لبنان ٢٤:
2025-02-01@17:08:41 GMT

ماذا عن اليوم التالي؟

تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT

ماذا عن اليوم التالي؟

قد يبدو طرح هذا السؤال عن اليوم التالي لوقف هذه الحرب الهمجية، التي أعادت لبنان إلى الوراء سنوات ضوئية، غير مستحب وغير مقبول ربما من بيئة "حزب الله" المستهدفة بالاعتداءات والاغتيالات والتهجير، وغير مناسب مع الظروف التي يعيشها أكثر من مليون لبناني نازح في بلده.  فصوت المعركة يعلو اليوم كل ما عداه من أصوات، وإن كانت محقّة.

فما تقوم به إسرائيل من اعتداءات لم يشهد لبنان مثيلًا لها في السابق، وشعبه يعاني ما لم يعانه شعب آخر على مدى سنوات من شتى أنواع الحروب الخارجي منها والداخلي. وعلى رغم هذه الحساسية لدى هذه البيئة في هذه الظروف الصعبة، التي تمرّ بها، فإنه لا بدّ من التفكر جدّيًا عن المستقبل وعمّا سيكون عليه الوضع الداخلي بعد أن ينكشح غبار المعارك، التي لا بد من أنها ستتوقف في يوم من الأيام، مع أن بعض المحللين يرون عكس ذلك، إذ يتوقعون أن تستمر إسرائيل في حربها حتى تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، وهي كثيرة. ويقولون بأنها لم تبدأ هذه الحرب المفتوحة من غزة وصولًا إلى لبنان، وربما إلى أبعد منه، لكي تنهيها قبل التوصّل إلى ما يحول دون تكرار عملية مشابهة لعملية "طوفان الأقصى" في المستقبل.
ويتضح من خلال سياق ما ترمي إليه إسرائيل من أهداف ظاهرة ومبيتة أنها تسعى من خلال جواسيسها في الداخل إلى الاكثار من بثّ الشائعات المغرضة، التي يمكن من خلالها زعزعة ما تبقى من ثقة بين المكونات اللبنانية المعارضة لسياسة "حزب الله" في المطلق، ولاسيما ما له علاقة بـ "حرب الاسناد والمشاغلة" وبين البيئة الحاضنة لـ "الثنائي الشيعي"، والتي أصبحت على تماس يومي مع بيئات أخرى من خلال وجودهم المؤقت في أمكان النزوح. والهدف من هذه الشائعات تعميق الخلافات بين هذه المكونات وصولًا إلى أجواء قد تكون شبيهة إلى حد كبير بالأجواء التي سادت بلدة برجا بعد استهداف أحد المباني فيها، وقيل إنها كانت موجهة ضد عنصر من عناصر "حزب الله". إلا أن التعليمات المعطاة من قِبل أحزاب "المعارضة" لجمهورها في هذا المجال واضحة، وتقضي بعدم الإفساح في المجال أمام أي تأثيرات ظرفية لتعكير الأجواء بين النازحين وبين مستضيفيهم، وذلك إدراكًا من المسؤولين الحزبيين لحساسية هذه القضية ومدى تأثيرها السلبي مستقبلًا على العلاقات اللبنانية – اللبنانية.
فالحرب، وإن طالت، ستحطّ رحالها في يوم من الأيام، لأن إسرائيل لن تستطيع أن تصمد طويلًا لا في الميدان ولا أمام الضغط الدولي، الذي يطالبها بإلحاح بوقف عدوانها على لبنان وعلى غزة. وعندما ستنتهي هذه الحرب المدّمرة تعود الخلافات القديمة – الجديدة لتطفو على وجه الأزمة السياسية، التي كانت قائمة قبل عملية "طوفان الأقصى" وقبل "حرب الاسناد والمشاغلة"، وهي باقية طالما أن اللبنانيين غير متفقين على عناوين أساسية كثيرة في الحياة السياسية المشتركة مساحاتها بين الجميع.
فما بعد الحرب لن يكون الوضع كما كان قبلها، لا شكلًا ولا مضمونًا. هذا ما يقوله كلا الطرفين المتناقضة نظرتهما إلى المستقبل. وهذا ما يجب أن يُطرح على بساط البحث الجدّي في مؤتمر وطني جامع وشامل بعد فك أسر موقع رئاسة الجمهورية. فمن دون رئيس جديد للجمهورية تبقى الأمور على جمودها السلبي. فمن قصر بعبدا تبدأ الحلول. ومنه إلى السرايا الحكومية فساحة النجمة يُطَالب المجتمع الدولي بالضغط الفعلي على إسرائيل لوقف عدوانها، ومن ثم تُعمّم خطة التعافي التكاملية من خلال تعاون وثيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في المجال الإصلاحي وفي مجال إعادة اعمار ما تهدّم، وصولًا إلى إعادة اللحمة إلى النسيج اللبناني، الذي أصابته أكثر من شظية في هذه الحرب وفي غيرها من الحروب، وإن بغير سلاح. وهذه اللحمة لن تتحقق ما دام كل فريق "واقف على سلاحو" بالمعنى المجازي للكلمة، وما دام كل فريق "يغني على ليلاه".
وبهذا المعنى يمكن القول إن ما بعد الحرب لن يكون كما كان قبله، أقله بالنسبة إلى الذهنية التي كانت سائدة لدى الجميع قبل 8 تشرين الأول من العام 2023.  ويبقى السؤال الأكثر واقعية عن مدى قدرة لبنان على الصمود أمام هول ما ينزل به من كوارث من دون جواب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه الحرب من خلال

