تركيا ترجئ البحث بشأن ضريبة مقترحة على البطاقات الائتمانية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
أرجأ الحزب الحاكم في تركيا، الثلاثاء، حتى عام 2025، نقاشا برلمانيا بشأن ضريبة مقترحة على البطاقات الائتمانية تعتبرها حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان ضرورية لتمويل قطاع الأسلحة وحماية البلاد في ظل النزاع في المنطقة، بينما اعتبرتها المعارضة بمثابة "اختلاق تهديد خارجي" للتغطية على "الأزمة الاقتصادية".
ودعا أتراك، تحت وطأة ارتفاع التضخم، مصارفهم إلى خفض الحد الأقصى الائتماني المخصص لهم بعدما عرض حزب العدالة والتنمية الحاكم مشروع القانون بشأن الضريبة على البرلمان، الجمعة.
وفي ظل الانتقادات، أعلن الحزب إرجاء النقاش الى العام المقبل. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية عبدالله غولر "صدرت بعض الاعتراضات من مواطنينا، سندرس كل ذلك بالتفصيل".
أضاف "لقد أرجأنا نقاشاتنا وسنعيد الدراسة، عقب الموازنة، ما إذا كانت بعض النقاط تحتاج لتعديل أو حذف".
وكان التشريع مطروحا على وقع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة وحزب الله في لبنان، والضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، وهي أحداث فاقمت المخاوف العالمية من إمكانية اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وقال وزير المال التركي، محمد شيمشك لشبكة "إن تي في" الخاصة "لا خيار أمام بلادنا غير زيادة قوة الردع لديها. هناك حرب في منطقتنا حاليا. نحن في منطقة مضطربة".
ونصّ مشروع القانون على أنه سيتعيّن على الأشخاص الذين يبلغ الحد الأقصى لبطاقاتهم الائتمانية 100 ألف ليرة (ثلاثة آلاف دولار) على الأقل، دفع ضريبة سنوية قدرها 750 ليرة (22 دولارا) اعتبارا من يناير لدعم قطاع الدفاع.
وأشار شيمشك إلى أن "هدف مشروع القانون واضح"، مضيفا "إذا عززنا قوة الردع لدينا، فستزداد قدرتنا على الوقاية من النيران المشتعلة في المنطقة". لكنه أضاف أن مشروع القانون بات أمام البرلمان ويمكن للحزب الحاكم أن "يعيد تقييمه".
ولدى اقتراحه الضريبة الجمعة، أفاد غولر بأن تركيا ستكون الهدف التالي لإسرائيل، وهي وجهة نظر لطالما رددها إردوغان، بحسب تقرير وكالة فرانس برس.
وقال غولر "في وقت نجد أنفسنا عالقين في ظل كل هذه التطورات الساخنة جغرافيا، يتعيّن علينا جعل قطاع الدفاع لدينا أقوى من أي وقت مضى".
قطاع الأسلحة
وحذّر إردوغان الذي انتقد العملية العسكرية الإسرائيلية في كل من غزة ولبنان من أن الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تستهدف تركيا قريبا، ما دفع المعارضة للمطالة بجلسة طارئة في البرلمان للحصول على تفاصيل من الحكومة.
وشدد إردوغان خلال مؤتمر استضافه حزبه العدالة والتنمية، الثلاثاء، على التهديد الذي تمثله إسرائيل.
وقال "إذا كان هناك من لا يرون الخطر المحدق ببلادنا.. فإننا نرى الخطر ونتّخذ كافة أنواع الإجراءات".
وبينما ازدهر قطاع الدفاع التركي في السنوات الأخيرة، إلا أن شيمشك أشار إلى أنه يحتاج إلى دفعة إضافية.
وذكر وزير المال التركي بأن القطاع يخطط للاستثمار في ألف مشروع بما في ذلك منظومة للدفاع الجوي قادرة على حماية تركيا من الهجمات الصاروخية.
وأضاف أن "ذلك يتطلب موارد".
ولفت إلى أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، خصصت 90 مليار ليرة من ميزانيتها لتمويل قطاع الدفاع العام الماضي. وأضاف "رفعنا المبلغ هذا العام إلى 165 مليار ليرة. وقد نحتاج إلى مضاعفة هذا المبلغ".
وقّعت شركات الدفاع التركية عام 2023 عقودا يبلغ مجموع قيمتها 10.2 مليارات دولار، بحسب رئيس "وكالة الصناعات الدفاعية" التركية خلوق غورغون.
وأوضح بأن شركات تصدير الأسلحة العشر الأكبر في تركيا ساهمت بنحو ثمانين في المئة من إجمالي عائدات التصدير.
