الاضطرابات الإقليمية تدفع إيران إلى تسريع برنامجها النووي
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
قال كارول إي. بي. تشوكسي وجامشيد كاي. تشوكسي، وهما محللان للاستخبارات الاستراتيجية، إن عدم الاستقرار الإقليمي الأخير في منطقة الشرق الأوسط يزيد بشكل كبير من احتمالية سعي إيران للحصول على أسلحة نووية.
المسار الحالي يشير إلى أن إيران ستصبح دولة مسلحة نووياً
وحافظت إيران على الدوام على "وضع العتبة النووية"، بمعنى أكثر تحديداً قدرتها على إنتاج الأسلحة النووية دون القيام بذلك بالفعل.
وأعطى هذا الموقف إيران نفوذاً دبلوماسياً دون إثارة ردود الفعل الدولية التي من المرجح أن يؤدي إليها التسليح الصريح.
ومع ذلك، يرى الكاتبان في مقال مشترك بموقع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن هذه الاستراتيجية تخضع لتحول الآن بسبب التهديدات المتزايدة من إسرائيل والولايات المتحدة وعدم الاستقرار المحلي المتزايد.
“Iran’s leaders are not crazy fanatics; they are calculating and focused on the long-term durability of their rule. And the mood of their own citizens is shifting rapidly when it comes to nuclear weapons.”https://t.co/bHSEuDAHCt
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) October 15, 2024ولفت الكاتبان النظر إلى الأحداث التي أدت إلى هذا التحول الحاسم، مع التركيز بشكل خاص على عواقب هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.
وأثار الهجوم سلسلة من الأحداث التي دفعت إسرائيل للانتقام من الحركة فضلاً عن وكلاء إيران الإقليميين، مثل حزب الله، مما قلل من نفوذ إيران في هذه المناطق.
بالإضافة إلى ذلك، زادت الضربات الإسرائيلية على القادة العسكريين والعلماء والبنية التحتية الاستراتيجية الإيرانية في شدتها، مما جعل الصراع أقرب إلى حدود طهران.
صدمة في إيرانوأحدث اغتيال شخصيات مثل رئيس المكتب السياسي "حماس" إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، موجة من الصدمة في المؤسسة السياسية والعسكرية الإيرانية، مما تسبب بتزايد المخاوف بشأن سلامة قيادة النظام.
ورداً على ذلك، ضاعفت إيران هجماتها الصاروخية وتهديداتها العلنية ضد إسرائيل والولايات المتحدة، مما يشير إلى موقف أكثر عدوانية.
وأوضح الكاتبان أن هذه التطورات أدت إلى مخاوف كثيرة لدى النظام الإيراني، وهو ما قد يدفعه إلى التخلي عن استراتيجية العتبة وتطوير الأسلحة النووية بشكل كامل لتأمين بقائه في الحكم.
Jamsheed Choksy and @cchoksy discuss how the calculus behind Iran’s nuclear strategy has changed since Hamas’s October 7 attack on Israel: https://t.co/bHSEuDAHCt
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) October 15, 2024وزاد الباحثان أنه من العوامل الرئيسية التي تحفز هذا التحول عدم الاستقرار الداخلي في إيران، إذ كان الاستياء الشعبي قضية مهمة بالنسبة للنظام لسنوات، وتفاقم بسبب المصاعب الاقتصادية والتضخم والفساد والاضطرابات الاجتماعية.
تحول في الرأي العام الإيرانيوأشار الكاتبان إلى أنه مع تزايد عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، تحول الرأي العام في إيران أيضاً، فبينما عارضت أغلبية الإيرانيين تاريخياً الأسلحة النووية، تظهر الاستطلاعات أن عدداً متزايداً من الإيرانيين ــ نحو 70% وفقاً لاستطلاع حديث أجرته مؤسسة "إيران بول" ــ يؤيدون حيازة الأسلحة النووية.
وهذا تغيير صارخ مدفوع جزئياً بتصور مفاده أن الترسانة النووية قد تحمي إيران من التهديدات الخارجية.
علاوة على ذلك، يضيف الكاتبان، أن القيادة الإيرانية الحالية تؤطر القضية النووية بوصفها مسألة تتعلق بالبقاء.
وهناك نقطة حاسمة أخرى أثارها الكاتبان وهي الدور المحتمل للجهات الفاعلة الخارجية مثل الصين وروسيا في هذه العملية.
وتحالفت إيران بشكل متزايد مع الدولتين، وحصلت على شراكات اقتصادية واستراتيجية من خلال مؤسسات مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس.
ويمكن لهذه التحالفات أن تحمي إيران من العقوبات الدولية أو غيرها من التدابير العقابية إذا قررت السعي للحصول على الأسلحة النووية علانية.
وهناك مخاوف من أن موسكو، في مقابل الدعم الإيراني لها في حربها في أوكرانيا، قد تزود طهران بالتكنولوجيا التي يمكن أن تسرع طموحاتها النووية.
البرنامج النووي والسيطرة الداخليةوفي هذا السياق، يقول الكاتبان إن قادة إيران لا يرون الأسلحة النووية مجرد رادع ضد العدوان الأجنبي بل كأداة حيوية للحفاظ على السيطرة الداخلية في حالة حدوث أي احتجاجات محلية أمام الانهيار الاقتصادي.
