حروب الدم والكلمات في المنطقة العربية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تشهد المنطقة العربية منذ عقود من الزمن حروباً ومعارك متعدّدة، بعضها كلاسيكي وكثير منها وجودي وحضاري وهوياتي.
وإذا كان العنوان الأبرز للمواجهات العسكرية هو سقوط أعداد هائلة من الضحايا، المتزامن مع سفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ، في سياق مشاهد مرعبة تقشعر لها الأبدان، فإن الحروب غير التقليدية الهادفة إلى تغيير قناعات الأفراد وأفكارهم والتأثير في تصوراتهم، وأسلوب مقاربتهم لقضايا الأمة وشعوب المنطقة، تمارس فعلها عبر وسائط اللغات الطبيعية والخوارزميات الرقمية، من أجل محاولة تشكيل وعي جديد قادر على قبول تمثلات قائمة على احتقار الذات والطعن في مشروعية الهوية الثقافية والحضارية المشتركة والجامعة، لكل المجتمعات من المحيط إلى الخليج.
وتعتمد هذه الحروب غير التقليدية على الكلمات في تجلياتها المسموعة والمرئية، فاللغة كما يقول المتخصصون تسمح بالتفكير ومن ثم بالكلام؛ واختيار الكلمات والمصطلحات لا يمكنه أن يكون بريئاً ولا محايداً، لأن الكلمة تحوّل الواقع من وجود بالقوة إلى وجود بالفعل، وتجعله حياً وحاضراً، وبالتالي فإن الكلمة تفرض فضاءاتها وتاريخها وأسلوب تصورها، والقول هو بشكل من الأشكال إبداع للعوالم ومحاولة لإدخال المتحاورين معنا بداخلها.
يقول الباحث جان باتيست نوي، إن الحديث عن الشام، عن الشرق الأوسط، وعن العالم العربي ليس أمراً محايداً، فكل كلمة تشير إلى واقع مختلف، ليس هو نفسه الذي تشير إليه كلمات أخرى تخلق فضاءً ذهنياً مغايراً، وعندما نستعمل كلمات أجنبية، فإننا نجعل من مفاهيم غيرنا مفاهيم لنا. وبالتالي فإنه ليس من الغريب أن كلمات مثل الشهداء والوطن العربي والأمة الإسلامية، ليست لها لا المعنى ولا الوقع نفسه مقارنة بكلمات تقابلها مثل القتلى، العالم العربي أو العالم الإسلامي. وعندما نتحدث عن الشرق الأوسط كبديل عن التسميات الأخرى، فإننا نقبل ضمنياً باستبعاد عناصر الهوية العربية والإسلامية للمنطقة.
لن نذيع سراً في هذا السياق عندما نقول، إن الإنسان كائن رمزي بامتياز، وذلك ما يجعله مستعداً للتضحية، وإلى بذل جهود مضنية للحصول على مكاسب رمزية، لا يمكن قياسها بفوائدها وخصائصها المادية المباشرة. وعليه فإن اختلاف الإنسان عن باقي المخلوقات الأخرى، تجعله كائناً قادراً على استبدال الأشياء الواقعية برموزها؛ وتكون الرموز في الكثير من الحالات أكثر قيمة من نسخها المادية، ويتحدث عالم السيمائيات الروسي يوري لوتمان عن هذا البعد الثقافي والرمزي للإنسان بكثير من الإسهاب، وبالاعتماد على نصوص إبداعية مستوحاة من الثقافة الروسية.
ويمكننا أن نتحدث أيضاً في هذا السياق، كما يشير إلى ذلك سيرج حاليمي، عن حروب الكلمات التي تتحوّل إلى فن من فنون التشهير والقذف السياسي لمنع الخصوم من التأثير في الجمهور، ولجعل خطابهم غير قابل للتداول بناءً على قاعدة شيطنة الآخر، واتهامه بتهم أخلاقية واهية، لا تستند إلى أي أسس موضوعية.
وعندما يتم الآن، في سياق النقاش السياسي الغربي، اتهام معارضي السياسة الإسرائيلية الإجرامية في المنطقة العربية بمعاداة السامية، فإن ذلك يدخل في سياق استراتيجية تهدف إلى تدمير الآخر، واغتياله سياسياً كما يحدث الآن في فرنسا مع شخصيات سياسية مرموقة مثل جون لوك ميلونشون ودومينيك دوفيلبان وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، حيث تهدف الآلة الإعلامية إلى إسكات كل الأصوات التي ترفع صوتها، من أجل انتقاد سياسة الإبادة في فلسطين، والتدمير في لبنان.
