تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024، عن الجهود الأمريكية الجارية لوقف إطلاق النار في لبنان وإنهاء التصعيد في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، فقد قلّلت مصادر مطّلعة من أهمية التسريبات عن جهود تبذلها الولايات المتحدة وفرنسا بصورة غير معلنة من أجل التوصل إلى اتفاق سريع لوقف الحرب على لبنان.

وأوضحت أن كل ما يجري تداوله لا يتجاوز اتصالات يهدف الغربيون من خلالها إلى تقصّي الموقف الفعلي لحزب الله ومدى تأثره بالحرب المفتوحة ضده منذ منتصف أيلول الماضي.

ودعت المصادر إلى التوقف عند البيانات والخطوات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، والذي يبدو أنه في سياق موجة جديدة من التصعيد على أكثر من صعيد.

وقالت المصادر إن "الاتصالات التي جرت قبل أيام بعيداً عن الإعلام، شاركت فيها عاصمتان عربيتان تربطهما علاقات بالجانبين الأميركي والإسرائيلي، وإن الحديث تركّز على "خلق ظروف مؤاتية لخفض التصعيد".

وأضافت أن الحديث تركّز على "محاولة غير مكتملة" لإقناع إسرائيل بوقف أي هجمات على بيروت والضاحية الجنوبية، مقابل الحصول على تعهد من حزب الله بعدم قصف مدينة حيفا أو تل أبيب.

وقالت إن الهدوء الحذر الذي يسود العاصمة والضاحية له أسبابه غير المرتبطة حصراً بالمفاوضات السياسية، وإن مسؤولاً في دولة خليجية معنية بالاتصالات أكّد أنه لم يسمع لا من الولايات المتحدة ولا من إسرائيل أي ضمانات حول عدم عودة إسرائيل إلى قصف العاصمة أو الضاحية.

وأوضحت المصادر أن الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت الدولي وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون إن اسرائيل زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها حزب الله لتهريب السلاح إلى لبنان.

وبحسب المصادر، فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفع وتيرة القصف في أكثر من منطقة في لبنان، ضمن سياق الضغط على البيئة الشعبية لحزب الله وعلى بقية القوى السياسية، وإن الهدف الآخر هو نقل الصورة بعيداً عن المواجهات القائمة عند الحدود، حيث اضطر إلى زيادة عدد قواته بشكل كبير على طول الحدود مع لبنان من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا شرقاً.

وتوقّعت المصادر أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بجولة جديدة من العنف ضد أكثر من منطقة لبنانية، بذريعة أنه يهاجم أهدافاً لحزب الله أو شخصيات قيادية فيه.

وقالت إن الاحتلال لا يزال يضغط ميدانياً لترهيب جنود قوات اليونيفل من أجل الضغط على حكومات بلادهم لسحبهم من الجنوب، بقرار تتخذه كل دولة على حدة، بعدما تبيّن أنه لن يكون هناك قرار صادر لا عن الأمين العام للأمم المتحدة ولا عن مجلس الأمن بسحب القوات الدولية مسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من الحدود مع فلسطين.

وبحسب المصادر، فإن الجهات اللبنانية باتت على اطّلاع على مشروع إسرائيلي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات وتمتد على طول الحدود، على أن تكون خالية ليس فقط من القوات الدولية والجيش اللبناني، بل من كل المدنيين اللبنانيين، وكذلك من المؤسسات الرسمية المدنية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة.

وقالت المصادر إن إسرائيل تفترض أن قواتها ستتمكن خلال أسابيع من احتلال كل هذه المنطقة، وأنها تريدها منطقة خالية بصورة تامة، وهي تسعى لأن تكون تحت سيطرتها وحدها، وستبقيها تحت سيطرتها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد حول الترتيبات الأمنية التي يطلبها الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، والتي تشتمل على تغييرات جوهرية في القرار 1701.

ولفتت المصادر إلى أن التنسيق المصري – القطري ارتفع مستواه في الفترة الأخيرة حيث يبدي الجانبان خشية من أن تكون الولايات المتحدة قررت ترك إسرائيل تفعل في لبنان كما تفعل في غزة .

