدولي النهائي لمهمة مشاورات المادة الرابعة لعام 2024، التي صدرت في أوائل أكتوبر. وعلى الرغم من أن احتياطات الصندوق الوطني كانت تستخدم دائمًا لتمويل المشاريع الحكومية، إلا أن استخدام هذه الاحتياطيات يحدث الآن على نطاق أوسع مما كان عليه في الماضي، وفقًا لما ذكره نيكولاس بلانشيت، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى كازاخستان، للصحفيين.
وأضاف بلانشيت أنه من الصعب تتبع كيفية إنفاق بعض أموال الصندوق الوطني، موضحا ان "بعض العمليات تكون غير متوقعة تمامًا، ولا يتم الكشف عن معلومات حولها."
وبحسب بيان صندوق النقد الدولي فان اعتماد الحكومة الكازاخية على الصندوق الوطني يغذي الاتجاهات التضخمية. وجاء في البيان: "التخطيط غير الكافي للميزانية وانخفاض إيرادات الضرائب عن المتوقع في السنوات الأخيرة كان لهما تأثير سلبي على التزام الحكومة بالتقشف المالي."
وخلال عام 2024 حتى الآن، سحبت الحكومة بالفعل أكثر من 4 تريليون تينغ كازاخستانى (اى ما يعادل 17ر8 مليار دولار) من الصندوق الوطني. وتخطط لاستخدام 2 تريليون أخرى ( اى حوالى 08ر4 مليار دولار ) بحلول نهاية العام.
ومن المتوقع أن تصل إجمالي السحوبات لعام 2024 إلى 6 تريليون تينغ (حوالي 13 مليار دولار بسعر الصرف السنوي المتوسط)، وهو ما يفوق بكثير الهدف المحدد في بداية العام بقيمة 6ر3 تريليون تينغ كازاخستانى (7.35 مليار دولار). وبلغ حجم السحوبات في عام 2023 حوالي 3ر5 تريليون تينغ كازاخستانى، أي حوالي 20% من الميزانية الوطنية السنوية.
في وقت ما، كانت الحكومة تهدف إلى زيادة أصول الصندوق الوطني إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030. ولكن هذا الهدف يبدو الآن غير قابل للتحقيق. ووفقًا لوكالة المراقبة الاقتصادية Ranking.kz، فإن أصول الصندوق الوطني قد انخفضت بشكل مطرد منذ أغسطس 2014، عندما بلغت قيمة الصندوق ذروتها عند 77 مليار دولار. أما في هذه الأيام، فإن الصندوق يحتوي على أقل من 63 مليار دولار من الأصول.
وأشار تقرير لمنصة "البلقان " الاخبارية الى انه كانت هناك حاجة ماسة إلى الاستجابة للكوارث الطبيعية فى كازاخستان والأحداث غير المتوقعة في السنوات الأخيرة، مثل جائحة كوفيد-19 في عام 2020 والفيضانات الهائلة في شمال كازاخستان في الربيع الماضي، مما شكل مصدرًا رئيسيًا للضغط على الخزانة. ونتيجة لذلك، تجاوزت النفقات الحكومية الإيرادات بشكل كبير. وقد سمح الاعتماد على الصندوق الوطني للسلطات بتجنب اتخاذ قرارات صعبة بشأن الميزانية.
وقد أوصى صندوق النقد الدولي بمجموعة من الإجراءات لمساعدة الحكومة الكازاخية على مواءمة الإنفاق الحكومي مع الإيرادات، بما في ذلك تحسين التنبؤات الاقتصادية الكلية، وإصلاح الضرائب، وتطوير سياسة مناخية شاملة "للمساعدة في تقليل المستوى المرتفع الحالي لانبعاثات الكربون."
وقال صندوق النقد الدولي في بيانه النهائي: "إن إدخال قانون الضرائب الجديد يفتح فرصًا واسعة لزيادة الإيرادات غير النفطية، بما في ذلك من خلال إلغاء الحوافز الضريبية المشوهة وزيادة معدل ضريبة القيمة المضافة."
ويشكك بعض المحللين الكازاخيين في الحاجة إلى تقليص نفقات الصندوق الوطني. وقال الخبير الاقتصادي دينيس كريفوشييف لموقع Eurasianet: "نحتاج إلى المال الآن - نحتاج إلى بناء الطرق، وتحديث البنية التحتية، وبشكل عام، إعادة النظام إلى البلاد. والأجيال القادمة ستعتني بأنفسها."
واتفق مراد تيميرخانوف، مستشار رئيس شركة الاستثمار Halyk Finance، بشكل عام مع تقييم صندوق النقد الدولي. وقال إن الأولوية القصوى يجب أن تكون تحسينات في التخطيط الاستراتيجي، مضيفًا أن الحكومة تتابع حاليًا مجموعة من المبادرات المكلفة دون وجود فكرة واضحة عن كيفية تحقيق العوائد منها.
وأضاف تيميرخانوف "إذا شهدنا في المستقبل انخفاضًا كبيرًا في أسعار النفط العالمية، ونتيجة لذلك، تدهورًا في الاقتصاد المحلي، ولم يكن هناك ما يكفي من المال في الصندوق الوطني، فسنواجه مشاكل كبيرة."
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي كازاخستان عجز الميزانية صندوق النقد الدولی الصندوق الوطنی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

تجاوزت 20 مليار دولار.. البنك الدولي يكشف قيمة دمار الممتلكات في الشرق الأوسط

كشف رئيس البنك الدولي أجاي بانجا قيمة دمار الممتلكات جراء الحرب في منطقة الشرق الأوسط والتي قدرها بأكثر من 20 مليار دولار.

وفي كلمة خلال قمة “رويترز نكست” اليوم الثلاثاء، حذر بانجا من أنه إذا انتشر الصراع في المنطقة الشرق الأوسط، فإن المساهمين الأكبر في الاقتصاد العالمي سيتأثرون، واعتبر أن فقدان الأرواح في غزة ولبنان أمر “لا يُطاق”.

ونقلت “رويترز” عن بانجا قوله، إن البنك الدولي الذي يواجه ضغوطاً لبذل المزيد من الجهود لمساعدة الدول النامية على التعامل مع تغير المناخ صوّت يوم الثلاثاء على تغيير إرشاداته الداخلية للإقراض لتحرير 30 مليار دولار من القدرة الإقراضية الإضافية على مدى العقد المقبل.

ولفت رئيس البنك الدولي إلى أن ذراع البنك للإنشاء والتعمير ستخفض نسبة الأسهم إلى الإقراض بنقطة مئوية واحدة إلى 18%، لتتحمل المزيد من المخاطر، بما يتماشى مع تقرير مستقل أعدته مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.

وأضاف أن هذه الخطوة، إلى جانب التغييرات في سياسات التسعير في البنك، تعني أن البنك زاد من قدرته الإقراضية بما مجموعه 150 مليار دولار من خلال تعديل الميزانية العمومية.

وتأتي هذه التغييرات في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية مثل حرب أوكرانيا، وتصاعد العنف في الشرق الأوسط ومستويات الديون الحكومية الهائلة، وقد قام البنك الدولي للإنشاء والتعمير بتغيير نسبة الأسهم إلى الإقراض آخر مرة في عام 2023، حيث خفضها إلى 19% من 20%.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قالت مديرة العمليات في البنك الدولي آنا بيردي في تصريح لـ”رويترز” إن البنك يبحث توفير تمويل طارئ للبنان، من المحتمل أن يشمل ما يصل إلى 100 مليون دولار، من طريق استخدام بنود خاصة في اتفاقيات ديون حالية.

وقدم البنك الدولي برامج قروض بقيمة 1.65 مليار دولار للبنان، منها قرض بقيمة 250 مليون دولار جرت الموافقة عليه هذا الأسبوع للمساعدة في ربط مشروعات الطاقة المتجددة المتفرقة في البلاد.

وفي ظل احتدام القتال في جنوب لبنان، يبحث البنك الدولي حالياً سبلاً يمكنه من خلالها المساعدة في دعم الاقتصاد، بما في ذلك من خلال تفعيل ما يعرف بخطط الاستجابة الطارئة.

وقالت آنا بيردي: “يمكننا استخدام محفظتنا الحالية وتوفير بعض الأموال لتلبية احتياجات السيولة قصيرة الأجل الحرجة للغاية”.

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي: تكلفة الدمار في غزة تقدر بين 14 و20 مليار دولار
  • «البنك الدولي»: تكلفة الدمار الناجم عن الحرب على غزة بين 14 و20 مليار دولار
  • صندوق النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يعزز كفاءة أسواق التداول لكنه يزيد تقلباتها أيضًا
  • رئيس البنك الدولي: تكلفة الدمار الناجم عن الحرب على غزة تتراوح بين 14 و20 مليار دولار
  • تجاوزت 20 مليار دولار.. البنك الدولي يكشف قيمة دمار الممتلكات في الشرق الأوسط
  • البنك الدولي: 20 مليار دولار قيمة دمار الممتلكات نتيجة الصراع بالشرق الأوسط
  • صندوق النقد يتوقع تجاوز الدين العالمي 100 تريليون دولار للمرة الأولى
  • صندوق النقد يتوقع تجاوز الدين العام العالمي 100 تريليون دولار
  • النقد الدولي يتوقع تجاوز الدين العام العالمي 100 تريليون دولار