بعد مئات السنين على إغلاقها وفي حفل مهيب حضره عدد من الرؤساء والزعماء والقادة حول العالم، على رأسهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، والملكة صوفيا ملكة إسبانيا، افتتح الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مكتبة الإسكندرية العريقة في السادس عشر من أكتوبر عام 2002، في احتفالية كبيرة نقلتها كبرى وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

مكتبة الإسكندرية، هي مكتبة فريدة ضخمة ورمز ثقافي لمدينة الإسكندرية الساحلية على البحر المتوسط التي أسسها الإسكندر الأكبر منذ نحو 2300 عام.

وكان الافتتاح التاريخي في 16 أكتوبر 2002، حدثًا جلل غير من مجرى الثقافة في مصر والشرق الأوسط، حيث أعيد إنشاء المكتبة كمشروع ثقافي متكامل ينبض بالحياة على مياه البحر المتوسط.

محافظ الإسكندرية يوجه بتكثيف أعمال الصيانة الدورية لمرفق الإنارة

ويمتزج المبنى بين أحدث التطبيقات العلمية في مجال البناء والعمارة وتكنولوجيا العصر وبين جذور الماضي البعيد حيث كانت مكتبة الإسكندرية القديمة أول جامعة متكاملة على وجه الأرض لنحو ألف عام منذ انشأها بطليموس الأول حاكم مصر عام 288 قبل الميلاد.

المكتبة الملكية

أطلق على مكتبة الإسكندرية في الماضي العديد من الأسماء بسبب عظمتها وعدد الكتب المتنوعة التي تحتوي عليها، حيث سميت بالمكتبة الملكية للإسكندرية أو المكتبة الكبرى أو المكتبة العظيمة بالإسكندرية، كما عملت المكتبة كمركز رئيسي للعلوم والثقافة لعدة قرون.

عهد جديد لمكتبة الإسكندرية العريقة 

وتسعى مكتبة الإسكندرية الجديدة إلى استعادة روح الانفتاح والبحث التي ميزت المكتبة القديمة؛ فهي ليست مجرد مكتبة وإنما هي مجمع ثقافي متكامل، وتتلخص رسالة مكتبة الإسكندرية الجديدة في أن تكون مركزًا للتميز في إنتاج ونشر المعرفة، ومكانًا للتفاعل بين الشعوب والحضارات.

وتهدف إلى أن تكون نافذة العالم على مصر، ونافذة مصر على العالم، فضلاً عن كونها مؤسسة رائدة في العصر الرقمي، وفوق كل ذلك، مركزًا للتعلم والتسامح والحوار والتفاهم.

وينص قانون مكتبة الإسكندرية على أنها شخص اعتباري عام، مقرُّه مدينة الإسكندرية يتبع رئيس الجمهورية، وهي مركز إشعاع حضاري مصري، ومنارة للفكر والثقافة والعلوم، وتضم ما أنتجه العقل البشري في الحضارات القديمة والحديثة بجميع اللغات.

تصميم المكتبة ومحتوياتها

وتتميز المكتبة بتصميم خارجي على هيئة قرص شمس يخرج من البحر و11 مستوى داخليًا، وكلها تحت سقف واحد لامع مائل.

وتتكون مكتبة الإسكندرية من المكتبة والقبة السماوية، ومركز المؤتمرات، وبها عدد من المراكز الثقافية والعلمية، أبرزها معهد دولي للدراسات المعلوماتية، ومركز للتوثيق والبحوث، ومتحف العلوم، ومعهد الخطوط، ومتحف المخطوطات، ومركز الحفاظ على الكتب والوثائق النادرة.

وتتميز الساحة الخارجية الواسعة للمكتبة بوجود مجسم يشبه الكرة، نصفه ظاهر للزوار، وتقع تحته القبة السماوية الخاصة بالمكتبة ومتحف تاريخ العلوم، وتتسع مكتبة الإسكندرية لأكثر من 3000 زائر في نفس الوقت.

وتباشر المكتبة جميع الأعمال والتصرفات التي تحقق رسالتها، ومنها الحصول على الدراسات والكتب والدوريات والمخطوطات والبرديات وغيرها، مما له صلة بالحضارة المصرية في مختلف عصورها، وبالتراث العلمي والفكري والثقافي لدول العالم، فضلاً عن جمع أصول أو صور المخطوطات المعبِّرة عن الإنجازات الفكرية للعالم العربي والإسلامي باللغات القديمة والحديثة، وإجراء الدراسات المتصلة بالأصول التاريخية والجغرافية والثقافية والدينية لمنطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط ولمصر ولمدينة الإسكندرية بصفة خاصة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاسكندرية مكتبة الاسكندرية افتتاح حسني مبارك الملك صوفيا مکتبة الإسکندریة

إقرأ أيضاً:

مكتبة مصر العامة تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا

نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، ضمن مباردة "محفوظ في القلب"، ندوة لمناقشة كتاب "نجيب محفوظ شرقًا وغربًا"، للكاتب مصطفى عبدالله، والدكتور شريف مليكة.

وذلك  بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، من بينهم الدكتور حسين حمودة، والدكتور محمود الشنواني، والروائي ناصر عراق، والناقد مصطفى عبد الله، كما حضر اللقاء السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، ورنيا شرعان مديرة المكتبة، وعدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والمبدعين والمفكرين.