وأوضحت أن المصريين حذّروا خصوصاً من خطورة التصورات الإسرائيلية، وأن ما يطرحه الاحتلال الإسرائيلي غير قابل للتحقق إلا في حال قامت إسرائيل بحرب إبادة جديدة في لبنان كما تفعل في غزة.

وقالت المصادر إن المصريين نصحوا الجانب الأميركي بالتدخل سريعاً لأن ما يجري في لبنان قابل للتوسع إلى أبعد بكثير من الدائرة الحالية، مع إشارة لافتة إلى معلومات منسوبة إلى المخابرات العامة المصرية، تفيد بأن القاهرة أطلعت الجانب الأميركي على معطيات لديها حول "عدم تعرض البنية العسكرية لحزب الله لضرر كبير" بعد الضربات الإسرائيلية، وأنه يفترض بالولايات المتحدة "عدم الاستماع إلى معلومات وتقديرات الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد ما كشفته المعارك في غزة طوال عام، وحيث لا تزال حماس قادرة على تشغيل كتائب كبيرة في كل مناطق القطاع". بينما "قدرات حزب الله ومناطق انتشاره وعديده اكبر بكثير من الفصائل الفلسطينية مجتمعة". بحسب الصحيفة

ومن الجانب اللبناني القريب من مزارع شبعا المحتلة، لوحظ أن التحركات الإسرائيلية توسّعت في تلك المنطقة، مع تسريبات مصدرها وسائل إعلام إسرائيلية حول "انتشار عسكري يمهّد لعملية برية محدودة" في منطقة مزارع شبعا، علماً أن قوات الاحتلال أقدمت خلال الأشهر القليلة الماضية على إعادة نشر قواتها في قواعدها العسكرية في الجولان بعد تعرضها لضربات بالمُسيّرات من جانب حزب الله أو المقاومة الإسلامية في العراق.

وقد أخليت بعض المواقع، لكن الاحتلال يضع في تلك المنطقة المرتفعة مرابض مدفعية بعيدة المدى تتولى القصف الدائم على مناطق كثيرة في القطاعين الأوسط والشرقي في لبنان.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة لحزب الله حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي وولي عهد السعودية يطالبان بوقف إطلاق النار بغزة ولبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت المباحثات المصرية السعودية اليوم الثلاثاء، تناول التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، حيث تم التوافق على خطورة الوضع الإقليمي وضرورة وقف التصعيد.

وشدد الزعيمان على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، هي السبيل الوحيد لتحقيق التهدئة والسلام والأمن بالمنطقة على نحو مستدام، منوهين إلى أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية من شأنها أن تتسبب في استمرار حالة الصراع بالمنطقة.

وطالب الزعيمان في ذلك السياق ببدء خطوات للتهدئة تشمل وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفي لبنان، ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، والتوقف عن سياسات حافة الهاوية بما يوقف دائرة الصراع الآخذة في الاتساع، وتم كذلك تأكيد ضرورة احترام سيادة وأمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه. كما تباحث الزعيمان حول عدد من القضايا الإقليمية على رأسها أمن منطقة البحر الأحمر، والأوضاع في السودان وليبيا وسوريا.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمطار القاهرة الدولي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، الذي يحل ضيفاً عزيزاً على وطنه الثاني مصر. وقد اصطحب الرئيس ضيف مصر الكريم إلى قصر الاتحادية، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية.
 

مقالات مشابهة

  • مصر: اتصالات مكثفة لخفض التصعيد بالمنطقة
  • إسرائيل تقصف بيروت بعد رفض نتنياهو وقف إطلاق النار
  • إسرائيل وحزب الله.. تزايد الهجمات بالتزامن مع مساعي وقف إطلاق النار
  • الرئيس السيسي وولي عهد السعودية يطالبان بوقف إطلاق النار بغزة ولبنان
  • ميقاتي للجزيرة: نسعى لوقف إطلاق النار ولدينا ضمانات أميركية لخفض التصعيد
  • واشنطن على الحياد بمواجهة الأهداف المتضاربة في لبنان
  • قطر تؤكد دعمها جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بلبنان
  • الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار تجنّبا لـحرب إقليمية كبيرة
  • سلطنة عُمان وإيران تبحثان وقف التصعيد بالمنطقة