محطات معالجة مياه الصرف الصحي جزء مهم جدا في بنيتنا التحتية الحديثة؛ إذ ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة المياه السطحية، ومع ذلك فإن قدرتها على إزالة ما تعرف بالملوثات الدقيقة تماما من مياه الصرف تكون محدودة في الغالب.

تشمل هذه الملوثات، على سبيل المثال، المكونات النشطة من المستحضرات الصيدلانية ومنتجات العناية الشخصية ومبيدات الآفات والمواد الاصطناعية الأخرى التي تدخل الأجسام المائية عبر مياه الصرف المعالجة، مما يضع عبئا إضافيا على الأنهار والجداول.

ويؤدي ذلك إلى تفاقم التحديات التي تواجهها مجتمعات الحشرات والحيوانات المائية الضعيفة بالفعل.

وقد أظهرت دراسات سابقة -ركزت في المقام الأول على محطات معالجة مياه الصرف الصحي المنفردة- أن مجتمعات اللافقاريات في النفايات السائلة الخارجة من تلك المحطات تهيمن عليها عموما الأصناف المقاومة للتلوث.

المياه الخارجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي بإمكانها أن تلوث الأنهار (جوناس جوردان-جامعة غوتة فرانكفورت) دراسة على نطاق واسع

مع ذلك، لم يكن واضحا مدى انتشار تلك النتائج في عدد أكبر من المحطات. وكان هذا هو السبب الذي دفع فريقا من علماء الأحياء من جامعة "غوتة" في فرانكفورت إلى إجراء دراسة واسعة النطاق شملت المياه الخارجة من 170 محطة معالجة مياه للصرف الصحي في ولاية "هيسة"، وهل لها تأثير على تكوين الأنواع من اللافقاريات؟

وقد أدى هذا إلى تغيير المفهوم الشائع بأن الضغوط التي يسببها الإنسان تقلل من عدد الأنواع في الموائل، وبالتالي تنوعها، وبدلا من ذلك، تشير النتائج إلى أنه يمكن ملاحظة حدوث تحول في تكوين الأنواع.

إذ اكتشف الباحثون -الذين يقودهم الدكتور دانيال إينز والدكتور جوناس جوردان- حدوث تحولات كبيرة في تكوين مجتمع أنواع الكائنات ما بين المياه الداخلة والخارجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، بحسب ما ورد في بيان صحفي نشر على موقع الجامعة في العاشر من أغسطس/آب الجاري.

وتقول نتائج الدراسة -التي ستنشر في عدد الأول من سبتمبر/أيلول المقبل من دورية "ووتر ريسيرش"- إن بعض الأنواع تأثرت بشكل خاص بالمخلفات السائلة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، مثل يرقات الذبابة المطوية الأجنحة ويرقات ذباب القمص، التي تختفي تماما في بعض الأماكن.

يتم تدمير بعض أنواع الحشرات بشكل خاص مثل يرقات الذبابة المطوية الأجنحة وذبابة القمص (غيتي)

على النقيض من ذلك، تستفيد الأنواع الأخرى مثل بعض الديدان والقشريات، وتوجد بأعداد أكبر. ويمكن ملاحظة هذا التغيير خاصة في الجداول والأنهار الأصغر.

وبشكل عام، تعمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي على تغيير الظروف في اتجاه حركة مياه الصرف، ما بين المياه الداخلة إليها والمياه الخارجة منها، لصالح الأنواع المقاومة للملوثات وضد الأنواع الحساسة لها.

كيف يمكننا تقليل تلوث المياه؟

يمكن لتقنيات المعالجة الحديثة مثل الأوزون أو ترشيح الفحم المنشط أن تجعل معالجة المياه في محطات معالجة مياه الصرف الصحي أكثر كفاءة، مما يسمح بإزالة مجموعة واسعة من الملوثات، بما في ذلك العديد من آثار المتبقيات الكيميائية والصيدلانية، من مياه الصرف قبل إطلاقها في البيئة.

