شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلةً بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، في اجتماع وزراء الصحة لدول مجموعة “بريكس” الذي عُقد في العاصمة الروسية موسكو مؤخراً، لمناقشة سبل تسريع وتيرة التنمية المستدامة وضمان تمتع جميع سكان العالم بالصحة الجيدة والرفاه بحلول عام 2030.
وترأس وفد الدولة معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، يرافقه كل من سعادة الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وسعادة ناصر البدور، الوكيل المساعد لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وسعادة الدكتور عبد الله النقبي، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الصحية المساندة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والوفد المشارك.


تنمية مستدامة ومستقبل أفضل للجميع
وشارك الوفد في اجتماعات رفيعة المستوى لوزراء الصحة لدول مجموعة “بريكس”، ناقشوا خلالها التحديات الصحية العالمية الملحّة وسبل تعميق روابط التعاون الدولي في مجال الرعاية الصحية بغية تسريع وتيرة التنمية المستدامة، وتوفير التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز البنية الصحية العالمية، بما يدعم رؤية الإمارات الرامية إلى بناء جسور التعاون والشراكة، ويمهد لخلق مسار مشترك لصياغة مستقبل أفضل للشعوب.
تعاون دولي متعدد الأطراف
وقال معالي عبد الرحمن بن محمد العويس: “إن اجتماعات “بريكس” تعدّ فرصة لتبادل المعرفة والخبرات مع دول المجموعة، بما يسهم في دعم وتوحيد جهود التنمية، وبناء أنظمة صحية أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التهديدات الناشئة وإدارة الأزمات المستقبلية المحتملة”، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تعميق التعاون المتعدد الأطراف وتعزيز الحوار البنّاء، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن التضامن العالمي هو الركيزة الأساسية للتغلب على التحديات المشتركة.
مضيفاً: “لقد رسّخت دولة الإمارات مكانتها كشريك إستراتيجي داعم للمنظومة الصحية الدولية، وأثبتت ريادتها في دعم الجهود العالمية للاستجابة للتحديات الصحية الطارئة، ونحن حريصون على توطيد أواصر التعاون مع شركائنا في دول مجموعة بريكس لتحقيق أهدافنا المشتركة في تطوير وتوحيد المعايير الصحية، وتحسين القدرات والكفاءة التنظيمية، تماشياً مع رؤية الدولة في مجال تعزيز تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات المبتكرة وتوفير منظومة صحية عالية الجودة، تُحَقق آمال وتطلعات الشعوب”.
قطاع صحي إماراتي تنافسي
وأردف العويس: “إنّ دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو بناء شراكات بنّاءة وإيجابية لدعم منظومة الصحة العالمية، مستفيدةً في ذلك من خبرتها ونهجها الرائد الذي تصدرت من خلاله عدداً من المؤشرات التنافسية في قطاع الصحة العالمي”، معرباً عن تفاؤله حيال المرحلة المقبلة التي ستشهد فيها دول المجموعة مزيداً من التعاون لدعم أهداف التنمية المستدامة.
مواجهة التحديات الصحية المشتركة
وناقش المشاركون خلال الاجتماعات العديد من القضايا والتحديات الصحية الملحّة، مثل مقاومة مضادات الميكروبات، باعتبارها أزمة متصاعدة تشكل تهديداً كبيراً على صحة الإنسان، حيث أثنت دولة الإمارات على الجهود المشتركة لدول مجموعة بريكس في مواجهة هذه التحديات، مع الإشادة بالدور الفاعل الذي تؤديه المجموعة في دعم الجهود العالمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في قطاعات الصحة البشرية والحيوانية والبيئية.
كما بحثت الدول الأعضاء سبل التعاون في العديد من المجالات الحيوية، بما في ذلك تطوير برامج مشتركة في مجال الطب النووي، وتوفير نظام متكامل للإنذار المبكر للوقاية من الأمراض المعدية، وتوحيد معايير تنظيم المنتجات الطبية لضمان توفرها على نطاق واسع، بالإضافة إلى إطلاق مجلة البريكس للصحة التي ستكون منارة ومنصة معتمدة للباحثين ونافذة للمجتمع الدولي على أبرز المشاريع الصحية لدول مجموعة بريكس.
هذا وتناول الاجتماع كذلك فرص التعاون في مجال أبحاث السل، والبحث والتطوير في مجال اللقاحات لضمان وصولها العادل للجميع، وإنشاء جمعية بريكس الطبية وشبكة أبحاث الصحة العامة، بهدف تعزيز دور الجمعيات الطبية المحلية المتخصصة ومعالجة التحديات المرتبطة بالأمراض السارية وغير السارية والصحة النفسية عن طريق دعم أنشطة البحث والتطوير المشتركة.
آفاق مستقبلية
وفي ختام الاجتماع، أبدى وفد الدولة تطلعاته نحو تعزيز العمل المشترك وتوسيع آفاق جديدة للتعاون بين دول مجموعة بريكس لدعم واستدامة تطوير منظومة الرعاية الصحية وبناء فرص مستقبلية جديدة وواعدة من خلال تطوير نظام صحي عالمي أكثر إنصافاً ومرونة وابتكاراً، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الحوار العالمي حولها، وتحقيق صحة وجودة حياة أفضل للجميع.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة: محاور مؤتمر (PHDC'24) تلتزم بمعالجة التحديات الصحية والسكانية في سياق التنمية البشرية

كتب- أحمد جمعة:

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن محاور النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، (PHDC'24)، والتي تنعقد في إطارها الجلسات النقاشية والحوارية والمحاضرات العلمية وورش العمل، تلتزم بمعالجة تحديات الصحة والسكان في سياق أوسع يشمل التنمية البشرية، من خلال نهج شامل يعالج الأسباب الجذرية ويستثمر في قدرات الأفراد، مما يؤدي في النهاية إلى مستقبل أكثر استدامة بمساهمة أفراد متمكنين في مجتمع مزدهر لمستقبل أفضل.

