سودانايل:
2025-03-25@05:25:15 GMT

السودان..الحاجة لنهج جديد للتنشئة

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

يجب علينا اعادة النظر في السياسات و النظم المعنية بشؤون الطفولة عن طريق معالجة جذورالمشكلات الاجتماعية و الثقافية، و تبني أساليب تنشئة قدرات الطفل و ثقافته، و تتيح له الفرصة للمشاركة و الابداع .
هذا القول لصاحب الأقوال التي تتبعها أفعال و أعمال عظيمة لأطفالنا، هو خالد الذكر صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز صاحب مبادرات و انشاء المجلس العربي للطفولة والتنمية و أكاديمية طفولة العربية والشبكة العربية للمنظمات الأهلية والجامعة العربية المفتوحة وو برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) ومؤسسة الأمير طلال الخيرية وغير ذلك من الأعمال الخيرية التي لا تحصى و لا تعد للأطفال في الدول العربية
قدم المجلس العربي للطفولة و التنمية منذ تأسيسه دعم كبير متواصل مالي و فني لترقية حقوق و حماية الطفل في السودان وبناء قدرات العاملين معهم و مؤسساتهم في مختلف المجالات و المشاريع .


ها هو يعمل على تطبيق و نشر نموذج المجلس الجديد للتنشئة ( تربية الأمل) في السودان وهو مشروع استراتيجي للمجلس في كل الدول العربية ، تبلورت الخبرة المتراكمة للمجلس في تقديم هذا النموذج الجديد لتنشة الأطفال . الجدير بالذكر، أن ربان سفينة هذا المجلس و أمينه هو المفكر العربي البروفسير حسن البيلاوي ، عالم الاجتماع المعروف و الخبير الدولي و صاحب العديد من البحوث و المؤلفات منها على سبيل المثال و ليس الحصر : اصلاح التعليم في العالم الثالث، علم اجتماع التر بية المعاصر ، الجودة الشاملة في التعليم، التنمية الثقافية و التنوير ، سوسيولوجيا التربية و التنمية ، الاثنوجرافيا النقدية في علم الاجتماع و المدرسة ، و صدر له مؤخرا كتاب نقد الأيدولوجيا في التعليم و المجتمع .
يهدف نموذج المجلس الى تنمية وعي الطفل و تنمية عقله و ايقاظ ذاته المبدعة و اطلاق طاقاته الانسانية الخلاقة و بناء قدراته لمساعدته على العيش بكرامة بما يحقق المواطنة الايجابية حتى تنمو مع الطفل ثقافة راسخة من القيم و السلوكيات التي تعزز بناء مجتمع يقوم على الحرية و المواطنة و المشاركة و قبول الاخر و تقبل الاختلاف و ممارسة الحوار و ادارة الاختلاف و خلق حالة من التوافق الاجتماعي .
الحرب الدائرة في بلادنا ،يجب أن تكون أكبر دافع لنا لتطبيق و نشر هذا النهج الجديد للتنشئة، نحن في أمس الحاجة لعقل و نهج جديد من أجل انسان جديد ومجتمع جديد . نحن في السودان ،في أشد الحاجة الى تطبيق هذا النموذج الذي يرتكز على مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، بما يحقق المواطنة الإيجابية، وأظهرت الحرب الكارثية الحالية ،غيابه الواضح و افتقارنا له ، فهو نموذج شامل للتنشئة ، يهدف الى تنمية وعي الطفل و تنمية عقله و ايقاظ ذاته المبدعة و اطلاق طاقاته الانسانية الخلاقة و بناء قدراته لمساعدته على العيش الكريم وتحقيق المواطنة الايجابية حتى تنمو مع الطفل ثقافة راسخة من القيم و السلوكيات التي تعزز بناء مجتمع يقوم على الحرية و المواطنة و المشاركة و قبول الاخر و تقبل الاختلاف و القدرة على التعبير و ممارسة الحوار و ادارة الاختلاف و خلق حالة من التوافق الاجتماعي مما يتواءم مع الثورة الصناعية و المرحلة المستقبلية المقبلة.
يهدف النموذج الجديد للمجلس الى تطوير أساليب التنشئة الراهنة ليشارك الطفل و يسهم بفعالية في بناء وطنه و تنميته،تحقيق الاتساق بين مؤسسات التنمية، و كما يهدف الى احداث تغييرفي تنشئة الطفل لانتاج شخصيات اجتماعية تعتمد في علاقاتها مع الاخرين على التعاون و المساواة و العدل و الحرية وليس على السيطرة و الخضوع ، و من هنا يبدأ مجتمع حر مستقل تسوده العدالة و الحرية و العمل على دعوة الرأي العام لدعم المفاهيم و المبادئ التي يقوم عليها النموذج. يتعلق النموذج من مبادئ متكاملة قوامها توجه حضاري و انساني،ينطلق من نهج حقوقي و من اتفاقية حقوق الطفل و المشاركة و تربية الأمل و المواطنة و التمكين ومواكبة الثورة الصناعية القيم المستقبلية الايجابية. تعتبر المواطنة من أهم المبادئ و لها أربعة أبعاد المساواة الكاملة ، الحقوق و الواجبات ، التعايش المشترك ، و المشاركة في شؤون الوطن
يتطلب تطبيق هذه المبادي اتباع استرتيجيات و اليات و سياسات تربوية و مجتمعية جديدة تتفق مع حقوق الأطفال و اصدار التشريعات اللازمة و اعداد المؤسسات و تهيئة الأطفال و تنسيق حركة التطبيق و المناصرة من مختلف الجهات ذات الصلة .
معا ، مجتمع مدني و مؤسسات تعليمية و اعلام و أسر و كافة القوى المجتمعية والجهات التي تعمل في التنشئة، لتطبيق و نشر و مناصرة هذا النموذج الجديد لاحداث نقلة نوعية في تنشئة الأطفال و لتجاوز التحديات الحالية و تحقيق النهضة و من أجل سودان جديد و عقل جديد..لانسان جديد..لمجتمع جديد

