الهبوط إلى رتبة مكروه أول
حصل خالد سلك على لقب أكثر شخصية مكروهة في السودان في الاستطلاع المحدود الذي أجريته على صفحتي هذه وهي صفحة محدودة العدد من حيث المتابعة، لكنها متابعة الأقلية الساحقة حيث يتميز أصدقائي بمزايا نوعية، إضافة إلى أنني كثير التدقيق في المتابعين والأصدقاء.

حين انتقل خالد سلك لأول مرة من هرجلة مواقف البصات وعاد إلى السودان من بريطانيا بعد اكتمال سقوط البشير كتبت ناصحاً له بإن اختياره لهذا الطريق غير صحيح وعليه تصويب مساره.

بحكم أنه قادم بلا تجربة مهنية ولا فكرية جيدة وبحكم أنه من الساسة الجدد الذين افرزهم الهرج في مقاهي الجامعات فقد ظن أن قيادة الجماهير مثل قيادة المراهقين الصغار في تلك الردهات، وقد خاب تقديره كما نرى.

صحيح أن بعض الدول الأجنبية التي تعادي السودان قد استثمرت فيه بعض المال والجهد، لكن هذه الدول لا تخسر فقد ساهم بخدمتها في توفير عينة لإحصائياتها ودراستها للمناخ السياسي الانتقالي الموبوء، والذي جاء والبلاد تعيش فراغاً مذهلاً في الطبقة المنوط بها شئون الحكم والإدارة.

ليست ثمة حاجة الآن للكتابة عن فقدان سلك للأهلية في العمل العام تأسيساً على مفاهيم أساسية في علم الإجتماع وقد تتيسر الفرصة لاحقاً حين نكتب عن جماعته كلها.
دراسة خالد سلك ومساره السياسي مهمة ليس كفرد منفصل، وإنما كمواطن متعلم وإبن لأسرة متعلمة، وكمهندس، وكمتحدر من أصول عربية، وكأحد أبناء ولاية الجزيرة، وكمواطن من قرية فداسي، وكعضو وقيادي في حزب المؤتمر السوداني وغير ذلك.

حين أقول عينة فإنني لا أقصد أنه حالة يمكن تعميمها للحكم على تلك الشرائح التي ينتسب إليها، لكنها حالة تصلح للمقارنة مع الأشباه والنظائر لنصل إلى خلاصات تمكننا من التنبؤ بالسلوك السياسي للشخص الذي يشاركه في الانتماءات إلى تلك الشرائح.

في هذا المناسبة نود أن نبلغ المعني بالأمر بأن الوقت للتصحيح قد فات وعليه الانسحاب إلى فضاء آخر حتى لا يزيد فاتورة الأخطاء التي ارتكبها في حق وطنه وحزبه وولايته وقريته ونفسه.
ونسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل .


محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: خالد سلک

إقرأ أيضاً:

3 عقبات تعرقل عودة سعد الحريري إلى المشهد السياسي في لبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد سنوات من الغياب السياسي، عاد إسم سعد الحريري ليُناقش كواحد من الشخصيات المحتملة للعودة إلى الساحة السياسية في لبنان. 

كانت الزيارة الأخيرة لسعد إلى بيروت في فبراير 2024، بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده رفيق الحريري، أعادت إشعال التكهنات حول مستقبله السياسي ومع اقتراب الذكرى العشرين لهذه الحادثة، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه اللحظة هي المناسبة لعودته.

وبحسب شبكة “إل بي سي” اللبنانية، فإن  سعد الحريري، الذي شغل منصب رئيس وزراء لبنان عدة مرات، أعلن انسحابه من الحياة السياسية في يناير 2022. 

وفي خطاب دراماتيكي، عبّر عن إحباطه إزاء الوضع السياسي في لبنان مشيرًا إلى تأثير إيران كعائق رئيسي أمام التغيير الإيجابي. نتيجة لذلك، لم تُشارك حركته "المستقبل" في الانتخابات النيابية لعام 2022 مما غيّر المشهد السياسي اللبناني.

تواجه لبنان حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والسياسية في تاريخه فقد انهار سعر الليرة اللبنانية وتراجعت إمدادات السلع الأساسية بشكل كبير، فيما لا يزال الحكومة تعاني من حالة الشلل. ومع غياب القيادة الواضحة، يعتقد مؤيدو الحريري أن عودته قد توفر الاستقرار والإرشاد اللازمين.

علاوة على ذلك، فإن تراجع نفوذ حزب الله في السياسة اللبنانية مع التحولات الإقليمية المحتملة المتمثلة بوجود إيران والسعودية وسوريا قد يخلق فرصة أمام الحريري لإعادة دخول الساحة السياسية بدعم متجدد من الدول الخليجية.

إذا قرر الحريري العودة إلى السياسة، فسيواجه تحديات كبيرة، أولها التعامل مع حزب الله، المجموعة المدعومة من إيران والتي كانت أكبر عقبات أمامه.

ثاني العقبات هي إعادة بناء القيادة السنية، إذ ترك رحيله فراغًا قياديًا بين المجتمع السني اللبناني الذي انقسم منذ ذلك الحين.

أما العقبة الثالثة فتكمن في إمكانيته في استعادة الثقة الدولية، إذ سيتعين عليه تقديم خطة قابلة للتصديق للنهوض بالاقتصاد واستعادة الدعم الدولي.

وبينت الشبكة اللبنانية أنه حتى الآن لم يُعلن سعد الحريري رسميًا عن نيته العودة إلى السياسة ومع ذلك، فإن زيارته الأخيرة لبيروت، والمناخ السياسي المتغير، وأزمة لبنان المستمرة تشير جميعها إلى أنه ربما يكون على الأقل يفكر بذلك.

يمكن أن تكون الذكرى العشرون لاغتيال والده في فبراير 2025 فرصة رمزية له للإعلان عن عودته وإذا اختار العودة، فقد يعيد نفسه مرة أخرى كزعيم رئيسي للمجتمع السني اللبناني.

في ظل المشهد السياسي المتغير باستمرار للبنان حيث تبقى التحديات ثابتة ولكن اللاعبين الرئيسيين يتغيرون، فإن عودة سعد الحريري ستحدث بلا شك هزة للنظام وتعيد تشكيل المستقبل السياسي للبلاد.

مقالات مشابهة

  • انهيار حزب البعث وصعود أحزاب الإسلام السياسي
  • المشهداني ورؤساء سابقين لمجلس النواب يناقشون تطورات المشهد السياسي والاستحقاقات الدستورية المقبلة
  • 3 عقبات تعرقل عودة سعد الحريري إلى المشهد السياسي في لبنان
  • طارق لطفي يكشف تطورات شخصية "خضر" في العتاولة 2 (خاص)
  • متى يعود النادي السياسي من رحلة التيه؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي
  • الشيخ خالد الجندي: يجب على الشباب الابتعاد عن الأمور التي تشتت التركيز وتضر بالعقل
  • منظمة الهجرة الدولية: أكثر من 15مليون نازح في السودان .. أكثر الولايات نزوحا هي الخرطوم ثم جنوب دارفور وشمال دارفور بحسب المنظمة الأممية
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