هل يستفيد نتنياهو من الوقت الفاصل قبل الانتخابات الاميركية؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
يسير المسار الميداني في لبنان بين فشل اسرائيل في تحقيق انجاز بري حقيقي يمكن الاستفادة منه في المفاوضات وبين استمرار الضغط على لبنان عبر المجازر والقتل والتدمير، وهذا التوازن النسبي سيحكم المرحلة المقبلة في حال عدم حصول اي تطور دراماتيكي، ليس مستبعدا ان يجر نتنياهو المنطقة اليه لتحقيق غاياته واهدافه السياسية، والتي يتفلت عادة من اجلها من الرقابة والخطوط الحمر الاميركية.
قبل ٢٠ يوما من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، امام نتنياهو عدة احتمالات، وهو يلعب في مساحة وقت يمكنه من خلال الامساك بسلم التصعيد في المنطقة ككل في ظل انشغال الاميركيين بانتخاباتهم، ولعل المسار والاحتمال الاول هو الذهاب بإتجاه الرد على ايران بعد الضربة الايرانية الاخيرة، وهذا يعني ان التصعيد سيكون سيد الموقف في المنطقة قبل انتخاب رئيس اميركي جديد.
تسعى الادارة الحالية الى ضبط سلوك نتنياهو تجاه ايران، ولعل الاعتبارات العسكرية المرتبطة بقدرة اسرائيل الجوية وبعد ايران والتحصينات التي انشأتها حول منشآتها النووية، واسباب كثيرة اخرى، تساعد واشنطن على ضبط نتنياهو وتحذف من خياراته احتمالات قصف المفاعل النووي او حتى ابار النفط، ليكون التركيز على القواعد العسكرية وما الى ذلك.
كما ان واشنطن تحاول ضبط اسرائيل في الموضوع الانساني في غزة، وقد يكون تحذير وزير الخارجية الاميركية لاسرائيل امس من مغبة عدم الالتفات الى الوضع الانساني دليل على رغبة الادارة الحالية بأن تمنع اي انفجار قد يسعى اليه نتنياهو في فترة الانتخابات، وهكذا يصبح الضبط الاميركي للسلوك الاسرائيلي وان كان بحده الادنى يوحي بالمسارات السياسية التي ستلي الانتخابات الاميركية.
حتى في لبنان يستمر تحييد الضاحية الجنوبية، والمرافق العامة نسبيا لاسباب مرتبطة بالنفوذ الاميركي في لبنان وعدم استعدادها للتضحية فيه لاي سبب كان، لذا بات تحييد بيروت الكبرى امرا مكرّسا في هذه اللحظة من دون معرفة ما اذا كان نتنياهو سيلتزم به طوال الفترة المتبقية قبل الانتخابات، علما ان تفلته من كل الضوابط في لبنان سيجعل الحزب يتفلت ايضا ويستهدف تل ابيب وحيفا كمدينة..
يراهن المحور على وصول كاميلا هاريس الى البيت الابيض، ومن بعدها يمكن ان يتحرر من الكثير من الضوابط ولعل اهمها قواعد الاشتباك التي لا زالت حتى اليوم تحكم الحراك العسكري حتى لـ "حزب الله"، من هنا يصبح تمرير الايام المقبلة من دون خطوات جنونية افضل ما يمكن ان يحصل للمنطقة ككل، لان حصول عكس ذلك قد يوصل الى سيناريوهات لا يمكن تخيلها.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
اجتياز الجدار الفاصل.. مغامرة وعواقب وخيمة للعمال الفلسطينيين
الخليل- شباب في مقتل العمر، ضاقت بهم السبل وتراكمت عليهم الديون، خاضوا مغامرات خطيرة سعيا للحصول على عمل أو مصدر رزق يسد حاجة أسرهم، لكن الرياح جرت بما لا يشتهون؛ فعادوا إما شهداء أو مصابين بكسور في القدمين أو الحوض أو العمود الفقري وبعضهم بعاهات دائمة.
هؤلاء عمال من الضفة الغربية، كانوا يعتمدون في توفير دخلهم على العمل داخل الخطر الأخضر في قطاعات البناء والزراعة والصناعة وغيرها، لكن الاحتلال منع عودتهم إلى أعمالهم مع بدء عدوانه على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونظرا لإغلاق المعابر التي تربط الضفة بالأراضي المحتلة عام 1948، يخوض العمال مغامرة الصعود إلى الجدار الفاصل عبر سلالم، يوفرها أشخاص يتقاضون أجرا، يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار ثم النزول إلى الجانب الآخر عبر حبل مربوط بأعلى الجدار.
في مغامرة القفز عن الجدار يواجه العمال عدة تحديات منها انقطاع الحبل بهم أثناء النزول، ولا يكاد يمر يوم من دون إصابات تصل مستشفيات الضفة، إضافة إلى الملاحقة من قبل جيش الاحتلال ومن ثم الاعتداء بالضرب والاعتقال.
وكان آخر الضحايا عاملان استشهدا الثلاثاء قرب الجدار الفاصل في مدينة قلقيلية، شمالي الضفة، خلال محاولتهما اجتياز الجدار بحثا عن عمل.
إعلانالجزيرة نت التقت عددا من العمال الذين خاضوا تجربة اعتلاء الجدار والقفز بالحبل إلى الجانب الآخر، ونقلت تجاربهم.
الشاب سامر الشحاتيت أصيب بكسور في قدميه بعد سقوطه عن الجدار العازل (الجزيرة) قصة حقيقيةحتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، ظل سامر الشحاتيت (38 عاما) يعتمد في توفير دخله على عمله مع مقاول فلسطيني داخل الخط الأخضر يوفر له عائدا شهريا لا يقل عن ألفي دولار، لكن مع منع دخول العمال توقف دخله بشكل كامل.
انتظر الشحاتيت شهورا طويلة على أمل أن يسمح للعمال بالعودة إلى أعمالهم، فتراكمت عليه الديون، وبات عاجزا عن توفير أدنى احتياجات عائلته المكونة من 8 أفراد، ولم يكن أمامه سوى خوض تجربة تسلق الجدار والقفز عنه، لكنه يعاني من سمنة زائدة، وكان صعوده السلم ونزوله على الحبل مغامرة محفوفة بالمخاطر.
قرر سامر وبمساعدة والده إجراء عملية قص للمعدة لتخفيض وزنه، وبالفعل نجح في تخفيض 50 كيلوغراما خلال 4 أشهر، وشعر أنه بات قادرا على صعود السلم والنزول عبر الحبل رغم ما يحيط بالمغامرة من مخاطر: السقوط عن الجدار أو الاعتقال.
ما توقعه الشاب حصل، فقد فلت الحبل من يده على ارتفاع 3 أمتار، فسقط واقفا، وخلال دقائق بدأ يشعر بالآلام ولم يعد قادرا على الوقوف نتيجة كسرين في القدمين، فتدبر أمره وعاد أدراجه إلى أقرب مستشفى فلسطيني.
مكث الشحاتيت 8 أيام في المستشفى، ووفق توصية الأطباء لا يستطيع العودة إلى السير على قدميه قبل 3 أشهر، ما يشكل عبئا إضافيا عليه نتيجة مصاريف العلاج.
وأوضح أن أسرته وأمثالها تحتاج على الأقل 5 آلاف شيكل (نحو 1400 دولار) لتوفير احتياجاتها الأساسية، في وقت يفتقد فيه العمال لجهات تساعدهم.
تغطية صحفية | مشاهد من وداع الشــهيد ضياء سلمي الذى ارتقى عقب إطلاق الاحتلال النار عليه رفقة الشهيد محمد الأشقر قرب الجدار الفاصل بمدينة قلقيلية pic.twitter.com/p2MpfI9qTR
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 17, 2024
إعلان أول محاولةمن جهته، يقول الشاب "أحمد"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه كاملا، إنه وجد في العمل داخل إسرائيل فرصة لتوفير دخل يزيد على ضعف ما يجنيه موظف حكومي متوسط الدخل بالضفة، وسرعان ما تزوج وأسس أسرة ورزق بطفلة.
وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حاول "أحمد" البحث عن عمل في الضفة وانتظر قرابة 14 شهرا من دون جدوى، فتراكمت عليه الديون والتزامات عائلته، فقرر خوض مغامرة القفز عن الجدار للالتحاق بالعمل مع مقاول من فلسطينيي 48، لكن مشواره توقف على ارتفاع 4 أمتار، فانقطع حبل التسلق وسقط أرضا، فأصيب بكسور في العمود الفقري، وبدأ مشوار علاج طويل، من دون أي مصدر للدخل.