إقرأ أيضاً:

تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم

نشر موقع "موندويس" الأمريكي، تقريرًا، سلّط فيه الضوء على مؤسسة "هند رجب" التي تأسّست عقب استشهاد الطفلة هند رجب في غزة، بقصف للاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أنها تسعى لمحاكمة الجنود الإسرائيليين المتّهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، مستندة إلى أدلة تشمل منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الطريقة التي قُتلت بها الطفلة هند رجب مروعة؛ حيث وُجدت بالمقاعد الخلفية من سيارة محطمة، على بعد أمتار من دبابة ميركافا إسرائيلية"، مضيفا: "وُجدت عمتها وعمها مقتولين في المقعدين الأماميين، وأربعة من أبناء عمومتها ينزفون بجانبها".

وتابع: "كانت تتوسل لموظفة فلسطينية على الطرف الآخر من خط هاتف خلوي، وتبكي خوفا، ثم في لمح البصر، تمزقت لأشلاء بوابل طلقات الرشاشات الإسرائيلية"، مردفا: "استشهدت هند رجب قبل سنة، وكانت في السادسة من عمرها، والآن تسعى المؤسسة التي تحمل اسمها إلى تحقيق العدالة".

"ليس فقط من أجل هند، ولكن من أجل عدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي" بحسب التقرير نفسه.


ملاحقة الجنود كأفراد
أضاف الموقع أن المؤسسة لا تلاحق دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل تتبع نهجًا مختلفًا بملاحقة الجنود الإسرائيليين كأفراد. وحدّدت المؤسسة التي تتخذ من بروكسل مقرًا لها، في ملف قدمته إلى المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هويّة ألف جندي إسرائيلي تعتقد أنه يجب على المحكمة مقاضاتهم.

وأبرز التقرير: "استنادًا إلى 8000 دليل، بما في ذلك منشورات الجنود أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي من غزة المدمرة"، مشيرا إلى أنه: "من الممارسات التي تباهى بها المجنّدون والضباط الإسرائيليون على فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك وتلغرام وغيرها: القصف العشوائي".

"القتل المتعمد للمدنيين، بمن فيهم العاملون بالمجال الطبي والصحفيون والمدنيون الذين يلوحون بالرايات البيضاء؛ والتدمير الوحشي للمنازل والمستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد؛ والتجويع القسري والنهب" أبرز التقرير ما كان يتباهى به المجنّدون والضباط الإسرائيليون.

وأوضح محامي المؤسسة هارون رضا، أنّ: "مؤسسة هند رجب تراقب جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، بمساعدة شبكة من النشطاء والمحامين حول العالم"، مضيفا أنّ: "المؤسسة لديها شبكة كبيرة جدًا من المحققين في الداخل والخارج".

وتركز المؤسسة، وفق المحامي نفسه، على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للجنود الذين خدموا في غزة منذ بدء الحرب، قبل خمسة عشر شهرًا، ويقول هارون إنّ: "جميع هؤلاء الجنود لديهم حسابات على التواصل الاجتماعي، وكان العديد منهم يضعون صورًا جماعية ويُظهرون أماكنهم وممارساتهم خلال الحرب".

إلى ذلك، تقوم المؤسسة بتوثيق التواريخ والأوقات والمواقع في غزة، ثم تقارنها مع منشورات أخرى للجنود، سواء مقاطع الفيديو أو الصور.


توثيق الجرائم
ذكر الموقع أن القادة العسكريين الإسرائيليين أمروا الجنود بالتوقف عن التباهي بجرائمهم خوفًا من تعرضهم للاعتقال أو الملاحقة القضائية أثناء سفرهم إلى الخارج.

