تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت الصفحة الرسمية لكلية بيت لحم للكتاب المقدس، قراءة مسيحية للواقع الفلسطينى وتحدياته، فى صورة حوار حول الفكر اللاهوتى الفلسطينى، وذلك فى ظل التحديات المستمرة التى تواجه الشعب الفلسطينى، حيث يبرز الفكر اللاهوتى الفلسطينى كأداة حيوية لفهم الواقع الروحى والاجتماعى والسياسى.

ويتناول هذا الحوار العديد من القضايا المعقدة التى يتقاطع فيها الدين والسياسة والثقافة، مسلطا الضوء على كيفية تأثير الإيمان على الهوية الفلسطينية وصمود الشعب، كما يتناول النقاش أيضا الأبعاد الروحية للألم والمعاناة، وكيف يمكن للإيمان أن يكون مصدر قوة وإلهام فى مواجهة الصعوبات.

كما يفتح الحوار آفاقا جديدة للتفكير فى دور اللاهوت فى السياق الفلسطينى، مع إلقاء الضوء على الأصوات المتنوعة التى تشكل هذا الفكر الغنى والمعقد، فإلى نص القراءة والحوار..

- ما اللاهوت الفلسطينى؟
* هو تفسير اللاهوتيين الفلسطينيين للكتاب المقدس وتطبيق الإيمان المسيحى على الواقع المعاش فى فلسطين، وللإجابة عن أسئلة المسيحيين الفلسطينيين اليوميّة، عرّف الدكتور منذر إسحق اللاهوت الفلسطينى فى كتابه مدخل إلى اللاهوت الفلسطيني، بأنه الاقتراب إلى الله وكلمة الله المتجسدة فى الواقع الفلسطينى شعبًا ومكانًا، إنه دراسة الكتاب المقدس بنظرة تربط ما يقوله الوحى بواقع أرضنا.

إنه دراسة اللاهوت بحثًا عن أجوبة لأسئلة الإنسان الفلسطينيّ الملحّة والمعاصرة، أين الله من النكبة؟ ماذا عن اللاجئين؟ أين الله من الجدار؟ الاحتلال؟ كيف أقاوم الظلم؟ ما هى رسالتنا لأرضنا وشعبنا؟ بعبارة أخرى، اللاهوت المحلّى هو أن نَحضُر بإيماننا إلى واقعنا، وأن ننظر إلى المسيح ونستمع إلى تعاليمه وفى ضوئها نواجه تحدياتنا، وأن نربط اللاهوت بسياقنا.

- لماذا نقول لاهوت فلسطيني؟
* من المهم التمييز بين اللاهوت العقائدى، الذى لا يتزعزع ولا يتبدل، وبين اللاهوت السياقى، فاللاهوت الفلسطينى هو لاهوت سياقى لا يمس العقائد المسيحية الأساسية، بل على العكس تمامًا، اللاهوت الذى تنادى به كلية بيت لحم للكتاب المقدس يدعو إلى العودة إلى أساسيات الإيمان المسيحى والذى يرى فى المسيح تتميمًا للعهد القديم (لو 24: 27؛ 2 كور 1: 20؛ غل 3: 16) بدلًا من الانجرار وراء لاهوت دخيل على الكنيسة يقوم بتبرير القتل والحروب والاحتلال.

واللاهوت السياقى هو نوع من أنواع التفسير، واللاهوتيون الفلسطينيون مفكرون ومفسرون ينتمون إلى الحياة الفلسطينية لغويًا وتاريخيًا وثقافيًا، ولقد شدد هؤلاء على أسس الإيمان المسيحى وقاموا بربطها بالقضايا المعاصرة التى يواجهها أهل فلسطين، فقدموا كلمة الله المكتوبة بعظات معاصرة تخاطب الشعب، وهكذا صار تفسيرهم مصبوغ بلهجة وثقافة وفكر محلى يسعى لتحقيق نفس الهدف وهو امتداد ملكوت المسيح، لذلك يُسمى اللاهوت الفلسطيني أيضًا بـ«اللاهوت فى السياق الفلسطيني».