وقال السفير رضا الطايفي، إن هذه الندوة تأتي في إطار مبادرة وزارة الثقافة، بتكريم رموز الإبداع المصري، واليوم يتم الإحتفاء المبدع الكبير نجيب محفوظ، ضمن احتفالات وزارة الثقافة التي تقام تحت عنوان "محفوظ في القلب"، ويتم منافشة كتاب "نجيب محفوظ شرقا وغربا"، مؤكدا أن نجيب محفوظ نقل الأدب العربي من المحلية إلى العالمية.

وأعرب الطايفي عن سعادته بمشاركة مكتبات مصر العامة في مثل هذه الفعاليات لتكريم رموز الإبداع في مصر، متقدما بالشكر لوزارة الثقافة على هذه المبادرة الطيبة.

وذكر الدكتور حسين حمودة، أن كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا، يُعد رحلة فكرية وجمالية في عوالم محفوظ المتعددة، فهو لا يكتفي بقراءة أعماله من منظور أدبي صرف، بل يسعى لفهم السياقات الثقافية والفكرية التي شكّلت هذا المشروع العظيم، رابطًا بين الشرق بروحه وميراثه، والغرب بأدواته وأسئلته، ليكشف لنا عن عبقرية نجيب محفوظ في تجاوز الحدود والانتماءات الضيقة.

وقال الكاتب مصطفى عبدالله، إن الكتاب يعد مرجعًا شاملًا في إبداع سيد الرواية العربية من خلال شهادات ودراسات ومقالات وحوارات عدد ممن عرفوا نجيب محفوظ عن قرب، أو توفروا على دراسة مؤلفاته من عرب وأجانب، وذلك من منطلق مهم وهو أن عميد الرواية العربية نجيب محفوظ لم يكن كاتبًا عاديًّا، بل كان كاتبًا فذًّا، وكان إخلاصه لمحليته ولقضايا وطنه سبيلًا لانطلاقه عالميًّا، فأصبح أدبه عاكسًا للأدب العربي كافة، وليس الأدب المصري فحسب، وكان ولا يزال أول كاتب عربي يُتوَّج بجائرة نوبل للآداب عام 1988، وهي الجائزة الأكبر والأرقى في العالم.

وتابع: "الكتاب تناول مقالات لشخصيات من مختلف دول العالم عن أديب نوبل نجيب محفوظ، وذكر أنه حرص على اختيار الأسماء التي كتبت عن نجيب محفوظ في هذا الكتاب"، وتحدث عن كواليس تواصل مع من كتب عن أديب نوبل في هذا الكتاب المهم.

وتناول المشاركون في الندوة الحديث عما يتضمنه من الدراسات والمقالات الهامة ومنها "نوبل محفوظ وترجمة الأدب العربي" لصبري حافظ و"العتبة في روايات نجيب محفوظ" لحسين حموده، و"اعترافات فيلسوف الرواية العربية" لمصطفى عبد الله و"الحس الصوفي عند نجيب محفوظ" لماجد موريس و"الشخصيات النسائية في أدب محفوظ" لفوزية عشماوي، و"العائش في محراب السينما المصرية" لناصر عراق، وأسرار التركيبة المحفوظية لمحمود الشنواني، وغير ذلك .

الكتاب يضُم مجموعة من الدراسات والشهادات المهمة التي تدور حول نجيب محفوظ الكاتب والإنسان؛ فيُقدِّم الدكتور صبري حافظ دراسة بانورامية عن حركة ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم، وكيف تغير إيقاعها بفضل تتويج "محفوظ" بجائزة نوبل، ويكتب روجر ألن عن أهمية إبداع محفوظ على المستوى العالمي، بينما يتناول ريموند ستوك تجربته مع ترجمة قصص "محفوظ" القصيرة إلى الإنجليزية، وقد حرصنا على أن ننشـر المقالين في لغتهما الأصلية الإنجليزية، أما الدكتور حسين حمودة فيتوقف أمام فكرة "العتبة" على المستويين الحرفي والمجازي في روايات نجيب محفوظ.

ويكتب الدكتور عبدالقادر فيدوح عن "الملامح الفكرية في روايات نجيب محفوظ"، بينما يطرح الروائي أبوبكر العيادي رؤية خاصة لـ "محفوظ" وأدبه، ويختار الدكتور عبدالبديع عبدالله أن يكتب عن نجيب محفوظ وطفراته الثلاث في الفن، في حين تحلل الدكتورة فوزية العشماوي شخصيات "محفوظ" النسائية التي تعكس تطور المرأة المصرية واندماجها في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • لهذا السبب.. ملكات جمال السياحة والبيئة يزرن مكتبة الإسكندرية
  • من 45 دولة.. .مكتبة الإسكندرية تستقبل ملكات جمال السياحة والبيئة ضمن جولاتهم في محافظات الجمهورية
  • على هامش افتتاح سفارة المعرفة.. محافظ الأقصر يستقبل وفد مكتبة الإسكندرية
  • محافظ الأقصر يستقبل وفد مكتبة الإسكندرية
  • مكتبة مصر العامة تناقش كتاب نجيب محفوظ شرقًا وغربًا
  • اعتراف بالدولة الفلسطينية ورفض التهجير.. سلوفينيا تدعم الموقف المصري لتحقيق السلام بالشرق الأوسط
  • تتويج طلبة جامعة السلطان قابوس بالمركز الأول في "مسابقة البرميل الملكي" بالشرق الأوسط
  • الاحد المقبل.. مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للأرض
  • مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للأرض
  • الصحة : إنشاء أول مركز أبحاث في علم الأورام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا