الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة هو موقف مجمع عليه بالرغم من الخلاف حول ما قامت به حماس وحول مدى تأثيره السلبي على شعب غزة ونسيجها الاجتماعي، فضلاً عن القضية الفلسطينية برمتها. هناك إجماع على القضية الفلسطينية وعدالتها وضرورة الوصول إلى تسوية.
وقد قادت المملكة العربية السعودية الجهود من أجل رؤية عربية واضحة، بل إن المملكة وعلى لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اشترطت للتطبيع مع تل أبيب إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
عندما بدأت إسرائيل حربها على لبنان خرجت بعض النخب التي تدّعي أنها عربية لمحاولة تبييض صفحات الجماعات الإرهابية، حتى أصبحت تشارك بالرقص على جثث النساء والأطفال والشيوخ الذين قتلتهم يد الغدر التابعة لحزب الله والحوثي والجماعات الولائية في العراق وغيرها. بل تحولت بعض القنوات الفضائية إلى بوق للدعاية لهذه التنظيمات الإرهابية وكأن هذه الأبواق لا تخرج من منطقة الخليج العربي التي اكتوت بنار الإرهاب الحوثي وإرهاب حزب الله، بل كأنها تخرج من الضاحية الجنوبية أو من قم. بل إن فهمي هويدي وهو صحفي مصري خرج على منبر الجزيرة ليكتب (أن تكون مقاوماً أو أن تكون صهيونياً)، إنها النظرة المتطرفة ذاتها التي قالها زعيم تنظيم القاعدة السابق بأن العالم انقسم إلى فسطاطين كما زعم، فبحسب زعم هويدي إما أن تكون مع حزب الله والحوثي وبقية الميليشيات التي خاضت في الدماء العربية حتى الركب أو أنك عميل وصهيوني، وهو بذلك يكيل الاتهامات إلى أبناء بلده بالدرجة الأولى الذين يرفضون في معظمهم وعلى رأسهم مؤسسات الدولة المصرية المشروع الذي تتبناه تنظيمات ما قبل الدولة التي تمثلها هذه الميليشيات. هويدي وبقية الأبواق لا يضعون الحكومات العربية وحسب في خانة العمالة بل يطالون بخطابهم الشعب في اليمن الذي عانى من قمع وحصار وقتل جماعة الحوثي، ويطالون الشعب في العراق الذي شهدت مدنه وقراه في غرب البلاد التنكيل والقتل والتهجير على يد الميليشيات الولائية وما تزال كثير من الحواضر خاوية على عروشها، وهم يطالون الشعب في سوريا، حيث عاث حزب الله والميليشيات الأخرى فساداً وظلماً وقهراً يندى له جبين الإنسانية على يد إرهابيي حزب الله.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة
البلاد – بيروت
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ بشكلٍ لا رجعة فيه، مشددًا على أن لبنان ماضٍ في تثبيت سلطة المؤسسات الشرعية وبناء دولةٍ قويةٍ قادرة على حماية حدودها وأمنها الداخلي.
وأضاف عون خلال استقباله وفدًا من مجلس الشيوخ الفرنسي أمس الاثنين في بيروت، أن الجيش اللبناني ينتشر بكفاءةٍ على الحدود الشمالية الشرقية، ويتولى كامل مسؤولياته الوطنية في مكافحة الإرهاب، ومنع التهريب، وحفظ الأمن، بما يكرّس مسؤولية الدولة الحصرية عن السيادة والأمن من دون شراكة مع أي طرفٍ آخر، مؤكدًا أن استكمال انتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيل من “التلال الخمس”، باعتباره ضرورة قصوى لتعزيز حضور الدولة اللبنانيّة على كل شبرٍ من أراضيها.
وفي موازاة الملف الأمني، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الإصلاحات البنيوية انطلقت وستُنفذ بوتيرةٍ متصاعدة، مشددًا على أن هذه الإصلاحات تُمثل حاجة لبنانية خالصة، وليست مجرد استجابة لضغوط أو مطالب خارجية، قاطعًا بأن مكافحة الفساد تندرج في صلب هذه العملية، باعتبارها ركيزةً أساسية في بناء دولةٍ حديثةٍ قادرةٍ على خدمة مواطنيها وتعزيز الثقة الداخلية والخارجية بمؤسساتها.
على الصعيد الإقليمي، أعلن الرئيس أن لبنان سيتحرك نحو تشكيل لجان مشتركة مع سوريا لمعالجة الملفات العالقة، وفي مقدمتها ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتسوية أوضاع النازحين السوريين الذين غادروا بلادهم لأسباب اقتصادية، بما يخفف من الأعباء المتفاقمة على الدولة اللبنانية.
أما داخليًا، فقد شدّد عون على أن الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها المحدد، مع توفير الدولة لكل المتطلبات الإدارية والأمنية لإنجاح العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن الخيار سيكون للبنانيين وحدهم لاختيار ممثليهم بحريةٍ وديمقراطيةٍ كاملة.
وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد أن كل هذه المسارات المتوازية، من التثبيت الأمني إلى الإصلاحات ومكافحة الفساد والانتخابات، تهدف إلى إعادة بناء الدولة اللبنانية وترسيخ حضورها الفاعل داخليًا وخارجيًا، عبر مؤسساتٍ شفافةٍ وقوية تُعيد ثقة اللبنانيين والعالم بلبنان الجديد.
يأتي هذا الحراك في ظل تقارير أمريكية تكشف عن اتخاذ قرار دولي بتطبيق القرارات الأممية وتحرير لبنان من نفوذ “حزب الله”، مع معلومات تفيد بأن أمريكا بدأت الإعداد لتحرّك عملي إذا لم تتحمل الدولة اللبنانية مسؤولياتها. وفي هذا الإطار، يكشف تقرير صادر عن وحدة القيادة المركزية الأمريكية “CENTCOM”، المسؤولة عن منطقة تشمل 20 دولة من بينها لبنان، عن وجود تنسيق أمريكي-أوروبي واسع يشمل إنهاء الجناح العسكري لـ”حزب الله” والحدّ من هيمنة جناحه السياسي على القرار اللبناني، ويجري التنسيق الاستخباراتي مع عدة دول على رأسها فرنسا، مع دعم إقليمي ملحوظ لهذا التوجه.
وتُظهر التقارير أن المرحلة المقبلة ستكون محوريةً للبنان والمنطقة بأسرها، مما يزيد من أهمية التمسك بخيار بناء دولةٍ قوية وشفافة وفاعلة، بعدما أثبتت مشاريع الميليشيات والجماعات فشلها في تحقيق الاستقرار المنشود.
وفي هذا السياق، يندرج تريث الرئيس عون في التعامل مع “حزب الله” ليس باعتباره ضعفًا، بل خيارًا مدروسًا لقطع الطريق أمام أي انزلاقٍ إلى صراعٍ داخلي، خاصةً في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي الضاغط، الذي يُحتمّ اعتماد نهجٍ هادئ وحازم في آنٍ معًا.