النُزُل والملاعب الأهلية
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
سليمان المجيني
tafaseel@gmail.com
موضوعي مرتبط بالمعرفة، المعرفة هي ذروة سنام عقل الإنسان، هي الفهم العميق، والفهم في حد ذاته منجز وارتقاء وعلو، الفهم مرتبط بشمول التفكير وعقلانيته، وبتنمية المجتمع وتمكينه من القيام بدوره الاقتصادي والاجتماعي، الحديث هنا عن المشاريع الأهلية كمشاريع المتاحف الخاصة، المقاهي "التراثية الحديثة" (إذا جاز التعبير) التي تستغل البيوت والأبنية الأثرية، إضافة إلى النُزُل، وملاعب كرة القدم الأهلية وغيرها.
هذه المشاريع يمكن أن تشكل مؤسسات واسعة النفع والمردود بالنسبة للمجتمع وللأفراد، والحقيقة أن قلة اطلاعي على الأمر لا يجعلني بعيدا عن جهد القائمين على هذه المشاريع، النُزُل الخاصة والملاعب الأهلية (على الأقل)، ولأني أردت الفائدة من هذا المنشور فقد استكشفت الأمر من الأصدقاء لتجديد المعرفة حول هذه المشاريع، ولعلي أطرح هنا بعض الأفكار التي قد تُعين على اتخاذ قرار لصالح تلك المشاريع وغيرها وتعظيم مردودها النفسي وحتى المادي على المجتمع وتشجيع أصحابها على الاستمرار من خلال الضوابط البسيطة، والمساهمة في نجاحها.
أغلب المشاريع الأهلية كالنُزُل الخاصة والملاعب الأهلية وغيرها تُنشأ بدافع من الأهالي وبجهود ذاتية لا تذهب أموالها للخارج، بل هي لخدمة المجتمع وتدور في نفس المحيط، ومن خلال مشاريع النُزُل الخاصة يمكن توسيع الأعمال (في حال نجاحها) لتضم شبابًا كثرًا يساهمون أيضًا في نجاح المؤسسة، وعلى ضوء البيانات المتوفرة مسبقًا للوزارة المعنية عن المشروع ومتابعة نجاحاته يمكن حينها تطبيق بعض الإجراءات التي تستفيد الحكومة منها أيضًا كمشاريع منتجة.
فتح المجال لتبسيط الإجراءات الفعلي، وتقليل أو حتى انعدام الرسوم أمر مهم في تشجيع بعض المشاريع الأهلية كالنُزُل الخاصة وغيرها، ومتابعتها بعين العناية وتنفيذ بعض الضوابط والأطر التي تجوّد العمل وتمضي به للأمام، ولا يقف دور الوزارة المعنية على ذلك بل ضرورة المساهمة لتوجيه المكاتب السياحية جلب السياح لتلك النُزُل كمنتج محلي (ربما يرغب به السائح!)، ولأنها تمتلك البيانات والمعرفة الكاملة بها فعليها إقامة المسابقات السنوية للتنافس الشريف في رفع مستوى الجودة والابتكار، وإشراك المتميز منها في معارض الوزارة العالمية، ويمكن اعتبارها صناعة عُمانية لا مثيل لها في هذا المجال الحيوي.
الملاعب الأهلية هي الأخرى مشاريع لفرق أهلية مجتهدة، تُعين أنديتها التي تنطوي تحتها، وبالتالي ترفد المنتخب بالعديد من اللاعبين ومن ثم تساهم في رفع علم البلاد بين فضاءات كرة القدم وغيرها المهمة، ولها مضامين اقتصادية واجتماعية هامة، وكما قال حسين شبكشي في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط: الكرة السعودية استثمار وإثارة، "من المهم جدا فهم التوجه الكبير خلف صفقات الدوري السعودي لمعرفة المشروع الأكبر، ومن ثم استيعابه ضمن مفهوم اقتصادي ومالي واستثماري".
