الاحتلال يعتقل إسرائيليًا جندته إيران لاغتيال عالم
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
في ظل تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب، أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك، اليوم الأربعاء، عن اعتقال إسرائيلي جندته إيران لاغتيال عالم إسرائيلي.
يأتي هذا الاعتقال بعد يومين من اعتقال اثنين من المواطنين الإسرائيليين الذين جندتهم طهران أيضًا لصالحها.
تفاصيل الاعتقالذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن المعتقل هو فلاديمير فارهوفسكي، البالغ من العمر 35 عامًا، الذي ارتكب سلسلة من المخالفات الأمنية، بما في ذلك التخطيط لاغتيال عالم إسرائيلي مقابل 100 ألف دولار.
حسب لائحة الاتهام المقدمة من المحامية هيلا كوهين كادوش، فإن فارهوفسكي، الذي هاجر إلى إسرائيل من أوكرانيا قبل 8 سنوات، كان قد حافظ على اتصالات مع عميل أجنبي عبر تطبيق "تليجرام".
المهام التي نفذها المعتقلخلال شهري أغسطس وسبتمبر 2024، نفذ فارهوفسكي عدة مهام لصالح الوكيل، بما في ذلك كتابة شعارات معادية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جدران في تل أبيب. كما تلقى تعليمات بحمل مسدس لاستخدامه في اغتيال العالم الإسرائيلي، حيث وعده العميل الأجنبي بمبلغ 100 ألف دولار وساعده في تهريبه إلى روسيا بعد تنفيذ الجريمة.
اعتقالات سابقةفي إطار الحملة ضد التجسس الإيراني في إسرائيل، أعلنت الشرطة وجهاز الشاباك قبل يومين عن الكشف بنية تحتية لأجهزة المخابرات الإيرانية، حيث تم اعتقال فلاديسلاف فيكتورسون، 30 عامًا، وهو من سكان مدينة رمات جان.
كشف التحقيقات أن فلاديسلاف كان على اتصال عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع عميلة تدعى ماري حوسي، ووافق على تنفيذ عملية اغتيال وإلقاء قنبلة يدوية على منزل شخص في إسرائيل، كما عمل على الحصول على أسلحة تشمل بنادق قنص ومسدسات وقنابل يدوية.
تجنيد مواطنين آخرينأكد الجهازان الأمنيان أن فلاديسلاف جنّد مواطنين آخرين، من بينهم شريكته آنا بيرنشتاين، 18 عامًا، من سكان رمات جان، والتي شاركت في تنفيذ بعض المهام. تم تقديم لوائح اتهام ضدهم بسبب أنشطتهم غير القانونية.
في سبتمبر الماضي، أعلن الشاباك عن اعتقال رجل الأعمال الإسرائيلي موتي ميمان، 72 عامًا، من بلدة عسقلان، بتهمة التعاون مع الحرس الثوري الإيراني ومخابراته.
التصعيد العسكريتسارعت التوترات بين إيران وإسرائيل، وبلغت ذروتها في الأول من أكتوبر الجاري، عندما شنّت إيران هجومًا صاروخيًا استهدف إسرائيل كنوع من الرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وعباس نيلفروشان، قائد الحرس الثوري.
وقد توعدت إسرائيل بالرد القاسي على هذا الهجوم، بينما أكدت طهران أن ردها سيكون مدمرًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاحتلال اغتيال عالم الاحتلال يعتقل إسرائيلي ا
إقرأ أيضاً:
صفقة ترامب – إيران: فرصة أم فخ؟
#صفقة #ترامب – #إيران: #فرصة أم #فخ؟
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في لحظة دولية شديدة الحساسية، ومع تصاعد التوترات في المنطقة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح مثير للانتباه، معلناً عن وجود محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي. هذه التصريحات، التي جاءت وسط تطورات إقليمية معقدة، تفتح الباب واسعاً أمام جملة من الأسئلة العميقة حول طبيعة هذه المحادثات، وحدودها، وأهدافها، والأطراف التي قد تدفع ثمنها.
ما يثير القلق في هذا المشهد ليس فقط العودة المحتملة إلى طاولة التفاوض، بل السياق الذي تجري فيه هذه المحادثات. إذ تأتي في وقت باتت فيه إيران أقل رسوخاً في نفوذها الإقليمي، وأقل جرأة في سياساتها التوسعية، مدفوعة بخطاب ديني وشعارات ثورية، لكنها في الجوهر تُحركها عقلية براجماتية انتهازية تضع مصالحها القومية فوق كل اعتبار. لا تتردد إيران في تغيير خطابها وتبديل تحالفاتها إن اقتضت الضرورة، طالما أن النتيجة النهائية تصب في تعزيز نفوذها وتثبيت هيمنتها على مفاصل القرار في عواصم عربية عدة.
إن تجربة العرب مع إيران منذ الغزو الامريكي _البريطاني للعراق عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم لم تكن سوى سلسلة من التدخلات والانقلابات والتمددات الطائفية، بدءاً من العراق الذي بات مسرحاً للميليشيات الموالية لها، مروراً بسوريا حيث دعمت نظاماً قمعياً ضد شعبه، ووصولاً إلى اليمن ولبنان، حيث تلعب طهران دوراً مباشراً في تفكيك مؤسسات الدولة لصالح أذرعها المسلحة.
مقالات ذات صلةفي ضوء هذه التجربة المريرة، فإن أي صفقة قد تبرم بين واشنطن وطهران يجب أن تُقرأ بحذر شديد. لا يمكن الوثوق بأن طهران، في لحظة ما، ستتخلى عن مشروعها الإقليمي مقابل رفع بعض العقوبات أو الإفراج عن أموال مجمدة. فالتجربة أثبتت أن إيران تعرف كيف تشتري الوقت، وتُراوغ، وتُوقع ثم تُخالف، دون أن تدفع ثمناً حقيقياً.
ومن هنا، فإن التخوف المشروع لدى الدول العربية، والخليجية خصوصاً، هو أن تكون هذه الصفقة الجديدة – إن تمت – مجرد “تفاهم نووي” ضيق يُغفل عن قصد الأبعاد الأوسع للنفوذ الإيراني. وهو ما يعني إعطاء طهران مساحة إضافية للتحرك، وتخفيف الضغط عنها في لحظة مفصلية، وربما إعادة إنتاج السيناريو الكارثي الذي أفرزته اتفاقية 2015 المعروفة بخطة العمل الشاملة المشتركة.
ومع إدراكنا لطبيعة شخصية دونالد ترامب، الذي يدير السياسة الدولية بمنطق “الصفقة” و”الربح والخسارة”، فإن علينا أن نتوقع أن تكون أي تسوية مقبلة مع طهران محكومة بهذا المنطق، وليس بمنظور طويل الأمد يأخذ في الحسبان الأمن القومي العربي أو الاستقرار الإقليمي. وقد يذهب ترامب – كما فعل من قبل – إلى عقد اتفاق لا يأخذ في الحسبان إلا المصالح الأمريكية الآنية، تاركاً المنطقة من جديد عرضة للاشتعال والانقسام.
لكن وفي المقابل، يمكن لهذه اللحظة أن تتحول إلى فرصة، إن أحسن العرب قراءتها والتعامل معها. فقد تكون بداية أفول الهيمنة الإيرانية إذا ما نجحت القوى العربية في فرض حضورها على طاولة التفاوض – ولو بشكل غير مباشر – عبر أدوات الضغط الدبلوماسي والتحالفات الاستراتيجية، ومخاطبة الرأي العام العالمي بملف الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب باسم النفوذ الإيراني.
إن صمت العرب في لحظات الحسم التاريخية كلفهم كثيراً. واليوم، نحن بحاجة إلى موقف عربي موحد، لا يُعوّل فقط على مواقف واشنطن أو غيرها، بل يبني قراره على رؤية استراتيجية، واضحة، وشجاعة، تحمي المصالح العربية وتتصدى للمشاريع العابرة للحدود.
في نهاية المطاف، لسنا ضد أي تسوية تعزز الاستقرار وتقلل من التوترات، لكننا نرفض أن تكون هذه التسوية على حساب العرب، سيادتهم، وأمنهم. فصفقة جديدة مع إيران يجب أن تعني – أولاً – كبح تمددها، لا تمكينه. ويجب أن تكون مدخلاً لتفكيك أدواتها التخريبية، لا تعزيزها.
فهل ستكون صفقة ترامب – إن تمت – فرصة لتصحيح المسار؟ أم فخاً جديداً في نفق إقليمي مظلم؟
الجواب، كما العادة، رهن بالموقف العربي.