ويعقد الكاتبان مقارنة مع كوريا الشمالية، التي ساعدت تجاربها النووية في عامي 2006 و2009 في تعزيز قوة النظام وردع التدخل الأجنبي.
وشدد الكاتبان على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على جميع الخيارات للحيلولة دون عبور إيران العتبة النووية، وتم تقويض الاتفاق النووي لعام 2015، الذي سعى إلى الحد من قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات، بسبب الانسحاب الأمريكي وعدم امتثال إيران.
الاستعداد للنووي الإيرانيوأدت الاغتيالات المستهدفة وأعمال التخريب الإسرائيلية إلى إبطاء التقدم النووي الإيراني لكنها لم توقفه.
ووفقاً لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فإن الجدول الزمني لإيران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي أصبح الآن مسألة أسابيع، وليس أشهراً أو سنوات.
ووفق الكاتبَين، فإن المسار الحالي يشير إلى أن إيران ستصبح دولة مسلحة نووياً في المستقبل القريب، ويبدو أن قيادة البلاد، التي تحركها التهديدات الخارجية وعدم الاستقرار الداخلي، أكثر ميلاً من أي وقت مضى إلى اتباع هذا المسار.
وأكد الكاتبان ضرورة أن يستعد العالم، وخاصةً القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، لعواقب هذا التحول، فإيران لم تعد تكتفي بالخداع من خلال المناورة بقدراتها النووية؛ بل إنها تقترب بسرعة من نقطة اللاعودة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسلحة النووية إسرائيل هجوم حزب الله إيران وإسرائيل أسلحة نووية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
الولايات المتحدة – أكد ممثل القيادة الاستراتيجية في البنتاغون الأدميرال توماس بيوكانن إن بلاده تقر بإمكانية تبادل الضربات النووية إذا ما ظل لديها احتياطي في ترسانتها النووية يسمح لها بالهيمنة.
جاء ذلك خلال حديث بيوكانن، أحد كبار أعضاء القيادة الاستراتيجية الأمريكية، بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن CSIS، حيث تابع الأدميرال، تعليقا على احتمال استخدام الأسلحة النووية: “عندما نتحدث عن القدرات النووية وغير النووية، فمن الطبيعي أننا لا نرغب في خوض تبادل للضربات النووية، أليس كذلك؟ لكنني أعتقد أن الجميع يتفقون على أنه إذا اضطررنا لذلك، نريد أن يحدث وفقا لشروط تضمن مصلحة الولايات المتحدة”.
وأشار بيوكانن إلى أن الولايات المتحدة تفضل تجنب التبعات التي ستنجم عن تبادل الضربات النووية، وقال إن الظروف المثلى من وجهة النظر الأمريكية هي تلك التي تضمن “استمرار قيادة الولايات المتحدة للعالم”، ما يتطلب الحفاظ على احتياطي استراتيجي من الأسلحة.
وشدد بيوكانن على ضرورة أن تجري الولايات المتحدة حوارا مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، حيث أنه “لا أحد يرغب في اندلاع حرب نووية”.
وتابع: “يجب أن نكون دائما مستعدين لإجراء محادثات، لأن المحادثات، في أغلب الأحيان، تجلب الأطراف إلى طاولة الحوار لمناقشة القيم المشتركة. ولا أحد يريد حربا نووية، أليس كذلك؟”، مضيفا أن وزارة الخارجية الأمريكية وعدد من الوكالات الحكومية الأخرى “يجب أن تستمر في حوار حقيقي وجوهري مع منافسينا”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر، الثلاثاء الماضي، مرسوما بالمصادقة على العقيدة النووية الروسية المحدثة، والتي تؤكد على احتفاظ روسيا بحق استخدام الأسلحة النووية ردا على أي استخدام لأسلحة دمار شمال ضدها أو ضد حلفائها. كما تنص الوثيقة كذلك على أن أي عدوان على روسيا أو حلفائها من قبل دولة غير نووية، بدعم من دولة نووية، سيعد هجوما مشتركا.
وكان الرئيس بوتين قد صرح في وقت سابق بأن دول “الناتو”، بمناقشتها السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى، تناقش مشاركتها الفعلية بشكل مباشر في الصراع بأوكرانيا.
وأضاف الرئيس أن النظام الأوكراني يشن بالفعل هجمات على الأراضي الروسية باستخدام المسيرات وغيرها من الأسلحة، أما في حالة استخدام أسلحة غربية دقيقة وبعيدة المدى، فيجب إدراك أن تنفيذ مثل هذه العمليات يتم بمشاركة مباشرة من خبراء عسكريين غربيين، لأنهم الوحيدون القادرون على برمجة هذه الأنظمة.
واختتم بوتين حديثه بالإشارة إلى أن المشاركة المباشرة للغرب في الصراع الأوكراني تغير من جوهره بالكامل، وتعني أن دول “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة تشارك في حرب مباشرة ضد روسيا، مؤكدا أن موسكو ستتخذ قراراتها بناء على التهديدات التي تواجهها.
المصدر: نوفوستي