-هل كلية بيت لحم للكتاب المقدس وحدها صاغت اللاهوت الفلسطينى؟ 
* لا. اللاهوت فى السياق الفلسطينى ليس حكرًا على مؤسسة معينة، بل مجهود جماعى ومتنوع من حيث التقاليد الكنسية وأحيانًا متخالف بالرأى، فهناك عدد كبير من الكتب والمقالات والوثائق اللاهوتيّة والكتابية لكُتّاب مسيحيين فلسطينيين من عائلات كنسية متنوعة حول مواضيع متنوعة مرتبطة بالواقع الفلسطينيّ.

وتعود بدايات اللاهوت الفلسطينى لعقود قبل نشأة الكلية، وقد بدأت الكلية فى تطوير فكر لاهوتى إنجيلى فلسطينى منذ تقريبًا عقدين من الزمن فقط.

ما يميز الفكر الذى قدمه لاهوت كلية الكتاب المقدس هو تركيزه بالدرجة الأولى على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وعلى مركزية المسيح فى تفسير كلمة الله، ونقده لتشويه وتسليح الكتاب المقدس ضد مسيحيى فلسطين.

-هل تعلم كلية بيت لحم للكتاب المقدس اللاهوت الفلسطينى؟
* من منطلق أمانتنا لكلمة الله والتزامنا لإعداد طلابنا على مواجهة تحديات الحياة فى فلسطين من منطلق كتابى، تعلم الكلية مساق: اللاهوت والفكر المسيحى فى السياق الفلسطيني، وتقدم فيه مساهمات مفكرين ولاهوتيين فلسطينيين من عائلات كنسيّة متنوعة لتعريف الطالب على هذه المساهمات ضمن منهجية أكاديميّة نقديّة، بهدف إعداد قادة مسيحيين واعون قادرون على التعامل مع التحديات اليومية فى فلسطين.

والمساق شأنه شأن اللاهوت الفلسطينى يتناول مواضيع متنوعة لا تقتصر على السياسة أو الصراع، مثل العلاقات بين الكنائس، وعلم الآثار، والتاريخ المسيحيّ فى الأرض المقدسة.

وكتاب مدخل إلى اللاهوت الفلسطيني، والذى حرره القس الدكتور منذر إسحق، هو جزء من قراءات المساق الذى بطبيعته الأكاديمية يتطلب قراءة تحليلية وتشجيعا على التفكير النقدى، والكتاب يُقدم قراءات متنوعة من اللاهوت الفلسطينى ساهم فيها عبر السنين لاهوتيون من خلفيات كنسيّة متنوّعة، عالجوا المواضيع بأساليب متنوّعة وأحيانًا متعارضة، وقد اختيرت هذه المقالات لتقدم مدخلاً شاملاً للقارئ حول مساهمات اللاهوت الفلسطينى.

-هل يعتبر اللاهوت الفلسطينى السيد المسيح فلسطينيًا؟
* لا ينكر أى لاهوتى مسيحى فلسطينى أن المسيح كان يهوديًا من سبط يهوذا، ومن نسل داوود وإبراهيم، وأنه ولد فى بيت لحم بحسب النبوات،  أما قول البعض بأن المسيح كان فلسطينيًا، فهو من منطلق أن المسيح ولد وعاش وخدم فيما نعرفه كفلسطينيين كفلسطين التاريخية، ومدن القدس وبيت لحم والناصرة اليوم هى مدن فلسطينية، ويستلهم بعض اللاهوتيين الفلسطينيين من حقيقة ولادة المسيح تحت حكم الاحتلال الرومانى للمقاربة بين تجربة المسيح وتجربة الإنسان الفلسطينى تحت الاحتلال اليوم، مُشددين أن الله يتضامن مع المقهورين والمظلومين.

-هل يرفض المسيحى الفلسطينى العهد القديم؟
* حاشا! قدم لاهوتيون فلسطينيون من عائلات كنسية متنوعة مساهمات مهمة تدافع عن العهد القديم، خاصة فى ظلّ تصعّب البعض من المسيحيين الفلسطينيين قبول بعض أجزاء العهد القديم خاصة تلك التى تتعلق بالعنف وإسرائيل، فقدم اللاهوتيون الفلسطينيون تفسيرات ملتزمة لهذه النصوص ترتبط بفهمهم لتاريخ الخلاص.

ومعلمو كلية بيت لحم للكتاب المقدس يتمسكون بوحى العهد القديم وسلطانه، وبوحدة الكتاب المقدس بعهديه. فالعهد القديم هو الكتاب الذى قرأه المسيح ورسله. والتعليم الكتابى واضح لا لبس فيه: «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ» (2 تى 3: 16). فالعهد القديم بالنسبة لنا جزء لا يتجزأ من الوحى الإلهى، مثله مثل العهد الجديد.

- هل يغير اللاهوت الفلسطينى مفاهيم كتابية؟
* حاشا! بل على العكس تمامًا، فاللاهوت الذى تقدمه كلية الكتاب المقدس يدعو بكل بساطة إلى العودة إلى أساسيات الإيمان المسيحى، فبدلًا من التفسيرات المستحدثة التى يتم استخدامها لتبرير المشروع الاستيطانى الصهيونى، يدعو لاهوتيو كلية الكتاب المقدس إلى العودة إلى المسيح كمركز أيماننا، وعدم ربط المسيح وكلمة الله الطاهرة بحركة سياسية استعمارية.

فالتعليم الذى تقدمه كلية الكتاب المقدس يركز على أن كل الوعود، مهما كانت تتحقق فى المسيح يسوع. فكما علّم بولس الرسول: «لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ (النَّعَمْ) وَفِيهِ (الآمِينُ)» (2 كور 1: 20).

وأيضًا قوله: «وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِى إِبْرَاهِيمَ وَفِى نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: (وَفِى الأَنْسَالِ) كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِى نَسْلِكَ» الَّذِى هُوَ الْمَسِيحُ» (غل 3: 16). فالويل لنا إن وازينا رب المجد بحركة سياسية استعمارية لا تنفك عن القتل والتهجير والنهب.

يقوم اللاهوت والفكر المسيحى فى فلسطين على تحدى الاستخدام الصهيونى لتلك المفاهيم والتى جُعل منها أدوات لتبرير الاحتلال وقمع الفلسطينيين. القراءة الفلسطينية لهذه المفاهيم تنبع من مبدأ لاهوتى كتابى ويستند على مركزية شخص المسيح فى التفسير الكتابى للنصوص.

-هل يتجاهل اللاهوت الفلسطينى الخلاص الفردى ويركز على الخلاص الاجتماعى؟
* لا نرى فى كلية بيت لحم للكتاب المقدس انفصالًا بين الخطية الفردية والاجتماعية، إن الخلاص الفردى أساسى لأجل الخلاص الاجتماعى. فأى مجتمع هو عبارة عن مجموعة أفراد. إننا نفهم الخلاص والإرسالية مفهومًا شموليًا.

علاوةً على ذلك، يشرح اللاهوت الفلسطينى قضية اهتمام الله بالعدالة الاجتماعية كجزء أساسى وأصيل من إرساليته الخلاصية للشعوب والخليقة، كما علّم المسيح: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِى لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِى لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِى الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِى الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ» (لوقا 18:4-19).

معظم من كتبوا عن اللاهوت الفلسطينى هم خدام ورعاة كنائس يكرزون ويخدمون فى الكنائس والمدارس المسيحية بشكل أسبوعي إن لم يكن يومي، وكلية بيت لحم للكتاب المقدس تقدم مساقات فى الكتاب المقدس وخلفياته والعقائد المسيحيّة الرسوليّة وتاريخ الكنيسة والدفاعيّات. وتهتمّ بالتلمذة والمشورة والحياة الروحية والصلاة والخدمة.

-هل اللاهوت الفلسطينيّ سياسى؟
* إن دعوة ومهمة الكنيسة ربط الإيمان بالواقع المُعاش، وهذا يفرض علينا فى سياقنا الفلسطينى كشعب يعيش تحت الاحتلال التكلّم عن العدالة وطرق مواجهة الظلم. ولأننا نؤمن بأنّ «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِى فِى الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ» (1 تيموثاوس 16:3)، فنرى لزامًا أن نقدم إجابات كتابيّة عن التحديات اليومية التى يواجهها المسيحيون الفلسطينيون، مثل سرقة الأراضى وتشريد الناس والفصل العنصرى والحرب فى غزة. ألا تُقدم الكنيسة موقفًا هو فى الواقع إبداءٌ للرأى، وعدم التكلّم عن هذه الأمور سيعنى أننا موافقون عليها! أو أن الكنيسة لا يجب أن تكترث لمعاناة أبنائها اليومية.

