لبنان ٢٤:
2025-03-15@10:10:02 GMT

ماذا عن اليوم التالي؟

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

ماذا عن اليوم التالي؟

قد يبدو طرح هذا السؤال عن اليوم التالي لوقف هذه الحرب الهمجية، التي أعادت لبنان إلى الوراء سنوات ضوئية، غير مستحب وغير مقبول ربما من بيئة "حزب الله" المستهدفة بالاعتداءات والاغتيالات والتهجير، وغير مناسب مع الظروف التي يعيشها أكثر من مليون لبناني نازح في بلده.  فصوت المعركة يعلو اليوم كل ما عداه من أصوات، وإن كانت محقّة.

فما تقوم به إسرائيل من اعتداءات لم يشهد لبنان مثيلًا لها في السابق، وشعبه يعاني ما لم يعانه شعب آخر على مدى سنوات من شتى أنواع الحروب الخارجي منها والداخلي. وعلى رغم هذه الحساسية لدى هذه البيئة في هذه الظروف الصعبة، التي تمرّ بها، فإنه لا بدّ من التفكر جدّيًا عن المستقبل وعمّا سيكون عليه الوضع الداخلي بعد أن ينكشح غبار المعارك، التي لا بد من أنها ستتوقف في يوم من الأيام، مع أن بعض المحللين يرون عكس ذلك، إذ يتوقعون أن تستمر إسرائيل في حربها حتى تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، وهي كثيرة. ويقولون بأنها لم تبدأ هذه الحرب المفتوحة من غزة وصولًا إلى لبنان، وربما إلى أبعد منه، لكي تنهيها قبل التوصّل إلى ما يحول دون تكرار عملية مشابهة لعملية "طوفان الأقصى" في المستقبل.
ويتضح من خلال سياق ما ترمي إليه إسرائيل من أهداف ظاهرة ومبيتة أنها تسعى من خلال جواسيسها في الداخل إلى الاكثار من بثّ الشائعات المغرضة، التي يمكن من خلالها زعزعة ما تبقى من ثقة بين المكونات اللبنانية المعارضة لسياسة "حزب الله" في المطلق، ولاسيما ما له علاقة بـ "حرب الاسناد والمشاغلة" وبين البيئة الحاضنة لـ "الثنائي الشيعي"، والتي أصبحت على تماس يومي مع بيئات أخرى من خلال وجودهم المؤقت في أمكان النزوح. والهدف من هذه الشائعات تعميق الخلافات بين هذه المكونات وصولًا إلى أجواء قد تكون شبيهة إلى حد كبير بالأجواء التي سادت بلدة برجا بعد استهداف أحد المباني فيها، وقيل إنها كانت موجهة ضد عنصر من عناصر "حزب الله". إلا أن التعليمات المعطاة من قِبل أحزاب "المعارضة" لجمهورها في هذا المجال واضحة، وتقضي بعدم الإفساح في المجال أمام أي تأثيرات ظرفية لتعكير الأجواء بين النازحين وبين مستضيفيهم، وذلك إدراكًا من المسؤولين الحزبيين لحساسية هذه القضية ومدى تأثيرها السلبي مستقبلًا على العلاقات اللبنانية – اللبنانية.
فالحرب، وإن طالت، ستحطّ رحالها في يوم من الأيام، لأن إسرائيل لن تستطيع أن تصمد طويلًا لا في الميدان ولا أمام الضغط الدولي، الذي يطالبها بإلحاح بوقف عدوانها على لبنان وعلى غزة. وعندما ستنتهي هذه الحرب المدّمرة تعود الخلافات القديمة – الجديدة لتطفو على وجه الأزمة السياسية، التي كانت قائمة قبل عملية "طوفان الأقصى" وقبل "حرب الاسناد والمشاغلة"، وهي باقية طالما أن اللبنانيين غير متفقين على عناوين أساسية كثيرة في الحياة السياسية المشتركة مساحاتها بين الجميع.
فما بعد الحرب لن يكون الوضع كما كان قبلها، لا شكلًا ولا مضمونًا. هذا ما يقوله كلا الطرفين المتناقضة نظرتهما إلى المستقبل. وهذا ما يجب أن يُطرح على بساط البحث الجدّي في مؤتمر وطني جامع وشامل بعد فك أسر موقع رئاسة الجمهورية. فمن دون رئيس جديد للجمهورية تبقى الأمور على جمودها السلبي. فمن قصر بعبدا تبدأ الحلول. ومنه إلى السرايا الحكومية فساحة النجمة يُطَالب المجتمع الدولي بالضغط الفعلي على إسرائيل لوقف عدوانها، ومن ثم تُعمّم خطة التعافي التكاملية من خلال تعاون وثيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في المجال الإصلاحي وفي مجال إعادة اعمار ما تهدّم، وصولًا إلى إعادة اللحمة إلى النسيج اللبناني، الذي أصابته أكثر من شظية في هذه الحرب وفي غيرها من الحروب، وإن بغير سلاح. وهذه اللحمة لن تتحقق ما دام كل فريق "واقف على سلاحو" بالمعنى المجازي للكلمة، وما دام كل فريق "يغني على ليلاه".
وبهذا المعنى يمكن القول إن ما بعد الحرب لن يكون كما كان قبله، أقله بالنسبة إلى الذهنية التي كانت سائدة لدى الجميع قبل 8 تشرين الأول من العام 2023.  ويبقى السؤال الأكثر واقعية عن مدى قدرة لبنان على الصمود أمام هول ما ينزل به من كوارث من دون جواب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الحرب من خلال