والله المستعان
ياسر سليم شلبي
ناشط في حقوق الطفل

 

yas_shalabi@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: النبي عاش بين غير المسلمين وعاملهم بالعدل والإحسان

أكد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الإسلام في نصوصه ومقاصده يقدم نموذجًا متقدمًا للتعامل بين البشر، يقوم على أسس العدل والتكامل والمواطنة والتعايش السلمي، محذرًا من خطورة الدعاوى المتطرفة التي تروِّج للعزلة والانغلاق وتصوِّر الإسلام كدين يرفض التعايش مع غير المسلمين.

مفتي الجمهورية: نعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات المجتمعمفتي الجمهورية: اليأس ليس من صفات المؤمن.. والتشاؤم لا أصل له في الإسلام

وتناول مفتي الجمهورية، خلال حديثه الرمضاني، قضية العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، مؤكدًا أنها من القضايا التي يكثر فيها الجدل وسوء الفهم، لا سيما مع تصاعد خطابات الكراهية التي يروج لها بعض المتشددين بدعاوى باطلة، على رأسها "الولاء والبراء"، التي يُساء فهمها واستخدامها خارج سياقاتها الشرعية.

وشدَّد مفتي الجمهورية، على أن التنوع والتعددية سُنَّة إلهية أكَّد عليها القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]، وأن الإسلام لم يفرض دينًا واحدًا على الناس بالقوة، بل دعا إلى التعارف والتعاون، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13].