ووصلت مبيعات مسيّرات "بايكار" التركية التي استخدمت في ناغورني قره باغ أو أوكرانيا، إلى 1.8 مليار دولار.
"التغطية على الأزمة الاقتصادية"
والأسبوع الماضي، عقد البرلمان جلسة مغلقة للطلب من الحكومة تفسير السبب الذي يدفعها لاعتبار أن إسرائيل تمثّل تهديدا محتملا، لكن المعارضة أشارت إلى أنها لم تقتنع بالرد الرسمي.
وقال الناطق باسم حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، دنيز يوجيل، الاثنين، إن الحكومة تستغل المشاعر الوطنية للتغطية على "أزمة اقتصادية".
ارتفع معدل التضخم خلال العامين الماضيين إذ بلغ معدلا سنويا نسبته 85.5 في المئة في أكتوبر 2022 و75.45 في المئة في مايو 2023.
وأظهرت بيانات رسمية بأنه تراجع إلى 49.4 في المئة في سبتمبر.
وقال يوجيل الاثنين إن حزب العدالة والتنمية "يحاول اختلاق تهديد خارجي وأجندة حرب زائفين عبر خطاب أن إسرائيل قد تهاجمنا".
وأضاف "نعرف ونرى بأنهم يحاولون التغطية على الأزمة الاقتصادية التي تسببوا بها".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات التضخم تركيا تركيا التضخم في تركيا التضخم تركيا اقتصاد مشروع القانون قطاع الدفاع فی المئة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اعتقال أكثر من 1800 شخص على خلفية الاحتجاجات المناصرة لإمام أوغلو في تركيا
كشف وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الخميس، حصيلة الاعتقالات خلال المظاهرات المناصرة لرئيس بلدية إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو خلال الأيام الماضية، مشددا على أن "العدالة تُحقق في قاعات المحاكم لا في الشوارع".
وأوضح يرلي كايا في تصريحات صحيفة بالعاصمة التركية أنقرة، أن السلطات الأمنية اعتقلت ألفا و879 مشتبها بهم في المظاهرات "غير القانونية" التي اندلعت عقب اعتقال إمام أوغلو في 19 آذار /مارس الجاري.
وأشار الوزير التركي إلى أن 662 مشتبها من الذين جرى القبض عليهم خلال التظاهرات لا يزالون قيد الاحتجاز، مشددا على أن "محاولة قمع القانون باحتجاجات الشوارع أو إسكات العدالة بحملات الإعدام خارج نطاق القانون لن تفيد أحدا".
أكد يرلي كايا أن "كل مظاهرة تتوافق مع الدستور والقوانين تحظى بتقدير كبير"، لافتا إلى أن وزارة الداخلية منحت خلال عام 2023 الإذن إلى 863 طلب للتظاهر وتنظيم المسيرات من أصل 903، مؤكدا أن التظاهر غير المسلح وغير العدواني حق دستوري لا يحتاج إلى إذن مسبق.
وبحسب وزير الداخلية التركي، فإن الاحتجاجات التي دعت لها المعارضة خلال الأيام الماضية للاحتجاج على اعتقال إمام أوغلو أسفرت عن إصابة 150 من عناصر الشرطة.
وكانت إسطنبول شهدت على مدى الأيام الماضية مظاهرات حاشدة في منطقة سراج خانة الملاصقة لمبنى بلدية إسطنبول الكبرى للتنديد بسجن إمام أوغلو المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة.
والثلاثاء، قرر حزب "الشعب الجمهوري" تعليق الاحتجاتا في منطقة سراج خانه، على أن يحتشد أنصارها من جديد يوم السبت المقبل في منطقة ماله تيبه لاستئناف المظاهرات المناصرة لإمام أوغلو.
والأحد، قرر القضاء التركي بعد أيام من توقيف إمام أوغلو على ذمة التحقيق بقضايا تتعلق بالفساد والإرهاب سجن رئيس بلدية إسطنبول على خلفية الاتهامات المتعلقة بالفساد، في حين جرى رفض طلب النيابة العامة اعتقاله على ذمة قضية "الإرهاب".
وكان أردوغان شن في أكثر من مناسبة هجوما حادا على المعارضة، معتبرا أن ما شهدته بلاده خلال الأيام الماضية "يؤكد مجددا أن تركيا، كدولة كبيرة، فيها حزب معارضة رئيسي يفتقر إلى البصيرة والرؤية والجودة، ويبدو صغيرا وضعيفا سياسيا".
في المقابل، انتقدت المعارضة حملة الاعتقالات التي طالت إمام أوغلو ومقربين منه على خلفية تهم متعلقة بـ"الفساد" و"الإرهاب"، معتبرة ذلك بمثابة "انقلاب على الرئيس القادم".