-هل يمكن اعتبار اللاهوت الفلسطينى ذمى؟
* غالبية اللاهوتيين الفلسطينيين هم خُدام مرسومين فى كنائسهم – كهنة ومطارنة وقساوسة – وهناك عدد لا بأس من العلمانيين اللاهوتيين – وجميعهم منتمون كنسيًا ويتبعون مرجعيتهم الكنسية. اللاهوت الفلسطينى مستقل بالكامل عن أي توجه سياسى حزبي معين.

يؤمن اللاهوتيون الفلسطينيون بأهمية الحوار بين أتباع الديانات المتعددة، دون المساومة أو التنازل عن الثوابت الإيمانية، بهدف تعزيز العيش المشترك والسلم الأهلى، وانطلاقًا من وصية الكتاب المقدس «تحب قريبك كنفسك»، ويُشدد اللاهوت الفلسطينى على مفهوم المواطنة الحاضنة للتعددية، المبنى على الاحترام والمساواة والحريات، ويرفضون مفهوم الأقليات.

- هل يروّج اللاهوت الفلسطينى للمقاومة؟
* إن أحد مقومات اللاهوت الفلسطينى هو الرفض لسياسات الاحتلال الإسرائيلى الظالمة من منطلق إيمانى أخلاقى، ومن جانب أن هذه السياسات تؤثر مباشرة على المؤمنين من أبناء كنائسنا. فى ذات الوقت، يشدد اللاهوت الفلسطينى على رفض العنف بأشكاله وإدانته لقتل الأبرياء، وكتب العديد من اللاهوتيين الفلسطينيين عن مفهوم المقاومة اللاعنفية، أى رفض الظلم وتحدى الشر دون استخدام العنف.

وورد فى مقدمة الدكتور منذر إسحق عن الصهيونية المسيحية فى كتاب مدخل إلى اللاهوت الفلسطيني: اللاهوت الفلسطينى والصهيونية المسيحية: «اعتبر المسيحيون الفلسطينيون أن تفسيرات الصهاينة المسيحيين للكتاب المقدس هى تفسيرات خاطئة من منظور طريقة تفسير وتأويل آيات الكتاب المقدس. لعل أكبر مخاطر الصهيونية المسيحية اللاهوتية هى أن إسرائيل تحتل فى لاهوتهم مركز الصدارة، وليس المسيح. فلقد استبدل هؤلاء مركزية المسيح بمركزية إسرائيل. فبحسب لاهوتهم: إسرائيل هى مركز نبوات العهد القديم، وليس المسيح. وإسرائيل هم نسل إبراهيم، وليس المسيح. وإسرائيل هم شعب الله المختار، وليس أبناء إبراهيم بالإيمان بالمسيح، وموقف الإنسان من إسرائيل، وليس من المسيح، هو من يحدد استقامة العقيدة المسيحية. إن رفض المسيحيين الفلسطينيين للصهيونية المسيحية لا ينبع فقط من انتمائهم الوطنى وإيمانهم بالعدالة والسلام، بل ينبع أيضًا من إيمانهم بمركزية المسيح فى الإيمان المسيحى».

ويضيف الدكتور إسحق الأسباب التالية التى جعلت المسيحيين الفلسطينيين يرفضون الصهيونية المسيحية: «يشكل هذا اللاهوت تهديدًا على وجودنا كفلسطينيين فى هذه الأرض، إذ أنه ينكر حق الفلسطينيين بالتواجد هنا».

كما يرفض المسيحيون الفلسطينيون هذا اللاهوت لأنه يجعل الله عنصريًا وكأنه يميز بين الشعوب على أساس إثني. فالله لا يفرّق فى محبته بين إنسانٍ وآخر أو شعبٍ وآخر، ويفتقر لاهوت الصهيونية المسيحية إلى العدالة والرحمة، ويرى المسيحيون الفلسطينيون فى الصهيونية المسيحية تهديدًا للسلام فى أرضنا، ويرفض المسيحيون الفلسطينيون هذه الحركة لأنها مبنية على منطق القوة ولأنها حولت الدين إلى أيديولوجية بشرية تخدم مصالح سياسية طمّاعة.

- هل يغير اللاهوت الفلسطينيّ التاريخ والأسماء؟
* طبعًا لا، فلا أحد يغيّر فى كلمة الله. أما استخدام أسماء مثل القدس والخليل ونابلس فما هو إلا استخدام الاسم المعاصر والدارج بين الفلسطينيين اليوم.

