سودانايل:
2025-01-19@12:39:21 GMT

محاور التدمير

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل

إن أسوأ ما تمضي إليه هذه الحرب هو الاتجاه المتسارع الذي يمارسه طرفي النزاع لتحويلها إلى حرب إقليمية تكون أرضنا (الهاملة) مسرحها ودماء الشعب السوداني الذي لا حول ولا قوة له وقودها، بصناعة محاور مساندة لكل طرف، لتحقيق انتصارات على الطرف الآخر وحتى ولو كان الثمن المزيد من تدمير البنى التحتية التي تكاد تكون قد انتهت تماماً وتنفيذ سياسة (الأرض المحروقة) حتى لو احترق معها نصف الشعب الذي لا وجيع له بالضرب العشوائي (أرضاً وجواً) الذي يمارسه المساهمون في تلك المحاور على اعتبار إن إعادة إعمار تلك الأرض لا يقع على عاتقهم مستقبلاً، وهذه الدماء ليس دماء أهلهم أو شعوبهم، بل دماء هذا الشعب المستباح من قادتة، والإعمار سيقع على عاتق هذا الشعب الطيب مستقبلاً.


وفي ظل التقدم التكنلوجي والعالم الذي صار ك(قرية) صغيرة أصبح النفي والإثبات لا قيمة له، فالحقيقة أصبحت متاحة وإن حاول البعض إخفاء عين الشمس بالغربال، ومشاركة الطيران المصري والسلاح الإيراني في الحرب السودانية الدائرة لم يكن يحتاج لإثبات من (حميدتي) أو غيره، ولا يمكن لمصر أن تدفن رأسها في الرمال وجسدها كله بالخارج كالنعامة، والمجتمع الدولي يعلم وحتى القوى المدنية (تقدم) التي تحاول أن تحتفظ بشعرة معاوية مع القيادة المصرية تعلم، وفي ذات الوقت لا يمكن إنكار دعم دولة الإمارات للدعم السريع رغم أن هناك فرق بين المشاركة (الفعلية) المباشرة بالطائرات وقيادتها في العمليات القتالية، وبين الدعم اللوجستي والإمداد بالسلاح والمعدات وإن كان كلاهما مرفوض ويساهم في عملية إستمرار الحرب، وبالتالي معاناة هذا الشعب المسكين.
وفي ذات الوقت يحاول كل طرف من طرفي الحرب الإيحاء للبسطاء والمغيبين عن الحقيقية (المستقبلية) المرة بأن انتصاره في هذه الحرب العبثية والتي تزداد اتساعاً كل يوم، هو نهاية هذا الكابوس المريع الذي يعيشه وعودة الديمقراطية والرفاهية والأمان للوطن تحت راية شعاراته الجميلة التي يرفعها متجاهلاً تماماً إن إعادة إعمار ما تسبب فيه من موت ودمار من أجل أطماعه بالجلوس على قمة السلطة سيدفع البسطاء ثمنه غالياً (مستقبلاً) والبناء أصعب ألف مرة من التدمير.
هذه الحرب ستنتهي يوماً حتماً، فلا توجد حرب إستمرت إلى ما لا نهاية، والتاريخ وحده والمواقف الشجاعة والوطنية الحقيقية، هي وحدها التي تبقى وسيعود هذا الشعب الصابر إلى صحوته ويخرج من خلف الركام ويرتقي ويعيد بناء الوطن على راية الحرية والسلام والعدالة، التي لن تسقط أبدا، ولكنه أبداً لن يغفر لكل من أشعل هذه الحرب أو ساهم في تدمير أرضه..
وسيدفع كلا الطرفين ثمن هذا الدمار غالياً باذن الله.
تحية من العصب
التحية والتقدير لأبطال صقور الجديان (منتخب الصمود) الذين يزرعون الفرحة في قلوبنا وسط هذه المعاناة التي نعيشها ونلفت نظر (الكوز) والمدرب الفاشل هيثم مصطفى بعدم إقحام السياسة في الرياضة حتى لا يقتل فرح الناس بالانتصارات بتعليقاته السخيفة.
وراية الثورة ما زالت خفاقة..
والمحاسبة والقصاص قادم..
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب هذا الشعب

إقرأ أيضاً:

أمريكا وأوزار حرب غزة

 

مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المقرر صباح اليوم الأحد، يأمل الشعب الفلسطيني في أن يحيا بأمان وسلام، وأن تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن تنفيذ حرب الإبادة الجماعية التي مارستها طيلة ما يزيد عن 470 يومًا، وأن تضع الحرب أوزارها، وأن تنسحب قوات الاحتلال من كافة الأراضي التي احتلتها بالقوة العسكرية المميتة، بدعم واضح وصريح من الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم أنَّ كيان الاحتلال لا عهد له في هكذا اتفاقيات أو تفاهمات أو هُدن، إلّا أن الراعي الأمريكي للكيان، والذي هو نفسه أحد الوسطاء في "صفقة غزة"، يتعين عليه أن يضمن عدم عودة الاحتلال الإسرائيلي لشن أي هجوم أو عدوان على القطاع، وتفادي اندلاع الحرب مُجددًا، التي حرقت الأخضر واليابس في غزة، وهددت منطقتنا بحرب كبرى منذ اليوم الأول.

على الولايات المتحدة أن تكبح جماح اليمين المتطرف الذي يتولى الحكم في دولة الاحتلال، وأن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، على إلزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع مراحله دون أية ألاعيب، كي يتمكن الشعب الفلسطيني بعد كل هذه الفترة من أن يعود إلى أرضه ويبدأ رحلة إعادة الإعمار التي ستستغرق سنوات طويلة، لا يعلم عددها إلا الله.

إنَّ ما شهده قطاع غزة من دمار وإبادة وجرائم حرب، يفرض على الجميع العمل من أجل أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، ويتمكن من بناء دولته المستقلة وفق مُقررات الشرعية الدولية والمواثيق الأممية.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • أمريكا وأوزار حرب غزة
  • مجلس الصحوة الثوري – قيادة موسى هلال: الاحتفالات التي عمت أرجاء البلاد استفتاء حقيقي لدعم الشعب للقوات المسلحة
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • حماس تؤكد أنه تم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام العدو في بنود الاتفاق
  • حماس: تم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام العدو في بنود الاتفاق
  • حماس: تم تجاوز العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال في بنود الاتفاق
  • صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟
  • درس غزة القاسي.. لماذا انهزمت إسرائيل إستراتيجيا رغم فداحة التدمير؟