جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-24@09:02:44 GMT

النُزُل والملاعب الأهلية

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

النُزُل والملاعب الأهلية

 

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

 

موضوعي مرتبط بالمعرفة، المعرفة هي ذروة سنام عقل الإنسان، هي الفهم العميق، والفهم في حد ذاته منجز وارتقاء وعلو، الفهم مرتبط بشمول التفكير وعقلانيته، وبتنمية المجتمع وتمكينه من القيام بدوره الاقتصادي والاجتماعي، الحديث هنا عن المشاريع الأهلية كمشاريع المتاحف الخاصة، المقاهي "التراثية الحديثة" (إذا جاز التعبير) التي تستغل البيوت والأبنية الأثرية، إضافة إلى النُزُل، وملاعب كرة القدم الأهلية وغيرها.

هذه المشاريع يمكن أن تشكل مؤسسات واسعة النفع والمردود بالنسبة للمجتمع وللأفراد، والحقيقة أن قلة اطلاعي على الأمر لا يجعلني بعيدا عن جهد القائمين على هذه المشاريع، النُزُل الخاصة والملاعب الأهلية (على الأقل)، ولأني أردت الفائدة من هذا المنشور فقد استكشفت الأمر من الأصدقاء لتجديد المعرفة حول هذه المشاريع، ولعلي أطرح هنا بعض الأفكار التي قد تُعين على اتخاذ قرار لصالح تلك المشاريع وغيرها وتعظيم مردودها النفسي وحتى المادي على المجتمع وتشجيع أصحابها على الاستمرار من خلال الضوابط البسيطة، والمساهمة في نجاحها.

أغلب المشاريع الأهلية كالنُزُل الخاصة والملاعب الأهلية وغيرها تُنشأ بدافع من الأهالي وبجهود ذاتية لا تذهب أموالها للخارج، بل هي لخدمة المجتمع وتدور في نفس المحيط، ومن خلال مشاريع النُزُل الخاصة يمكن توسيع الأعمال (في حال نجاحها) لتضم شبابًا كثرًا يساهمون أيضًا في نجاح المؤسسة، وعلى ضوء البيانات المتوفرة مسبقًا للوزارة المعنية عن المشروع ومتابعة نجاحاته يمكن حينها تطبيق بعض الإجراءات التي تستفيد الحكومة منها أيضًا كمشاريع منتجة.

فتح المجال لتبسيط الإجراءات الفعلي، وتقليل أو حتى انعدام الرسوم أمر مهم في تشجيع بعض المشاريع الأهلية كالنُزُل الخاصة وغيرها، ومتابعتها بعين العناية وتنفيذ بعض الضوابط والأطر التي تجوّد العمل وتمضي به للأمام، ولا يقف دور الوزارة المعنية على ذلك بل ضرورة المساهمة لتوجيه المكاتب السياحية جلب السياح لتلك النُزُل كمنتج محلي (ربما يرغب به السائح!)، ولأنها تمتلك البيانات والمعرفة الكاملة بها فعليها إقامة المسابقات السنوية للتنافس الشريف في رفع مستوى الجودة والابتكار، وإشراك المتميز منها في معارض الوزارة  العالمية، ويمكن اعتبارها صناعة عُمانية لا مثيل لها في هذا المجال الحيوي.

الملاعب الأهلية هي الأخرى مشاريع لفرق أهلية مجتهدة، تُعين أنديتها التي تنطوي تحتها، وبالتالي ترفد المنتخب بالعديد من اللاعبين ومن ثم تساهم في رفع علم البلاد بين فضاءات كرة القدم وغيرها المهمة، ولها مضامين اقتصادية واجتماعية هامة، وكما قال حسين شبكشي في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط: الكرة السعودية استثمار وإثارة، "من المهم جدا فهم التوجه الكبير خلف صفقات الدوري السعودي لمعرفة المشروع الأكبر، ومن ثم استيعابه ضمن مفهوم اقتصادي ومالي واستثماري".

بالطبع لا توجد مقارنة، ولكن التشجيع من الغايات النبيلة لتحقيق الأهداف وهي مشاريع كامنة تطالب بالتمكين، ومساهمة الحكومة لا مناص منه بغية استمرار هذه المنشآت كملاعب خضراء أُنشئت بعضها بالتعاون مع القطاع الخاص، وكما يقال: السيل يبدأ بقطرة، والأمل في التقليل من وطأة استهلاك كهرباء هذه الفرق ومعاملتها كفرق أهلية وليس كمشروع تجاري أمر في غاية الأهمية ومستوى راقٍ من التشجيع، مبالغ هذه الفرق تذهب لتطوير الملعب وبنيته الأساسية، وأنا على علم بأن العديد منها تعاني شح التمويل ومكسبها من إيجارات ومسابقات لا يغطي أحيانا فاتورة الكهرباء التي هي مبالغ باهظة بالنسبة لإدارات هذه الملاعب، مما تضطر في أحيان كثيرة لتجميع مساهمات خارجة عن الاشتراكات الشهرية لأعضائها، وقد أهملت ملاعب كانت لها صولاتها وجولاتها وعادت رملية كما كانت بسبب المصاريف المتنوعة والتي على رأسها فاتورة الكهرباء. 