وكشف الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذه المحاور تتضمن أولًا: الربط بين الصحة والسكان والتنمية البشرية، حيث يركز هذا المحور على استكشاف الترابط بين هذه العوامل الحيوية من خلال دراسة كيفية تأثير ديناميات السكان (النمو، الهجرة، التحضر) على كل من الصحة والتنمية البشرية ونكتسب من خلال الجلسات المنعقدة في إطار هذا المحور المعرفة اللازمة لتطوير حلول شاملة وفهم هذه الروابط يتيح تعزيز صحة السكان.

وأضاف "عبد الغفار" أن المحور الثاني: "بناء نظم صحية مرنة"، الذي تنعقد في إطاره فعاليات تركز على تعزيز البنية التحتية والأنظمة الصحية لتلبية احتياجات الصحة السكانية بكفاءة، من خلال ضمان قابلية التكيف وقوة هذه الأنظمة يمكننا من مواجهة التغيرات الديموغرافية والتهديدات الصحية الجديدة والتحديات المتعلقة بالموارد المحدودة.

وتابع، أن "تمكين الأفراد والمجتمعات"، وهو المحور الثالث والذي يعترف بالدور الجوهري الذي تلعبه الأفراد والمجتمعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تركز الجلسات المنعقدة في إطار هذا المحور على تزويدهم بالمعرفة والموارد والأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات صحية والمشاركة في صنع القرار، مما يمكنهم من أن يصبحوا فاعلين رئيسيين في تشكيل مستقبل صحي أفضل.

وأشار "عبد الغفار" إلى أن "التكيف مع عالم متغير" محور يدرك التطورات المستمر في عالمنا، بما في ذلك ديناميات السكان المتغيرة والتحديات البيئية، ويركز على وضع خطط للتخفيف من هذه التحديات واستراتيجيات التكيف، مع رسم خارطة طريق لتكيف النظم الصحية مع التغيرات لضمان استدامة طويلة الأمد، واستمرار التنمية البشرية عبر مجالات الصحة والتعليم والفرص الاقتصادية والبنية الاجتماعية.

واستكمل أن المحور الخامس: "المساواة وسهولة الوصول والتنمية البشرية" يشدد على ضمان حصول الجميع - بغض النظر عن الخلفية أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي- على فرص متساوية في الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والفرص الاقتصادية ذات الجودة، مما يحسن صحة السكان العامة ويعالج الفوارق التي تنشأ عن ديناميات السكان المتغيرة.

وأوضح "عبدالغفار" أن الموضوعات الرئيسية التي ستتناولها هذه المحاور من خلال الجلسات النقاشية والحوارية وورش العمل تشمل (الوصول العادل والمستدام لسبل التنمية البشرية، الحوكمة الرشيدة لتحقيق التنمية البشرية، الاستثمار في التنمية البشرية من أجل مستقبل أفضل، الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتعزيز التنمية البشرية، دعم أنظمة الحماية الاجتماعية لتحقيق العدالة الاجتماعية المستدامة والرفاة، الاتجاهات العالمية نحو التغطية الصحية الشاملة، تعزيز التعلم المستمر وتنمية المهارات، تنمية رأس المال البشري ومواكبة متطلبات مستقبل سوق العمل).

وتابع أن الموضوعات تتناول أيضًا (التحديات الديموغرافية: الشيخوخة والهجرة والتوزيع السكاني، الصحة العامة: من الوقاية إلى التنبؤ- نحو الصحة المستدامة، الصحة الإنجابية: الاستثمار في المستقبل لتحقيق الازدهار للأجيال القادمة، الشمول الاقتصادي وريادة الأعمال: تمكين المرأة والشباب، الصحة النفسية حق للجميع لتعزيز التنمية البشرية، التحديات المناخية: تعزيز القدرات التكيفية من أجل مستقبل مستدام، الاتصال الفعال لتعزيز التنمية البشرية).

مقالات مشابهة

  • وفد الدولة يناقش التحديات الصحية العالمية مع دول «بريكس»
  • تكريم “بن حم للسفريات” من “الاتحاد للطيران” لتحقيقها أعلى المبيعات
  • وزير الصحة: محاور مؤتمر (PHDC'24) تلتزم بمعالجة التحديات الصحية والسكانية في سياق التنمية البشرية
  • الزراعة المنزلية في الإمارات.. ثقافة مجتمعية تحقق الاستدامة
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان” تؤكد ريادة الإمارات في مجال حقوق الإنسان
  • مجموعة مطاعم لافويا تحصل على امتياز “إم شريف دلي” في دول مجلس التعاون الخليجي
  • وزير الصحة يلتقى العضو المنتدب لمجموعة VBS للرعاية الصحية بدولة الإمارات
  • وزير الصحة يستقبل وفدًا من الإمارات لبحث فرص الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية
  • وزير الصحة يستقبل سفيرة دولة سلوفاكيا لبحث سبل التعاون