وعلاوة على ما تقدّم فإن حروب الكلمات والرموز، لا تقف عند هذا الحد، بل إنها تشمل في أحايين كثيرة العمل على تشويه الحقائق، والتلاعب بالتاريخ، والأمثلة على ذلك كثيرة، ويمكننا أن نقدم بشأنها مثالاً توضيحياً مأخوذاً من التاريخ الغربي المعاصر، فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، واستسلام ألمانيا النازية قام المعهد الفرنسي للرأي العام بطرح سؤال على عينة من المواطنين الفرنسيين مضمونه: من هي الأمة التي كان لها الإسهام الأبرز في إلحاق الهزيمة بألمانيا، وكان جواب أكثر من 80 في المئة منهم في شهر مايو/أيار من سنة 1945، أن الاتحاد السوفييتي لعب الدور الأبرز في إضعاف واستنزاف ألمانيا. بيد أن التاريخ الرسمي للدول الغربية ركّز لاحقاً على الإسهام الأمريكي في انتصار الحلفاء، وعملت الدعاية الهوليودية بعد ذلك على تضخيم دور الجيش الأمريكي على الرغم من الهزائم المذلة التي تلقاها على يد الجيش الياباني.
ومن الواضح أننا في محيطنا العربي الراهن، نعيش لحظة امتزاج حروب الكلمات بحروب الدم التي تُسفك فيها دماء الأبرياء؛ وبعد أن جرى تدجين الكلمات وجعل دلالاتها باهتة، يتم الآن تسفيه وتبسيط القتل، وتحويل أعداد الضحايا إلى أرقام صماء من دون روح. وسيكون من ثمة ممكناً للغرب تشويه الحاضر حتى قبل أن يتحوّل إلى ماض، مع العمل على صياغة سرديات تساوي بين الضحية والجلاد، وتتحدث بالتالي عن حق المحتل في «الدفاع عن نفسه»، وعن حقه في تدمير البشر والحجر واستفزاز اللبنانيين بالقول لهم سندمركم كما دمرنا غزة، وذلك كله بهدف تبرير حروب القتل والإبادة، وإقصاء كل ما هو مختلف ومغاير، وتمزيق الهويات الجماعية، وخلق ذوات مُغفلة، تتساوى لديها الأنوار والظلم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله
إقرأ أيضاً:
العالم العربي.. "وعي مُزيف" و"واقع" غير مُكتشف
مرتضى بن حسن بن علي
الواقع المأساوي للعرب، مُعقَّد ومتشابك، وتتداخل وتتفاعل فيه أسبابا عديدة، داخلية وخارجية، قديمة وحديثة، وقد آن الأوان أن يعترف العرب بشجاعة بأن واقعهم الراهن ليس وليد مؤامرة خارجية فقط، أو ناتج من مجرد مصادفات.
وكما أن العامل الخارجي لم يمنع دولا أخرى من تجاوز مشاكلها واستثمارها لمصلحتها، كذلك فإن العقل والمنطق يشيران بأن تكرار ظواهر الإخفاق والفشل تعكس خللا هيكليا داخليا أكثر من المصادفة. قانون المصادفة لم يخلق حسب مزاج العرب وقياسهم. وفي كل الاحوال، مهما كان تأثير العامل الخارجي الذي لا يمكن إنكاره وإن كان من الضروري وضعه في إطاره المناسب والصحيح؛ فإن العامل الداخلي هو المسؤول عن تخلف العرب، وهو الأهم والأقسى لأنه من صُنع العرب أنفسهم، وهو ملتصق بهم التصاق الرمش بالعينين والراحتين بالأصابع.
تقول الأساطير القديمة إن البحَّارة عندما كانوا يواجهون الامواج العنيفة والرياح العاتية اثناء ابحارهم، كانوا يقبلون على صناديق الجثث الموجودة على ظهر السفينة، يفتشونها على أمل أن يعثروا على جثة مخفية في احدى الصناديق التي هي سبب بلائهم وحظهم العاثر وإلقائها في البحر، مُعتقدين أنها سوف تكون نهاية محنتهم وبلائهم. ويبدو أننا إذا حاولنا تكرار التجربة نفسها في السفينة العربية التي عصفت بها الرياح واضطربت بها الأمور، فإن البحث سوف يقودنا إلى اكتشاف جثث عديدة متعفنة متراكمة وليست جثة واحدة. وتراكم وتعفن الجثث أدى الى خراب وفساد في البيئة العربية كلها، وما زالت روائح التعفن تطاردنا، رغم استعمالنا لكل أنواع العطور والبخور.
