الحُرّيّة لأحمد حسن الزُعبي
دوسلدورف/ #أحمد_سليمان_العمري
بدأت اليوم في العاصمة الأردنية عمّان حملة التضامن الرقمية مع مُعتقلي الرأي الموسومة بـ «العاصفة الإلكترونية» « #الأردن_حريةسقفها_السجون » للإفراج ورفع الأحكام الصادرة بحقّ الصحافي والكاتب الساخر #أحمد_حسن_الزعبي، هبة أبو طه والدكتور إبراهيم المنسي.
لمشاركة بكُلّ السُبل؛ الكترونيا وورقيا أو وعبر وقفات سلمية للمطالبة برفع الحُكم عن الزعبي وزملائه هو مطلب أردني قبل أن يكون مطلب لرفع #الظلم عن كاتب، ناشط أو صاحب موقع إخباري فحسب، لأنّ الزعبي تحديدا وبكُلّ بساطة يُمثّل #شرفاء_الأردن؛ بين صامتين خوفا وآخرين عجزا، ويُشارك في ذات الآن أحرار هذا الوطن الكريم نشر الوعي للنهوض به.
مقالات ذات صلة استحداث مديرية للإعلام الرقمي في هيئة الإعلام 2023/08/13جُرأة الزُعبي
عندما كانت الصُحف الأردنية تضيق أمام مقالتي، وهي التي تتحدّث عن الأزمات التي تُعانيها الأردن، بين قيادية واعتراك السريرية والحرامية تنافسا على مُقدّرات الوطن، وأخرى سياسية وإقتصادية وإدارية، بينما تُنشر بأمهات الصحف العربية، كان موقع الناشر الزعبي للأمانة تجاه الوطن ينشُرها بكُلّ ثقة؛ إيمانا منه الجُرأة بالحق لإحقاقه، ورفع الظلم ودُعاته.
لذلك المطالبة برفع الحُكم عن الزعبي هو مطلب أردني قبل أن يكون مطلب لرفع الظلم عن كاتب، ناشط أو صاحب موقع إخباري فحسب، لانّه وبكُلّ بساطة يُمثّل شرفاء الأردن بين صامتين خوفا وآخرين ضعفا، ويُشارك في ذات الآن أحرار هذا الوطن الكريم نشر الوعي للنهوض به.
لقد أتى حكم #السجن عاما بحقّ الزعبي تزامنا مع سعي الحكومة تطبيق نهج خطير؛ مُتمثّلا بتقييد المُسلّمات من حُرّيّة التعبير، إذ اختزلتها بقانون #الجرائم_الإلكترونية بأضيق حدودها وأفقدتها كُلّ معانيها الهادفة إلى رفعة الوطن والمواطن، من خلال سوابق قضائية خرجت عن النزاهة لتهدر الحقوق والحُرّيّات، وانتهكت ما يقوم عليه الدستور من مبادئ وكرّست عوضا عن ذلك القمع بشتى أشكاله، بما في ذلك من وأد الفضاء العام، الذي يُشكّل جُلّه المواقع الرقمية؛ آخرها الحكم على ظاهرة الأردن بالجُرأة على قول الحقّ أحمد حسن الزعبي، الذي يحتضن كُلّ من يتبنّى رفع الظلم من خلال موقعه الإخباري، لطالما حفزّ أيضا كُلّ من يتردّد لإحقاقه.
إن الآليات التي تتبعها الحكومة في تقييم ما يُكتب تهدف بالمُطلق وبشكل واضح وصريح لمنع نقد الأداء الحكومي والمؤسّسي المُترهّل للدولة، فضلا عن حماية مُمارسات الفساد، التي يقودها عُرّاب النهب بتقديس رسمي إلى أن أصبحت مهمة القضاء جرّاء هذل القانون المُجحف النظر إلى مضمون المنشور، بدلا من الأصل بتوافر أركان المُخالفات القانونية.
أول الغيث السجن
الحديث عن أحمدحسن الزعبي ليس حديثا عن كاتب حُرّ فحسب، إنّما عن ظاهرة سخّرت كُلّ ما تملك من قدرات وإمكانيات لنصرة قضايا الوطن، فضلا عن موقعه الذي يحتضن كُلّ الكُتّاب الأحرار الذين يُدافعون عن القضايا المصيرية في الأردن، فيما تأبى الصُحف الأخرى نشرها، ليس تواطؤا، إنّما خشية قمع نظام الدولة، حتى أن جُلّهم تبنّى موروث إرهاب الحكومة «امشي الحيط الحيط وقول يا الله الستيرة»، الأمر الذي رفضه الزعبي بكُلّ إقدام وجسارة، ووقف بشجاعة وشدّ من أزر أولائك الخائفين، فكتبوا وندّدوا وانتقدوا، لذلك سجن هذا الكاتب المُخلص بمثابة سجن الأردنيين كُلّهم.
لذلك ومن هنا أطالب برفع حُكم السجن عن الكاتب أحمد حسن الزعبي لما فيه من ظلم على الأردني، فالزعبي هو كبش الفداء الذي تُقدّمه الحكومة بإسم قانون وُظِّف لها لكبح جماح الجموع الأردنية الداعية للإصلاح، ومُحاسبة ثُلّة صغيرة تتحكّم بمصير الأردن، الذي آل إلى ضحية التنفّذ واستغلال موارده.