ويمكن أن يساهم دمج محطات معالجة مياه الصرف الصحي الأصغر أيضا في تقليل العبء على البيئة. ومهما كانت التدابير المتخذة، من المهم التأكد من أن المياه الداخلة للمحطات ليست سيئة بالفعل، وأنها في حالة كيميائية وتركيبية جيدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخارجة من

إقرأ أيضاً:

معالجة المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. الفرص والتحديات

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولًا رقميًا سريعًا. مدفوعًا بالسكان الشباب المطلعين على التكنولوجيا وزيادة انتشار الهواتف الذكية، يزداد الطلب على حلول الدفع الرقمية السلسة. وفقًا لتقرير ماكينزي، يفضل أكثر من 50% من المستهلكين في المنطقة طرق الدفع الرقمية على النقد.ومع ذلك، ورغم هذا الزخم، لا تزال معالجة المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجزأة، حيث تختلف مستويات نضج البنية التحتية وجاهزية اللوائح التنظيمية من بلد إلى آخر.

يستكشف هذا المقال الوضع الحالي لمعالجة المدفوعات في المنطقة، ويسلط الضوء على التحديات الإقليمية، وتقدم SDK.finance كمنصة برمجية معيارية تساعد الشركات على بناء حلول دفع مخصصة بكفاءة.

تزايد الطلب على المدفوعات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تساهم العديد من العوامل في ازدهار خدمات معالجة المدفوعات في المنطقة:

- المبادرات الحكومية: أطلقت دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية استراتيجيات للتحول إلى الاقتصاد غير النقدي. على سبيل المثال، تهدف رؤية السعودية 2030 إلى زيادة المعاملات غير النقدية إلى 70% بحلول عام 2030.

- نمو التجارة الإلكترونية: من المتوقع أن تصل سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2026، مما يزيد من الحاجة إلى طرق دفع آمنة وسريعة عبر الإنترنت.

- الابتكار المصرفي: بدأت البنوك الرقمية والشركات الناشئة في التكنولوجيا المالية بدخول السوق، مستهدفة السكان غير المخدومين بخدمات مالية تعتمد على الهاتف المحمول.

ومع ذلك، لتحقيق الإمكانات الكاملة للتجارة الرقمية، تحتاج الشركات إلى بنية تحتية قوية وآمنة وقابلة للتكيف لمعالجة المدفوعات.

التحديات الرئيسية في معالجة المدفوعات في المنطقة

رغم الفرص المتاحة، تواجه الشركات التي تسعى لتقديم خدمات الدفع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عدة عقبات:

التعقيدات التنظيمية

لكل دولة بنك مركزي ومتطلبات امتثال خاصة بها. على سبيل المثال، مؤسسة النقد العربي السعودي SAMA والبنك المركزي المصري CBE والمصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة CBUAE لديهم قواعد ترخيص ولوائح لحفظ البيانات تختلف عن بعضها البعض، مما يؤدي إلى تعقيد عملية دخول الأسواق وتأخير الإطلاق.

فجوات في البنية التحتية

ليست جميع دول المنطقة على نفس المستوى من حيث البنية التحتية الرقمية. في حين أن دول مجلس التعاون الخليجي متقدمة نسبيًا، فإن بعض دول شمال إفريقيا وأجزاء من بلاد الشام قد تفتقر إلى البنية المصرفية أو تكاملات واجهات برمجة التطبيقات APIs اللازمة لدعم عمليات الدفع الحديثة.

الاعتماد على النقد في بعض الأسواق

رغم التحول نحو المدفوعات الرقمية، لا يزال الدفع النقدي هو السائد في دول مثل مصر والمغرب. لذلك، يحتاج مزودو خدمات الدفع إلى إيجاد حلول هجينة تجمع بين التمويل التقليدي والرقمي.