في عام 1825، قرر محمد علي الكبير، إرسال بعثة من 40 طالبًا مصريًا إلى باريس لتعلم اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة ومعهم الشيخ الأزهري رفاعة رافع الطهطاوي، ليكون واعظًا وإمامًا للمصلين من الطلبة المبتعثين. ومن تلك المدينة الباهرة، عاد بكتابه الشهير "تخليص الإبريز في تخليص باريز". الكتاب كان دعوة شبه صريحة إلى شرط تحتاجه الشعوب في يقظتها وهو شجاعة الشك والجسارة على مراجعة المنقول والمحفوظ، الذي عطّل العقل العربي وحبس حركته وفعله. ورجع الطهطاوي من باريس كمُصلح اجتماعي بعد أن ذهب اليها كإمام وواعظ.
مضى على صدور الكتاب أكثر من قرن و80 عامًا. وفي هذه المساحة من الزمن لم تصل شجاعة الشك إلى مشارف الحقيقة، ولعلها اقتربت مرات ثم اختلطت عليها المسالك؛ فالظاهر أن "الإبريز" الذي استخلصه الشيخ رفاعة في تلخيص "باريز" ضاع في الصحاري العربية أو طمي الأنهار أو أمواج الخلجان والبحار المبسوطة على رقعة الخريطة العربية! لقد فشل العرب في اجتياز المراحل الحرجة من تجربة التنوير الفكري والتقدم الاقتصادي والتوازن الاجتماعي والرشد السياسي.
كذلك لم تنجح جلسات "مؤتمر التنوير العربي" التي انعقدت في القاهرة في القرن الثامن عشر والمُنادية بالإصلاح وضرورة هدم الهوة السحيقة التي تبعدنا عن العالم المتقدم، لأن الحكومات لم تدعمها، كما إن قوى الشد الرهيبة في المجتمعات العربية أرغمتها على التراجع، ولكن بعد أن تاهت في دروبها المُتعرِّجة.
بدأنا بتناول الأقراص المُهدِّئة وبنهم شديد حتى تحولت العملية إلى عادة مُستشرية؛ لأن الأقراص كانت من ذلك السُمّ الممزوج بالعسل تعطينا نكهة لذيذة بداية، ولكن بعد ذلك ينتهي مفعوله ليبدأ تأثير السم القاتل وينتشر مفعوله الى الجسم كله ليقضي على جهاز المناعة فيه.
كثيرون مِنَّا غير مدركين أنهم ينظرون إلى ظاهرة التأزُّم المُحتقن في العالم العربي بطريقة أحادية ومن زاوية معينة، وبالتالي فإنهم لا يرون من هذه الظاهرة إلّا عنصرًا واحدًا من عناصرها العديدة والمُعقَّدة، ويصلون إلى قناعات ساذجة بأن ما يُشاهدونه هو الظاهرة كلها، بينما الحقيقة أنهم لم يطَّلعوا إلّا على وجه واحد منها، ورصدوا ذلك الجانب الذي وقعت عليه أعينهم، دون أن ينتبهوا أن للظاهرة مكونات وظلالًا أخرى لم تُتح لهم الفرصة أن يروها؛ سواءً لأنها تتجاوز مدى رؤيتهم، أو لأنها حُجبت عنهم، أو لأنهم ببساطة أشاحوا بوجوههم عنها ولم يرغبوا في رؤيتها.
ومع الأسف، فإن أطرافًا عديدة تفقأ عيونها لكي لا ترى الحقيقة، مثلما فعلها ذات يوم "أوديب" حسب الميثولوجية الإغريقية القديمة، لكي لا يرى الحقيقة.
أطباء المجتمع المدركون لطبيعة المشاكل وجذورها، وهم الكتاب والمثقفون والمفكرون، أصبحت كلماتهم مُختطفة أو مُحتقنة أو مُغتصبة، وأي كاتب مدرك، يحاول الوصول إلى نقطة العورة، يرى أن مهمته أصبحت عسيرة جدًا. وليس سبب ذلك هي الحكومات فقط، وإنما المجتمعات بعاداتها المُتصلِّبة تُجهِز على الكاتب قبل الحكومات؛ ذلك لأن الحقائق العلمية لم تتسرب إلى صميم وعي وأجواء مجتمعاتنا، وتصرفاتها مشوبة بكثير من الأوهام التي تؤدي إلى مظاهر فاضحة من الخداع والانخداع، وهي نتيجة للتجارب التاريخية التي كُنَّا خاضعين لها.
المجتمع مثل الفرد، في أية مرحلة، من حياته هو نتاج لخبرات مراحل سابقة من هذه الحياة التي أضفت سمات متميزة على شخصيته.