- ما موقف كلية بيت لحم للكتاب المقدس من مفهوم الإسلاموفوبيا؟
* موقف الكلية واضح من حيث رفضها لكل أشكال العداء والكراهية والإجرام تجاه أى فرد أو مجموعة بناء على هويتهم الدينية أو العرقية أو الوطنية أو غير ذلك، ونرى فى ذلك تعديًا صريحًا على صورة الله ومثاله وعصيانًا واضحًا لوصية محبة الجار والعدو التى أمرنا بها الله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أرض المسيح الاحتلال الكتاب المقدس المسیحیین الفلسطینیین العهد القدیم فى فلسطین من منطلق مفهوم ا

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح

كتب- عمرو صالح:

أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا حوارًا صحفيًّا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، لصالح وكالة الأنباء البولندية، بينما قام الدكتور آدم حسين بالترجمة من العربية إلى البولندية.

أكد البابا خلال الحوار، أن الهدف من الزيارة هو افتقاد أبناء الكنيسة القبطية المقيمين في بولندا، مشيرًا إلى أنه توجد لنا كنيسة تخدم حوالي 400 شخصًا، ما بين طلاب وعائلات عاملة، وهناك كاهن يخدمهم ضمن إيبارشية وسط أوروبا التي يشرف عليها نيافة الأنبا چيوڤاني، هذا إلى جانب لقاءات مع مسؤولين مصريين وبولنديين.

وأكد قداسته على محبته الكبيرة للبابا فرنسيس بابا الڤاتيكان الراحل، لافتًا إلى أنهما التقيا كثيرًا، وبرحيله، فقدنا خادمًا حقيقيًا للإنسانية، ولكن في المقابل صار لنا صديقًا في السماء يصلي من أجل الإنسان والمسيحية.

واستعرض قداسته أبعاد علاقته الوثيقة بـ "البابا فرنسيس" واصفًا إياه بأنه كان علامة فارقة في تاريخ الكنيسة وتاريخ الشعوب.

وحول اللقاء الذي ترك أثرًا خاصًا، قال قداسة البابا: "كان اللقاء الأخير في مايو ٢٠٢٣ خلال زيارتي للڤاتيكان. كانت المحبة العميقة توثق علاقتنا. التقينا في ساحة القديس بطرس وأجرينا خطابات، كما تناولنا الطعام معًا في لقاء مميز تحدثنا فيه عن أخبار الكنيستين. وخلال اللقاء الرسمي قدمنا جزءًا من متعلقات شهداء ليبيا الأقباط، الذين استشهدوا عام ٢٠١٥، وقد بدا البابا فرنسيس متأثرًا جدًا، وأظهر مشاعر محبة عميقة، وقرر إقامة مذبح خاص على اسم هؤلاء الشهداء في الڤاتيكان"

وعن رؤيته لتحقيق الوحدة بين المسيحيين، أوضح قداسة البابا تواضروس أن الطريق يتطلب عدة خطوات:

أولاً: إقامة علاقات محبة مع كل الكنائس. ثانيًا: إجراء دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة.

ثالثًا: السير في خطوات حوار لاهوتي معمق.

وأخيرًا: أن نصلي من أجل تحقيق هذه الرغبة، لأن رغبة المسيح أن يكون الجميع واحدًا.

وفيما يخص تحقيق الوحدة على أرض الواقع، أشار قداسته إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة، وقال: هناك محبة متبادلة، وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، والذي ساعدنا على فهم بعضنا البعض بشكل أعمق. ولا ننسى أن الانشقاق وقع عام ٤٥١ ميلاديًا، أي منذ خمسة عشر قرنًا، ولذلك فتصحيح المسار يحتاج إلى وقت طويل وجهد مستمر.

وعن كيفية تعميق الفهم بين الكنيستين، قال: "من الضروري أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية أكثر على عقائدنا وتقاليدنا. فلدينا تراث كبير وكنوز روحية من شروحات الآباء الأوائل، والكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح وحتى اليوم. وأضاف: "لدينا أكثر من ٢٠٠ يوم مخصصة للأصوام كل عام، ولدينا ألحان كنسية عظيمة باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة، وزيارة أديرتنا والتعرف على حياتنا الرهبانية يشكل خطوة مهمة للتقارب"

