بيروت (زمان التركية)ــ شن الجيش الإسرائيلي غارات على جنوب بيروت، الأربعاء، بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات وقف إطلاق النار في لبنان، قائلا إن ذلك سيترك قوات حزب الله بالقرب من حدود بلاده.

 

ووفق وكالة فرانس برس تصاعد دخان أسود من منطقة حارة حريك في بيروت بعد غارتين جويتين أعقبتا تحذيرا عسكريا إسرائيليا للسكان بإخلاء المنطقة.

وقال الجيش إن إحدى الضربات استهدفت أسلحة “خزنها حزب الله في منشأة تخزين تحت الأرض”.

ويأتي رفض نتنياهو وقف الهجوم في الوقت الذي صعدت فيه الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل، وانتقدت قصف بيروت وحثت على السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى سكان غزة.

وقال نتنياهو في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه “يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد، والذي لا يغير الوضع الأمني ​​في لبنان، والذي سيعيده فقط إلى ما كان عليه”، بحسب مكتبه.

وتصر إسرائيل على أنها بحاجة إلى منطقة عازلة على طول حدودها الشمالية، خالية من مقاتلي حزب الله.

وأضاف البيان أن “نتنياهو أوضح أن إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يوفر ذلك (المنطقة العازلة) ولا يمنع حزب الله من إعادة تسليح نفسه وإعادة تنظيم صفوفه”.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن الحل الوحيد هو وقف إطلاق النار، مهددا بتوسيع نطاق ضرباته الصاروخية عبر إسرائيل.

وأضاف أنه “بما أن العدو الإسرائيلي استهدف كل لبنان، فمن حقنا ومن موقع دفاعي أن نستهدف أي مكان” في إسرائيل.

قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، إن نحو 50 قذيفة أطلقت من لبنان على شمال البلاد، دون أي تقارير عن وقوع إصابات.

وقالت حركة حزب الله إنها أطلقت عدة دفعات من الصواريخ على شمال إسرائيل ومواقع للجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه “تمكن من القضاء على عشرات الإرهابيين خلال تبادل إطلاق النار والضربات الجوية” في لبنان.

الولايات المتحدة والهجمات الإسرائيلية

قصفت إسرائيل عدة مناطق في جنوب وشرق لبنان، الثلاثاء، بما في ذلك في سهل البقاع، حيث خرج مستشفى عن الخدمة، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسر ثلاثة مقاتلين من حزب الله في جنوب لبنان.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل تسعة أشخاص جراء الغارات في جنوب البلاد، وخمسة آخرين في شرق البلاد، بينهم ثلاثة أطفال.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر “لقد أوضحنا أننا نعارض الحملة بالطريقة التي رأيناها تتم بها خلال الأسابيع الماضية” في بيروت.

وفي رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن من أن تسليم الأسلحة الأمريكية لإسرائيل قد يتم حجبه ما لم تصل المزيد من المساعدات إلى غزة.

وأضاف ميلر أن الرسالة أوضحت أن “هناك تغييرات يتعين عليهم القيام بها مرة أخرى لضمان عودة مستوى المساعدات التي تصل إلى غزة إلى مستوياتها المنخفضة للغاية التي هي عليها اليوم”.

وحذرت الأمم المتحدة من أن القيود المفروضة على المساعدات المقدمة إلى غزة هي الأسوأ منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على حماس في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) “نرى الآن ما قد يكون أسوأ القيود التي رأيناها على الإطلاق على المساعدات الإنسانية”، مشيرا إلى أنه لم يُسمح للشاحنات بالدخول إلى غزة لعدة أيام.

وتنفذ القوات الإسرائيلية غارات جوية وبرية على شمال قطاع غزة وجباليا، وسط مزاعم بأن مسلحي حماس يعيدون تنظيم أنفسهم في المنطقة.

وقالت رنا عبد المجيد (38 عاما) من منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة “تحولت المنطقة كلها إلى رماد”، ووصفت “القصف العشوائي بلا رحمة” الذي دمر كتلا سكنية بأكملها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه “تمكن من القضاء على أكثر من 50 إرهابيا في اشتباكات عن قرب وضربات جوية” في جباليا خلال اليوم الماضي.

وفي ملجأ تعرض لقصف إسرائيلي في وسط مخيم النصيرات، قالت فاطمة العزب: “لا يوجد أمان في أي مكان”.

وقالت “إنهم جميعا أطفال ينامون في الأغطية، وقد أصيبوا جميعا بالحروق والتقطيع”.

وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل 42344 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وصعدت إسرائيل حملتها الجوية على لبنان في 23 سبتمبر/أيلول، ثم شنت هجوما بريا بعد أسبوع لدفع الحزب بعيدا عن حدودها الشمالية.

أطلق حزب الله آلاف الصواريخ على إسرائيل خلال العام الماضي دعماً لغزة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين.

قُتل ما لا يقل عن 1356 شخصاً في لبنان منذ كثفت إسرائيل قصفها الشهر الماضي، وفقاً لإحصاء لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية، على الرغم من أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أعلى من ذلك.

أدت الحرب الإسرائيلية على لبنان، الذي يعاني منذ سنوات من أزمة اقتصادية، إلى نزوح 690 ألف شخص على الأقل، بحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة، وتدرس إسرائيل أيضاً كيفية مهاجمة إيران.

وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل – وليس حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة – سوف تقرر كيفية الرد، وأضاف “نحن نستمع إلى آراء الولايات المتحدة، ولكننا سنتخذ قراراتنا النهائية على أساس مصلحتنا الوطنية”.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن بلاده مستعدة لرد “حاسم ومؤسف” إذا هاجمت إسرائيل، بحسب مكتبه.

وجاء الهجوم الإيراني ردا على ضربة إسرائيلية في بيروت بلبنان أدت إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، وأخرى أدت إلى مقتل الجنرال الإيراني عباس نيلفوروشان في 27 سبتمبر/أيلول.

Tags: جنوب لبنانقصف لبنان

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: جنوب لبنان قصف لبنان الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة وقف إطلاق النار وقال الجیش فی لبنان حزب الله إلى غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: رحلة التعافي الشاقة وإعادة البناء في لبنان قد بدأت

بيروت "د ب أ": قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، اليوم، إن رحلة التعافي الشاقة وإعادة البناء في لبنان قد بدأت، مشيرة إلى استمرار وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان.

وقالت بلاسخارت، في رسالة بمناسبة نهاية العام، نشرها موقع الأمم المتحدة على منصة (إكس) إنه " كان العام 2024 بالنسبة للبنان، لنقل أقل ما يمكن قوله، عاما متخما بالمعاناة الهائلة، خلاله زهقت العديد من الأرواح وحياة الكثيرين فجعت أو تعثرت".

وأضافت أن "النزاع الذي تسبب في معاناة تفوق الوصف خلف وراءه جراحا عميقة وصدمة، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. وبالتأكيد، فإن رحلة التعافي الشاقة، ولملمة الجراح، وإعادة البناء قد بدأت للتو".

وتابعت بلاسخارت "لطالما كانت الأمم المتحدة الى جانب لبنان وشعبه في الأوقات العصيبة، وهي تواصل ذلك الآن".

وأشارت إلى أنه "فيما لا يزال هناك الكثير من العمل المتبقي لضمان استدامة ترتيبات وقف إطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب اللبناني، فإن العام 2025 يحمل في طياته وعدا بفرص جديدة وأسبابا للأمل".

وقالت "بالنيابة عن أسرة الأمم المتحدة بأكملها، أتمنى لجميع اللبنانيين السلام والصحة وازدهارا متزايدا في العام الجديد".

يذكر أن لبنان شهد خلال العام 2024 حربا بين إسرائيل وحزب الله، طالت خلالها الغارات الإسرائيلية منازل المواطنين والمنشئات المدنية والصحية والطرقات. وأسفرت عن مقتل وجرح الآلاف، وتدمير آلاف الوحدات السكنية والصحية.

ميدانيا قصف الجيش الإسرائيلي بعد ظهر اليوم أطراف بلدة حلتا في جنوب لبنان ،بحسب قناة المنار المحلية التابعة لحزب الله.

وأطلقت القوات الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة على الأودية الواقعة بين قبريخا في وادي السلوقي وقرب بلدة الغندورية في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت " الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية.

وانسحبت القوات الإسرائيلية قبل ظهر الجمعة من بلدة بني حيان في جنوب لبنان باتجاه بلدة مركبا الجنوبية، بعد دخولها يوم الاربعاء الماضي، وقيامها بعمليات تجريف وتفجير وهدم جدران منازل وطرق.

يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد أعلن في 26 نوفمبر الماضي عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وتخرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ بشكل يومي.

مقالات مشابهة

  • العدو الإسرائيلي يواصل خروقه وينفذ تفجيراً كبيراً جنوب لبنان
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق هدنة وقف إطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان.. جرفت البيوت والأراضي الزراعية 
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان
  • مسؤولة أممية: رحلة التعافي الشاقة وإعادة البناء في لبنان قد بدأت
  • اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي ينتهك السيادة اللبنانية
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تفجر عدة منازل في جنوب لبنان رغم قرار وقف إطلاق النار
  • كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