ولهذا أتضامن مع الزعبي بكُلّ ما أملك من حُرّيّة، ومن الحُرّيّة أملك عدد كلماتي وأنفاسي؛ لا تنتهي إلّا بأقدار بحجم رفع الظلم ترنو لها أُمنياتي، كما وأرجو من الأردنيين وأنا بعضهم إجلاس «نوائبهم» الذين أقرّوا قانون الجرائم الإلكترونية جلسة حقّ وعزلهم عشائريا ومناطقيا وأخلاقيا لخيانة الأمانة، لأنّهم بهذا ظلموا الأردني شرقا وغربا وطولا ولم يبقوا لهم عرضا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الظلم السجن الجرائم الإلكترونية حسن الزعبی أحمد حسن الح ر ی
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. مطالبي جدّاً صغيرة
مطالبي جدّاً صغيرة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ … 18 / 8 / 2018
لماذا لا تنقسم الكائنات مثلنا بين معارضة وموالاة؟.. لماذا لا تلبس العصافير الريش العسكري المموّج مدعية الوطنية؟.. لماذا لا تضع الأرانب صورة الزعيم في غرف نومها؟.. وكيف تتجرّأ الخراف أن تطأ الصفحة الأولى من جريدة يومية قذفتها الريح إلى السهول القاحلة؟.. باختصار لأنها لا تؤمن بدساتير التأليه كلها، ولا تصنع من “تجشؤ” الزعيم حكمة وحكاية وبعد نظر، وبالتالي هي لا ترتجي أن يوضع “الدولار” في قائمة طعامها اليومي، ولا تخاف أن يوضع “إصبع ديناميت” تحت مقعدها في طريق العودة.. لذا هي لا تؤمن بكلام الثرثرات وضجيج العبيد في قباء القصور، هي تنصت لشفتي الأرض والسماء كيف تنطقان التاريخ بشكل صحيح.
مقالات ذات صلة وفاة ثمانينية في البشير إثر حريق دار المسنين 2024/12/14أنظر أحياناً إلى نفسي الجوانية فأكتشف كم أنا مبتلى بإنسانيتي، ترى لم عليّ أن أحتمل كل هذا الوجع والاحتفاظ بألواح الأحلام المكسورة لأصنع منها طوّافة حياة، لم عليّ أن أعيد رفو مفهومي للوطن كالقميص الممزّق.. وأنا الحالم بأقل الممكن كأي كائن حي كُتب له أن يولد أو يفقس من بيض القهر على هذه الأرض.
أريد أن أرى وطني رقماً صعباً في طاولات الأمم، كرسيه محط أنظار، ورايته رسالة رعب، فقد مللنا العتبات ودور “بائع العلكة”.. أريد لوطني أن يمزّق كل الرسائل المشبوهة ويعيد كل المغلفات المذلّة والزكوات الدولية
بالمناسبة أنا مطالبي جدّاً صغيرة، أمنيتي أن أصبح كأي عصفور بلا ملفّ أمني، لا أحد يطلبني، ولا أحد يتبعني، ولا أحد يرصد كلامي أو توقيت منامي، الشمس وحدها من يحق لها أن ترشّ على وجهي رذاذ الضوء لتوقظني، فأزقزق ملء رئتي للحرية، الزقزقة هي نشيدي الوطني وهي تسابيحي الطوعية لسيد الكون.. أطلقها لا تملقاً ولا خوفاً ولا التزاماً في طابور العبودية الصباحي.. أزقزق لأني هبة الله للمكان وأمارس “عصفوريتي”!.
مطالبي جدّاً صغيرة.. أريد لهذا الوطن أن يصبح وطناً لا فندقاً للأغنياء، من يملك يعيش، ومن لا يملك عليه الإخلاء قبل الساعة الثانية عشرة، لا أريد فكرة “القرصان والسيد” في وطني.. لا أريد أن يبقى الطاهي المنسي في الطابق السفلي يحضّر طوال النهار وردة من شوكولاتة ليأكلها السيد في الطابق العلوي بدقيقة واحدة، أريده أن يتذوقها هو قبل غيره، أريده وطناً كبيراً ككل شيء.. لا أريد أن أرى الرصيف مزدحم بالجالسين، أريده أن يمتلأ بالمارين إلى أعمالهم أو إلى بيوتهم، أريد الأيادي تمتد لتعطي، لا تمتدّ لتتسوّل، أريد الشاحنات البطيئة تحمل بضائع المصانع في الصباح الباكر وتئن من ثقل الإنتاج، أريد الحقول أن تدخّن نتاجها من مداخن الجرّارات.
أريد وطناً يشبه تلك الأوطان التي أراها في “ناشيونال” جيوغرافيك، أوطان كبيرة وممتلئة وقوية، تغرق الأسواق إن هي صدّرت، وتربك الأسواق إن هي توقّفت.. أريد أن أرى المهندسين في وطني يشرحون لمذيع الناشيونال جيوغرافيك كيف استطاعوا بناء ناطحة سحاب في أسبوع وكيف تحمل الرافعات العملاقة جسوراً حديدة ثقيلة تكسر عين الشمس عندما تدور شمالاً وجنوباً.. أريد أن أرى وطني رقماً صعباً في طاولات الأمم، كرسيه محط أنظار، ورايته رسالة رعب، فقد مللنا العتبات ودور “بائع العلكة”.. أريد لوطني أن يمزّق كل الرسائل المشبوهة ويعيد كل المغلفات المذلّة والزكوات الدولية.. ويحمل فأسه إلى أرضه ويبدأ رحلة البحث عن الكرامة والحفر على الحياة.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#166يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي