خبراء يؤكدون أهمية الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالرعاية الصحية وتجارب العملاء
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
قال البراء الخاني نائب أول للرئيس للعمليات في مجموعة M42، إن المجموعة تقدم تقنيات وخدمات الرعاية الصحية في 26 دولة حول العالم، بجودة عالية بالاعتماد على أحدث التقنيات والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أن المجموعة تعمل في أبوظبي، وتقدم خدمات لجميع مزودي الرعاية الصحية، وتتولى مهمة إدارة برامج رائدة مثل برنامج الجينوم الإماراتي.
وأكد أهمية مواصلة التحسين والتطوير بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول الطب الشخصي، للحد من أعباء الأمراض، وتعزيز صحة البشر، وزيادة القدرة على التنبؤ بالأمراض والوقاية منها.
وأضاف الخاني، على هامش مشاركته في فعاليات معرض جيتكس 2024 المقام حاليا في مركز دبي التجاري العالمي، أنه من بين حلول الذكاء الاصطناعي التي يتم تطبيقها في M42، يبرز “ميد42″، النموذج اللغوي التوليدي الضخم، الذي يتيح الدمج بين قواعد البيانات واستخلاص المعلومات، وتسخير البيانات المتاحة عبر M42، لتيسير تجارب المرضى وإضفاء طابع شخصي عليها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي عمليا لدعم الأطباء، ما يتيح لهم اتخاذ قرارات أسرع وأكثر أمانا، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من الذكاء الاصطناعي، هو معرفة ما هو غير عملي ولا يمكن تطبيقه على البشر، بما يساعد في تبسيط العمليات وتعزيز القدرة على استخلاص الأفكار الفعالة بشكل استباقي.
من جهته أكد معاذ شيخ نائب الرئيس لإدارة المنتجات في مجموعة M42″ أن الذكاء الاصطناعي، أداة فعالة تدعم تشخيص الأمراض، وتحسن من طريقة تقييم المتخصصين في الرعاية السريرية للحالات الطبية، من خلال تحليل كميات كبيرة من بيانات المرضى، بما في ذلك التاريخ الطبي ونتائج المختبرات ودراسات التصوير.
وأضاف أنه يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأنماط التي قد تكون غير واضحة، في الدراسات السريرية التقليدية، ما يساعد على تقديم تشخيص دقيق ومبكر، وهو أمر حيوي للتعامل مع حالات مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الوراثية النادرة.
وأشار إلى وجود حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل نظام AIRIS-TB لفحوصات الأشعة السينية، لتشخيص السل، كما يعزز الذكاء الاصطناعي كفاءة عمل الكوادر الصحية دون استبدالها، ما يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة مما يحسن من نتائج المرضى.
من جهة أخرى قال عمر شلبي المدير الإقليمي لشركة Liferay، إن الشركة تعمل في المنطقة منذ حوالي 8 سنوات، وتمتلك مكتبا إقليميا في دبي، وفي إطار إستراتيجية التوسع تم افتتاح مكتب جديد في السعودية، ما يعكس التزامها بتعزيز خدماتها في الشرق الأوسط.
وأفاد بأن الشركة تعتبر المزود الرائد لحلول منصة التجربة الرقمية المدعومة بالسحابة والمفتوحة المصدر، وتعرض قدراتها الرقمية المتقدمة في معرض جيتكس 2024، التي تتماشى حلولها مع رؤية الإمارات لتعزيز الابتكار المدفوع بالتكنولوجيا، ما يساهم في تمكين المؤسسات من تقديم تجارب مخصصة للعملاء، وتحسين كفاءة العمليات وتسريع التحول الرقمي باستخدام قدرات منخفضة التعليمات البرمجية وتكامل ميسر.
ولفت إلى أن الشركة تدمج الرؤى المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز تجارب العملاء وكفاءة العمليات، ما يساعد الشركات على البقاء تنافسية في سوق يتغير بسرعة .وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ما یساعد
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة
في خضم التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الابتكارات العلمية التي تمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية. فقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه تقنية جديدة إلى كونه مجالًا فلسفيًا وعلميًا يسعى إلى فك ألغاز العقل البشري ومحاكاته بأسلوب يثير إعجاب العلماء والمفكرين على حد سواء. ومع تعاظم تطبيقاته في مختلف الميادين، يغدو الذكاء الاصطناعي قاطرة تقود العالم نحو أفق جديد من الفرص غير المسبوقة، وكذلك التحديات التي تلامس جوهر وجود الإنسان.
تعريف الذكاء الاصطناعي وأبعاده المتعددة
الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحوسبة يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر، مثل التفكير المنطقي، التعلم من التجارب، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. لكن ما يميز الذكاء الاصطناعي ليس فقط قدرته على تنفيذ المهام، بل أيضًا قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه، وإن لم يكن يطابق، عمليات التفكير البشري.
هذا التعريف العلمي يغفل البعد الفلسفي العميق الذي يحمله الذكاء الاصطناعي، فهو يمثل محاولة لتفسير الذكاء البشري بآليات رياضية وبرمجية، ما يثير تساؤلات عميقة حول ماهية العقل ذاته. هل يمكن ترجمة المشاعر، الإبداع، والتفكير الأخلاقي إلى رموز خوارزمية؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيظل في جوهره تقنيًا لا روح فيه؟
الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لا يُعدّ فقط ثورة في مجال التكنولوجيا، بل إنه إعادة تعريف لمفهوم الاقتصاد والإنتاجية. فقد أصبح أداة مركزية في تحقيق الكفاءة الاقتصادية من خلال تسريع العمليات، تقليل الأخطاء البشرية، وتقديم حلول مبتكرة. في القطاعات الصناعية، على سبيل المثال، تساهم الروبوتات الذكية في تحسين الإنتاج وخفض التكاليف. كما أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات، مثل الطب والرعاية الصحية، إمكانيات هائلة في التشخيص المبكر للأمراض، وتخصيص خطط علاجية موجهة تعتمد على البيانات.
علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا أساسيًا للاقتصاد الرقمي. فالشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تشهد نموًا كبيرًا في الإيرادات، لا سيما مع تطور مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، تقنيات التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية. وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية تتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل .
الأثر الاجتماعي والثقافي
على المستوى الاجتماعي، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العلاقات بين الأفراد والمؤسسات. فقد ظهرت أنماط جديدة من التفاعل الإنساني بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، حيث أصبحت منصات التعلم الإلكتروني تعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتوفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب. كما يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا لدمج الفئات المهمشة في المجتمع من خلال توفير أدوات تعزز من قدرتهم على التواصل والإنتاج.
لكن في الوقت ذاته، يثير الذكاء الاصطناعي قلقًا عميقًا حول تأثيره على القيم الإنسانية. إذ إن الأتمتة الواسعة قد تؤدي إلى تقليل فرص العمل التقليدية، ما يفاقم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات البشرية التقليدية، ويثير تساؤلات حول فقدان الإنسان لسيطرته على قرارات حيوية.
التحديات الأخلاقية والقانونية
لا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي دون التطرق إلى التحديات الأخلاقية التي يطرحها. فالقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بأسلوب يفوق القدرات البشرية يثير مخاوف حول الخصوصية وسوء الاستخدام. على سبيل المثال، تعتمد الشركات الكبرى على خوارزميات ذكاء اصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، ما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات ومدى احترامها لحقوق الأفراد.
من ناحية أخرى، يواجه المشرعون صعوبة في تطوير أطر قانونية قادرة على مواكبة التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي. كيف يمكن تحديد المسؤولية القانونية إذا اتخذ نظام ذكاء اصطناعي قرارًا تسبب في ضرر؟ وهل يمكن محاسبة الشركات أو الأفراد الذين صمموا هذه الأنظمة؟ هذه الأسئلة تعكس حاجة ملحة إلى وضع أطر تشريعية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق.
الإبداع والذكاء الاصطناعي
من بين أكثر الجوانب إثارة للجدل هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع. هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يكون مبدعًا؟ الإجابة ليست بسيطة. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولّد أعمالًا فنية، يؤلف الموسيقى، ويكتب النصوص، فإنه يفتقر إلى الحس الإنساني الذي يمنح الإبداع معناه العميق. فالذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط والبيانات السابقة، مما يجعله “مقلدًا ذكيًا” أكثر من كونه مبدعًا حقيقيًا.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشرية. لكن السؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف يمكن للبشرية أن تضمن استخدام هذه التقنية بطريقة تخدم مصالحها وتُعزز من قيمها الأخلاقية؟ الإجابة تكمن في بناء شراكة بين الإنسان والآلة، شراكة تستند إلى التفاهم العميق للحدود والقدرات، وإلى رؤية واضحة لمستقبل يشكل فيه الذكاء الاصطناعي وسيلة للارتقاء، وليس أداة للهيمنة.
الذكاء في خدمة الإنسانية
في نهاية المطاف، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإعادة تعريف معاني التقدم والإبداع. لكنه يحمل في طياته مسؤولية كبيرة تتطلب من البشرية تبني نهج شامل ومتزن، يوازن بين الطموح التكنولوجي واحترام القيم الإنسانية. ولعل أعظم درس يمكن أن نتعلمه من هذه الثورة التقنية هو أن الذكاء، سواء كان طبيعيًا أو اصطناعيًا، لا يكتمل إلا إذا اقترن بالحكمة.