الجزيرة:
2024-10-16@10:37:31 GMT

كامالا هاريس وترامب.. من يُنهي الحرب في لبنان؟

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

كامالا هاريس وترامب.. من يُنهي الحرب في لبنان؟

من جديد يتحول لبنان إلى ساحة تدافع أميركي – إيراني، وتتوسطهما إسرائيل، فيما هذه الجولة تأتي على وقع حرب مدمرة أهدافها تغيير صورة الشرق الأوسط واليد العليا فيها، وعلى الرغم من كل الحديث المستمر عن تفاهمات سرية بين واشنطن وطهران، فإن الواقع يثبت وقائع مختلفة في الميدان.

وقبيل الحرب بأسابيع كان الرهان الداخلي في لبنان على حصول تفاهم ينتج تسوية سياسية الملف الرئاسي، لكن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أعاد تغيير كل القواعد والمنطلقات، حيث أطاح بنيامين نتنياهو بكل التوازنات الحاصلة، لذا فإن طهران اليوم والتي ترى أمام عينها توجيه ضربات قاصمة لحزب الله، تسعى اليوم لإعادة بث الحياة فيه لتثبيت حضورها الإقليمي واللبناني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استطلاع لرويترز: هاريس تتقدّم على ترامبlist 2 of 2تايم: هذا ما كشفه سجل هاريس الصحي فماذا عن ترامب؟end of list

بالتوازي تسعى واشنطن من خلال قرارها بإرسال منظومة الدفاع الجوي الأكثر تطورًا في العالم إلى إسرائيل للتأكيد أن إدارة بايدن تفاهمت مع نتنياهو حول الضربة المنتظرة على إيران، وأن هذه الضربة لن تكون شكلية أو محدودة، بل مباشرة ومؤلمة، ما يدفع إلى الخشية من استتباع ردّ إيراني كبير.

من هذا المنطلق قد يكون فريق بايدن قد نجح في انتزاع وعد من بنيامين نتنياهو بعدم الاقتراب من أهداف تعتبرها إيران حيوية ولا مجال للتسامح معها، كالمنشآت النووية والنفطية، وفق ما توحي به المؤشرات الصادرة عن مستشارية الأمن القومي الأميركي، بالمقابل فإن الهامش الزمني بالنسبة للديمقراطيين أصبح حاسمًا وحساسًا، فيما نتنياهو يدعم دونالد ترامب، ما يعني أن الاتفاق حول الضربة المفترضة على إيران ورسم خطوطها الحمر إنما يحصلان بين خصمين انتخابيين.

كذلك فإن الخبراء الأميركيين ومستشاري المرشحة كامالا هاريس أوضحوا لها خطورة توجيه ضربة إسرائيلية إلى منشآت نفطية للبترول الإيراني، ما قد يؤدي إلى اختلال كبير في أسواق النفط، وارتفاع جنوني في أسعاره، وهو ما سيدفع بالناخب الأميركي إلى تحميل الديمقراطيين المسؤولية المباشرة، ما سيكون له تداعيات مباشرة على النتائج.

والأكيد أن التحذيرات الإيرانية الصادرة عن المرشد أو الحرس الثوري، أو حتى وزارة الخارجية، من أي خطأ قد ترتكبه إسرائيل في ردها الانتقامي هي تحذيرات أبلغت لدول متعددة في المنطقة، لذا فإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي زار الخليج بعد لبنان وسوريا، لوّح بعواقب كبيرة في حال استخدام إسرائيل المجال الجوي الخليجي.

بالمقابل تستمر الحرب الإسرائيلية على لبنان وفق الوتيرة القائمة منذ أسبوعين. من خلال استمرار الضربات الجوية العنيفة على طول المساحة اللبنانية والمترافقة مع مواجهات برية في الجنوب تحت سقف لا يتقدم، في انتظار ما ستؤول إليه التطورات بين إيران وإسرائيل. لذلك عمدت فرنسا ودول أخرى إلى تكثيف ضغوطها بغية تحقيق تسوية في الداخل اللبناني تخوفًا من تدهور التطورات الميدانية.

وهذا التخوف الفرنسي عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر مجموعة من الأحداث المتتالية:

أولًا: عبر استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي للعاصمة بيروت، بقصف منطقة البسطة في بيروت الإدارية، وهو ما يخرق التفاهم الذي قام على أساس ضرب الأهداف العسكرية للحزب فقط، وتحييد الأماكن المدنية.

لكن إسرائيل بررت ضربتها عبر إعلانها استهداف رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، كرأس الهرم في الجهاز الأمني للحزب، وليس لاستهداف مناطق مدنية في بيروت. ولاحقًا أبلغت الإدارة الأميركية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومسؤولين أمنيين لبنانيين أنها ضغطت على إسرائيل لمنع حصول مثل هكذا ضربات في الأماكن السكنية في بيروت.

ثانيًا: الاستهداف المتكرر الإسرائيلي لقوات الطوارئ الدولية، والطلب منها الانسحاب بعمق 5 كيلومترات. وهو ما يعني أن الجيش الإسرائيلي بات يخطط للدخول إلى هذا العمق والبقاء فيه، وأن يصبح الخط الفاصل على بعد 5 كيلومترات من الحدود. وبالتالي إسقاط القرار 1701 وفرض أمر واقع جديد.

وعلى الرغم من أن الجهات الدولية الأميركية منها والأوروبية شددت على رفض مثل هذه الخطوات، لأنها ستكون بمثابة الخطأ الكارثي على إسرائيل نفسها. فعودة فكرة الاحتلال ستعيد منح حزب الله شرعية المقاومة وسط تأييد شعبي لبناني عارم من أطراف متعددة، وهو ما يعني نسف كل الأهداف المطلوبة الآن.

ثالثًا وعقب اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، حضرت إيران إلى بيروت بكل أطيافها السياسية والدبلوماسية، من زيارة مسؤول العلاقات الدولية في مكتب المرشد، الشيخ محسن قمي، إلى زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي في بيروت، وبعدها جاءت زيارة الممثل الخاص لوزير خارجيتها لشؤون غرب آسيا محمد رضا رؤوف شيباني، والذي تم تعيينه كقائم بأعمال السفارة الإيرانية، والذي شغل لفترة منصب السفير في بيروت، وأخيرًا جاءت زيارة رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، الذي نقل للأطراف الداخلية رسالة من المرشد خامنئي.

رابعًا: بات واقعًا أن هناك توافقًا بين واشنطن ودول أوروبية مع نتنياهو على إنهاء البنية العسكرية لحزب الله. وأن هذا الأمر سيُقابل بخطوات مماثلة في سوريا واليمن، ما سيؤدي إلى تقليص النفوذ الإيراني عند الساحل الشرقي للبحر المتوسط وصولًا للبحر الأحمر، ولو لحدود متفاوتة، ويهدف لإضعاف هذا التأثير الميداني.

خامسًا: تنقل أوساط دبلوماسية متعددة أنه يجري التفاهم مع طهران على الشكل الجديد لطبيعة دورها الإقليمي، وبدأ بعضها بالتمظهر في العراق وبعضها الآخر ينتظر تفاهمات إضافية على حدود دول الخليج ودول آسيوية، بالتوازي مع عملية رفع العقوبات الأميركية على طهران، لكن كل هذه التطورات بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية، وهذا حدا بالفرنسيين بدفع الأطراف اللبنانية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني، استباقًا لنتائج قد تأتي بترامب للبيت الأبيض.

وعليه ظهر واضحًا أنّ الحديث عن اليوم التالي للحرب بات أبعد مما يتصوره أحد، وإن تم ربط مصيره بما يمكن أن يقود إليه الرد الإسرائيلي على إيران والرد على الرد والذي قد لا يكون حاسمًا. وإن ربطت مواعيد الحل بالانتخابات الأميركية قد لا يكون ذلك كافيًا، إن كانت الحاجة ماسّة إلى أن تمسك الإدارة الأميركية الجديدة بزمام الأمور مطلع السنة المقبلة. ولذلك فقد طُوي البحث عن اليوم التالي على قاعدة ما يمكن أن يأتي به العام التالي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی بیروت وهو ما

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو يعلق على "تسريبات" رد إسرائيل المتوقع على إيران

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الثلاثاء إن إسرائيل ستستمع إلى الولايات المتحدة لكنها ستتخذ قراراتها بنفسها بناء على مصلحتها الوطنية.

وكان البيان مرفقا بمقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" جاء فيه أن نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن إسرائيل ستضرب أهدافا عسكرية إيرانية، وليس أهدافا نووية أو نفطية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن الهجوم الإسرائيلي على إيران "سيتم تنفيذه قبل الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر".

وأفادت شبكة "إن بي سي"، يوم الأحد، نقلا عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تعتقد أن إسرائيل قلصت نطاق أهداف ردها المحتمل على هجوم إيران هذا الشهر ليقتصر على أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة.

ولا يزال الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسبا لمزيد من التصعيد في الحرب المستمرة بالمنطقة منذ عام، إذ تقاتل إسرائيل جماعة حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة.

ودأبت إسرائيل على التوعد بالانتقام بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر ردا على عمليات إسرائيل العسكرية في غزة ولبنان، وكذلك مقتل عدد من زعماء حماس وحزب الله.

وذكر التقرير نقلا عن مسؤولين أميركيين لم يسمهم أنه لا توجد إشارة إلى أن إسرائيل ستستهدف منشآت نووية أو تنفذ عمليات اغتيال.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوم الأحد، إن هناك اعتبارات عملياتية قد تتسبب في تأخير الرد على الهجوم الإيراني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الخلفية يبدو أن هناك عدة اعتبارات قد تتسبب في تأخير الهجوم، وتشمل اعتبارات عملياتية، واعتبارات جاهزية موضوعية، فضلا عن الرغبة في التنسيق مع الأميركيين، حيث تريد إسرائيل التوصل إلى أقصى قدر من التنسيق معهم بغرض التخطيط للدفاع عن إسرائيل في اليوم التالي، بناءً على الافتراض شبه المؤكد بأن إيران سترد بالهجوم، ومن ثم ستكون هناك حاجة إلى تحالف لمساعدة إسرائيل بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقصف بيروت بعد رفض نتنياهو وقف إطلاق النار
  • عمرو خليل: تقارير إعلامية كشفت اتفاقا بين نتنياهو وترامب لمواصلة الحرب
  • الخارجية الأميركية: الولايات المتحدة أثارت قضية حملة القصف في بيروت مع إسرائيل
  • الرد على إيران.. نتنياهو يحدد "طبيعة" قرار إسرائيل
  • مكتب نتنياهو يعلق على "تسريبات" رد إسرائيل المتوقع على إيران
  • «القاهرة الإخبارية»: نتنياهو يتوعد بقصف بيروت ردًا على عمليات حزب الله الأخيرة
  • نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله في بيروت وجميع أنحاء لبنان
  • نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله في كل لبنان بما فيه بيروت
  • نتنياهو: سنضرب حزب الله في بيروت وجميع أنحاء لبنان