بيئة مجزأة

غالبًا ما يستخدم التجار بوابات دفع متعددة، وأنظمة نقاط بيع مختلفة، وأدوات إدارة خلفية غير متوافقة، مما يؤدي إلى كفاءة تشغيلية ضعيفة وتجربة مستخدم غير متكاملة.

SDK.finance نهج معياري لمعالجة مدفوعات التجار

بالنسبة للشركات التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو تخطط لدخولها، يعد كل من المرونة والسرعة أمرًا بالغ الأهمية. توفر SDK.finance برنامجًا معياريًا جاهزًا للعلامة البيضاء يسمح للشركات ببناء أنظمة معالجة مدفوعات مخصصة بجهد تطويري أقل بكثير.

القدرات الأساسية الملائمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

- دعم العملات المتعددة: ضروري لخدمة التجار عبر الحدود والمستهلكين الدوليين.

- تخصيص تدفقات الدفع: إمكانية التكيف مع اللوائح المحلية ونماذج الأعمال المختلفة من خلال قواعد وإعدادات تسوية مرنة.

- بنية تكامل جاهزة: يعتمد التصميم على واجهات برمجة التطبيقات API-first، مما يبسط الاتصال مع المكتتبين المحليين، ومقدمي خدمات الامتثال KYC/AML، وطرق الدفع البديلة.

- خيار ترخيص الكود المصدري: مناسب للمؤسسات التي تحتاج إلى سيطرة كاملة على المنصة بسبب المتطلبات التنظيمية أو الاستراتيجية.

- نظام إدارة خلفي معياري: يشمل وظائف مثل إعداد التجار، إدارة المعاملات، تكوين الرسوم، التسوية، والتقارير، مما يوفر حلاً شاملاً.

توفر SDK.finance حلولًا للبنوك والشركات الناشئة في التكنولوجيا المالية والتجار الكبار، مما يلغي الحاجة إلى تطوير أنظمة الدفع من الصفر، مما يسمح لهم بالتركيز على الابتكار وتحسين تجربة العملاء.

التكيف مع المنطقة

نظرًا لتعقيد اللوائح في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن إمكانية تشغيل SDK.finance في مراكز بيانات خاصة أو محليًا On-Premise تعد ميزة حاسمة للشركات التي تعمل ضمن قوانين صارمة لحفظ البيانات.

علاوة على ذلك، فإن مرونة التكامل مع البنوك المحلية ودعم واجهات المستخدم متعددة اللغات يجعلها حلاً قويًا للشركات التي تستهدف الأسواق في دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها.

الملخص

مع تزايد تبني المدفوعات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أصبح توفير بنية تحتية موثوقة وقابلة للتكيف ومتوافقة مع اللوائح التنظيمية ضرورة تنافسية للشركات.

تتميز SDK.finance كشريك استراتيجي للشركات التي تسعى إلى بناء حلول معالجة المدفوعات للتجار في المنطقة. بفضل منصتها البرمجية الجاهزة للتخصيص، توفر حلولاً تحقق السرعة والقابلية للتوسع والامتثال في المشهد المالي المتنوع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • الرسم الجنائى شهادات وبرامج حديثة.. كيف يُبنى وجه الجاني؟
  • دراسة تقول إن منجم الفضة بإميضر يستنزف المياه ويلوث البيئة ويؤثر على صحة السكان
  • تحسن نسبي للعملة المحلية في عدن اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025
  • 150 مليون جنيه لإنهاء توصيل خدمات المياه والصرف الصحي بسوهاج
  • بزشكيان والسوداني يؤكدان على وحدة الموقف في محاربة الشيطان الأكبر
  • صحة القليوبية: المرور على 63 محطة مياه وصرف صحى خلال احتفالات العيد
  • اكتشاف جديد يعطى الأمل في محاربة الصلع
  • عمر مرموش يحقق رقما مميزا في تأهل مانشستر سيتي إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي
  • معالجة المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. الفرص والتحديات
  • بالفيديو.. «ميسي» يحقق إنجازاً تاريخياً