دراسة حديثة: مساهمة محطات معالجة مياه الصرف في محاربة التلوث محدودة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
محطات معالجة مياه الصرف الصحي جزء مهم جدا في بنيتنا التحتية الحديثة؛ إذ ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة المياه السطحية، ومع ذلك فإن قدرتها على إزالة ما تعرف بالملوثات الدقيقة تماما من مياه الصرف تكون محدودة في الغالب.
تشمل هذه الملوثات، على سبيل المثال، المكونات النشطة من المستحضرات الصيدلانية ومنتجات العناية الشخصية ومبيدات الآفات والمواد الاصطناعية الأخرى التي تدخل الأجسام المائية عبر مياه الصرف المعالجة، مما يضع عبئا إضافيا على الأنهار والجداول.
وقد أظهرت دراسات سابقة -ركزت في المقام الأول على محطات معالجة مياه الصرف الصحي المنفردة- أن مجتمعات اللافقاريات في النفايات السائلة الخارجة من تلك المحطات تهيمن عليها عموما الأصناف المقاومة للتلوث.
المياه الخارجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي بإمكانها أن تلوث الأنهار (جوناس جوردان-جامعة غوتة فرانكفورت) دراسة على نطاق واسعمع ذلك، لم يكن واضحا مدى انتشار تلك النتائج في عدد أكبر من المحطات. وكان هذا هو السبب الذي دفع فريقا من علماء الأحياء من جامعة "غوتة" في فرانكفورت إلى إجراء دراسة واسعة النطاق شملت المياه الخارجة من 170 محطة معالجة مياه للصرف الصحي في ولاية "هيسة"، وهل لها تأثير على تكوين الأنواع من اللافقاريات؟
وقد أدى هذا إلى تغيير المفهوم الشائع بأن الضغوط التي يسببها الإنسان تقلل من عدد الأنواع في الموائل، وبالتالي تنوعها، وبدلا من ذلك، تشير النتائج إلى أنه يمكن ملاحظة حدوث تحول في تكوين الأنواع.
إذ اكتشف الباحثون -الذين يقودهم الدكتور دانيال إينز والدكتور جوناس جوردان- حدوث تحولات كبيرة في تكوين مجتمع أنواع الكائنات ما بين المياه الداخلة والخارجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، بحسب ما ورد في بيان صحفي نشر على موقع الجامعة في العاشر من أغسطس/آب الجاري.
وتقول نتائج الدراسة -التي ستنشر في عدد الأول من سبتمبر/أيلول المقبل من دورية "ووتر ريسيرش"- إن بعض الأنواع تأثرت بشكل خاص بالمخلفات السائلة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، مثل يرقات الذبابة المطوية الأجنحة ويرقات ذباب القمص، التي تختفي تماما في بعض الأماكن.
يتم تدمير بعض أنواع الحشرات بشكل خاص مثل يرقات الذبابة المطوية الأجنحة وذبابة القمص (غيتي)على النقيض من ذلك، تستفيد الأنواع الأخرى مثل بعض الديدان والقشريات، وتوجد بأعداد أكبر. ويمكن ملاحظة هذا التغيير خاصة في الجداول والأنهار الأصغر.
وبشكل عام، تعمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي على تغيير الظروف في اتجاه حركة مياه الصرف، ما بين المياه الداخلة إليها والمياه الخارجة منها، لصالح الأنواع المقاومة للملوثات وضد الأنواع الحساسة لها.
كيف يمكننا تقليل تلوث المياه؟يمكن لتقنيات المعالجة الحديثة مثل الأوزون أو ترشيح الفحم المنشط أن تجعل معالجة المياه في محطات معالجة مياه الصرف الصحي أكثر كفاءة، مما يسمح بإزالة مجموعة واسعة من الملوثات، بما في ذلك العديد من آثار المتبقيات الكيميائية والصيدلانية، من مياه الصرف قبل إطلاقها في البيئة.
ويمكن أن يساهم دمج محطات معالجة مياه الصرف الصحي الأصغر أيضا في تقليل العبء على البيئة. ومهما كانت التدابير المتخذة، من المهم التأكد من أن المياه الداخلة للمحطات ليست سيئة بالفعل، وأنها في حالة كيميائية وتركيبية جيدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخارجة من
إقرأ أيضاً:
دبي تعتمد الرسوم الجديدة لمنظومة الصرف الصحي
دبي-«الخليج»
في إطار جهود التطوير المستمر الهادف لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع وأعلاها كفاءة وأكثرها تلبيةً لاحتياجات أفراده، أعلنت بلدية دبي عن اعتماد الرسوم الجديدة للصرف الصحي في الإمارة والتي سيتم تطبيقها على الحسابات القائمة والتي تتضمن بند تحصيل رسوم الصرف، ضمن المناطق التي تشرف عليها بلدية دبي، وبصورة مرحلية على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وبما يتماشى مع جهود التنمية الشاملة في دبي ويواكب متطلبات النمو السكاني السريع فيها.
وأوضحت بلدية دبي أن هذه الخطوة تأتي في ضوء أول مراجعة للرسوم منذ 10 سنوات، رغم النمو السريع للإمارة، وما يصاحبه من زيادة سكانية كبيرة، وما تتطلبه هذه الزيادة من عمليات تطوير مستمرة للبنى التحتية ضمن كافة المرافق الخدمية، لاسيما وأنه من المنتظر أن يصل عدد سكان دبي إلى نحو 7.8 مليون شخص بحلول العام 2040.
وسيتم تطبيق الرسوم الجديدة لخدمات الصرف الصحي في دبي بتعديل طفيف، وبصورة مرحليّة على مدار ثلاثة سنوات، اعتباراً من بداية العام 2025، حيث ستكون التعرفة الجديدة بواقع 1.5 فلس/جالون اعتباراً من بداية 2025، و 2 فلس/جالون اعتباراً من بداية 2026، و2.8 فلس/جالون من بداية العام 2027، لتظل التعرفة الجديدة أقل بكثير من المتوسط العالمي لتعرفة رسوم الصرف في المدن الكبرى حول العالم.
وتسهم هذه الخطوة في ضمان مواصلة توفير خدمة الصرف الصحي وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية، في حين يبقى الحفاظ على الاستدامة البيئية أحد الأهداف الأساسية المرجوة، نظراً لأثرها في تشجيع ترشيد استهلاك المياه، وتقليل الهدر، والمساهمة في نشر ثقافة وممارسات الاستدامة، وترسيخ دعائم بيئة حضرية مستقبلية، يمكنها تلبية الاحتياجات والمتطلبات المتنامية لجميع سكان الإمارة وزوراها، وبما يعود بالنفع على المجتمع بصورة عامة.