وأوضح أنَّ سيرة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تؤكد هذه المبادئ، حيث لم يدعُ إلى مقاطعة غير المسلمين، بل عاش بينهم وتعامل معهم بعدلٍ وإحسان، فعقد عند قدومه إلى المدينة "وثيقة المدينة" التي رسخت لمبدأ المواطنة، وبيَّنت شكل العلاقة المدنية بين المسلمين وغيرهم، مؤكدًا أن التعامل مع غير المسلمين في الإسلام يقوم على قواعد العدل والإنصاف لا الخصومة والعداء.

وفي تحذير واضح من الخطاب المتطرف، نبَّه مفتي الجمهورية إلى خطورة استخدام بعض الجماعات والجهات المتشددة لمفاهيم مغلوطة مثل "الولاء والبراء"، لتبرير القطيعة والكراهية، مستشهدين بآيات قرآنية خارج سياقاتها، مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ...} [المائدة: 51]، مؤكدًا أن هذه الآية نزلت في سياق سياسي متعلق بالحروب والمعاهدات، وليس لها علاقة بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية.

كما أشار إلى أن الإسلام يحترم حرية الاعتقاد، وهذا ما تؤكده نصوص واضحة مثل: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، و{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6]، مشددًا على أن الإسلام لا يُجبر أحدًا على الدخول فيه، بل يدعو إلى الحوار بالتي هي أحسن، كما في قوله تعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

وأكد أن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين ليست علاقة صراع دائم كما يروِّج بعض المتشددين، بل علاقة قائمة على البر والإحسان، مستشهدًا بقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].

وتوقف عند مفهوم المواطنة في الإسلام، مؤكدًا أنه مفهوم أصيل، فالدولة الإسلامية منذ نشأتها قامت على احترام التعددية الدينية، حيث عاش المسلم والمسيحي واليهودي وغيرهم في كنف الدولة الإسلامية بحقوق كاملة وواجبات متبادلة، وكان لهم دور فاعل في بناء المجتمع، دون تمييز أو تفرقة دينية.

وأشار إلى أمثلة تاريخية بارزة على التعايش، منها التجربة الأندلسية التي عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنبًا إلى جنب في ظل حضارة منفتحة. وفي مصر، ظلت الكنيسة القبطية -ولا تزال- شريكًا وطنيًّا أصيلًا في بناء المجتمع، على مدى قرون طويلة.

وختم مفتي الجمهورية اللقاء بالتأكيد على أن الدولة الوطنية الحديثة هي امتداد شرعي لمفهوم المواطنة الإسلامية، وأن الإسلام يدعم كل نظام يقوم على العدل والمساواة والكرامة الإنسانية، مشددًا على أن لا تعارض بين الإسلام ومبادئ المواطنة الحديثة، بل إن الإسلام يحث على احترام القانون، ويعزز من قيمة الإنسان أيًّا كان دينه أو عِرقه.

مقالات مشابهة

  • فضلاً عن كونها حرباً بين الحقّ والباطل
  • مفتي الجمهورية: النبي عاش بين غير المسلمين وعاملهم بالعدل والإحسان
  • الإصلاح والنهضة: التهجير الطوعي امتداد لنهج الاحتلال في التلاعب بالمصطلحات
  • مصر: السُلطوية ونفي المواطنة عن الجسد السياسي (2)
  • حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي: ملحمة القصر الجمهوري هي بداية نهاية المليشيا
  • مسؤولة أممية: السودان من الدول الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والملايين يواجهون الجوع
  • المجلس الوطني للأقليات في اليمن يحتفل بالذكرى الثالثة لتأسيسه ويدعو لضمان المواطنة المتساوية
  • وزير الخارجية: يجب التركيز على الحلول التي تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا
  • «نحو أمومة سعيدة وآمنة».. ندوة في معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
  • حوارات ثقافية| أحمد فضل شبلول لـ «البوابة نيوز»: «أدب الأطفال في الوطن العربي قضايا وآراء».. وقفة حول الشكل الجديد والمؤثر فى عالم الطفل تابعت جهود 22 شاعرا عـربيا قدموا 525 نصًّا شعريَّا للصغار