وحول زيارته لبولندا، أوضح أن هذه هي الزيارة الأولى لقداسته لها، وقال: “قرأت كثيرًا عن بولندا منذ وقت قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، البولندي الأصل، كما تعرفت على مدينة كراكوف والرئيس البولندي الشهير ليخ ڤاونسا. وازدادت رغبتي في زيارتها بعد زيارة الرئيس البولندي الحالي وقرينته إلى مصر، واستقبلناهما في كاتدرائية مار مرقس بالعباسية، والتقيا كذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وعن عدد الأقباط في أوروبا وخارج مصر، قال قداسته: "يبلغ عدد الأقباط خارج مصر حوالي ٣ ملايين، من أصل ٩ ملايين مصري مقيمين بالخارج. الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا تضم أكبر عدد من الأقباط. ولدينا كنائس وأديرة هناك، تخدمهم" ومسؤولية الكنيسة أن ترعى كل إنسان حتى لو كان في بلد لا يوجد به سوى ثلاثة أو أربعة أفراد، حيث يزورهم الكاهن كل 6 أشهر".

تحدث البابا، عن أبرز المشكلات التي تواجه الأسر المسيحية في حياتهم بصفة عامة، فأشار إلى أن "أول مشكلة هي المشكلات الاقتصادية، ولا سيما لدى الأسر المحتاجة منهم. ثانيًا التعليم، حيث أن التعليم الجيد مكلف للغاية. ثالثًا تأثير الإعلام الرقمي، الذي أثر على فكر وأخلاقيات الشباب، وهو أمر لا يتماشى مع ثقافتنا الشرقية. وهنا يأتي دور الكنيسة أن تحافظ على نقاوة الفكر وتحصين أبنائها من هذه المؤثرات".

كما أكد أن مصر رغم التحديات، لا تعاني من اضطهاد ديني بين المسلمين والمسيحيين، قائلاً: "نعيش في محبة وتلاحم منذ قرون. نعمل ونتعلم ونتعالج معًا. التقارير التي تصدر عن حقوق الإنسان كثيرًا ما تكون مسيسة. أدعوكم لزيارة مصر ورؤية الحقيقة بأنفسكم."

عن مصادر الدعم الروحي، قال: "الدعم الحقيقي يأتي من الله وحده، ومن الكنائس والأديرة. الله محب لكل البشر، صانع للخير، وضابط للكل. لذلك، نحيا في طمأنينة وسلام، ونكرر كل يوم: يا ملك السلام، أعطنا سلامك."

وحول من يعايشون أزمات إيمانية أو الشك، أضاف البابا: “الابتعاد عن الله يدخل الإنسان في دائرة الشك واليأس، مما يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الإلحاد والانتحار. العالم اليوم بحاجة إلى المزيد من الحب، فالجوع الحقيقي في العالم ليس للمادة بل للمحبة."

وفي ختام حديثه، شدد قداسة البابا على أهمية المحبة والخدمة في دور الكنيسة لمساعدة كل إنسان.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

قداسة البابا تواضروس الثاني الكنيسة القبطية الإعلامية مارتا زابلوكا وكالة الأنباء البولندية بابا ال?اتيكان الراحل

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الكنيسة القبطية تنعى بابا الفاتيكان: قضى عمره في خدمة الكنيسة الكاثوليكية أخبار البابا تواضروس يعلن توقف الاجتماع الأسبوعي خلال فترة الـ 50 المقدسة أخبار البابا تواضروس الثاني يهنئ الكنيسة القبطية بعيد الغطاس المجيد أخبار اتحاد شباب المصريين بالخارج مهنئًا بعيد الميلاد: ستظل مصر عصية على الكسر أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح
  • التفاوض بين إيران وأميركا.. دوافعه وتحدياته ومآلاته المتوقعة
  • الخطيب: على الفلسطينيين عدم التدخل في الشؤون اللبنانية
  • فعاليات اليوم الثاني لمعرض الكتاب في الرابطة الثقافية - طرابلس
  • الخارجية السعودية ترحب بتعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطينى
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • عميد كلية اللغة العربية بجامعة الازهر بأسيوط يفتتح معرضَ الهيئة المصرية العامة للكتاب بالكلية
  • هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائلها ويغفر له؟
  • لماذا سميت سورة يس بهذا الاسم؟.. 5 معجزات لا يعرفها كثيرون
  • هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد العشاء يوم الجمعة؟.. لديك فرصة بــ10 آيات