بالطبع لا توجد مقارنة، ولكن التشجيع من الغايات النبيلة لتحقيق الأهداف وهي مشاريع كامنة تطالب بالتمكين، ومساهمة الحكومة لا مناص منه بغية استمرار هذه المنشآت كملاعب خضراء أُنشئت بعضها بالتعاون مع القطاع الخاص، وكما يقال: السيل يبدأ بقطرة، والأمل في التقليل من وطأة استهلاك كهرباء هذه الفرق ومعاملتها كفرق أهلية وليس كمشروع تجاري أمر في غاية الأهمية ومستوى راقٍ من التشجيع، مبالغ هذه الفرق تذهب لتطوير الملعب وبنيته الأساسية، وأنا على علم بأن العديد منها تعاني شح التمويل ومكسبها من إيجارات ومسابقات لا يغطي أحيانا فاتورة الكهرباء التي هي مبالغ باهظة بالنسبة لإدارات هذه الملاعب، مما تضطر في أحيان كثيرة لتجميع مساهمات خارجة عن الاشتراكات الشهرية لأعضائها، وقد أهملت ملاعب كانت لها صولاتها وجولاتها وعادت رملية كما كانت بسبب المصاريف المتنوعة والتي على رأسها فاتورة الكهرباء.
هذه الفرق تقوم بدور فاعل في تربية النشء، وضمهم بعيدًا عن الملهيات غير المحببة، وتعلّم الأجيال الانضباط والمبادرة والتعاون والصدق ومباديء ومُثُل أخرى كثيرة، وفوائد لا حصر لها أهمها الاتزان والصحة النفسية والجسدية، الدور الذي تشغله هذه المؤسسات الأهلية لا تستطيع مؤسسات أخرى القيام به، الأمر الذي تُقْدِم إليه بملء إرادتك تسهم وتحافظ عليه بكل قوتك.
ومن منظور اجتماعي بحت، فهذه الفرق ليست مكلفة القيام بهذا الدور لكن بعض رجالات المجتمع الأوفياء قاموا ويقوموا به حبًا وشغفاً، آمنوا بأنه دورهم ومهمتهم لدى الأبناء، ومساهمةً منهم للمجتمع، لذا نشأت الفرق الرياضية، وأعتقد من هذا الأفق استحقاقهم لمكافآت تعزيزية وليس تعقيدا لمجرد المنظور الذي تعمل من خلاله الملاعب، وعليه لابد من فهم مسار هذه الفرق وهدفها البعيد، وكما ذكر موقع الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بأن الرياضة (بشكل عام) تقوم بتعزيز دورها في المجتمعات، ودعا إلى أهمية تسخير الرياضة في سبيل المساعدة على إقامة عالم ينعم فيه الجميع بمزيد من الصحة والسعادة والازدهار.
ففي الوقت الذي تطلب فيه الأمم المتحدة، حسب موقعهم على الشبكة العالمية، من الحكومات والمنظمات غير الحكومية، تضافر الجهود لتضمين الرياضة في السياسات والبرامج المتعلقة بالتعليم والتنمية والصحة، يأتي من يضيّق على المجتهدين والمبادرين الأهليين في سبيل إنشاء ملاعب كرة القدم والرياضة بشكل عام، التي من شأنها ضم مواهب الأبناء، و رعايتها وتنميتها وليؤدي هؤلاء الدور المؤسسي من الألف إلى الياء.
أعتقد اعتقادًا كبيرًا أن مشاريع النُزُل الخاصة والملاعب الأهلية وغيرها، يسهم كل واحد منها بما يخدم الاقتصاد والمجتمع، ويكرس فكرة التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لرفد المجتمع المحلي بطاقات شبابية يعتمد عليها في المستقبل، ويثري من شأن السياحة والصحة، وكما كان هناك تشجيع وتسهيل على إنشاء هذه المرافق من خلال القوانين والنظم؛ نأمل أن يكون هناك تشجيع وتسهيل من خلال خلالها أيضًا لكي تستمر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«التضامن» تنتهي من الاختبارات التحريرية الإلكترونية لمشرفي حج الجمعيات الأهلية
تلقت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس أمناء المؤسسة القومية لتيسير الحج، تقريرًا بشأن انتهاء المؤسسة القومية لتيسير الحج من إجراء الاختبارات التحريرية لمشرفي حج الجمعيات الأهلية لموسم 1446 هـ - 2025م.