وداخل وعينا الباطني مساحات كبيرة تتسع لكل القيم القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية والخرافية، وفيها مساحات تتسع لإقامة مضارب الخيام؛ حيث توزع أقداح القهوة وتُتلى أبيات الشعر وتُسرد قصص «التاريخ» في بطولاته وفتوحاته وأمجاده، دون التطرق إلى تأزُّماته ومشاكله ومؤامراته وحروبه وفتنه الداخلية وتعقيداته وأوهامه وترسباته.
وفي الجانب الثاني، تُقابلنا التقنيات الحديثة وشبكات الإنترنت والذكاء الصناعي والانفتاح الإعلامي الثقافي الحضاري العالمي، وتقوم وسائل الاتصال السريعة- بل والآنية- بعبور الحدود الجغرافية دون قيود ولا شروط، برسائلها ومضامينها، دون وجود قدرة لدينا على هضمها واستيعابها. وكرد فعل لمواجهة ذلك، نحاول التعويض عن عجزنا وإخفاقاتنا بالتشدق بالماضي ومواجهة الواقع المُنهار بالمقولات «الفكرية» القديمة التي تحمل معاني العِزَّة والكرامة، ونقتنعُ بالأجوبة السهلة للأسئلة المعقدة، واجترار ما عهدنا من التغني بالماضي؛ فنحن أمة عظيمة وعلماؤنا وفلاسفتنا علَّمُوا أوروبا والعالم. كل ذلك يجري دون أن ندرك أن التغنِّي أصبح مظهرًا غير صحيّ ولا حضاريّ، وأنه يُصرفنا عن النظر إلى قضايا الحاضر والمستقبل، وبالتالي فإن هذا التغنِّي هو أحد عناصر الأزمة التي نُعانيها.
يرى المفكر السوري هشام صالح في كتابه "الانسداد التاريخي"، أن العرب يُعانون انسدادًا تاريخيًا يمنعهم من الانطلاق بسبب التناقض المُطلق بين ما يعتقدونه ويتمسَّكون به، وبين التطورات العلمية والسياسية والفلسفية التي جاءت بها الأزمنة الحديثة، والتزامهم بحَرفية النصوص الذي يؤدى بالعربي إما إلى إنكار منجزات الحداثة أو إعلان الحرب على العصر الذي نعيشه بكل ملامح التحضر والتقدم به. وهكذا يقع العربي والمسلم في تناقض قاتل لا مخرج منه إلّا بالتأويل المجازي للنصوص والاعتراف بالمشروطية التاريخية له كما فعل المسيحيون في أوروبا بعد عصر التنوير، عندما فرَّقوا بين ما هو عرضي وما هو دائم، ولكن العرب فشلوا في تحقيق المصالحة الكبرى بين الأفكار القديمة والعقل والحداثة.
وما زالت التيارات السلفية التي تنتهج أساليب التلقين الإيديولوجي والهيمنة المطلقة على عقول الأتباع وتطويعهم وتدجينهم هي المسيطرة.
كيف ينظر العالم الخارجي إلينا يا ترى؟ لماذا تتوسَّع الفجوة بين السطح والقاع، وتزداد المساحات بين الشرائح الاجتماعية، وتنقرض الطبقة الوسطى الحافظة للتوازن الاجتماعي؟ كم من العلماء والفلاسفة والمُبدعين الذين أنتجناهم؟ وما الإنجازات التي قدمناها للعالم خلال العقود العشرة الماضية؟ أين هم خِيرة علمائنا الذين أنتجتهم الجامعات الأجنبية؟ وكم من هؤلاء حافظنا عليهم؟ ولماذا فضَّل عدد كبير منهم الرحيل إلى المهجر؛ حيث تشعر الدول المُتقدِّمة، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى مزيد من الكفاءات العالمية والمهارات المدربة، وتصدر قوانين خاصة لاستيعابهم وإعطاء الجنسيات لهم؟ لماذا أصبحت البيئة العربية طاردة للكفاءات في الوقت الذي نحن في أمسِّ الحاجة إليها؛ حيث ما زلنا نرزح تحت أعباء التخلف ونمُر بالمراحل الأولى من النمو والتطور؟ لماذا نحن محاصرون بتناقضاتنا، وتتباعد يومًا بعد يوم مساحة الاختلاف بين ما تردده الألسُن وما يجرى على أرض الواقع من تصرفات؟
إذا كانت المقدمات تؤدي إلى النتائج- كما يقول المناطقة- فأي النتائج يمكن أن تُستشف من قراءة المقدمات المطروحة؟ ومنا المقدمات التي أوصلتنا الى هذه النتائج المأساوية؟ لماذا تعاظم الانفصام بين «الوعي» الذي جرى تزييفه باستمرار بالمخدرات «الفكرية» والحبوب المُنوِّمة والأوهام وبين «الواقع» الذي لم يتم اكتشافه بعد؟!
رابط مختصر