وقال هارون رضا إنّ: "قيادة الجيش لم تطلب من جنودها رسميًا التوقف عن ارتكاب جرائم الحرب، لكنهم طلبوا منهم التوقف عن نشر تلك الممارسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن القادة يعرفون ما يفعله الجنود ولا يشعرون بالخجل من ذلك، لكنهم لا يريدون أن يتورط الجنود في أي ملاحقات قضائية".

وأضاف رضا أنه: "من المثير للاهتمام أنهم بدأوا يحذفون كل المنشورات، لكنهم لا يعلمون أن الإنترنت له ذاكرة طويلة وأنه كان هناك ما يكفي من الوقت لتوثيق الجرائم"، مؤكدا أن "المؤسسة لديها قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات التي تم التحقق منها أكثر من مرة، وتلك البيانات تشكل أدلة لرفع قضايا ضد الجنود المتورطين".

واسترسل: "من بين ألف جندي وردت أسماؤهم في ملف مؤسسة هند رجب للمحكمة الجنائية الدولية، مجموعة من الضباط والقادة، بما في ذلك ثلاثة وثلاثون جنديًا يحملون الجنسية الإسرائيلية وجنسية أخرى، ومنهم أكثر من عشرة جنود من فرنسا والولايات المتحدة، وأربعة من كندا، وثلاثة من المملكة المتحدة، واثنان من هولندا".

إثر ذلك، أرسلت المؤسسة، قائمة بأسماء الجنود الإسرائيليين إلى عشر دول مختلفة يعتبرها الجنود الإسرائيليون وطنهم الأم، أو يتّجهون إليها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وهي دول تمارس الولاية القضائية العالمية على أخطر الجرائم الدولية.

وأوضح رضا أنّ: "المؤسسة تقوم بالتحقق من المناطق التي يسافر إليها الجنود المتورطون، ومن نمط الرحلات الجوية الأكثر شيوعًا، ثم رفع قضايا بحقهم"؛ موضحا أنه: "تم تقديم شكاوى في النمسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسويد وتايلاند والإكوادور".

واعتبر رضا أنه: "رغم فشل العديد من محاولات الاعتقال بعد أن تم إبلاغ الجنود بأنهم ملاحقون ونجحوا في الفرار، فإن نجاح عملية الاعتقال مسألة وقت فحسب".

وتستهدف المؤسسة أيضًا المتواطئين والمحرضين على جرائم حرب الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة، ومن بين هؤلاء جمهور فريق "مكابي تل أبيب" لكرة القدم، الذين قاموا بأعمال شغب بأمستردام في الخريف الماضي، وحاخام ينتمي للواء جفعاتي الإسرائيلي، تفاخر بتدمير أحياء كاملة في غزة، وأيّد قصف المدنيين الفلسطينيين.



شعور زائف بالأمان
أضاف رضا بأن "الجنود الإسرائيليين أصبحوا مثل مجرمي الحرب النازيين الذين هربوا إلى باراغواي أو كندا أو أوروبا وكان لديهم شعور زائف بالأمان"، مؤكدا أن "المؤسسة تتعقبهم وتستطيع مقاضاتهم في حال الذهاب إلى أي دولة ذات اختصاص قضائي عالمي أو أي دولة توافق على ملاحقتهم قضائيًا".

ويعتقد هارون أن "المسؤول عن قتل هند رجب سيمثل أمام العدالة، لأن جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم عندما تكون هناك ولاية قضائية عالمية، وهذا يعني أنه حتى لو تم اكتشاف المسؤولين عن الجريمة بعد عشرين سنة، سوف تتمكن المؤسسة من ملاحقتهم".

إلى ذلك، خلص التقرير بأنّ: "القائمون على المؤسسة بأنهم لن يرتاحوا حتى ينالوا من جميع مرتكبي جرائم الحرب في غزة، بمن فيهم المسؤولون عن مقتل هند رجب".

مقالات مشابهة

  • هكذا سلمت حماس أسرى إسرائيل.. ماذا نعرف عن وحدة الظل؟
  • رسائل اليوم التالي.. القسام تحشد وحداتها العسكرية بعملية تبادل الأسرى
  • العالم في اليوم التالي لتنصيب ترامب
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • "دولة ناشئة" في غزة.. سياسي إسرائيلي يقدم خطة اليوم التالي
  • إسرائيل تضرب أهدافًا لحزب الله.. وتقدّم شكوى ضد إيران لمواصلة تمويلها الجماعة
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • حظر إسرائيل لـ "الأونروا" يدخل حيز التنفيذ اليوم.. ماذا يعني ذلك؟
  • بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين