اجراءات تعسفيه للتحكم بأعمارنا
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قال سيدنا إبراهيم : ان الله يحيي ويميت. فقال النمرود: وأنا أحيي وأميت. ثم قال: سوف آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي، فأقتل أحدهما فأكون قد أمته، وأعفو عن الآخر فأتركه وأكون قد أحييته. .
هذا ما يراه الطغاة، وهذا ما سارت عليه السلطات المستبدة في كل زمان ومكان، وعلى هذا النهج الهمجي افرج ملك المغرب قبل أعوام عن آلاف السجناء والمحكومين بالإعدام بمناسبة ذكرى ختان نجله (ولي العهد).
قبل بضعة أيام نجحت الكيانات السياسية المتظاهرة بالتضحية من اجل القضية والمتباكية عليها بدموع التماسيح، نجحت بمطاردة كاتب معروف بمواقفه الإنسانية المدافعة عن القضية، فكبلته بالقيود وحاصرته بإجراءاتها التعسفية، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في بيته. منعته من الكتابة وحرمته من خدمة الإنترنت حتى لا يواصل نشاطاته الكتابية في الذود عن القضية. كانت إقامته القسرية مشروطة بالحضور شخصيا للتوقيع في مركز الشرطة القريب من منزله بمعدل مرة واحدة كل اسبوع، وعلى وجه التحديد يوم الخميس، وان لا يغادر مدينته إلا بموافقة السلطات التنفيذية وتحت أنظار الأجهزة الرقابية. .
وهكذا صارت حياته متوقفة على تسجيل الحضور الأسبوعي من اجل الحصول على موافقة السلطات الحاكمة بتمديد ما تبقى من عمره لمدة سبعة أيام قابلة للتجديد والتقسيط. فيشعر كل مرة بعد خروجه من مركز الشرطة انه حر طليق، يحق له التنفس واستنشاق هواء بلاده، لكنه وقع من دون أن يدري في دولاب الزمن، فأنكسر مجداف عمره بزحمة الروج، و وقف بيه الزمن يم اليكرهون. .
يذكرني موقفه هذا بعناصر فيلم: ماتريكس أو المصفوفة (The Matrix)، وهو فيلم خيالي من إنتاج عام 1999، يتناول فكرة تدجين الإنسان وإخضاعه للرقابة الدورية، وإدخاله في برنامج (المصفوفة) الماتريكس الذي يجعل البشر يعيشون في قوالب افتراضية مشحونة بالأزمنة الضائعة. .
كلمة اخيرة: نجح الفيزيائيون منذ سنوات في صناعة اول بلورة زمنية تتألف من أنماط متكررة تتشابه في بعض الاتجاهات، ولكن ليس في جميعها. ونجح الفاشلون عندنا في ابتكار ابشع الحلقات الزمنية التعسفية، وتوظيفها في مطاردة اصحاب الضمائر الحية، وتضييق الخناق عليهم. .
ولله في خلقه شؤون د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بين الوهم والحقيقة … نحزن ونفرح لما ليس ملكنا ؟؟
بقلم الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
إن حياتنا على هذا الكوكب ليست سوى ومضة عابرة في الزمن الكوني الممتد عبر مليارات السنين.
ورغم هذه الحقيقة نجد أنفسنا غارقين في أحزان وأفراح تجاه أمور لا نملكها حقاً
وكأننا نعيش تحت وطأة وهم السيطرة على العالم من حولنا.
الحياة التي نحياها على قصر مدتها تختزلها عقولنا في مشاعر لحظية ترتبط بأشياء زائلة.
نتألم لفقد ممتلكات أو علاقات أو فرص ونبتهج بامتلاك ما قد نفقده غداً.
في النهاية ندرك أننا لم نكن نملك شيئاً منذ البداية وأن كل ما مررنا به كان مجرد ظلال لأفكار ومشاعر
وليست الحقيقة ذاتها.
رحلة قصيرة في عمر الكون
عمر الإنسان بالنسبة للكون لا يتعدى لحظة واحدة أقل حتى من أجزاء من الثانية إذا ما قسناها بمقياس الزمن الكوني.
لكننا مع ذلك نعيش وكأن هذه اللحظة هي كل شيء ونستنزف طاقة أرواحنا الكبيرة في ملاحقة أهداف لا تدوم.
هذا التعقيد المذهل في تصميم أجسادنا وعقولنا
والطاقة الهائلة التي تحملها أرواحنا
لا يمكن أن تكون قد وُجدت لتُستهلك في حياة عابرة مليئة بالانشغال بأوهام الملكية والسيطرة !!؟؟
قصة النار والعبرة الكبرى
تصور هذه القصة مشهداً مألوفاً
اندلع حريق في منزل، ووقف صاحبه يشاهد النيران تلتهمه وهو يذرف الدموع بحرقة.
فجأة اقترب منه أحد المارة ليخبره أن المنزل لم يعد ملكه، فقد باعه بالأمس.
عند سماع ذلك تبدل حزن الرجل إلى حالة من اللامبالاة وكأنه تحرر من الألم !!
لكن عندما جاء آخر وأخبره أن الصفقة لم تكتمل عاد الرجل إلى البكاء وكأن العالم انتهى بالنسبة له.
وفي النهاية حين طمأنه ابنه بأن الصفقة قد تمت بالفعل تحولت مشاعر الأب من الحزن العميق إلى السعادة ؟؟
هذه القصة تفتح الباب للتأمل في طبيعتنا البشرية.
كيف يمكن أن تتبدل مشاعرنا بشكل جذري بناءً على ما نؤمن أنه حقيقة في اللحظة.
العبثية في الحزن والفرح
عندما نحزن أو نفرح لأمر ما فإننا غالباً لا ننظر إلى الصورة الكاملة.
نحن نتعلق بأشياء نعتقد أنها لنا
بينما الحقيقة أنها عابرة مثلنا تماماً.
المنزل الذي نبكي عليه الثروة التي نخسرها أو حتى العلاقات التي نتمسك بها
كلها ليست أكثر من محطات مؤقتة في مسارنا.
هل من المنطقي أن ننفق طاقة أرواحنا على أشياء
ليست خالدة مثلنا ؟؟
هل يعقل أن نحمل هذا الكم من التعقيد في عقولنا لنستهلكه في معارك على ما ليس لنا حقاً ؟؟
دعوة لإعادة برمجة التفكير
الوعي بحقيقة أن حياتنا قصيرة جداً مقارنة بعمر الكون يدعونا إلى إعادة النظر في طريقة تفكيرنا.
علينا أن ندرك أن وجودنا هنا ليس مجرد صدفة عابرة
وأن طاقة الروح التي نحملها أكبر من أن تُهدر في الغرق في عواطف تتعلق بأشياء زائلة ؟
الروح خالدة هذا موكد !
نحن أكثر من لحظة عابرة
إن أعظم التناقضات التي نعيشها هي أننا نملك أرواحاً قادرة على إدراك الأبدية ومع ذلك نحصر أنفسنا في لحظات قصيرة من الزمن.
هذه الحياة بكل قصرها ليست عبثية لكنها أيضاً ليست مبرراً لأن نستهلكها في وهم الملكية والسيطرة.
نحن هنا لنتجاوز الزمن لنعبر عن الروح التي تسكننا ولنعيش بوعي يجعلنا ندرك أن الحقيقة ليست فيما نملك بل في ما نكون.
فلماذا نحزن ونفرح … على تخيلات لحظية
حيدر عبد الجبار البطاط