1227 مرشحًا للإشراف على حج الجمعيات الأهليةوخاض الاختبارات التحريرية الإلكترونية التي أجرتها المؤسسة القومية لتيسير الحج 1227 مرشحًا للإشراف على حج الجمعيات الأهلية، حيث تم إجراء الاختبارات وفقًا لمعايير شفافة ومنضبطة، وذلك للقضاء على أي شائبة قد تشوب عملية الاختيار باعتبار المشرف أحد العوامل الرئيسية المهمة في نجاح منظومة الحج، حيث تم وضع الأسئلة بمعرفة لجنة مشكلة من مجلس الأمناء وتضمنت أسئلة دينية تم وضعها بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية وأسئلة إدارية وسلوكية.
واجتاز الاختبارات 630 مرشحا ممن خاضوا الاختبارات، حيث ستعقد لهم مقابلات شخصية تجريها اللجنة لاختيار 272 مشرفًا لموسم حج 1446هـ - 2025م.
ضوابط اختيار مشرفي رحلة حج الجمعيات الأهليةوكانت وزيرة التضامن الاجتماعي قد اعتمدت ضوابط اختيار مشرفي رحلة حج الجمعيات الأهلية لهذا العام بواقع مشرف لكل 46 حاجا، يخصص منها نسبة 60% على الأقل ممن سبق لهم الإشراف على حج الجمعيات ونسبة 40% للمشرفين الجدد.
ومنحت وزارة التضامن الاجتماعي هذا الموسم الفرصة للسيدات في التقدم للإشراف هذا العام ممن يقل سنهم عن 50 عامًا للمشرفين الجدد، و60 عامًا لأصحاب الخبرات الإشرافية ومنحهن نسبة تمثيل أكبر من الأعوام السابقة، فيما سيتم اختيار المشرفين سواء الجدد أو الخبرات من الرجال والسيدات وفق اختبارات تحريرية وشفوية من خلال لجان مشكلة من مجلس أمناء المؤسسة.
الشروط المطلوبةوأكد أيمن عبدالموجود الوكيل الدائم لوزارة التضامن الاجتماعي والمدير التنفيذي للمؤسسة القومية لتيسير الحج أنه يشترط في المرشح للإشراف، أن يكون عضو مجلس إدارة أو عضو عامل بإحدى الجمعيات المقيدة طبقًا لأحكام القانون 149 لسنة 2019، وأن يتمتع باللياقة الصحية والبدنية والثقافة الدينية الصحيحة اللازمة لأداء المهمة بكفاءة عالية بالإضافة إلي اجتيازه الاختبارات التحريرية الإلكترونية والمقابلة الشخصية التي تجريها المؤسسة القومية لتيسير الحج وفقًا لمعايير شفافة ومنضبطة، وذلك للقضاء على أي شائبة قد تشوب عملية الاختيار.
وأضاف عبد الموجود أنه من ضمن شروط الترشح للإشراف ألا يزيد سن المرشحين الجدد على 50 عاما وألا يزيد سن المرشحين ذوي الخبرة على 60 عاما ويحسب السن في 30 يونيو 2025، مشددا على أنه عقب إعلان نتائج المرشحين للإشراف لهذا العام، سيتم عقد برامج تدريبية سيتم خلالها تدريب وتأهيل المشرفين، من خلال ورش عمل ستشمل كافة المراحل التي يمر بها المشرف والمهام التى يقوم بها منذ اختياره حتى عودة الحجاج بخلاف تدريبه على المهارات المتعلقة بالتعامل مع الحجاج وحسن التصرف في المواقف، وكذلك المعلومات الدينية المتعلقة برحلة الحج والمعلومات الطبية المهمة، وكذلك تدريب المشرفين على مهارة استخدام تكنولوجيا المعلومات في رحلة الحج بما ييسر عليه القيام بدوره، وكذلك لأعمال المتابعة للمشرف طوال مدة الرحلة.