ويسجل هذا النوع من الإصابات تحت بنت "إصابات الاحتلال" ويعالج أصحابها مجانا في المشافي الحكومية الفلسطينية.
وفي حالة "حمزة"، وهو أب لـ4 أبناء وفي أواخر العشرينيات من العمر، ضاقت به السبل، فحاول اجتياز الجدار، لكنه سقط عن ارتفاع مماثل وأصيب إصابة بالغة في إحدى قدميه ورضوض في الأخرى، ليصبح عاجزا عن الحركة تماما.
ومما زاد مأساة "حمزة" وصول دورية لجيش الاحتلال لحظة سقوطه؛ حيث قامت باعتقاله وسحله إلى المركبة العسكرية من دون الأخذ بعين الاعتبار إصابته، ثم ألقي به قرب حاجز عسكري خارج الجدار لتنقله سيارة إسعاف فلسطينية إلى المستشفى.
يقول حمزة "لم يؤلمني السقوط بقدر ما آلمني سحلي من الجنود، شعرت كأن قدمي قطعت ولم يتبق سوى الجلد".
مئات الفلسطينيين سقطوا خلال نزولهم عن الجدار مستخدمين الحبال (الأناضول) 10 شهداءووفق تقدير الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين فإن 10 عمال على الأقل استشهدوا خلال محاولتهم الوصول إلى أماكن عملهم و7 خلال الاعتقال، وهم من بين 49 فلسطينيا قضوا في حوادث عمل خلال بحثهم عن لقمة العيش داخل الخط الأخضر وفي الضفة منذ بداية العام الجاري 2024.
إعلانوقال سعيد عمران، وهو منسق إعلامي في الاتحاد للجزيرة نت، إن مئات العمال أصيبوا بكسور ورضوض في أنحاء الضفة الغربية نتيجة السقوط عن الجدار أو إطلاق النار عليهم خلال محاولتهم اجتياز الجدار من الضفة إلى داخل الخط الأخضر، آخرهم الشهيدان ضياء شريف سلمي (32 عاما) ومحمد زكي الأشقر (31 عاما) من مدينة قلقيلية، اليوم الثلاثاء.
وأضاف أن اتصالات تجريها النقابة مع جهات حكومية لمساعدة العمال، لكن دورها كان بارزا في إيواء عمال غزة الذي تقطعت بهم السبل وأبعدوا إلى الضفة الغربية عند بدء الحرب على القطاع، وتوفير احتياجاتهم ودفعات مالية. أما عن عمال الضفة فأشار إلى توفير تأمين صحي مجاني لهم.
وتواصل الاتحاد مع سلطة النقد الفلسطينية لإعفاء العمال من رسوم إعادة الشيكات التي تتقاضاها البنوك وتقديم سلف مالية لهم بضمانات بسبب توقف عملهم ومنعهم من الوصول إلى ورشاتهم في إسرائيل، لكن البنوك لم تلتزم.
وقال إن الوضع المالي للسلطة صعب، ومع ذلك تم الإعلان عن مبادرة بتقديم قروض من دون فوائد استفاد منها نحو 6 آلاف عامل، لكن هذا العدد لا يزيد على 1% من العاطلين عن العمل.
مقاضاة إسرائيلوقال عمران إن هناك تحركا لدى منظمة العمل الدولية لمطالبة إسرائيل بتعويض نحو 205 آلاف عامل تعطّلوا عن عملهم منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكشف عن أن العمال الفلسطينيين يشكلون نحو 20% من الأيدي العاملة في إسرائيل.
ويفيد تقرير لمنظمة العمل الدولية نشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بفقدان أكثر من نصف مليون وظيفة في فلسطين بعد الحرب على غزة؛ نحو 200 ألف منها في غزة ونحو 300 ألف في الضفة الغربية، ما تسبب في خسائر يومية بلغت 21.7 مليون دولار.
في حين تشير معطيات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى خسارة شهرية تقدر بنحو مليار و250 مليون شيكل شهريا (نحو 350 مليون دولار) نتيجة عدم تمكن العمال من العودة إلى أعمالهم في إسرائيل.
إعلان