إقرأ أيضاً:

عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين

واشنطن بوست عن مصادر:

إسرائيل ستطبق قواعد جديدة تشمل التأشيرات وتسجيل المنظمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية. الضوابط الإسرائيلية الجديدة تأتي في إطار جهود أوسع لتقليص مساحة عمل المنظمات الإنسانية. ضوابط إسرائيل تشمل مراجعة إن كانت منظمات الإغاثة أو موظفوها قد دعوا لمقاطعة إسرائيل. منظمات إغاثة: القيود الإسرائيلية الجديدة تقوض جهودنا في الضفة الغربية وقطاع غزة. منظمات إغاثة: قلقون بشكل خاص من إلزامنا بتقديم أسماء وأرقام هويات موظفينا الفلسطينيين. بيان إسرائيلي: الرقابة على منظمات الإغاثة ستضمن تنفيذ أعمالها بطريقة تتسق مع مصالح إسرائيل. وزير الشتات الإسرائيلي: النظام الجديد يهدف لمنع استغلال العمل الإنساني لتقويض الدولة. مصدر قانوني: المكلفون بتطبيق الضوابط الجديدة لا يفهمون التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. منظمات إغاثة بالأراضي الفلسطينية: هذا الوقت من أكثر اللحظات إثارة للقلق منذ فترة طويلة. منظمات إغاثة: قيود إسرائيل قد تجبرنا على التوقف عن العمل وهذا لن يكون في صالح أحد. محامون: إسرائيل تعتبر من يدافع عن تطبيق القانون الدولي مناهضا لها. عمال إغاثة: قيود إسرائيل الجديدة يمكن استخدامها لمعاقبة من انتقد سلوكها في غزة. موظف إغاثة كبير: ضوابط إسرائيل الجديدة خطيرة بالنسبة لغزة وسابقة على مستوى العالم. موظف إغاثة كبير: لا نعلم إن كنا سنبقى هنا بعد بضعة أشهر والوضع محبط للغاية ولا نعرف ماذا سنفعل. إعلان

مقالات مشابهة

  • أصوات قوية تهزّ كفرشيما وعرمون.. ماذا تبيّن؟ (فيديو)
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • التيّار غير مقتنع بشفافية التعيينات... وكلمة لباسيل اليوم
  • ماذا يعني ذهاب دروز سوريا إلى إسرائيل لأول مرة منذ 50 عامًا؟
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟
  • اليوم التالي للحرب في السودان: التحديات والاستحقاقات
  • الصين تفتح آفاقاً جديدة لشكل الحرب في العالم.. ماذا يدور في قاع البحر؟
  • إسرائيل تتحدّث عن بادرة حسن نية إزاء لبنان.. ماذا يعني ذلك؟!
  • إسرائيل تقتل قياديا في حزب الله وتفرج عن خمسة معتقلين لبنانيين