هذه الفرق تقوم بدور فاعل في تربية النشء، وضمهم بعيدًا عن الملهيات غير المحببة، وتعلّم الأجيال الانضباط والمبادرة والتعاون والصدق ومباديء ومُثُل أخرى كثيرة، وفوائد لا حصر لها أهمها الاتزان والصحة النفسية والجسدية، الدور الذي تشغله هذه المؤسسات الأهلية لا تستطيع مؤسسات أخرى القيام به، الأمر الذي تُقْدِم إليه بملء إرادتك تسهم وتحافظ عليه بكل قوتك.

ومن منظور اجتماعي بحت، فهذه الفرق ليست مكلفة القيام بهذا الدور لكن بعض رجالات المجتمع الأوفياء قاموا ويقوموا به حبًا وشغفاً، آمنوا بأنه دورهم ومهمتهم لدى الأبناء، ومساهمةً منهم للمجتمع، لذا نشأت الفرق الرياضية، وأعتقد من هذا الأفق استحقاقهم لمكافآت تعزيزية وليس تعقيدا لمجرد المنظور الذي تعمل من خلاله الملاعب، وعليه لابد من فهم مسار هذه الفرق وهدفها البعيد، وكما ذكر موقع الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بأن الرياضة (بشكل عام) تقوم بتعزيز دورها في المجتمعات، ودعا إلى أهمية تسخير الرياضة في سبيل المساعدة على إقامة عالم ينعم فيه الجميع بمزيد من الصحة والسعادة والازدهار. 

ففي الوقت الذي تطلب فيه الأمم المتحدة، حسب موقعهم على الشبكة العالمية، من الحكومات والمنظمات غير الحكومية، تضافر الجهود لتضمين الرياضة في السياسات والبرامج المتعلقة بالتعليم والتنمية والصحة، يأتي من يضيّق على المجتهدين والمبادرين الأهليين في سبيل إنشاء ملاعب كرة القدم والرياضة بشكل عام، التي من شأنها ضم مواهب الأبناء، و رعايتها وتنميتها وليؤدي هؤلاء الدور المؤسسي من الألف إلى الياء.

أعتقد اعتقادًا كبيرًا أن مشاريع النُزُل الخاصة والملاعب الأهلية وغيرها، يسهم كل واحد منها بما يخدم الاقتصاد والمجتمع، ويكرس فكرة التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لرفد المجتمع المحلي بطاقات شبابية يعتمد عليها في المستقبل، ويثري من شأن السياحة والصحة، وكما كان هناك تشجيع وتسهيل على إنشاء هذه المرافق من خلال القوانين والنظم؛ نأمل أن يكون هناك تشجيع وتسهيل من خلال خلالها أيضًا لكي تستمر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار تؤشر خللاً بعملية التعداد: الفرق لم تصل الى بعض المناطق

مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار تؤشر خللاً بعملية التعداد: الفرق لم تصل الى بعض المناطق

مقالات مشابهة

  • السوداني يوجه بتنفيذ مجموعة من المشاريع الخدمية في قضاء القاسم بمحافظة بابل
  • 10 ألف زيارة منزلية لكبار السن وذوي الهم بالشرقية
  • تدريب موظفي تعليمية الداخلية على إدارة المشاريع الرشيقة في المؤسسات الحكومية
  • في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنود كينيا وغيرها إلى قوة أممية لحفظ السلام
  • مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار تؤشر خللاً بعملية التعداد: الفرق لم تصل الى بعض المناطق
  • لدعم المشاريع التنموية.. مؤسستا “مسك” و”غيتس” تطلقان برنامج “تحدي نحو الأثر”
  • محافظ لحج يطالب بسرعة إنجاز وثائق المشاريع التنموية.. خطوة نحو التنفيذ
  • السوداني يجدد توجيهاته بوجوب إنجاز المشاريع الخدمية ضمن الجداول الزمنية المعدّة مسبقاً
  • بقيمة 220 ألف دولار.. 31 جائزة لأصحاب المشاريع في ختام "ملتقى القاهرة السينمائي"
  • السوداني يتجول في بغداد ويكرر توجيها يخص انجاز المشاريع